تجربتي مع استئصال الرحم كانت من أقسى التجارب الحياتية لأن من خلالها أصبحت غير قادرة على إنجاب أطفال ، بهذا وصفت تجربة نسائية مشاعرها الداخلية بعد عملية استئصال الرحم .
حيث أكدت أنها كانت تعاني من تغييرات هرمونية أدت إلى نزيف مهبلي غير طبيعي في أوقات الدورة الشهرية ، إلى جانب النزيف بعد الجماع وبين الفترات الشهرية.
في البداية تم العلاج بواسطة الأدوية الهرمونية ثم عملية تنظيف الرحم ، حيث تحسنت الأعراض بشكل مؤقت ثم ظهر النزيف المهبلي الغزير مرة أخرى ، وهنا تم اللجوء لعملية استئصال الرحم لوقف النزيف ، بعد العملية اختفي الدم نهائياً.
ومن ناحية أخرى ، أشارت تجربة نسائية بأنها عانت من نزيف مهبلي غزير كأحد مضاعفات الولادة ، حيث فشل الأطباء في وقف النزيف وتم إجراء عملية استئصال الرحم لإيقافه.
سردت أحدى التجارب معاناتها مع سرطان الرحم الذي يكون من الأمراض الوراثية في العائلة ، فكانت تعاني من نزيف مهبلي غزير مع ألم الحوض وأثناء العلاقة الجنسية ، وبزيارة عيادة طبيب النساء وصف لها مسكنات الألم مع الأدوية الهرمونية لإدارة الأعراض لحين إجراء عملية استئصال الرحم التي كانت مهمة للغاية بسبب تطور حالتها الصحية.
يحدث استئصال الرحم بواسطة عملية جراحية ووفقاً للحالة الصحية يحدد أخصائي طب النساء نوع استئصال الرحم ، إذ يوجد أربعة أنواع منه:
استئصال الرحم الجذري : وفيه يتم إزالة الرحم وعنق الرحم وقناتي فالوب والمبيضان مع الجزء العلوي من المهبل وبعض الأنسجة المحيطة والعقد الليمفاوية ، عادة يتم الإجراء الجراحي من استئصال الرحم عند الإصابة بالسرطان.
استئصال الرحم الكامل : وفيه يتم إزالة الرحم وعنق الرحم وقناتي فالوب مع المبيضان.
استئصال الرحم الكلي : وفيه يتم إزالة الرحم وعنق الرحم بالكامل ، بحيث يتم ترك المبيضان.
استئصال الرحم الجزئي : يتم إزالة الرحم مع وجود عنق الرحم في مكانها .
بالجدير بالذكر أن أنواع عملية استئصال الرحم المرتبطة بإزالة المبيضان تؤدي إلى ظهور أعراض سن اليأس ، كما تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية.
يقول أطباء النساء أن هناك العديد من الحالات الطبية النسائية التي تستدعي اللجوء إلى عملية جراحية لاستئصال الرحم ، والتي بناءً على الحالة الصحية يتم تحديد نوع العملية إذا كان يتم إزالة الرحم كلياً أو جزئياً ، حيث تشتمل أسباب استئصال الرحم على ما يلي:
النزيف المهبلي الغير طبيعي
النزيف المهبلي الغير طبيعي وفيه تعاني المرأة من الدورة الشهرية الغزيرة الطويلة مع نزول نزيف مهبلي شديد غير منتظم خارج أوقات دورة الطمث.
يحدث بفعل الإصابة بالأورام الليفية الرحمية أو السرطان ، أو التغييرات الهرمونية.
حين يصعب السيطرة على النزيف المهبلي وتفشل جميع المحاولات الطبية الأخرى لوقفه ، هنا يجب استئصال الرحم لوقف النزيف لإنقاذ حياة المرأة.
سماكة بطانة الرحم
هي حالة نسائية يصبح فيها سمك بطانة الرحم غليظ أو متضخم بشكل غير طبيعي يسبب نزيف مهبلي غزير ، ومن العوامل المؤدية لتلك المشكلة زيادة نسبة هرمون الاستروجين.
يؤكد أطباء النساء أن سماكة بطانة الرحم تزيد من عامل الخطورة لحدوث سرطان الرحم .
يعالج بالأدوية الهرمونية في الحالات البسيطة لكن تطور الحالة الصحية أو الاشتباه في تحوله لسرطان الرحم يستدعي اللجوء إلى عملية جراحية لاستئصال الرحم.
بطانة الرحم المهاجرة
تعرف بأنها نمو أنسجة متشابهة لبطانة الرحم بحيث تكون خارج الرحم ، إذ يسبب آلام قوية أسفل البطن مع عدم انتظام الدورة الشهرية ، إلى جانب صعوبة الحمل.
