النفاس بعد الإجهاض ، تعتبر من الفترات الهامة في حياة المرأة المجهضة لأن فيها يتعافى الجسم من سقوط الجنين ، وهو ما يساعد على استعادة الصحة التي تكون بداية للتخطيط للحمل مرة أخرى ، وسوف نوضح عبر موقع أنا مامي بعض الإرشادات الهامة بعد الإجهاض وأفضل وقت للحمل كما نتطرق إلى حكم الشريعة الإسلامية في الدم النازل بعد السقوط ، فتابعونا.
يشير الأطباء أن فترة النفاس بعد الإجهاض تستمر من الوقت أسبوع إلى أسبوعين خلال تلك المدة يطرأ على الجسم العديد من التغييرات الهرمونية والفسيولوجية والجسمانية ، وسوف نوضح ذلك.
تعاني النساء خلال فترة النفاس بعد الإجهاض من النزيف المهبلي ويحتوي على كتل دموية ويصاحبه انقباضات وتقلصات الرحم وأسفل البطن وأسفل الظهر حيث يقوم الرحم بطرد أنسجة الجنين والمشيمة ، فهو ما يساعد على تنظيف الرحم.
يبدأ هرمون الحمل بعد الإجهاض أن ينخفض بصورة تدريجية إلى أن يصل للنسبة الطبيعية التي كان عليها قبل الحمل ، وهو ما يؤدي للاستقرار الهرموني الأمر الذي يترتب عليه توقف أعراض الحمل.
خلال فترة النفاس يتعافى الجسم من الإجهاض ويستعيد صحته مرة أخرى ، كذلك يعود الرحم إلى وضعه الطبيعي قبل الحمل.
هناك العديد من التوصيات الهامة من الأطباء للنساء اللواتي تعرضت للإجهاض والتي تساعد على التعافي السريع صحياً ونفسياً والوقاية من العدوى.
أتباع نظام غذائي صحي متوازن ومتكامل لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها بعد الإجهاض للشفاء والتعافي واستعادة الصحة من جديد ، وينصح بتناول مشتقات الحليب والبروتين والمأكولات البحرية والحبوب الكاملة والمكسرات والفواكه والخضروات.
تناول المكملات الغذائية تحت إشراف الطبيب المعالج التي تمد الجسم باحتياجاته الغذائية ، وعادة يوصى بمكملات الحديد وحمض الفوليك لتحفيز الجسم على تصنيع كرات الدم الحمراء لتعويض الدم المفقود بعد الإجهاض ، وهو ما يساهم في الوقاية من فقر الدم.
تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب المعالج لتسريع التعافي من الإجهاض مثل العلاجات التي تستهدف تسريع الإجهاض وتنظيف الرحم.
الابتعاد عن الجماع لمدة أسبوعين على الأقل بعد الإجهاض لحين تنظيف الرحم من أنسجة الجنين ، وذلك للوقاية من النزيف المهبلي الغزير أو العدوى.
الحصول على القدر الكافي الراحة الجسدية وهو ما يرتبط بتحسين جودة النوم والابتعاد عن شغل المنزل أو حمل الأوزان الثقيلة أو استعمال الدرج.
تحسين الحالة النفسية بقدر المستطاع بعد الإجهاض من خلال الانشغال بالقراءة أو الانشغال بمشاهدة التلفاز أو ممارسة تمارين التنفس أو التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء ، كذلك عدم الشعور بالذنب بسبب فقدان الجنين لأنه أمر خارج عن الإرادة.
بعد الإجهاض تسعي النساء إلى التخطيط لمحاولة الحمل مرة أخرى ، ولكن لا ينصح الأطباء بالحمل السريع بحيث يتم الانتظار لفترة من الوقت ، وسوف نوضح الوقت المناسب لإنجاب طفل.
أن الإجهاض لا يؤثر على القدرة الإنجابية حيث يمكن الحمل السريع في أي وقت وذلك لأن يمكن أن يبدأ المبيض في إطلاق البويضة خلال أسبوعين من الإجهاض ، وهذا يعني أن يمكن الحمل في حالة ممارسة الجماع غير محمي وتمكن الحيوان المنوي من تخصيب البويضة.
