قبل التطرق إلى الوقت المناسب لإجراء تحليل الحمل لمعرفة الحمل المتأخر ، يجب توضيح ما هو الحمل المتأخر وما هو الفرق بينه وبين الحمل العادي.
يقول أطباء النساء أن الحمل المتأخر يحدث نتيجة معاناة المرأة من مشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية ، مما يرتبط باختلافات شهرية في أوقات نزول البويضة ، بالتالي يكون من الصعب تحديد أيام التلقيح بدقة ، ومن ثم مواجهة مشكلة عند حساب الحمل نتيجة عدم التمكن من معرفة وقت تخصيب البويضة من الحيوان المنوي بالضبط.
للتوضيح ، أن مع الفترات المنتظمة لدورة الحيض تنزل البويضة في منتصف أيام الدورة الشهرية وتحديداً ما بين اليوم 14 أو 15 ، بينما مع الفترات الغير منتظمة تنزل البويضة في أوقات غير معروفة بالضبط لكنها عادة تكون بعد اليوم 19 أو 20 .
وتلك المشكلة تؤثر على المرأة عند حدوث حمل لأنها تكتشف الحمل في وقت متأخر ، بحيث تشير تجارب النساء الحوامل مع الفترات الغير منتظمة إلى أن نسبة كبيرة منهن تعرفت على الحمل في الشهر الثاني بعدما تأخرت فترتين شهريتين.
التحليل الهرموني في الحمل المتأخر
التحليل الهرموني هو الفحص الذي يساعد المرأة على معرفة الحمل بواسطة اكتشاف هرمون الحمل الذي يرتفع مستوياته بالجسم بعد تخصيب البويضة وتعشيشها بالرحم .
تلجأ المرأة لمعرفة الحمل بواسطة اختبار الحمل المنزلي الذي يتحسس هرمون الحمل بالبول ، أو اختبار الحمل المعملي الذي يتحسس هرمون الحمل بالدم ، فكلا منهما يمنح نتائج دقيقة بنسبة 99.9 %.
في الحمل العادي يظهر هرمون الحمل بعد عشرة أيام من فقدان الدورة الشهرية ، مما يساعد على الحصول على نتيجة دقيقة عند اللجوء لتحليل الحمل بالبول أو الدم.
ولكن في الحمل المتأخر تواجه المرأة صعوبة في اختيار الموعد الدقيق لفحص الحمل بشكل يساعد على النتيجة الدقيقة ، وذلك لتأخر ظهور هرمون الحمل في الحمل المتأخر عن الحمل العادي .
وذلك السبب هو وراء اكتشاف نسبة كبيرة من النساء الحوامل مع الدورات غير منتظمة الحمل في الشهر الثاني بسبب الاعتياد على مشكلة الفترات المتأخرة التي تكون عرض متكرر كل شهر.
يقول الأطباء أن في الحمل العادي يظهر الحمل بعد 10 أيام من غياب الدورة الشهرية ، ولكن في الحمل المتأخر ينصح للحصول على نتيجة دقيقة بأن يتم اللجوء لفحص الحمل بعد ثلاثة أسابيع من موعد الدورة الشهرية الأخيرة المفقودة.
وذلك الوقت يساعد على الحصول على نتيجة سليمة وتجنب النتائج المضلة الكاذبة ، فلا ينصح بإجراء فحص الحمل قبل ذلك لأن هرمون الحمل لم يكن مرتفع مما يؤدي للنتيجة السلبية حتى لو كان المرأة حامل .
ومن ناحية أخرى ، يمكن اللجوء لفحص الموجات الفوق الصوتية بعيادة طبيب النساء لمعرفة الحمل المتأخر من خلال ظهور كيس الحمل الذي يحاط بالجنين مما يدل على الحمل المبكر ، وهذا الكيس يظهر في الأسبوع الخامس إلى الأسبوع السابع من الحمل.
أفضل تحليل الحمل مع الحمل المتأخر
تسأل المرأة عن أفضل تحليل الحمل مع الحمل المتأخر وهل يكون تحليل الحمل المنزلي أم تحليل الحمل المعملي هو الأكثر دقة؟
يرد أطباء النساء أن الدراسات العلمية أثبتت أن اختبارات الحمل المنزلية أو المعملية في غاية الدقة تساعد على الحصول على نتيجة صحيحة وسليمة ، وبالرغم من ذلك ينصح المرأة مع الحمل المتأخر اللجوء لفحص الحمل المعملي بالدم ، فهو الأكثر دقة بالنسبة لها.
يرجع السبب إلى أن هرمون الحمل في الحمل المتأخر يظهر في وقت متأخر مقارنة بالحمل العادي ، بالتالي يكون فحص الحمل بالدم هو الأفضل.
لأن من خلال الحصول على عينة الدم وفحصها عبر خبير المعمل يتمكن الجهاز من تحسس نسبة هرمون الحمل بشكل دقيق ، لأن فحص الدم لا تتأثر بنتائجه بنسبة الأطعمة أو المشروبات .