يوصى أطباء النساء بالعلاج الهرموني أو التدخلات الطبية لإزالة نسيج بطانة الرحم ، بحيث يكون استئصال الرحم هو الخيار الأخير مع فشل الخيارات السابقة.
العضال الغدي
يحدث العضال الغدي حين تنمو أنسجة بطانة الرحم داخل عضلة الرحم ، وهي مشكلة تسبب زيادة في سماكة جدار الرحم يصاحبها الشعور بألم مع النزيف المهبلي الغزير
يعالج بالأدوية المسكنة للألم مع العلاجات الهرمونية ، بحالة عدم نجاح تلك الخيارات العلاجية يتم اللجوء إلى عملية لاستئصال الرحم لعلاج المشكلة نهائياً.
مضاعفات الولادة
في بعض الأحيان ، يوصى الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال الرحم بعد مرور 24 ساعة على الولادة بنوعيها الطبيعية أو القيصرية .
هذا يحدث حين تواجه الأم بعض المضاعفات التي تستدعي إزالة الرحم مثل النزيف المهبلي الحاد والغزير التي يصعب وقفه ، ويكون الهدف إنقاذ حياة الأم .
التصاق المشيمة
التصاق المشيمة هي مشكلة تحدث أثناء الحمل بحيث تلتصق المشيمة في جدار الرحم بشكل غير عادي ، وهنا يوصى أخصائي طبيب النساء باللجوء للولادة بالقيصرية مع استئصال الرحم .
يكون الهدف من إزالة الرحم السيطرة على النزيف المهبلي الغزير الذي يحدث بفعل انفصال المشيمة الملتصقة عن جدار الرحم أثناء الولادة.
الأورام الليفية الرحمية
الأورام الليفية الرحمية من أنواع الأورام الغير سرطانية التي تتشكل بالرحم تؤثر سلبياً على معدلات الخصوبة ، كما تسبب نزيف مهبلي غير طبيعي.
تعالج بالأدوية الهرمونية مثل حبوب منع لحمل التي تساعد على تقلص الورم ومنع تطوره.
بحالات أخرى ، يرى أخصائي طب النساء أن التدخل الجراحي هو الأنسب مثل التدخل الأقل توغلاً يعتمد على استئصال الورم مع ترك الرحم سليم ، وهنا يمكن للمرأة أن تحمل وتنجب أطفال.
بحالة عدم فعالة تلك الإجراءات وفقاً للحالة الصحية يوصى باستئصال الرحم ، الذي يكون خياراً مثالياً مع استمرارية الورم الليفي في النمو .
السرطان
أشارت الدراسات العلمية أن 10% من عمليات استئصال الرحم سببها الإصابة بأنواع معينة من الأورام السرطانية مثل سرطان الرحم أو بطانة الرحم أو عنق الرحم أو المبيض.
تعتمد الخطة العلاجية على مدى تقدم السرطان وتأثيره على الجهاز التناسلي والصحة العامة.
يتم اللجوء لعملية استئصال الرحم مع تعثر العلاج بالخيارات الأخرى مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
العدوى
أن الإصابة بعدوى بكترية مثل التي تنتقل بين المتزوجين أثناء العلاقة الجنسية يؤدي عدم تشخيصها في مرحلة مبكرة إلى التهاب الحوض.
تعالج العدوى بواسطة المضادات الحيوية وتستغرق فترة الشفاء أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
بحالات معينة يوصى أخصائي طب النساء باستئصال الرحم إذا أدى التهاب الحوض بفعل انتقال العدوى للرحم إلى تضرر الرحم.
هبوط الرحم
هبوط الرحم المعروف أيضاً باسم “تدلي الرحم” ، وفيها يتحرك الرحم من موضعه إلى أسفل بالقرب من منطقة المهبل.
هي مشكلة تحدث بفعل ضعف عضلات الحوض المرتبطة بالولادة المهبلية خاصة مع الحمل المتكرر بين فترات زمنية قصيرة ، ومن عوامل الخطورة الأخرى لهبوط الرحم السمنة أو سن اليأس.
توقعات بعد استئصال الرحم
تستغرق عملية استئصال الرحم مدة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى ثلاثة ساعات حسب الحالة الصحية ونوع الجراحة ، بحيث بعد العملية هناك بعض الأعراض المتوقع حدوثها ، والتي تشتمل على ما يلي:
النزيف المهبلي الذي ينزل كأحد الآثار الجانبية المؤقتة يستمر 6 أسابيع على الأكثر.
ألم في مكان شق العملية يختفي مع الالتئام.
بحالة إزالة المبيضان وقت عملية استئصال الرحم تظهر أعراض انقطاع دورة الطمث والتي تتمثل في (الهبات الساخنة ، جفاف المهبل ، ضعف الرغبة الجنسية ، صعوبة النوم أو الأرق).