تجربتي مع الجنين المعترض كانت ممتلئة بالقلق والتوتر ، بهذا وصفت سيدة حامل مشاعرها حين أخبرها طبيب النساء بوضعية الجنين داخل الرحم بالعرض .
في تلك الوضعية تكون رأس الجنين أعلى بينما قدميه أسفل قناة المهبل ، وتلك المشكلة تعوق إجراء الولادة الطبيعية إذا استمرار الجنين على نفس الوضع حتى المخاض .
أكدت تلك التجربة على خوفها من الولادة القيصرية بسبب انتمائها إلى الإجراءات الجراحية التي ترتبط بفتح شق من منطقة البطن لإخراج الطفل ، وكانت تسمع عن مضاعفاتها مقارنة بالولادة الطبيعية.
تحدثت مع طبيب النساء المشرف على الحمل عن طرق تعديل وضعية الجنين للوضعية الصحيحة للولادة الطبيعية ، حيث نصحها ببعض التمارين الرياضية التي تساعد على قلب الجنين للوضعية المثالية لخروجه من قناة المهبل كالمشي مع النوم على الجانب الأيسر ، في النهاية اعتدال وضع الجنين وأجرت الولادة الطبيعية.
ومن ناحية أخرى ، تخبر سيدة حامل أخرى أن الجنين المستعرض اعتدل بواسطة تقنيات طبية بعيادة طبيب أمراض النساء ، مما ساعدها على إجراء الولادة الطبيعية.
في حين أخبرت نساء أخريات أن الجنين المستعرض انتهي بالولادة القيصرية بعدما استمر على تلك الوضعية حتى لحظة المخاض ، حيث تم تجريب العديد من الطرق لتعديل وضع الجنين للولادة الطبيعية ما بين الطرق الطبيعية كالتمارين الرياضية أو التقنيات الطبية بعيادة طبيب أمراض النساء ، لكن لم يستجيب الجنين لتلك المحفزات وانتهت الفشل وخرج الطفل من شق بمنطقة البطن.
أسباب وجود الجنين بالعرض
يقول أطباء النساء أن هناك عوامل خطورة مرتبطة بالجنين المستعرض .
الولادة المبكرة أهم أسباب الجنين المستعرض لأن الأجنة يتخذون وضعية الولادة في الشهر الأخير من الحمل ، فكلما كانت الولادة بوقت باكر كلما كان الجنين بالعرض.
الحمل بتوأم أو الحمل متعدد الأجنة.
إصابة الأم الحامل بمشكلة بالرحم.
المعاناة من مشكلة بالمشيمة أو الوضعية الغير مثالية للمشيمة.
خلل في نسبة السائل الأمينوسي المحيط بالجنين.
ترهلات بعضلات البطن أو جدار الرحم للأم الحامل.
الوضعية بالعرض لحمل سابق.
مضاعفات الجنين المستعرض
أن وضعية الجنين بالعرض لا تضره أو تؤثر عليه سلبياً طول فترة الحمل ، لكنه تظهر الخطورة مع استمرارية تلك الوضعية إلى موعد المخاض وإجراء عملية الولادة.
يوصى أطباء النساء مع استمرارية تلك الوضعية إلى الأسبوع 37 من الحمل التخطيط للولادة القيصرية التي تكون الأكثر أمان والحل الأمثل مع الجنين المستعرض.
لأن الولادة الطبيعية مع الوضعية العرضية تكون مرتبطة بمضاعفات مثل تعلق رأس الجنين بقناة الرحم ، انقطاع حصول الجنين على الأكسجين بواسطة الحبل السري .
مع وضعية الجنين بالعرض ينصح أطباء النساء الأم الحامل بالحرص على النوم على الجانب الأيسر التي تكون الوضعية المثالية التي تساعد الجنين على الانقلاب برأسه إلى أسفل قناة المهبل للسماع بإجراء الولادة الطبيعية.
كما يمكن ثني الساقين ووضع بينهما وسادة ، الأمر الذي يسمح بالشعور بالراحة مع تعديل وضعية الجنين في الأسابيع السابقة للولادة.
بالجدير بالذكر أن النوم على الجانب الأيسر هي الوضعية الأفضل للأم الحامل والجنين وفقاً لنتائج الدراسات العلمية لأنها تدعم المشيمة لإمداد الجنين بالمغذيات والدم الحامل للأكسجين لضمان سلامة الجنين ، كما تحمي الأم الحامل من آلام الظهر .
وضعية الجنين في الشهر التاسع من الأمور الهامة المتحكمة في نوع الولادة ، لذلك تحرص النساء الحوامل على متابعة منتظمة بعيادة طبيب أمراض النساء للتحقق من وضعية الجنين لتقييم نوع الولادة طبيعية أو قيصرية.
الطريقة الوحيدة لمعرفة وضعية الجنين بالعرض هو الذهاب لعيادة طبيب النساء للتحقق من وضعيته عبر الاختبارات الطبية كفحص الموجات الفوق الصوتية .
