الجنين في الشهر الثامن هل يعيش ، يقع الشهر الثامن من الحمل ما بين الأسبوع 31 أو الأسبوع 35 ، حيث تخضع العديد من النساء الحوامل للولادة في أي أسبوع من تلك المرحلة ، وهذا يعني أن الولادة مبكرة ، ولكن القلق الأكبر في أن هناك اعتقاد أن مولود الشهر الثامن يموت ، وسوف نوضح حقيقة الأمر ومخاطر الولادة في ذلك الشهر وطرق التعامل مع الطفل حسب رأي الأطباء عبر موقع أنا مامي .
تصنف الولادة المبكرة على أنها الولادة التي تحدث في أي وقت قبل الأسبوع 37 من الحمل ، وبالتالي تعتبر الولادة في الشهر الثامن ولادة مبكرة ، وحسب رأي الأطباء أن فرصة حياة الطفل مرتفعة للغاية ، ولكن يولد ببعض المشاكل الصحية نظراً لعدم اكتمال النمو ، ولهذا يجب وضعه تحت العناية الطبية في المستشفي بغرفة الحضانة لحين استقراره حالته الصحية ، وسوف نوضح أبرز المشاكل التي قد يواجهها الطفل المولود.
صعوبة التنفس : هو الخطر الأول والأكبر في حالة الولادة في الشهر الثامن وذلك بفعل عدم اكتمال نمو الرئتين الأمر الذي يكون فيه الطفل غير قادرة على التنفس بصورة منتظمة من تلقاء نفسه ، ويتم دخوله لغرفة الحضانة لحين تكتمل الرئة ويكون قادر على التنفس ثم يخرج.
اليرقان : أن مولود الشهر الثامن أكثر عرضة للإصابة باليرقان وذلك بفعل لتراكم مادة البيليروبين حيث يرجع السبب لعدم اكتمال نضج الجهاز الهضمي ، ومن العلامات المميزة لذلك ارتفاع الحرارة واصفرار الجلد.
ضعف الوزن : يعاني الطفل من انخفاض الوزن عند الولادة وهذا يتطلب من الأم الانتظام في إرضاعه بانتظام من حليب الثدي لإمداده بكافة المغذيات التي تساعده على التطور واكتساب الوزن ، كذلك يجب أن تحرص الأم المرضعة على أتباع حمية غذائية صحية لتزويد القيمة الغذائية في حليب الثدي لدعم نمو الطفل.
ضعف الجهاز المناعي : يعاني المولود في الشهر الثامن من ضعف الجهاز المناعي وذلك لأن الولادة تمت قبل اكتمال نموه ، الأمر الذي يزيد من خطر تعرض الطفل إلى الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكترية أو الالتهابات.
وفقاً لنتائج الدراسات العلمية أن نسبة الوفاة للمواليد في الشهر الثامن منخفضة للغاية حيث يعود ذلك لعوامل مثل انخفاض الأكسجين عند الولادة أو انقطاع التنفس عبر الحبل السري ، وسوف نوضح رأي الأطباء في ذلك.
يشير أطباء النساء أن حالات وفاة الأطفال في الشهر الثامن منخفضة وتعود بشكل أساسي إلى تعثر التنفس نتيجة عدم اكتمال نمو الرئة ، كذلك يتعلق الأمر بعوامل أخرى مثل صحة الجنين بصورة عامة.
تعتبر الولادة في الشهر الثامن أكثر أمان على الطفل من الولادة في الشهر السابع ، حيث يطلق عليها ولادة مبكرة متأخرة وذلك بفعل نضج الجنين بصورة أقرب من المعدل الطبيعي ، وذلك بالمقارنة بمواليد الشهر السابع الذين يكونوا في خطر أكبر وبحاجة للمزيد من الرعاية الطبية.
أن أكثر حالات وفاة المواليد تعود لإتمام الولادة في مستشفى غير مجهزة للتعامل مع حديثي الولادة ، ولهذا ينصح قبل التخطيط للولادة التأكد من توافر كافة الأجهزة والمعدات في غرفة الحضانة بالمستشفي لكي يتم التعامل الفوري مع الطفل بعد الولادة تحت إشراف الأطباء المتخصصون ، وذلك بوضعه تحت أجهزة لتعزيز نمو الرئتين ثم يخرج حين تستقر حالته الصحية ويصبح قادر على التنفس بصورة منتظمة.
يضع أطباء النساء بعض العوامل التي تعود لموت المواليد في الشهر الثامن والتي يتم الوقاية منها من خلال حرص المرأة الحامل على الانتظام في متابعة الحمل لحظة بلحظة مع إجراء الاختبارات اللازمة لتقيم صحة الجنين .
هناك بعض الأسباب المؤدية لموت الجنين في الشهر الثامن تتعلق بوضع الحمل أكثر من الولادة المبكرة ، ولكن لتفادي ذلك بقدر المستطاع ينصح بالولادة في مستشفى مجهزة طبياً للتعامل مع الأطفال المبسترين في غرف الحضانة.
