هل يمكن أن يزيد الحمل من خطر عند النساء الصغرى سناً ؟
في الدول النامية أو المجتمعات الريفية تزيد نسبة الزواج المبكر للفتيات بعمر صغير ، حيث يبدأ التفكير في زواجها بمجرد أن تحصل على الدورة الشهرية الأولى فتكون قادرة على الحمل والولادة ، الأمر الذي يدعنا للحديث عبر أنا مامي عن هل يمكن أن يزيد الحمل من خطر عند النساء الصغرى سناً ؟ ، فتابعونا.
الإجابة باختصار نعم يمكن أن يزيد الحمل من خطر النساء الصغرى سناً ، حيث يرتبط بالمزيد من الأضرار والمضاعفات على الفتاة الحامل بسن مبكر ، هذا ما يؤكده خبراء طب النساء.
أيضاً تشير الإحصائيات العلمية إلى ارتفاع معدلات الخطر على النساء الحاملات بسن مبكر.
أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريراً حول مخاطر الحمل المبكر على الفتيات ، أن الحمل لمن يقل عمرها عن 20 سنة مرتبط بالعديد من المضاعفات والآثار السلبية على كل من الفتاة والجنين داخل الرحم ، بل يصنف الحمل على أنه عالي الخطورة.
مخاطر الحمل للفتيات الصغيرات
يحدث الحمل في سن صغير للفتاة المتزوجة بسن صغير بعمر المراهقة وتقل عمرها عن 20 عام ، فكلما كانت أصغر كلما كانت المخاطر أكثر وطبيعة الحمل أعلى خطورة.
الخطر الكبير لحمل الصغيرات يصاب الحوامل بسن 17 عام فما أقل.
الأمراض الجنسية أثناء الحمل
تعرف الأمراض الجنسية أنها أمراض تنتقل من شريك الجنس عبر الجماع ، بحيث ترتفع عوامل الإصابة بها للفتيات المراهقات التي تمارس العلاقة الزوجية في سن صغير قبل 20 عام.
بل أن ممارسة الجماع وقت الحمل يؤدي للإصابة بتلك الأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو داء الكلاميديا ، مما يجعل العدوى تنتقل من الأم الحامل الصغيرة إلى الرحم ثم الطفل النامي ، الأمر الذي يكون مشكلة عالية الخطورة.
ارتفاع الضغط
ارتفاع ضغط الدم أحد المضاعفات المرتبطة بحمل النساء الصغيرات سناً ، على الرغم من أنه خطر يواجه النساء الحوامل بشكل عام بسن العشرينيات أو الثلاثينيات إلا أن الخطر لمن أقل من 20 سنة يفوق أضعاف .
يعرف ضغط الدم المرتفع بأنه حالة طبية خطيرة للحامل تعرضها لمضاعفات أكثر مثل تسمم الحمل الذي يشخص طبياً بأنه حالة تحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم مع زيادة نسبة البروتين بالبول ، إلى جانب ظهور أعراض أخرى مثل تورم اليدين والوجه.
يؤثر تسمم الحمل على الصحة العامة للحامل الصغيرة من خلال تلف الأعضاء وأنظمة الجسم.
يتم السيطرة على الوضع الصحي من خلال الأدوية الطبية مع وضع الفتاة الصغيرة تحت الرعاية الطبية بالمستشفى لحين الولادة.
يمكن أن يصل الأمر تعرض حياة الفتاة للخطر أو مضاعفات أثناء عملية الولادة.
الولادة المبكرة
يؤكد خبراء طب النساء أن الولادة المبكرة أحد المخاطر المرتبطة بالحمل في سن صغير ، بحيث فيها تحدث الولادة قبل الأوان وتحديداً قبل الأسبوع 37 ، مما يعني حدوث الولادة بالشهر السابع أو الشهر الثامن وخروج الطفل غير مكتمل النمو.
المشكلة أن الولادة المبكرة مرتبطة بمضاعفات على الطفل المولود لأنه يخرج قبل أن يكتمل نموه ، فيكون أكثر عرضة لأمراض صحية نتيجة ضعف جهازه المناعي.
أيضاً يولد بمشاكل صحية بالبصر أو ضعف الإدراك أو مشاكل بالجهاز الهضمي.
المشكلة الأكبر أنه يولد بوزن منخفض كما يحتاج إلى الإقامة بغرفة العناية بالأطفال حديثي الولادة بالمستشفى حتى يتمكن من التنفس لأنه يولد بجهاز تنفسي ورئة غير مكتملة تعرضه لضيق أو صعوبة التنفس ، حيث يحتاج لتدخلات مثل جهاز تنفس صناعي مع علاجات لتسريع نمو الرئة.
الآثار السلبية للحمل في سن صغير
يتناقش أطباء النساء حول مخاطر الحمل بسن صغير فيقولون أن الفتاة الصغيرة لا تكون قادرة على تحمل ألم الولادة بنوعها الطبيعي أو القيصري.
