النفاس متى تصلي ، تعتبر من التساؤلات الأبرز للمرأة النفساء بعد الولادة حيث ينزل عليها الدم المهبلي وذلك لطرد الجسم الأنسجة المتبقية في الرحم بعد نزول الطفل ، خلال ذلك الوقت تعامل معاملة الحائض حيث لا يجوز لها الصلاة أو الصوم أو الجماع مع الزوج ، وهذا يدفعنا إلى توضيح متي تطهر المرأة بعد الولادة ويسمح لها أن تصلي وفقاً للشريعة الإسلامية ، فتابعونا عبر موقع أنا مامي.
يؤكد شيوخ الأفتاء أن الدم النازل على المرأة بعد الولادة يمنعها عن الصلاة ، حيث يستمر من الوقت أربعين يوم ، وقد تقل مع بعض النساء بينما أخريات تطول معها المدة لتصل إلى ستين يوم ، ولكل حالة حكمها في الطهارة من أجل الصلاة .
أن الطهارة للنفساء بعد الولادة تحدث باكتمال الأربعين يوم ، وأن اكتملت الأربعين يوم ولم ينقطع الدم تصبح أيضاً طاهرة حيث يعتبر الدم النازل ليس نفساء بل دم فاسد مثل الاستحاضة ، هنا تصبح طاهرة يجب أن تغتسل وتستحم من أجل أداء الصلاة والصوم كما تعتبر محللة لزوجها.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (أنه وقَّت في ذلك أربعين، إلا أن تطهر قبل ذلك) ، وهذا يعني أن يمكن أن تطهر المرأة قبل الأربعين .
بالنسبة للنساء أن ينقطع عنها الدم النازل بعد الولادة قبل مرور أربعين يوم ، عليها أن تغتسل وتستحم ومن ثم تصبح طاهرة يمكنها أن تمارس الصلاة والصوم كما تكون محللة لزوجها ، ولو نزل عليها إفرازات مائية بيضاء تصبح طاهرة أيضاً ليس نفساء ، لأن ذلك الماء الأبيض يأتي أيضاً للمرأة الحامل وتعتبر طاهرة ليس حائض وليس نفساء.
وفي حالة انقطاع الدم قبل الأربعين وطهرت ثم أدت المرأة الصلاة أو مارست الجماع مع الزوج ثم عادة إليها دم النفساء بعد عدة أيام ، هنا تعتبر نفساء لا يجوز لها الصلاة حتى ينقطع الدم أو تتم الأربعين يوم بعد الولادة ، وفيما يتعلق بالفترة التي طهرت فهي صحيحة.
المدة الأقصر للنفاس لتصلي
يقول شيوخ دار الإفتاء أن لا يوجد حد أقل للمرأة النفساء بعد الولادة ، حيث عليها أن تتحقق من ذلك بانقطاع آثار الدم النازل ، إذ يشير انقطاعه حتى لو كانت عقب الولادة أو بعد الولادة بأيام قليلة إلى الطاهرة يمكنها أن تصلي وتصوم والجماع مع الزوج وغير ذلك لما يحل للمرأة الطاهرة ، ولكن بعد الاغتسال والاستحمام.
أما المدة الأطول للنفاس لتصلي هي اكتمال أربعين يوم على الولادة ، وذلك وفقاً لحديث عن أم سلمة رضى الله عنها ( كانت النفساء تجلس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً) ، وهذا جعل أصحاب الرسول والتابعين من بعده اعتبار أن مدة النفساء بعد الولادة أربعين يوم كحد أقصى ، وأن طال عن ذلك تعتبر طاهرة عليها أن تغتسل وتصلي ويكون الدم النازل دم فساد.
الصفرة والكدرة في حالة أن تكون مختلطة بالدم تعتبر في فترة النفاس ، وعليه لا يجوز للمرأة الصلاة أو الصوم أو الجماع مع الزوج ، وذلك حتى الطهارة.
ولكن إذا انقطع الدم وطهرت المرأة ثم رأيت الصفرة والكدرة فأنها تصبح طاهرة ليس نفساء ، حيث تستمر في الصلاة والصوم ، وتكون تلك الإفرازات الصفراء والكدرة كالبول عليها أن تنظف نفسها منها ولكن هذا لا ينفي أنها طاهرة ، حيث يقال في حديث ( لا نعد الكدرة، والصفرة بعد الطهر شيئًا)
كيفية حساب مدة النفاس
يتم احتساب مدة النفاس من اللحظة التي وضعت فيها الأم الطفل ، وذلك عن حديث يقول (وأول المدة من حينِ الوضع) ، وهذا يعني أن الأم تعتبر نفساء من لحظة الولادة لا يحل لها الصلاة أو الصوم أو الجماع مع الزوج حتى تصبح طاهرة وينقطع عنها الدم .