يرجع سبب وفاة الطفل إلى التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين الأمر الذي يؤدي لوقف إمداده بالأكسجين ، ومن ثم يتعرض للاختناق ثم الموت.
قد يكون السبب ناتج عن مشكلة ما في المشيمة الأمر الذي يؤثر على وظيفتها في إمداد الطفل بالأكسجين والتغذية اللازمة لبقاءه على قيد الحياة.
قد يكون السبب ناتج عن الأم في حالة إصابة بمشكلة ما دون السيطرة عليها مما يضر بالطفل ويزيد من خطر وفاته مثل الأمراض المناعية أو اضطرابات تخثر الدم أو تسمم الحمل.
يمكن أن يكون السبب تناول المرأة الحامل لنوع من الأدوية المحظورة أثناء الحمل حيث تصل المواد الفعالة الضارة للجنين عبر المشيمة مما تضر سلبياً بنمو وصحة الجنين ويزيد من خطر ولادة طفل ميت.
أشارت الدراسات العلمية أن أعلى معدلات وفاة المواليد في الشهر الثامن أن يكون الطفل مصاب بنوع ما من التشوهات الخلقية ، حيث ترتفع نسبة ولادة طفل ميت.
يفضل الأطباء تأخير الولادة وذلك لأنه الخيار الأكثر أمان على الجنين ، حيث يساعد على تعزيز التطور بصورة أقرب من المعدل الطبيعي مما يقلل من المخاطر المحتملة نتيجة الولادة في الشهر الثامن ، ولكن هل يمكن تأخير الولادة مع جميع الأطفال ، هذا ما نتطرق إليه الآن .
يشير الأطباء أن على الرغم من أن تأخير الولادة هو الخيار الأفضل للجنين لتعزيز تطوره داخل الرحم بصورة أكبر إلا أنه لا يناسب مع جميع حالات الحمل ، حيث يتم تقدير الأمر وفقاً لصحة الأم والجنين وحسب نتائج الاختبارات الطبية.
وعلى هذا الأساس يمكن محاولة تأخير الولادة مع مراقبة وضع الحمل حيث يتطلب من المرأة الحامل الانتظام في متابعة الحمل أسبوعياً والإخبار عن أي أعراض غير مألوفة مثل نزيف المهبل ، انقباضات الرحم ، إفرازات شفافة .
في بعض الأحيان تعتبر الولادة هو خيار لا يمكن تأجيله حيث تكون الفوائد أكثر من المخاطر ، إذ يكون الهدف من ذلك الحفاظ على صحة الأم والجنين .
ويفضل في الولادة المبكرة أن يتم إعطاء للمرأة الحامل حقن لتسريع نضج الرئة مما يساعد أن تكتمل ، وهذا يقلل من مخاطر الولادة عليها الممثلة على وجه التحديد في صعوبة التنفس.
وينصح للمرأة الحامل في الشهر الثامن من أجل المساعدة على تأخير الولادة الحرص على المتابعة المنتظمة لحالة الجنين مع طبيب النساء ، مع أتباع حمية غذائية صحية وتناول المكملات الغذائية والابتعاد عن الإجهاد البدني وممارسة العلاقة الجنسية ، إضافة لعدم تناول أدوية بدون موافقة من الطبيب المختص.
في حالة أن تتم الولادة في الشهر الثامن أول ما يتم فعله وضع الطفل في غرفة الحضانة بالمستشفى وذلك لأن في الغالب لا يكون الطفل قادر على التنفس نتيجة عدم اكتمال نمو الجهاز التنفسي والرئتين ، وحين يخرج ويعود لحضن أمه فأن الطفل يحتاج منها للمزيد من الرعاية الممثلة فيما يلي:
الحرص على الزيارة المنتظمة لطبيب الأطفال لتقييم وضعه الصحي وقياس وزنه حيث يجب الوضع في الاعتبار أنه يكون أكثر عرضة للعدوى .
مراقبة الطفل من حين لأخر كدرجة الحرارة ولون البشرة حيث يتم التوجه به مباشرة في حالة ظهور عليه أعراض الحمى أو الإعياء مثل مرض اليرقان (الصفراء).
مراقبة الطفل أثناء النوم حيث يكون أكثر عرضة لانقطاع التنفس مما يزيد من خطر تعرضه للاختناق ثم الوفاة ، لهذا يجب عدم تنويمه على منطقة البطن قبل العامين لتفادي تلك المشكلة.
الحرص على التغذية السليمة للطفل من حليب الثدي حيث أنه يساعد على اكتمال النمو وتقوية الجهاز المناعي واكتساب وزنه بصورة طبيعية ، وفي تعثر الرضاعة الطبيعية يجب مناقشة الطبيب عن أفضل حليب صناعي ، علماً بأن ذلك لا ينصح به بشكل خاص مع المولود المبستر.
يمكن إعطاء للطفل بعض المكملات الغذائية على شكل نقاط ، وذلك بوصفة من الطبيب المختص إذا لزم الأمر حسب حالته الصحية ، وعادة يوصى الأطباء بمكملات الحديد في حالة إصابة الطفل بفقر الدم.