تلاحظ بعض الأمهات المرضعات أثناء إرضاع طفلها خروج بعض قطرات من الحليب من أنفه ، وهي مشكلة تحدث أيضاً مع بعض الأطفال الرضع خلال الرضاعة من الزجاجة ، وتعتبر من المشاكل الأكثر شيوعاً لحديثي الولادة حيث يقول الأطباء أنها من الأمور الطبيعية التي تحدث نتيجة لعدم قدرة الجهاز الهضمي على القيام بوظيفته بشكل كامل على ما يرام ، ومن ثم يعود الحليب من المعدة للمريء مرة أخرى ثم يخرج من الأنف ، حيث نوضح أسباب أخرى لتلك المشكلة .
ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة
يشير الأطباء أن ابتلاع حديثي الولادة الهواء أثناء الرضاعة من حليب الثدي أو من الحليب الصناعي من العوامل الرئيسية المسببة لخروج الحليب من أنفه.
وتعود تلك المشكلة إلى جوع الطفل مما يجعله يشرب الحليب بسرعة حتي يشعر بالشبع والامتلاء ، ويمكن أن يكون السبب جلوس الطفل في وضعية خاطئة أثناء الرضاعة ، أو عدم غلق فمه بشكل جيد على حلمة الثدي أو حلمة زجاجة الرضاعة ، وكل تلك الأسباب تؤدي لابتلاع الهواء مع الحليب.
ويفسر الأطباء تلك المشكلة أن مع ابتلاع الطفل الهواء مع الحليب ينزل إلى المعدة ، ومع مرور وقت قليل يخرج الهواء وبعض قطرات الحليب من المعدة ، إذ يظهر ذلك من خلال خروجهم من الفم أو الأنف.
عدم اكتمال صمام المعدة
الصمام هو الجزء الرابط بين المريء والمعدة حيث أن أحياناً يكون غير مكتمل النمو عند حديثي الولادة خاصة الذين ولدوا ولادة مبكرة.
إذ لا تتمكن المعدة في تلك الحالة إلى استيعاب كافة محتويات المعدة حين يشرب الطفل الحليب بسرعة أو بكميات كبيرة ، وهنا تعود كمية الحليب المتزايدة وتخرج من أنف الطفل .
تشتيت الطفل
يعتبر من عوامل الخطورة الأكثر شيوعاً لخروج الحليب من أنف الرضيع ، ويعود لتشتيت انتباه الطفل عن الرضاعة نتيجة لعناصر تثير انتباهه في الغرفة التي يرضع فيها مثل مسلسل كرتوني على التليفزيون أو لعبة ينظر إليها أو أحاديث الأسرة أو غير ذلك من مثيرات التشتيت.
وتلك المشكلة تؤدي لابتلاع الطفل كمية كبيرة من الحليب على جرعة واحدة ، ويمكن أن يبتلع مع الحليب الهواء مما يرتبط بخروج الحليب من أنفه.
وينصح الأم بإرضاع الطفل في غرفة هادئة خالية من عوامل التشتيت ، ويفضل أن تكون بمفردها مع الطفل في الغرفة مما يساعده على ابتلاع الحليب ببطء ، وتفادي مشكلة خروج الحليب من أنفه.
الحساسية
حساسية الحليب أو حساسية سكر اللاكتوز من المشاكل التي يصيب بها الكثير من الأطفال الرضع ، وهي مشكلة ترتبط بخروج الحليب من أنف الرضيع .
إذ أنها من المشاكل التي يعاني منها الأطفال الذين يعتمدون في التغذية على حليب البقر أحد منتجات الحليب الصناعي ، وقليلاً مع تحدث أثناء الرضاعة الطبيعية.
هناك بعض عوامل الخطورة التي تجعل حديثي الولادة أكثر عرضة لمشكلة خروج الحليب من أنف الطفل الرضيع .
عدم تحكم الطفل في الحلمة : في حالة عدم غلق فم الطفل على الحلمة بإحكام لا يستطيع التحكم في مقدار كمية الحليب التي يتناولها ، ومن المحتمل أن يبتلع الكثير من الحليب أو يبتلع الهواء مع الحليب ، وهنا يعود الحليب مرة أخري بعد نزوله للمعدة ثم يخرج من أنف الطفل.
وضع خاطئ للرضاعة : في حالة الوضعية الخاطئة للطفل أثناء رضاعته من حليب الثدي أو زجاجة الرضاعة يؤدي لعودة الحليب مرة أخرى حيث يخرج من أنفه.
عدم امتلاء زجاجة الرضاعة : في حالة إرضاع الطفل من الزجاجة ينصح أن تحرص الأم على ملء الزجاجة بالكامل بالحليب لأن كلما يقل كمية الحليب في الزجاجة كلما يتعرض الطفل لمشكلة ابتلاع الهواء من الحليب ، ومن ثم يتعرض للتجشؤ ، وكذلك خروج الحليب من أنفه.