تقول الإحصائيات على الحمل بسن صغير أن النسبة الأكبر خضعت للولادة بالقيصري ، التي تكون مرتبطة بفتح شق من منطقة البطن لأنها من العمليات الجراحية التي يتم اللجوء إليها نتيجة حدوث مضاعفات أثناء الحمل ، ومع حدوث تخدير إلا أن العملية تشكل خطراً على الفتاة بعد العملية من خلال ارتفاع مخاطر مضاعفات فتح الجرح نتيجة بطء التئامه.
تجربة الحمل للفتاة المراهقة تجربة صعبة للغاية لأنها تكون في سن غير قادرة على استيعاب موضوع الحمل وتكوين جنين والتغييرات المصاحبة للحمل لكي تفرق بين الطبيعي والخطر مثل النزيف المهبلي متى يكون خطر ومتي يكون طبيعي ، لا تعرف معلومات عن الحمل مثل ماء الجنين أو طريقة تغذيته بالرحم ولا تتمكن من التفريق بين أعراض الحمل وعلامات المخاض والولادة أو غيرها من الأمور التي يجب أن تعرفها للتمكن من الحصول على حمل صحي مع التمتع بحالة صحية جيدة لها ولطفلها.
ومن الأمور الموضع حديث حول أضرار الحمل المبكر الحالة النفسية للفتاة التي تحمل بسن مبكر ولاسيما أنها تقوم بالعلاقة الزوجية في عمر قبل الأوان ، مما يحرمها من التمتع بأجمل سنوات العمر سن المراهقة ، بحيث أن التغييرات التي تشعر بها وقت الجماع أو خلال فترة الحمل بفعل هرمونات الحمل وكبر وزن البطن وركلات الطفل وغيرها من الأمور تكون أكبر من أن تفهمها الفتاة المراهقة الصغيرة.
بناءً على ذلك ، ترتفع مخاطر الأمراض النفسية للفتاة الحامل المراهقة مثل اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة التي تميل فيه إلى العزلة نتيجة تغييرات الحمل ومسئولة رعاية مولود جديد تشعر بأن مسئوليته أكبر منها.
يذكر أنها لا تكون قادرة على تحمل مسئولية طفل جديد من حيث إرضاعه ورعايته وتربيته وتعليمه ليكون قادر على أن يكون نموذج مشرف للمجتمع ، فكيف تفعل ذلك وهي لم تكن في سن مستعدة فيه لذلك تحتاج إلى الرعاية الأسرية من أهلها ليس أن تكون مصدر الرعاية لطفلها.
لا يعرف الأهل مقدار الألم والوجع والمتاعب التي يكونوا السبب فيها عن عدم قصد بسبب الجهل أو الاحتياج حين يتخذون قرار زواج بنتهم في سن صغير.
الوقاية من مخاطر الحمل في سن صغير
بشكل عام ، يجب التوعية الجيدة للأسرة بمنع الفتيات من الزواج في سن صغير وعدم التعجل لأي سبب من الأسباب ، بحيث لا يتم الزواج قبل انتهاء سن المراهقة بهدف الحفاظ على صحة الفتاة والتأكد من قدرتها على استيعاب المرحلة الجديدة التي تمر بها.
ينصح أطباء النساء في حالة الزواج بسن صغير تجنب الحمل قبل سن العشرون من خلال تناول حبوب منع الحمل ، مع الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً من خلال ارتداء الواقي الذكري أو الواقي الأنثوي مما يحافظ على صحتها حتى تصل إلى العمر الذي يقل فيه خطر الحمل .
أما في حدوث الحمل يجب أن يتم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية لضمان سلامة الحمل بقدر المستطاع مما يتطلب المتابعة المنتظمة مع دكتورة نسائية لمراقبة صحة الفتاة الحامل وصحة الجنين داخل الرحم.
الاهتمام الجيد بالنظام الغذائي المتبع بحيث يكون متعدد المعادن والفيتامينات والفواكه والخضروات والأطعمة الصحية مع الابتعاد عن الدهون أو الحلويات.
تناول مكملات غذائية أو فيتامينات ما قبل الولادة التي تدعم جسمها ليكون قادر على تحمل الحمل ، مع تعزيز نمو الجنين ليولد بصحة جيدة مع التركيز على تناول فيتامين ب9 لمنع العيوب الخلقية.
تحتاج الفتاة الحامل بسن صغير إلى الدعم العاطفي من كل المحيطين بها للتفهم مرحلة الحمل وما بعدها ولاسميا أنها تمر بتغييرات كثيرة تجعلها معرضة لاضطرابات نفسية أو اكتئاب.
تحتاج إلى الراحة الجسدية وتجنب المجهود البدني بهدف وقايتها أو تقليل عوامل خطورة للمضاعفات التي يمكن أن تحدث لها.
