تأخر النطق من المشاكل التي يعاني منها بعض الأطفال الصغار ، فهي تعوق قدراتهم على اكتساب المهارات أو التحصيل الدراسي أو التواصل الاجتماعي ، ومن ثم تحرص الأمهات على تسريع تعليم طفلها الكلام بكافة الطرق سواء بالطب أو بالعلاجات المنزلية.
ومن هنا ، يتصدر العنبر كنوع من العلاج بالطب البديل الذي تسمع الكثيرات من الأمهات عن فوائده المتعددة للطفل بما في ذلك تقوية المهارات الذهنية وعلاج تأخر النطق.
فهل يعد علاج تأخر النطق عند الأطفال بالعنبر حقيقة أم خرافة ؟ وهل يجوز للطفل الصغير استعمال العنبر أم يشكل خطورة علي صحته؟ قبل الرد على تلك الإجابة نتعرف على ما هو العنبر ؟ ، باختصار هو مادة دهنية شمعية يتم استخراجها من أمعاء الجهاز الهضمي لحوت العنبر يتميز برائحته العطرة ويدخل في العديد من الصناعات مثل العطور ، أيضاً علاج بعض المشاكل الصحية.
أشارت بعض الدراسات العلمية إلى احتواء العنبر على بعض المركبات التي تساهم في تنمية المهارات العقلية والذهنية لتعزيز التركيز ، كما تعالج تأخر الكلام عند الأطفال.
ومع ذلك لا ينصح بإعطاء الأطفال العنبر دون مراجعة الطبيب المختص بعدما يتأكد أنه يناسب الطفل وفقاً لعمره وحالته الصحية ، مع الالتزام بالجرعة الموصى بها.
ومن ناحية أخرى ، حين اللجوء للعنبر لعلاج تأخر النطق يجب أن يكون بشكل متوازي مع دور الأسرة في تنمية مهارات التحدث لدى الطفل مع الخطة العلاجية التي يتم وضعها من قبل الطبيب المختص كالعلاج مع خبير تخاطب.
تجارب العنبر لعلاج تأخر النطق
تختلف التجارب مع استعمال العنبر لعلاج تأخر النطق عند الطفل ما بين القصص الناجحة أو الفاشلة ، حيث تسرد أحدى الأمهات أن طفلها كان يعاني من تأخر الكلام في سن عامين ونصف ، حيث سمعت عن فوائد العنبر وقامت باستعماله وظهرت الفعالية خلال 6 شهور وكانت من التجارب الناجحة مشيرة إلى أن طفلها لم يكن يعاني من مشاكل عضوية أو صحية تعوق تعلم الكلام والنطق.
ومن ناحية أخرى ، أوضحت أحدى الأمهات أنها استخدمت العنبر مع طفلها عدة أشهر ولم يجني بنتائج مع طفلها ، وهنا لجأت للعلاج بالتخاطب الذي كان له دور في تسريع تعلم الطفل النطق ، حيث أشارت أن العنبر من آثاره الجانبية أنه يساعد على التسمين وزيادة الوزن بسرعة.
رأي الطب في العنبر للنطق
يؤكد الأطباء على أن العنبر يعالج الكثير من المشاكل الصحية للأطفال الصغار والبالغين، ولكن فيما يتعلق بتأخر النطق لا ينصح به.
يعد تأخر النطق أحد المعوقات التعليمية التي تواجه بعض الأطفال وفيها لا يجيد الطفل النطق بأي كلمات حتى سن الثانية ، وهنا يجب عرضه على أخصائي أطفال لفحصه وإجراء بعض الاختبارات الطبية التي تقييم سبب تأخر النطق للتعرف إذا كان السبب نفسي أو عضوي بفعل الإصابة بحالة طبية معينة.
وفقاً لتقييم الطبيب السبب يتم وضع الخطة العلاجية المتبعة ، إذ يحتاج الطفل لعلاج تأخر النطق الدعم المعنوي من الأسرة لتشجيعه على اكتساب مهارات اللغة كسرد له بعض الحكايات والقصص ، أيضاً يكون بحاجة لجلسات منتظمة مع أخصائي تخاطب.
بينما الأسباب التي تتعلق بالمشاكل العضوية كضعف السمع أو مشاكل الفم واللسان لا يتمكن الطفل من اكتساب النطق قبل علاج تلك الحالات الطبية بشكل متوازي مع دعم الأسرة وأخصائي التخاطب لتسريع مهمة اكتساب الطفل للغة والكلام ، خاصة أنها من المعوقات التي تؤثر سلبياً على اكتساب مهارات أخرى كالقراءة كما تضر بقدرته على التحصيل الدراسي بالحضانة أو المدرسة.