تجاهل تجشؤ الطفل : عادة يبتلع الأطفال حديثي الولادة الهواء مع الحليب ومن ثم ينبغي على الأم أن تحرص على تجشؤ الطفل من حين لأخر لتربيت على ظهره ، وفي حالة تجاهلها ذلك يتعرض الطفل لمشكلة خروج الحليب من أنفه.
العطس أو السعال : في حالة إصابة الطفل الرضيع بالسعال أو العطس يعود الحليب إلى المريء مرة أخرى ، حيث يكون الطفل في تلك الحالة أكثر عرضة لمشكلة خروج الحليب من أنف.
الولادة المبكرة : يشير الأطباء أن المواليد في الشهر السابع أو الشهر الثامن أكثر عرضة لمشكلة خروج الحليب من الأنف مقارنة بالشهر التاسع ، وذلك بسبب عدم اكتمال نضج الجهاز الهضمي أو عدم اكتمال نضج صمام المعدة ، ومن ثم لا تتمكن المعدة من هضم المعدة أو استيعاب كمية الحليب لاسيما مع ابتلاع جرعة كبيرة من الحليب على دفعة واحدة ، وبالتالي يخرج الحليب من الأنف.
خروج الحليب من أنف الرضيع ليس مشكلة تدعي للقلق حيث يمكن للأم علاجها والوقاية منها بواسطة أتباع بعض النصائح التي تحتاج لتعديل في أسلوب الرضاعة .
ينصح قبل البدء في إرضاع الطفل التأكد من جلوسه في وضعية مستقيمة بقدر المستطاع لتفادي خروج الحليب من أنفه ، حيث أن غالباً تحدث تلك المشكلة بفعل الأوضاع الخاطئة ، كذلك يحذر من إرضاع الطفل وهو نائم .
ينصح بإرضاع الطفل في غرفة هادئة تخلو من الضوضاء ومن عناصر التشتيت لتفادي جذب انتباه الطفل لأمور أخرى غير الحليب ، ومن ثم يبتلع كمية كبيرة من الحليب أو يبتلع الهواء مع الحليب .
تنظيم مواعيد الرضاعة حيث لا يتم ترك الطفل فترات زمنية طويلة بدون الحصول على الحليب حتي لا يشعر بالجوع الشديد الذي يجعله يشرب كمية كبيرة من الحليب على دفعة واحدة.
في حالة اللجوء للرضاعة من الزجاجة على الأم اختيار حلمة مناسبة حيث تكون فتحتها مناسبة لفم الرضيع ليس صغيرة وليس كبيرة ، كذلك مساعدة الطفل على غلق فمه بأحكام على الحلمة.
مساعدة الطفل أثناء الرضاعة من حين لأخر على التجشؤ لخروج الهواء المبتلع ، وذلك من خلال حمل الطفل على الكتف والتربيت على ظهره .
تفادي ركوب الطفل السيارة بعد الرضاعة مباشرة حيث يكون هناك فرق زمني لا يقل عن ساعة حتى لا تعود بعض قطرات من الحليب من المعدة وتخرج من الفم أو الأنف ، كذلك يمكن أن يتعرض لخطر التقيؤ ، إضافة إلى عدم إرضاع الطفل من حلمة الزجاجة في السيارة.
عدم إرضاع الطفل بكمية أكبر من الكمية التي يحتاج إليها ، حيث يتم التوقف عن الرضاعة بمجرد أن يشعر بالشبع.
في حالة رضاعة الطفل بالحليب الصناعي ، ينصح بمناقشة الطبيب المختص عن أفضل حليب يناسب الطفل ، كذلك التأكد من أنه لا يعاني من حساسية تجاه الحليب ، والتي تعرف بعدم تحمله بروتين الحليب ، وبالتالي يتعرض لمشكلة خروج الحليب من الأنف.
أسئلة شائعة
ماذا افعل عندما يخرج الحليب من انف الرضيع؟
توقفي عن الرضاعة بغصة دقائق لمساعدة الطفل على التجشؤ ، وحين استعادة الرضاعة أحرصى أن يجلس الطفل في وضعية صحيحة مستقيمة بقدر المستطاع ، مع غلق فم الطفل على الحلمة وإرضاعه في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء ، إضافة لتجنب الكمية المفرطة من الحليب.
متى يكون القيء خطر عند الرضع؟
حين يتقيأ الطفل باستمرار بحيث لا يستطيع تحمل المغذيات أو السوائل في جسمه ، كذلك في حالة استمرار التقيؤ أكثر من 48 ساعة ، إضافة لإصابته بالإسهال أو ظهور أعراض الجفاف أو شعوره بالأعياء والتعب كالحمي والقشعريرة والمغص.
