الجنين في الشهر الثامن جالس ، تعتبر من الأوضاع الخاطئة التي تقلل من فرصة الولادة الطبيعية وترفع من فرصة الولادة القيصرية ، حيث يشير الأطباء أنها تعود لمجموعة من الأسباب والعوامل مثل الحمل بتوائم ، أو الولادة المبكرة السابقة ، أو الحمل بعد فترة قصيرة من الولادة السابقة ، أو المشيمة المنزاحة ، أو مشاكل في رحم الأم ، أو مشاكل في بزل السلي مما يعوق الجنين عن الحركة بمرونة ، وسوف نوضح عبر موقع أنا مامي معلومات تفصيلية عن وضع الجلوس للجنين وطريقة التعامل .
يبدأ الشهر الثامن من الحمل ما بين الأسبوع 31 إلى الأسبوع 35 ، خلال تلك الفترة يتم مراقبة وضعية الجنين بصورة دقيقة للتعرف على موضع الرأس لتقيم نوع الولادة ، فماذا عن جلوس الجنين داخل الرحم؟
وضعية الجلوس هي الوضعية التي توصف بأن الجنين يتخذ فيها وضعية الجلوس داخل الرحم ، حيث تكون الرأس في أعلى الرحم بينما تكون القاعدة أسفل.
وبالتأكيد أن تلك الوضعية تشكل خطورة على الجنين في حالة أن تستمر إلى موعد الولادة ، وهنا يوصى الأطباء بالولادة القيصرية كخيار أمن حيث يرتبط خروج الطفل من قناة المهبل أمر صعب.
هناك أكثر من وضعية لجلوس الطفل ولكن جميع تلك الأوضاع لا تنفي مخاطرها على الجنين ، حيث أن تختلف باختلاف موقع الساقين.
أوضاع وضعية الجلوس للجنين
في الأسابيع الأخيرة من الحمل يبدأ تشخيص وضعية الجنين داخل الرحم التي تساعد على تقدير نوع الولادة والمخاطر المحتملة ، وفيما يتعلق بوضعية الجلوس التي يتخذها بعض الأجنة إلى الشهر الثامن أو الشهر التاسع من الحمل فأنها كالآتي :
القدم أسفل : المقصود بها أن يجلس الجنين داخل الرحم بحيث تكون القدمين أو أحدهما أسفل ، وهذا يعني أن في حالة الخضوع للولادة الطبيعية يتم إخراج أولاً القدم من قناة المهبل.
تمدد الساقين: هنا يجلس الجنين بحيث تكون الساقين متمددة لأعلى في اتجاه أمامي للرأس ، بينما تكون المؤخرة أمام عنق الرحم ، وهذا يعني خروج المؤخرة في بادي الأمر من قناة الولادة.
ثني الساقين : تصبح المؤخرة أمام عنق الرحم مع ثني الساقين ، وهذا يعني أن القدمين تكون متجهة لأسفل الأمر الذي يرتبط بتعثر الولادة الطبيعية.
يشير الأطباء أن الوضع المثالي لإتمام الولادة الطبيعية هي الوضع الأمامي حيث يواجه الجنين ظهر الأم وتصبح الرأس متجهة لأسفل قناة المهبل ، وهذا على العكس وضعية الجلوس للجنين ، وسوف نوضح توصيات الأطباء مع تلك الوضعية.
في حالة جلوس الجنين ، يميل الأطباء إلى الانتظار بعض الوقت إلى الأسبوع 34 من الحمل على أمل أن تنقلب رأس الجنين لأسفل لإتمام الولادة الطبيعية.
ولكن في حالة استمرارية الجنين على نفس الوضع يوصى باللجوء للعملية القيصرية لإخراج الطفل من شق البطن ، فهذا هو الخيار الآمن لكل من الأم والجنين.
حسب الدراسات العلمية أن جلوس الجنين يزيد من العديد من المخاطر المحتملة أثناء الولادة التي تجعل العملية متعثرة وقد تضر بصحة الطفل.
إذا ترتبط الولادة الطبيعية مع جلوس الجنين بخطر انقطاع الحبل السري مما يقطع إمدادات الجنين من المغذيات والأكسجين ويعرضه لخطر الاختناق وولادة طفل ميت.
يزيد خطر تعلق الجنين بقناة الولادة بسبب تعثر إخراجه ، وهذا يزيد من مخاطر آثار سلبية للجنين مثل خدوش أو كسور في جزء من جسمه ، بل يزيد من خطر تمزق شديد وعميق في منطقة العجان للأم بسبب صعوبة العملية.