كما يكون من السهل على طبيب النساء معرفة وضعية الجنين عبر الفحص اليدوي لمنطقة البطن بالضغط بأصابعه لمعرفة مكان رأسه ومؤخرته ، مما يساعد على معرفة وضعية الجنين بشكل دقيق.
بالجدير بالذكر أن يوجد طريقة تساعد الأم الحامل على معرفة وضعية الجنين بنفسها تعتمد على الضغط على منطقة البطن لتحسس موضع الرأس والمؤخرة .
حيث تكون رأس الجنين عبارة عن كتلة صلبة دائرية ، بينما المؤخرة تكون كتلة أخف صلابة ، لكن لا تغني تلك الطريقة عن زيارة طبيب النساء تجنباً من الفحص الخاطئ للأم الحامل.
خلال فترة الحمل يتحرك الجنين بجميع الاتجاهات داخل بيئة الرحم ، ولكن مع قرب موعد الولادة تنفتح قناة عنق الرحم وتنزل السدادة المخاطية ، ثم ينزل الجنين من الرحم إلى الحوض.
هنا تتغير وضعية الجنين لوضع يسمح بالولادة الطبيعية تكون رأسه أسفل قناة المهبل ، وهذا من المتوقع حدوثه خلال الفترة التي تتراوح من الأسبوع 32 إلى الأسبوع 36.
خلال تلك الفترة تتابع الأم الحامل مع الطبيب المشرف على الحمل لتأكيد الوضعية المثالية للولادة الطبيعية.
بحالة التحقق من الوضعية العرضية أو غيرها من الأوضاع التي لا تكون فيها رأس الجنين متجهة أسفل قناة المهبل ، يلجأ طبب النساء إلى الخيار الأكثر أمان على الأم الحامل والجنين وهو التخطيط للولادة القيصرية.
ومع ذلك ، يمكن أن تحدث الولادة الطبيعية إذا انقلبت رأس الجنين تجاه قناة المهبل عند المخاض خاصة أن بعض الأجنة لا يقلبون إلى قناة المهبل بوضعية الولادة الطبيعية إلا قبل المخاض بساعات أو مع تقلصات الطلق.
أسئلة شائعة
ماذا يعني الجنين بالعرض؟
المقصود بالجنين بالمستعرض أنه يجلس بالعرض داخل أحشاء الأم ، بحيث يكون جسمه بشكل أفقي بالرحم ، بينما الوضعية المثالية أن يجلس بشكل عمودي. أن جلوسه بالعرض يجعل ظهر الجنين أو أحد أكتافه متجهة نحو قناة المهبل ، وهنا وضع لا يسمح بالولادة الطبيعية التي تشترط أن تكون رأسه أسفل قناة المهبل لأن الطبيب أثناء العملية يقوم بسحب الرأس في البداية ثم بقية أعضائه مما يرتبط بجعل العملية سهلة. أن الجنين بالعرض يجعل الولادة قيصرية لأن الأطباء يخشون من تعلق راسه بالرحم أو صعوبة سحبها للخارج ، وهي مشكلة مرتبطة بعسر العملية ويمكن أن ينكسر أحد أضلاع الجنين مع تمزقات شديدة بمنطقة العجان.
كيف يتعدل وضع الجنين المعترض؟
يمكن للأم الحامل مع الجنين المستعرض أتباع بعض الطرق المحفزة لقلب رأس الجنين لأسفل قناة الولادة لتسهيل الولادة الطبيعية كممارسة بعض التمارين الرياضية مثل المشي أو الدحرجة على الكرة المطاطية ، إلى جانب تمارين القرفصاء والسجود والركوع. هناك بعض الطرق الطبيعية التي تستهدف تحفيز الجنين على الحركة بداخل الرحم لقلب رأسه للولادة الطبيعية مثل تسليط مصباح ضوء إلى مكان الجنين أو تسليط إليه أغنية بواسطة سماعة ، كما يمكن وضع على كمادات باردة أعلى منطقة البطن. يلجأ طبيب النساء لبعض التقنيات الطبية لقلب رأس الجنين لتصبح أسفل قناة المهبل من خلال ضغطه على البطن بطريقة خاصة تحفز الجنين على الانقلاب لتعديل وضعيته ، ويكون الهدف هو رفع أرداف الجنين باتجاه تصاعدي لتعديله للوضعية المثالية للعملية الطبيعية.
كيف اعرف ان الجنين في وضع الولاده؟
الطريقة الصادقة لمعرفة أن الجنين يجلس بوضعية الولادة هو زيادة عيادة طبيب النساء لإجراء بعض الاختبارات التقييمية لوضعية الجنين مثل فحص السونار . ينصح بالمتابعة الدورية مع طبيب النساء من بداية الشهر التاسع للتحقق من وضعية الجنين التي تتحكم في نوع الولادة.
