على الرغم من أن الدين الإسلامي أعطى للنساء الحوامل استثناء بإمكانية الفطور في شهر رمضان ، وذلك حرصاً على سلامة الجنين إلا أن البعض منهن تحرص على الصوم ، وهو ما يطرح بعض الأسئلة هل ترجيع الحامل في رمضان يبطل الصوم ؟ حيث يعتبر الترجيع من متاعب الحمل التي تسبب التقيؤ والاستفراغ وسوف نتعرف على حكم ذلك في رمضان من علماء الدين الإسلامي.
يقول فقهاء الدين الإسلامي أن حكم ترجيع الحامل في رمضان يختلف وفقاً لعامل إذا كان تقيؤ الطعام بتعمد من السيدة الحامل أو بأمر خارج عن إرادتها.
في حالة أن يكون ذلك التقيؤ بتعمد فهو يبطل الصوم في رمضان أما إذا بغير عمد وبأمر خارج عن الإرادة فهو لا يبطل الصوم ، وذلك على قول النبي عليه الصلاة والسلام “من ذرعه القيء هو كالمكره”.
وينصح المرأة الحامل في حالة مواجهة صعوبة في صيام رمضان أن تفطر حفاظاً على صحتها وصحة الجنين ، وبغير أن تشعر بالذنب ، حيث أعطي الدين الإسلامي لبعض الفئات تصريح للفطور وهم المسافر والمرأة الحامل والأم المرضعة.
حكم فطور الحامل في شهر رمضان
تفكر بعض النساء الحوامل في الفطور خلال شهر مضان ولكن تشعر بالقلق والذنب من ذلك ، الأمر الذي يدفعنا لتوضيح حكم فطور الحامل في صوم رمضان.
يشير علماء الدين الإسلامي أن بإمكان المرأة الحامل الفطور في شهر رمضان الكريم دون أن تشعر بالذنب في ذلك حيث أن الله سبحانه وتعالي رحيم فقد أعطى لها السماح بذلك في حالة أن يكون الصوم له تأثيرات سلبية على صحة الجنين .
وهو ما قاله الله في كتابه العزيز في سورة البقرة آية 184(أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم.
حيث أن كلام الله واضح يقصد منه أن المرأة الحامل يمكنها أن تفطر في شهر رمضان حفاظاً على صحة الجنين الذي هو بجاحة دائمة للتغذية ، ولكن بشرط تعويض أيام الفطور إلى بعد الولادة واستعادة صحتها وعافيتها من الحمل والولادة.
كما أن يمكنها التكفل بإطعام مسكين خلال صوم رمضان ، وهو من الأعمال الخيرية الرائعة التي تسعد قلب الله وترضيه.
ومن ناحية أخرى ، أشار العلماء أن فطور الحامل في شهر رمضان لا يمنعها عن الاستمتاع بذلك الشهر الكريم حيث بإمكانها أن تقوم بقراءة القرآن الكريم والتقرب إلى الله ، فهو شهر يتيح فيه مراجعة النفس وتعديل السلوكيات الخاطئة على نحو يلبي رضا الله .
بالإضافة للقيام بأعمال الخير والصدقة والتكفل بفرد أو أسرة خلال فترة الصوم حسب القدرة المالية.
الترجيع هو أحد متاعب الحمل التي تواجهها النساء الحوامل في الشهور الثلاثة الأولى على وجه التحديد ، حيث يزيد الصيام من الشعور بالرغبة في التقيؤ وذلك بسبب ترك المعدة فترة طويلة فارغة ثم امتلائها بكمية كبيرة من الطعام في ساعة الفطور وساعة السحور ، ومن هنا نقدم أفضل النصائح للوقاية من الترجيع.
ينصح حين تناول الأطعمة الابتعاد عن موائد الطعام التي تحتوي على مأكولات غنية بالروائح القوية حيث أنها تحفز على الرغبة في التقيؤ.
التفكير في الفطور في حالة مواجهة صعوبة في الصيام أو الترجيع بصورة متكررة ، لأن ذلك يعني أن الصوم يؤثر سلبياً على سلامة الحمل.
عدم ملء المعدة بالطعام في ساعة الفطور وأنما يتم تقسيم كمية الوجبات الغذائية طول الفترة الزمنية الواقعة بين ساعات الفطور وساعات السحور ، حيث يتم تناول وجبة غذائية صغيرة الكمية تحتوي على أهم المعادن والفيتامينات كل ساعتين ، وهو ما يساعد على تعزيز عملية الهضم والوقاية من مشاعر الترجيع أو التقليل منها.
