الحرارة المرتفعة للحامل ليس مرض في حد ذاته وأنما هي من علامات الإصابة بنوع من العدوى الفيروسية أو البكترية التي تحدث كرد فعل بسبب تصدي الجهاز المناعي لتلك العدوى.
خلال فترة الحمل تكون النساء الحوامل من الفئات المعرضة لارتفاع درجة الحرارة وحدوث العدوى بفعل ضعف الجهاز المناعي نتيجة التغييرات الهرمونية المرتبطة بالحمل ، ومن ثم على الأم الحامل اتخاذ الإجراءات الوقائية سواء من خلال تقوية الجهاز المناعي أو الابتعاد عن المؤثرات التي ترفع عامل الخطورة لحدوث العدوى الفيروسية أو البكترية.
يؤكد أطباء النساء أن ارتفاع درجة الحرارة للحامل من العلامات التي لا يجب تجاهلها خاصة في الثلث الأول للحمل الذي يتزامن من الشهر الأول إلى الشهر الثالث ، وذلك لمخاطرها ومضاعفاتها الكثيرة المحتملة على الجنين ونموه.
مخاطر الحرارة المرتفعة للحامل في الشهر الثالث
أشارت الدراسات العلمية إلى أن الحرارة المرتفعة للحامل في الثلث الأول من الحمل مرتبطة بإصابة الجنين بالعيوب الخلقية ، ولاسيما عيوب الأنبوب العصبي الذي يكون في بدايات التكوين والنمو خلال تلك المرحلة من الحمل .
أيضاً ترتبط ارتفاع الحرارة للحامل بمخاطر الإجهاض أو الولادة المبكرة مع ضعف الجهاز المناعي للجنين وولادته بضعف الوزن.
لذلك يجب عند تحسس الأم الحامل ارتفاع حرارتها الاستعانة بالطرق الطبية أو المنزلية لتنزيل درجة الحرارة بسرعة قبل حدوث المضاعفات التي ترتبط أكثر باستمرارية الحرارة المرتفعة لفترات زمنية طويلة.
من ناحية أخرى ، لم يثبت علمياً السبب وراء مضاعفات الجنين إذا كان بفعل الحرارة المرتفعة أو بفعل العدوى المسببة لارتفاع الحرارة ، ولكن بجميع الأحوال تشير الحرارة المرتفعة إلى وجود مشكلة مقلقة وغير طبيعية وخلل في وظيفة الجسم يحتاج لمراجعة الطبيب المختص ويضر بصحة كل من الأم الحامل أو الطفل النامي.
أسباب ارتفاع درجة الحرارة للحامل
يشير ارتفاع درجة الحرارة إلى إصابة الأم الحامل بعدوى فيروسية أو عدوى بكترية ، حيث نتعرف على أبرز الأسباب المؤدية للحرارة المرتفعة أثناء الحمل.
التهابات الجهاز التنفسي.
التهاب المسالك البولية.
نزلة البرد أو الإنفلونزا.
التسمم الغذائي.
الحساسية الغذائية.
الالتهاب الرئوي.
التهاب الأمعاء.
التهاب الحلق واللوزتين.
فيروس المضخم للخلايا.
داء المقوسات.
فيروس المعدة.
عدوى بالكلي.
فيروس الإيدز.
مرض الزهري.
أعراض تظهر مع ارتفاع الحرارة
هناك بعض الأعراض التي تصاحب ارتفاع الحرارة وتختلف في شكلها وفقاً لنوع العدوى مع الوضع في الاعتبار أن الأعراض الأكثر حدة هي الناتجة عن العدوى البكترية .
قشعريرة بالجسم.
التعب والإرهاق.
الخمول ونقص الطاقة.
الميل للنوم المستمر.
صعوبة التنفس.
زيادة التعرق.
فقدان الشهية.
الغثيان أو التقيؤ.
ألم بالعضلات.
علامات الخطورة لارتفاع درجة الحرارة للحامل
المقصود بعلامات الخطورة أعراض إذ رفقت الحرارة المرتفعة يجب فيها إخبار الطبيب المختص لأنها في تلك الحالة هناك خطر كبير لمضاعفات للأم الحامل أو الجنين.
استمرارية ارتفاع الحرارة لأكثر من 48 ساعة دون انخفاض.
الحرارة المرتفعة للأم الحامل المصابة بأمراض مزمنة.
الحرارة المرتفعة المتكررة لأكثر من مرة خلال شهر.
أعراض الجفاف مثل جفاف الفم أو البول الداكن.
التقلصات أو الانقباضات بالرحم أو أسفل البطن.
الدوخة أو الإغماء.
صعوبة التنفس.
سرعة نبض القلب.
النزيف المهبلي.
الإفرازات المهبلية الغير طبيعية.
نزول ماء الجنين.
علاج الحرارة المرتفعة للحامل
هناك أكثر من طريقة لعلاج ارتفاع الحرارة للحامل اعتماداً على الطرق المنزلية أو الطرق الطبية ، في النقاط التالية نتطرق إلى اسرع طريقة لخفض حرارة الحامل.