وبانقطاع الدم تصبح طاهرة عليها أن تغتسل في بادي الأمر ثم تصلي لكل صلاة في وقتها وتصوم وتصبح محللة للزوج ، ولكن أقصى مدة للنفاس أربعين يوم وبعد ذلك تصبح طاهرة ، أما في حالة عدم انقطاع الدم بعد الأربعين تعتبر أيضاً طاهرة لأنه الدم النازل هو دم فساد ليس نفساء.
وهذا يتطلب من الأم بعد الولادة أن تقوم باحتساب أربعين يوماً من اللحظة الأولى لوضع الطفل ، لكي تكون على علم بالتوقيت الذي فيه يكتمل مدة الأربعين وتصبح طاهرة.
هناك اثنان من العلامات التي تساعد المرأة النفساء بعد الولادة أن تتأكد من انقطاع الدم وإتمام الطهارة ، وهنا عليها أن نغتسل وتستحم وتقضى الصلاة والصوم وغير ذلك.
انقطاع الدم : يعتبر العلامة الأكيدة على الطهارة من النفاس والمقصود بالجفاف المهبلي من الإفرازات المختلطة بالدم ، حيث تتحرى المرأة من ذلك بتمرير قطعة قطنة حيث أن خروجها بيضاء تخلو من آثار الدم يعني الطهر .
الماء الأبيض : تعرف تلك العلامة باسم (القصة البيضاء) حيث تتحقق فيها المرأة من تسرب ماء أبيض رقيق من الفرج ، وهو يعد من علامات الطهر وذلك في حديث لعائشة رضى الله عنها حيث قالت (لا تَعجلنَ حتَّى ترَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ، تريدُ بذلك الطُّهرَ).
يقول شيوخ دار الأفتاء أن المرأة النفساء بعد الولادة حتى ينقطع الدم أو تتم الأربعين يوم لا يجوز لها بعض الأمور والتي تعتبر من الموانع ، وهي كالآتي:
لمس المصحف : لا يجوز للمرأة النفساء أن تمس المصحف أو تحمله حتى تتطهر ، حيث يقول الله تعالي في كتابه (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) صدق الله العظيم.
اللبث في المسجد : تعتبر من الممارسات المحرمة على الأم النفساء حيث لا يجوز لها الاعتكاف في المسجد بهدف الصلاة أو العبادة أو الدعاء أو غير ذلك ، وهذا حتى تصبح طاهرة وينقطع الدم أو تتم الأربعين يوم.
الصلاة : لا يجوز للمرأة النفساء أن تصلي سواء كانت صلاة الفريضة أو صلاة الجنازة أو صلاة النوافل ، حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (أليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلَى، قالَ: فَذَلِكِ مِن نُقْصَانِ دِينِهَا) ، حيث تنتظر إلى أن تطهر .
الصوم : لا يجوز للمرأة النفساء بعد الولادة أن تصوم حيث ينبغي أن تترك الصلاة حتى ينقطع الدم ، إذ يباح لها الصوم بعد الطهارة حتى لو لم تغتسل بعد انقطاع الدم.
الطواف : لا يجوز للنفساء الطواف فهو في مرتبة الصلاة وذلك حتى تتطهر من الدم النازل ، حيث يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (فَافْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ، غيرَ أنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي).
الوطء : لا يجوز للنفساء ذلك قبل أن تتطهر حيث يقول الله تعالي (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ) حيث يمكن للمرأة الوطء بعد الطهارة وذلك بعد انقطاع الدم النازل وقبل الغسل أو بعد الغسل.
الجماع : لا يجوز للمرأة الجماع مع الزوج فترة النفاس حتى تتطهر من الدم النازل ، حيث يكون لها حكم الحائض ويقول الله تعالي (فاعتزلوا النساء في المحيض).
الطلاق : لا يجوز الطلاق للمرأة النفساء لأن تلك المدة لا تحسب في أيام العدة وهو ما يرتبط بالوقوع على ضرر عليها ، حيث يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) صدق الله العظيم.