فوائد العنبر للأطفال
من خلال مزج القليل من العنبر مع كوب من الحليب وملعقة كبيرة من العسل الأبيض يمنح للطفل العديد من الفوائد الصحية ، ولكن يجب قبل استعماله الحصول على موافقة من الطبيب المختص.
يحتوي على عدة مركبات تساهم في تقوية التركيز وتنمية المهارات الذهنية للأطفال كما يدعم صحة الدماغ.
يساهم في تنظيم هرمونات الجسم وتحسين الحالة النفسية .
يستخدم كفاتح شهية لمساعدة الأطفال النحفاء على زيادة الوزن والتسمين.
يعالج بعض الاضطرابات الهضمية مثل الإمساك كما يحسن من صحة الأمعاء.
يساعد في تخفيف أعراض الزكام ومشاكل الجهاز التنفسي.
يعالج عسر الهضم كما يقضي على غازات أو انتفاخات المعدة.
يساعد الطفل على النوم العميق كما يعالج أرق النوم .
يحافظ على صحة البشرة ويعالج بعض المشاكل الجلدية.
يذكر أن العنبر استخدم قديماً في تخفيف وتسكين ألم التسنين عند الأطفال الرضع ، وذلك لاحتوائه على حمض السكينيك الذي يعمل كمضاد للالتهاب ومسكن للألم ، وذلك بواسطة تدليك اللثة بالقليل من العنبر ، ولكن في الوقت الحالي لا ينصح باستعماله لذلك الغرض بدون مراجعة الطبيب المختص ، ويكون الأفضل والأكثر أمان تسكين ألم التسنين بالمراهم الطبية .
أما الطريقة الأفضل لعلاج ألم التسنين بالعنبر هي الاستعانة بقلادة التسنين المصنوعة من العنبر ، والتي تخفف الألم عند إطلاق زيت العنبر منها .
علامات تأخر النطق للأطفال
يقول الأطباء أن كلما تم تشخيص مشكلة تأخر النطق والكلام في سن صغير كلما كانت العلاج أسرع والمضاعفات أقل ، ومن هنا يجب على الأهل الانتباه إلى العلامات الدالة على النطق المتأخر ، ومن ثم عرض الطفل على الطبيب المختص لمعرفة السبب ثم علاجه.
يعتبر الطفل تأخر في الكلام حين يبلغ من العمر 18 شهر دون أن يكون قادر على نطق (ماما وبابا) إلى جانب بعض الكلمات البسيطة.
يقال عن الطفل أنه متأخر في الكلام حين يبلغ من العمر عامين دون أن ينطق بأي كلمات ، أو لا يكون قادر على الكلام بجمل بسيطة تتكون كل جملة من 2 أو 3 كلمات.
يحتاج علاج تأخر الكلام عند الطفل معرفة السبب الرئيسي وراء تلك المشكلة التي يتم التحقق منها عبر الاختبارات الطبية ، وبجانب العلاج الطبي يحتاج الطفل إلى جلسات منتظمة مع خبراء التخاطب ، بشكل متوازي يكون للأهل دور كبير في تسريع اكتساب طفلهم المهارات اللغوية لتسريع تعلم اللغة والكلام.
إعطاء للطفل المزيد من الوقت يومياً للتحدث معه في العديد من الأمور مع مراعاة أن تكون مخارج الألفاظ واضحة وصحيحة والكلمات بسيطة وسهلة .
المزج بين الكلام باللغة والإشارة بالإيماءات التي تسهل على الطفل فهم ما يقال له والربط بين الكلمة ومعناها ، على سبيل المثال الإشارة إلى الكمثرى حين نطقها أو الإشارة إلى اللعبة أو أجزاء الجسم.
الجلوس مع الطفل لسرد له حكاية أو قصص أو القراءة بصوت عالي معه في كتاب.
تشغيل أغاني الكرتون مع تشجيع الطفل التفاعل معها بالرقص أو محاكاة صوت الأغنية.
تشجيع الطفل وإعطائه مساحته للكلام حتى لو كان نطقه غير مفهوم ، مع منحه شعور بأنه كلام مصدر اهتمام مع المستمعين بشكل متوازي مع تصحيح الأخطاء بطريقة لطيفة.
التحدث مع الطفل بشكل دائم مع مراعاة أن تكون الأحاديث باللغة الأم الأصلية لأن من معوقات الكلام وأسباب تأخر النطق تشتيت الطفل ذهنياً بالتحدث معه أو أمامه بأكثر من لغة كاللغة العربية واللغة الانجليزية.
شراء للطفل ألعاب صوتية التي ينجذب إلي الصوت الخارج منها ويحاول محاكاته.