أشار الأطباء لبعض المأكولات التي تحفز على التقيؤ وهو ما ينصح بالابتعاد عنها مثل كالدهون والمقليات والسكريات والوجبات السريعة واللحوم .
يجب الإكثار من شرب الكثير من المياه التي تساعد على ترطيب الجسم وتعويض السوائل المفقودة بسبب الترجيع الأمر الذي يساعد على الوقاية من الجفاف.
مناقشة الطبيب حول الأدوية التي يتم تناولها حيث أنها البعض منها قد يكون سبباً في التقيؤ كعرض جانبي مثل المكملات الغذائية ، وهو ما يتطلب تعديل مواعيد تناول الأدوية في أوقات تقلل من مشاعر الغثيان ، وعادة لا ينصح بها قبل الطعام أو بعد الطعام ، وأنما الأفضل بعد ساعة من تناول الوجبة.
في حالة أن تتخذ المرأة الحامل قرار الصيام في رمضان عليها أن تحاول تعديل أسلوب التغذية على نحو يساعد على التقليل من أعراض التقيؤ ، وسوف نوضح ما يجب فعله في حالة الترجيع خلال صوم رمضان.
ينصح في حالة أن يكون التقيؤ بصورة متكررة التوجه بسرعة لأخصائي طب النساء حيث قد يقوم بإجراء الاختبارات الطبية مثل الموجات الفوق الصوتية التي تظهر تأثير الصوم على صحة الجنين وركلاته داخل الرحم وضربات قلبه .
بناءً على التشخيص الخاص بوضع الأم والجنين سوف يعطي إشعار باستكمال الصوم في رمضان أو الالتزام بالفطور في رمضان حفاظاً على الحمل.
على المرأة الحامل مراقبة لون البول خلال الصوم لاسيما حين التعرض للترجيع ، وذلك لأن اللون الطبيعي للبول هو الأصفر الفاتح ، ولكن في حالة أن يكون بلون أصفر داكن فأنه يكون مؤشر للجفاف نتيجة نقص سوائل الجسم ، وهو ما يتطلب زيادة كمية المياه ، وفي حالة استمرارية لون البول بأصفر داكن يجب التفكير في الفطور خلال شهر رمضان.
حرصاً على صحة الأم الحامل والجنين وضع الأطباء بعض الشروط التي في حالة توافرها يمكن التفكير في الصوم خلال شهر رمضان ، وهو ما يجعل القابلية لصوم الحامل في رمضان أمر يختلف بين النساء الحوامل.
من أجل الصوم دون أن يتعارض بالسلب على الجنين يجب أن يكون الحمل في الوضع المستقر لا ينتمي إلى حالات الحمل الضعيف أو الحمل الحرج ، وليس فيه خطر للإجهاض أو الولادة المبكرة.
يجب أن تتمتع المرأة الحامل بحالة صحية جيدة بحيث لا تعاني من أحد الأمراض المزمنة مثل السكر أو الضغط المرتفع أو القلب ، ولا يكون لديها خطر لتسمم الحمل.
يجب أن يكون صحة الجنين جيدة وهو ما يتم التعرف على من خلال الفحص الطبي لمعرفة نبض قلب وعدد ركلاته داخل الرحم.
لذا يجب قبل حلول شهر رمضان الكريم أن تتوجه المرأة الحامل التي تفكر في الصوم إلى طبيبها المشرف على الحمل والتناقش منه بشان إمكانية الصوم أو الفطور ، حيث يعطي لها الطيب إشعار موافقة بالصوم في حالة أن يكون الحمل سليم وليس هناك خطر أن يؤثر على سير الحمل بصورة سليمة.
كما يطلب منها زيارة منتظمة كل أسبوع لمتابعة وضع الحمل أثناء الصوم لمعرفة تأثير تلك الفترة على نمو الجنين وصحته ، وفي حالة حدوث أي ضرر سوف يشير الطبيب بأهمية الفطور.
بينما في حالة أن يرى الطبيب قبل حلول شهر رمضان أن الصوم يرتبط بنسبة من الخطر على صحة الجنين يوصى بأهمية الفطور خلال الشهر الكريم.