بالرغم من ذلك ، لا ينصح بالحمل لأن الحمل السريع بعد الإجهاض يزيد من مخاطر الإجهاض المتكرر أو حدوث مضاعفات أثناء الحمل نظراً لأن الرحم يكون غير مستعد لاستيعاب جنين أخر.
ولكن يجب الانتظار لفترة تتراوح ما بين ثلاثة شهور إلى ستة شهور بعد الإجهاض ، فهو الوقت الذي يحتاج إليه الجسم للتعافي بعد الإجهاض واستعادة الرحم وضعه الطبيعي وبناء بطانة رحم جديدة لدعم الجنين في المراحل الأولى من الحمل للمساعدة على الحمل السليم.
وينصح الأطباء قبل محاولة الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض إجراء الاختبارات الطبية التي تشخص السبب ، بحيث يتم الخضوع للعلاج في حالة توصل النتائج لسبب طبي وراء الإجهاض ، وذلك للوقاية من تكرار الإجهاض.
لهذا ينصح بمناقشة الطبيب المعالج حول نوع مانع الحمل المناسب وفقاً للحالة الصحية والفترة التي يتم فيها تأجيل الحمل ، وذلك للوقاية من الحمل المفاجئ حتى يأتي الوقت المناسب للحمل.
تهتم النساء بعد الإجهاض بالتعرف على حكم الدم النازل هل يعتبر دم نفساء وهل يجوز أداء الفروض الدينية أو الجماع مع الزوج ، إليكم الإجابة وفقاً للشريعة الإسلامية.
يؤكد فقهاء الدين الإسلامي أن حكم الدم بعد الإجهاض يتوقف على عمر الجنين وقت الإسقاط ، حيث أن في حالة الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين أي بعد إتمام أربعة أشهر أو 120 يوم على الحمل ، يعتبر الدم النازل دم نفساء ، ويحرم على المرأة الصوم أو الصلاة أو الجماع لحين انقطاع الدم ثم الطهارة والاغتسال والاستحمام.
حكم الدم بعد الإجهاض قبل مرور 120 يوم على الحمل يعود لعامل التخليق في الجنين أي ظهور آثار لتخطيط ملامح الجسم كالأطراف والرأس وغير ذلك ، حيث أن ظهور آثار التخليق يجعل الدم النازل نفساء ، بينما عدم ظهور التخليق يعامل الدم النازل له أنه دم فاسد مثله مثل الاستحاضة.
في حالة أن يكون الإجهاض قبل مرور 80 يوم على الإجهاض يعتبر دم فاسد له حكم الاستخاضة لأن معالم التخليق لم تظهر في الجنين ، وهنا يكون بإمكان المرأة أداء الفروض الدينية أو الجماع مع الزوج ، حيث تعتبر طاهرة ، ويعود السبب إلى أن الجنين لا تظهر عليه آثار التخليق.
بينما إذا كان الإجهاض بعد مرور 80 يوم من الحمل وقبل أتمام 120 يوم على الحمل ، فأن على المرأة أن تنظر في الجنين السقط ، فأن لم يظهر عليه آثار التخليق يعتبر الدم النازل هو دم فاسد ، ولكن إذا ظهر عليه أثار التخليق يعتبر الدم النازل دم نفساء.
ويجب الإشارة إلى أن معالم التخليق لم تظهر على الجنين قبل مرور 80 يوم ، وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوح ).
وهذا الحديث معناه أن الجنين أثناء التكوين يمر بمجموعة مراحل وكل مرحلة تشتمل على أربعين يوم ، وهي كالآتي : أربعين يوم نطفة ، ثم أربعين يوم أخرى علقة ، ثم أربعين يوم ثالثة مضغة . ثم ينفخ فيه الروح بعد اكتمال مائة وعشرين يوم .
حيث أن مرحلة التخليق التي يترتب عليه حكم الدم النازل بعد الإجهاض يكون في مرحلة المضغة ، وذلك ما ذكر في كتاب الله تعالى في سورة الحج آية 5 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ) صدق الله العظيم.