ولهذا يتفق أطباء النساء أن الولادة القيصرية مع جلوس الجنين هي نوع الولادة الأمثل حفاظاً على صحة كل من الأم والجنين.
مع رغبة الأمهات الحوامل في الولادة الطبيعية ، ومع توافر كافة الشروط الأخرى للولادة من المهبل يحاول الأطباء تعديل وضعية الجنين حتى تنقلب الرأس إلى أسفل ، وذلك على النحو الأتي :
هناك بعض المحفزات التي تساعد على تعديل وضعية الجنين لإتمام الولادة الطبيعية ويتم إجرائها في عيادة طبيب النساء الذي يقوم بإمساك البطن بطريقة معينة لتحفيز الجنين على تغير وضعيته ، علماً بأنها ليس دائما ً تنتهي بالنجاح.
في حالة أن ينقلب رأس الجنين يتم الخضوع للولادة الطبيعية ولكن إذا لم تجدي التجربة بفائدة يوصى بالخضوع للولادة القيصرية.
يجب الإشارة إلى بعض الطرق الطبيعية التي تحفز الجنين على الانقلاب مثل ممارسة بعض التمارين الرياضية المخصصة لذلك ، وذلك بعد مناقشة الطبيب والحصول على موافقته.
هناك العديد من الطرق التي تزيد من مستويات الطاقة عند الجنين وتحفزه على زيادة الحركة ، مما يعزز من تغير وضعيته داخل الرحم على النحو السليم للولادة الطبيعية مثل تناول الأم الحامل طبق من الحلوى أو كوب آيس كريم أو غيرها من المأكولات الغنية بالسكر.
ويجب الإشارة أن ليس دائماً تأتي بفائدة ويمكن أن يتحرك الجنين ولكن ليتحول من وضعية الجلوس لوضعية جلوس أخرى التي فيها يتحول من تمدد الساق إلى ثني الساق ، وفي كلا الأحوال يتم اللجوء للولادة القيصرية.
هناك بعض التمارين الرياضية التي أشارت الدراسات العلمية إلى أنها تقوم بدور كبير في تعديل وضعية الجنين ومساعدته على قلب رأسه لأسفل لتسهيل الولادة الطبيعية ، وسوف نوضح تمارين يؤكد الأطباء أنها من التمارين الآمنة في تلك المرحلة الأخيرة من الحمل.
المشي : يعتبر من التمارين المميزة لتعديل وضع الجنين على النحو السليم مع اقتراب موعد المخاض ، حيث ينصح بالمشي ساعة يومياً مقسمة على مرتين ، إذ أن نتيجة لتأثير الحركة الإيقاعية أثناء المشي وتأثير الجاذبية التي تحدث فأن يميل الجنين لقلب الرأس في اتجاه الأرض من ناحية قناة المهبل ، وهو ما يساعد على الولادة الطبيعية.
السباحة : أشار الأطباء أنها من التمارين المسموح بها للحامل طول فترة الحمل حيث أن الطفو على الماء لمدة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع يؤدي لتحفيز الجنين على الامتثال بالوضع الصحيح.
نقدم للنساء الحوامل بعض الإرشادات الهامة في الشهر الثامن والتي تساعد على تفادي الولادة المبكرة وتعزيز تطور الجنين بالشكل السليم ، وهي كالآتي:
الالتزام بالمتابعة الطبية مع أخصائي طب النساء وإجراء كافة الاختبارات الطبية التي من شانها مراقبة الجنين بصورة دقيقة ، فهذا يساعد على أتخاذ الإجراء اللازم في حالة ظهور مشكلة ما.
الحرص على تتبع وضعية الجنين على أن لا يتم الخضوع لأي طريقة لتعديل الوضعية إلى الوضع السليم بدون الحصول على موافقة من الطبيب المختص.
أتباع نظام غذائي غني بالمعادن والفيتامينات لتلبية الاحتياجات الغذائية لتدعيم تطور الجنين مع التركيز على البروتين ومشتقات الحليب والخضروات والفواكه.
الحرص على إدارة مستويات السكر والضغط في الدم بالأطعمة كالابتعاد عن السكريات والموالح ومنتجات الكافيين، وبالأدوية إذا لزم الأمر.
الحرص على إدارة الحالة النفسية بشكل متوازي مع الحصول على القدر الكافي من الراحة وتجنب المجهود البدني لتفادي مخاطر في نهاية أسابيع الحمل.
