كثيراً ما تعاني النساء الحوامل من تورم القدمين أثناء الحمل الأمر الذي يطرح السؤال هل الحمل يسبب تورم القدمين وهل يعتبر ذلك أمر طبيعي أم علامة لمشكلة صحية ، حيث نوضح حقيقة الأمر حسب رأي الأطباء.
يشير الأطباء أن تورم القدمين المعروف أيضاً باسم (الوذمة) هو أمر شائع أثناء فترة الحمل حيث أظهرت الدراسات العلمية أن يحدث لثمانية سيدات لكل عشرة حالات الحمل.
يؤثر الحمل على الجسم بصورة عامة لذا من المألوف ملاحظة تورم في القدمين في أي مرحلة من الوقت ، ولكنه يحدث بصورة خاصة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل ، ويمكن أيضاً ملاحظة تورم اليدين أو الذراعين ، فالأمر ليس قاصراً على القدمين فقط.
يحدث تورم القدمين أثناء الحمل لعدد من العوامل حيث يكون السبب الأول والرئيسي في التغير الفسيولوجي للجسم أثناء الحمل الذي يؤدي لزيادة تدفق الدم .
متي يظهر تورم القدمين في الحمل
تورم القدمين عرض شائع في الحمل ويمكن أن يحدث في أي مرحلة من الحمل وليس قاصراً في وقت معين حيث يمكن أن يحدث في الثلث الأول أو الثلث الثاني أو الثالث الثالث ، حيث نوضح ما أشارت إليه الدراسات العلمية في ذلك الصدد.
رصدت الإحصائيات أن تورم القدمين شائع أثناء الحمل حيث أن نادراً ما يحدث في الثلث الأول من الحمل ، وبصورة عامة يصيب كثيراً النساء الحوامل ما بين الأسبوع 28 إلى الأسبوع 42 ، ومع ذلك يمكن حدوثه قبل ذلك الوقت.
يدخل أسلوب الحياة في تورم القدمين للحامل في وقت مرحلة مبكرة مثل الوقوف لفترات طويلة أو الإفراط في استهلاك بعض المنتجات الغذائية مثل الأملاح أو الكافيين.
يشير الأطباء لبعض الأسباب والعوامل المؤدية لتورم القدمين للنساء الحوامل حيث أن البعض منها يرتبط بالتغييرات الفسيولوجية والتي لا يمكن منعها ، والبعض الأخر يرتبط بأسلوب الحياة .
يعود السبب الأكثر شيوعاً لتورم القدمين في الحمل هو زيادة السوائل في الجسم التي تتراكم في الأنسجة بفعل التغيرات الهرمونية والفسيولوجية المرتبطة بالحمل ، حيث أن أثناء الحمل يزيد مستوى الماء في الجسم بما لا يقل عن 6.5 رطل الذي يعود للجنين والمشيمة والسائل المحاط بالجنين والدم ، الأمر الذي يسبب في حدوث تلك المشكلة.
أن الضغط من الرحم المتنامي على أوردة الحوض والوريد الأجوف له دور كبير في تورم القدمين ، ذلك بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم أثناء الحمل.
قد يحدث تورم القدمين نتيجة تناول أحد الأدوية الطبية التي تساعد على تعزيز تراكم السوائل في الجسم كعرض جانبي ، وينصح بمراجعة الطبيب المختص قبل تناول أي دواء طبي .
أظهرت الدراسات العلمية أن تورم القدمين أكثر شيوعاً في الحمل للنساء التي تعاني من السمنة أو زيادة الوزن ، وذلك بالمقارنة بغيرها من النساء التي تتمتع بوزن متناسق.
هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية تلك المشكلة في الحمل مثل الوقوف لفترات طويلة مما يؤدي للضغط على القدمين ، لذا ينصح بالتوازن بين الوقوف والجلوس.
هناك بعض المنتجات الغذائية التي تساهم في احتباس السوائل في الجسم الأمر الذي يؤدي لتورم القدمين مثل الأطعمة الغنية بالصوديوم مثل المخللات ، ومنتجات الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية والشاي.
بصورة عامة ، يعتبر تورم القدمين شائع أثناء الحمل بفعل التغيرات الطارئة خلال تلك الفترة وعلى الرغم من أنه يسبب الانزعاج للنساء الحوامل إلا أنه لا يضر الجنين ، ويمكن رفع القدمين والتقليل من الوقوف للمساعدة على إدارة تلك المشكلة ، ومع ذلك يشير الأطباء إلى بعض الحالات التي يعتبر فيها تورم القدمين مضر لكل من الأم والجنين ويعتبر بداية لعدد من المضاعفات المحتمل أن تحدث.