في المقابل تحليل الحمل المنزلي تعتمد نسبة دقته على اختيار عينة بول مركزة لضمان تحسس هرمون الحمل بالبول في أعلى مستوياته ، حيث تختلف نسبته في عينة البول من وقت لأخر .
لهذا السبب ينصح الأطباء حين اللجوء إليه أن يتم في فترة الصباح الباكر بعد الاستيقاظ وعلى الريق قبل تناول الأطعمة أو المشروبات لأن تلك العينة هي الأكثر تركيزاً للبول خلال اليوم.
الحمل المتأخر والتحليل الرقمي
استكمالاً للحديث عن أفضل تحليل الحمل لاكتشاف الحمل المتأخر ، يقول الأطباء هو تحليل الحمل بالدم من النوع الرقمي ، فهو الأكثر دقة.
تنقسم تحليل الحمل إلى نوعان الأول كمي يعطي نتيجة إيجابية أو سلبية تعتمد على تحسس هرمون الحمل بالدم لمساعدة المرأة على معرفة إذا كانت حامل أو غير حامل.
أما النوع الثاني الرقمي تظهر النتيجة على شكل أرقام بالنسبة المئوية لمستويات هرمون الحمل المرتفع مما يساعد على معرفة الحمل أو عدم الحمل ، كما أن بحالة الحمل يمنح للمرأة بعض المزايا لمعرفة عمر الحمل والتحقق من سلامة الحمل.
أن النسبة الغير طبيعية لهرمون الحمل للمرأة الحامل تكون مؤشر خطير إلى وجود مشكلة في الحمل مثل الحمل خارج الرحم أو إنذار الإجهاض .
ونظراً لتأخر ظهور هرمون الحمل مع الحمل المتأخر يكون فحص الحمل الرقمي هو الأكثر دقة لمساعدتها على تحسس نسبة الهرمون بشكل أدق ، لأن الأجهزة المستخدمة تكون أكثر حساسية .
المرأة التي تعاني من الدورة الشهرية الغير منتظمة تسأل ما هي علامات الحمل المتأخر التي تساعدها على الاستدلال على تخصيب البويضة ومعرفة الحمل المبكر .
حيث يؤكد أطباء النساء على عدم وجود فرق بين أعراض الحمل العادي والحمل المتأخر ، فالعلامات واحدة لكن في الحمل المتأخر تظهر في وقت متأخر .
غياب فترة الحيض لأكثر من 3 أسابيع من علامات الحمل المتأخر.
نزول نزيف الانغراس على شكل نقاط خفيفة تستمر 48 ساعة على الأكثر.
ألم الثدي مع تورمه وانتفاخه كما يكون أكثر حساسية.
الاضطرابات في الحالة النفسية والمزاجية.
كثرة التبول والميل المتكرر لإفراغ المثانة.
الشعور بالإرهاق والخمول والرغبة في النوم.
الصداع وألم الرأس مع الدوخة.
الميل للغثيان أو التقيؤ.
مشاكل الجهاز الهضمي كالإمساك أو الانتفاخ أو الغازات.
الشعور بثقل المعدة وعدم الارتياح بحركة الأمعاء.
بحالة ظهور تلك الأعراض تشتبه المرأة في أنها حامل ، ولكن عليها عدم الاعتماد على أعراض الحمل بل التأكد من الحمل بواسطة تحليل الحمل ، وبعد الحصول على النتيجة الإيجابية عليها بمتابعة الحالة الصحية للجنين مع أخصائي طب النساء.
قصتي مع الحمل المتأخر
تقول أحدى تجارب النساء مع الحمل المتأخر أنها كانت تعاني من تأخر في الدورة الشهرية فكانت تأتي بشكل غير منتظم كل شهر ، إذ كانت تخطط للحمل .
عادة تتأخر الدورة الشهرية لديها كل شهر ما بين سبعة أيام إلى خمسة عشر يوم ، وكانت تعتاد على تلك المشكلة ، في أحد المرات انقطعت الدورة الشهرية لمدة عشرون يوم ثم نزل عليها نزيف مهبلي خفيف استمر لمدة يوم واحد ثم توقف .
وهنا شعرت بالحيرة إذا كان نزيف انغراس البويضة أو نزيف الدورة الشهرية لكنها جاءت خفيفة على غير عادتها ، فقررت اللجوء لتحليل الحمل بالمعمل من النوع الرقمي.
وهنا أخبرها خبير المعمل حين استسلام النتيجة بأنها حامل وعليها متابعة الحمل الصحية للجنين مع دكتورة نسائية لثبوت الحمل وعدم التعرض للإجهاض.
هل الحمل المتأخر يكون توأم
تظن بعض النساء أن الحمل المتأخر يكون في توأم ، ولكن يؤكد أطباء النساء على عدم وجود علاقة بينهما ، حيث من الممكن أن يكون حمل بطفل واحد أو حمل بتوأم.
يكون الحمل بتوأم مرتبط ببعض العوامل مثل العامل الوراثي أو تناول منشطات المبيض ، لكن الحمل المتأخر ليس من أسبابه.
