تعد المشيمة من الأعضاء الأهم للجنين لأنها المسئولة عن إمداده بالأكسجين والمواد الغذائية وتخليصه من الفضلات مما يضمن النمو والتطور الطبيعي للطفل النامي وبقائه على قيد الحياة والحفاظ على صحته .
حيث تتشكل المشيمة في المراحل الأولى من الحمل منذ تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي ، بمعنى أخر منذ اللحظة الأولى التي تصبح فيها المرأة حامل ، حيث تتكون استعداداً لدعم الجنين ومساعدته على التطور بشكل سليم.
بالرغم من تكوينها منذ لحظة الإخصاب إلا أنها لا تكون قادرة على استسلام مهمتها والبدء في وظائفها إلا في الأسبوع 9 إلى 12 من الحمل ، في تلك الفترة تكون تشكلت بشكل كامل .
يؤكد أطباء النساء أن المشيمة تتكون من الأسبوع الأول للحمل فحين تخصب البويضة وتنتقل للزرع بجدار الرحم ، يتحول الزيجوت وهو المصطلح الطبي لاندماج البويضة مع الحيوان المنوي ، إلى الملايين من الخلايا ، التي تمر بمجموعة من الانقسامات التي تنتهي بتشكيل كلا من الجنين والمشيمة.
شكل المشيمة في الشهر الثالث
في الشهر الثالث تكتمل المشيمة وتبدأ في القيام بوظائفها ، حيث تظهر واضحة حين تقوم الأم الحامل بفحص المموجات الفوق الصوتية.
في ذلك الوقت ، يبلغ طول المشيمة حوالي 22 سم (9 بوصة) ، أما عرضها حوالي 2 سم ، إذ يكون شكلها أكثر سمكاً في منطقة المنتصف مقارنة بالأطراف ، وتزن حوالي 500 جرام.
تظهر عبر فحص الموجات الفوق الصوتية بلون أحمر داكن أو قاتم مائل للون الأزرق.
ما هي المشيمة وأهم وظائفها
تعرف المشيمة بأنها عضو صغير ينمو في الرحم أثناء الحمل ويتكون من مجموعة أوعية دموية تمد الجنين بالأكسجين والماء والمغذيات ، كما تقوم بتخليصه من الفضلات ، ومن خلالها تتكون الأجسام المضادة المسئولة عن حماية الجنين من العدوى أو الأمراض .
تتصل المشيمة بجدار الرحم كما تربط الجنين بالحبل السري وتحتوي على عينة من المادة الوراثية للجنين .
يطلق أطباء النساء على المشيمة أنها شريان الحياة للجنين لأنها تمده بالمغذيات والدم وتساعده على الأكل والتنفس حتى يخرج للعالم الخارجي ، وبدونها يموت الجنين .
وعن آلية عملها ، أن أثناء الحمل يزيد تدفق الدم في جسم الأم الحامل ، فحين يزيد تدفق الدم بالرحم تحصل المشيمة على الأكسجين والدم والعناصر الغذائية وجزئيات المناعة التي تحمل الأجسام المضادة ، بحيث تمر تلك المواد عبر الحبل السري مروراً بالكيس الأمينوسي حتى تصل للجنين ، في المقابل يقوم الجنين بطرد ثاني أكسيد الكربون والفضلات التي لا يحتاج إليها إلى المشيمة التي تقوم بطردها والتخلص منها مما يضمن سلامة الجنين.
كم مشيمة تتكون أثناء الحمل
تتكون مشيمة واحدة أثناء الحمل تكون مسئولة عن غذاء الطفل النامي ، وهذا فيما يتعلق بالحمل بطفل واحد ، ولكن يختلف الأمر في حمل التوائم.
في الحمل بتوأم يوجد اثنان من المشيمة بحيث يكون لكل جنين مشيمة مسئولة عنه ، لكن بعض التوائم يتشاركان في مشيمة واحدة.
بحالة أن يوجد اثنان من المشيمة سيكون لكل طفل حبل سري ، في حين أن الحمل بتوأم بمشيمة واحدة يوجد حبل سري واحد يربط الأجنة بالأم.
عادة تظهر المشيمة أثناء فحص الموجات الفوق الصوتية بعيادة طبيب النساء ، مما يساعد على معرفة عدد المشيمة بحالة الحمل بتوأم ، كما يقيم صحتها للمساعدة على الحفاظ عليها ، لأن جودة وظيفتها أهم ما يضمن الصحة السليمة للطفل النامي.
معرفة نوع الجنين من المشيمة
يقول أطباء النساء أن المشيمة تحتوي على المادة الوراثية للجنين ، بالتالي تساعد على معرفة نوع الجنين ولد أو بنت في الثلث الأول من الحمل وتحديداً من الأسبوع 10 إلى 12 .