يعد تورم القدمين خطراً في حالة أن يكون غير ناتج عن التغير الفسيولوجي في الحمل وأنما يعود لإصابة المرأة الحامل بحالة طبية أدت لتلك المشكلة ، الأمر الذي يجعل من الأهمية مراجعة الطبيب وإخباره بالتورم حيث يتمكن من خبرته التعرف على إذا كان يعود لمشكلة صحية أم لا.
أشار الأطباء لبعض العوارض التي ترتبط بتورم القدمين والتي تعتبر علامة تحذيرية أثناء الحمل يؤدي تجاهل الأمر إلى تفاقم المشكلة حتى تصبح أكثر سوءاً ، مثل (التورم بشكل غير مألوف بصورة كبيرة ، تورم قدم واحدة ، عدم التساوي بين القدمين في التورم وهذا يعني قدم متورمة بصورة أكبر من القدم الأخرى ، التورم المصاحب بانتفاخ مفاجئ في اليدين أو الوجه أو حول العينين).
قد يكون تورم القدمين في تلك الحالات عرض للإصابة بتسمم الحمل أو تجلط الأوردة العمقية التي تعتبر من أخطر مضاعفات الحمل لكل من الأم والجنين ، حيث يضع الأطباء بعض الأعراض الأكثر وضوحاً لتلك المشكلة والتي تظهر بشكل خاص مع التورم مثل (الصداع المستمر ، عدم وضوح الرؤية ، الحساسية الضوئية ، ألم أسفل الضلوع ، ألم البطن ، الميل للغثيان ، حرارة القدمين والساقين ، تغير لون جلد الساق وغالباً يكون بلون أحمر ، صعوبة التنفس ، سرعة نبضات القلب).
أشار الأطباء أن يمكن للنساء الحوامل علاج تورم القدمين من خلال أتباع بعض الطرق ، ولكن في حالة أن يعود التورم لمشكلة مثل تسمم الحمل أو تجلط الأوردة العميقة يحتاج الأمر إلى الرعاية الطبية والبدء في الخطة العلاجية للسيطرة على المشكلة منعاً لمضاعفات خطيرة ، ومن تلك الطرق.
الابتعاد عن الوقوف لفترات زمنية طويلة حيث يتم التوازن بين أوقات الجلوس وأوقات الوقوف ، مع مراعاة رفع القدمين عند الجلوس الأمر الذي يعالج تورم القدمين بصورة طبيعية.
شرب الكثير من المياه بما لا يقل عن لترين في اليوم حيث أنها تساعد على ترطيب الجسم وتعزيز الجسم على التخلص من كمية السوائل المتراكمة في الجسم.
تجنب تناول المأكولات التي ترتبط باحتباس السوائل في الجسم مثل الصوديوم (الأملاح) والتوابل ومنتجات الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية ، ويجب الإشارة أن الكافيين يعمل كمدر للبول مما يعزز من تراكم السوائل ، الأمر الذي يزيد من التورم ويؤدي أيضاً لتفاقمه.
الحرص على النوم على الجانب الأيسر حيث أشارت الأبحاث العلمية أنها الوضعية الأمثل للنوم أثناء الحمل حيث تعزز من الدورة الدورية ويرتبط بانخفاض معدلات تورم القدمين للحوامل ، وذلك لأن تلك الوضعية تعمل على تعزيز انتقال الدم إلى القلب ثم القدمين ، وفي المقابل لا ينصح بالنوم على الظهر أو البطن.
الحرص على ارتداء الملابس الفضفاضة لأنها تقلل من التحميل على الساقين مما يساهم في التقليل من التورم.
عدم استعمال الأدوية الطبية بدون قراءة النشرة الخارجية للتعرف على الآثار الجانبية المحتملة وبدون الحصول على موافقة من الطبيب المختص حيث أن بعض العلاجات تؤدي لتورم القدمين كعرض جانبي للدواء.
التفكير في ارتداء الجوارب الضاغطة في الحمل حيث يشير الأطباء لدورها في تعزيز تدفق الدم إلى الساقين الأمر الذي يساعد على التقليل من انتفاخ القدمين.
مناقشة الطبيب عن التمارين الرياضية الآمنة في الحمل والتي تساعد على تنشيط الدورة الدورية ، حيث يكون لها دور في تعزيز صحة الجسم بصورة عامة والتقليل من التورم في القدمين بصورة خاصة مثل المشي.