الأدوية الطبية
ينصح قبل اللجوء إلى العلاجات الدوائية أن تتم تحت إشراف الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب ، وذلك لوجود بعض الأدوية التي تعبر إلى الجنين عبر المشيمة وتسبب له الكثير من الأضرار كالتشوهات الخلقية أو قصور النمو ، إلى جانب الإجهاض أو الولادة المبكرة.
يبدأ الطبيب المختص في وصف العلاج المناسب وفقاً للحالة الصحية لسبب الحرارة المرتفعة ونوع العدوى ، واعتماداً على الأعراض ، ومن تلك الأدوية.
العدوى الخافضة للحرارة.
الأدوية المضادة للفيروسات.
المضادات الحيوية.
من المهم الالتزام بأتباع القرص العلاجي تبعاً للجرعات الموصى بها مع زيارة الطبيب المختص خلال فترة يقوم بتحديدها تتراوح ما بين أسبوع أو أسبوعين لتأكيد انتهاء العدوى .
خلال فترة العلاج ، من المهم مراجعة الطبيب المختص بحالة ظهور أعراض غريبة ومقلقة كالنزيف المهبلي أو التقلصات الحادة ، أو بحالة فشل العلاجات في خفض الحرارة ، أو هبوطها ثم عودتها مرة أخرى.
العلاجات المنزلية
الحصول على قسط من الراحة بالمنزل مع الابتعاد عن الإجهاد البدني حتى خفض درجة حرارة الجسم واستعادتها إلى المستويات الطبيعية.
الاستعانة بالكمادات الدافئة لوضعها على الجبهة أو تحت الإبط التي تكون من الطرق الفعالة لعودة درجة حرارة الجسم إلى المستويات الطبيعية .
الاستحمام بمياه باردة أسرع طريقة منزلية لخفض درجة حرارة الجسم.
أتباع نظام غذائي صحي غني بالمعادن والفيتامينات لإمداد الجسم بالقيم الغذائية المفيدة التي تساعد على خفض درجة الحرارة وتعزيز قوة الجهاز المناعي لتصدي للعدوى المسببة لارتفاع الحرارة ، مع تجنب بعض الأطعمة مثل الألبان الغير مبسترة أو الأطعمة النيئة أو المأكولات الغير مغسولة.
عدم التعرض لتيارات هواء باردة أو المكيفات أو المراوح تجنباً من تفاقم الحالة الصحية وحدوث نزلة برد قوية مع سعال وعطس وحساسية بالجهاز التنفسي.
تناول مشروبات باردة مقابل الابتعاد عن الدافئة أو الساخنة تجنباً من تبطأ استعادة الدرجة الطبيعية لحرارة الجسم.
تعزيز الجهاز المناعي للتصدي للعدوى بتناول ملعقتان من العسل الأبيض ، أو شرب عصير فيتامين سي كالليمون أو البرتقال .
الابتعاد عن التعرض للحرارة المرتفعة مثل أشعة الشمس أو الطقس الحار أو الاستحمام بمياه ساخنة أو حمامات السونا لعدم تفاقم الحرارة المرتفعة وتباطأ العلاج.
أسئلة شائعة
هل ارتفاع حرارة الجسم من أعراض الحمل بولد؟
هناك أقوال تزعم أن ارتفاع حرارة الجسم من علامات الحمل بولد لكنها من الخرافات القديمة الغير مدعمة بآراء الدارسات العلمية ، حيث يتم تحديد نوع الجنين من نوع كروموسوم الحيوان المنوي الملقح للبويضة ، إذا كان من النوع (y) يكون الحمل بذكر ، بينما النوع (x) يدل على الحمل بفتاة ، ولكن المرأة الحامل الراغبة في معرفة نوع الجنين عليها بإجراء فحص الموجات الفوق الصوتية للكشف عنه بالتحقق من العضو التناسلي ، وهذا يحدث ما بين الأسبوع 16 أو الأسبوع 18 للحمل.
هل ارتفاع درجة حرارة الحامل تؤثر على الجنين؟
يؤكد الأطباء أن السخونة للحامل يرتبط تأثيرها على الجنين بشدتها وسببها ومدة ارتفاع الحرارة ، بحيث ينصح تنزيلها بسرعة وعلاج العدوى المسببة لها ، لأنها تشكل خطر على الجنين بإصابته عيوب خلقية أو قصور في التطور الطبيعي لنموه ، إذ ينصح بتزويد المتابعة مع طبيب النساء لإجراء الاختبارات الطبية لتتبع الحالة الصحية للجنين وتأثير الحرارة المرتفعة عليه.
متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطير عند الحامل؟
تكون الحرارة المرتفعة خطيرة أثناء الحمل إذ وصلت إلى 37,5 فأكثر أو استمرت لفترة زمنية طويلة ، أو الحرارة المرتفعة المتكررة بين فترات زمنية قصيرة ، إضافة إلى أنها تصبح خطيرة إذا كانت مصاحبة بأعراض مثل (صعوبة التنفس ، انخفاض حركة الجنين ، التقلصات الرحمية ، النزيف المهبلي ، الدوخة ، فقدان التوازن ، تسرب ماء الجنين).