وهذا يحدث حين تخضع الأم الحامل لاختبار الزغابات المشيمية وفيه يتم الحصول على خزعة من المشيمة لفحصها في أحد المعامل الطبية المتخصصة.
يقوم خبير المعمل بفحص المادة الوراثية للجنين داخل المشيمة والتي تحمل كروموسوماته ، إذ تشير النتيجة (yx) إلى الحمل بولد ، بينما تشير النتيجة (xx) إلى الحمل بفتاة.
ومن ناحية أخرى ، لا ينصح المرأة الحامل بإجراء ذلك الفحص لمعرفة نوع الجنين لارتباطه ببعض المخاطر ،ولكن عليها الاستعانة بفحص الموجات الفوق الصوتية في الشهر الرابع للحمل ، إذ يتم معرفة جنس المولود من العضو التناسلي لأن القضيب يدل على الحمل بولد بينما المهبل يدل على الحمل بفتاة ، وتعد من الاختبارات الدقيقة الأمنة أثناء الحمل.
أما فحص خزعة المشيمة يتم اللجوء إليها حين يشتبه أخصائي النساء بإصابة الجنين بأحد الأمراض الوراثية لاسيما مع توافر التاريخ العائلي ، ومن خلال النتيجة يتعرف الطبيب إذا كان الجنين سليم أو مصاب بمرض وراثي مثل متلازمة داون.
مشاكل المشيمة أثناء الحمل
يقول أطباء النساء أن هناك عوامل خطورة لمشاكل المشيمة مثل الحمل فوق 35 عام ، أو التاريخ السابق لمشاكل المشيمة أو الإصابة بالضغط المرتفع أو سكر الحمل ، إلى جانب الحمل بتوأم والعمليات الجراحية السابقة للرحم مثل الولادة القيصرية.
تظهر مشاكل المشيمة حين تتخذ وضع غير طبيعي ، حيث يؤكد أطباء النساء أن الوضع الطبيعي لها أن تكون الجانب الأمامي أو الجانب الخلفي من الرحم .
النزيف المهبلي وألم البطن هما الأعراض الرئيسية لمشاكل المشيمة ، إذ يوجد تشخيصات متعددة لمشاكل المشيمة يتم التعرف عليها من الاختبارات الطبية ولكن جميعها تشكل خطورة أثناء الحمل .
تضخم المشيمة : تحدث حين تكون المشيمة كبيرة عن الحجم الطبيعي لها ، بحيث يظهر فحص الموجات الفوق الصوتية أنها غير متناسبة ومتضخمة أكثر من المعتاد.
المشيمة الأمامية : وفيها تنمو المشيمة على الجانب الأمامي من الرحم.
المشيمة المنزاحة : المعروفة أيضاً باسم نزول المشيمة ، وفيها تغطي المشيمة عنق الرحم بشكل جزئي أو كلي.
انفصال المشيمة : وفيها تنفصل المشيمة عن جدار الرحم في وقت مبكر أثناء الحمل ، والتي تكون من أخطر مشاكل المشيمة ضرراً على الجنين.
التصاق المشيمة : وفيها تلتصق المشيمة بجدار الرحم.
الحفاظ على صحة المشيمة
الحفاظ على صحة المشيمة أهم ما يساعد على سلامة الجنين لأن جودة وظائفها يضمن تعزيز تطور الطفل النامي ، ومن هنا ينصح السيدات الحوامل بأهمية المتابعة مع أخصائي طب النساء لإجراء اختبارات تشخيص مشاكل المشيمة للتعامل معها في وقت مبكر لتقليل المخاطر.
النزيف المهبلي أثناء الحمل لاسيما من بداية الثلث الثاني للحمل من الأعراض المقلقة وتكون من علامات وجود مشكلة ما في المشيمة مما يتطلب مراجعة الطبيب المختص.
على الرغم من وجود عوامل خطورة تسبب مشاكل المشيمة وتكون خارج عن إرادة الأم الحامل إلا أن هناك تعليمات تساعد الأم الحامل على الوقاية من أمراض المشيمة لضمان دعم الطفل .
حيث ينصح الأم بالتغذية السليمة مع الابتعاد عن التوتر النفسي ، إلى جانب تجنب الإجهاد البدني أو شعل المنزل أو رفع الأوزان الثقيلة .
يحذر الأم الحامل من التدخين أو الكحوليات أو المواد المخدرة التي ترتبط بأسباب مشاكل المشيمة ومخاطر صحية للجنين.
الابتعاد عن تناول الأدوية الطبية بدون موافقة من الطبيب المختص لان بعض العلاجات تكون محظورة أثناء الحمل وتسبب الكثير من المضاعفات مثل مشاكل المشيمة.