يعتبر الحمل الكاذب أو الحمل الوهمي نوع من الحمل الغير شائع يحدث للقليل من النساء حيث يعود السبب فيه إلى ظهور أعراض الحمل مثل غياب الدورة وألم الثدي دون أن يحدث تخصيب البويضة ، وبالتالي لا يوجد جنين داخل الرحم ولا يظهر كيس الحمل عبر الفحص بالموجات الفوق الصوتية ، ونظراً لما يتركه ذلك الحمل من آثار سلبية على نفسية المرأة نوضح هل يظهر الحمل الكاذب عبر تحليل الدم حسب رأي الأطباء.
يشير الأطباء أن الحمل الكاذب False Pregnancy هو باختصار توهم المرأة أنها حامل دون أن يوجد جنين داخل الرحم ، حيث وفقاً للدراسات العلمية أنه حمل غير شائع تصيب به عدد من النساء العذراء أو المتزوجة.
تحليل الحمل بالدم هو اختبار يعطي نتائج سلبية أو إيجابية للحمل وذلك من خلال قياس مستويات هرمون الحمل الذي يرتفع بسرعة بمجرد تخصيب البويضة وتعشيشها في الرحم ، حيث أنه الهرمون الداعم لنمو الجنين وسلامة الحمل.
وعليه لا يظهر الحمل الكاذب في تحليل الحمل حيث أن غالباً تحصل النساء على نتيجة سلبية في حالات الحمل الكاذب نظراً لعدم ارتفاع هرمون الحمل بسبب عدم إفراز الجسم هرمونات الحمل نتيجة لعدم تخصيب البويضة.
ولكن يجب الإشارة أن في بعض الأحيان يمكن أن تظهر نتيجة إيجابية كاذبة من تحليل الحمل بالدم وذلك في حالة تناول المرأة دواء يحتوي على هرمون الحمل أو إصابة المرأة بمرض ما يحفز الجسم على تصنيع هرمونات الحمل بصورة طبيعية ، الأمر الذي يؤدي لارتفاع هرمون الحمل ويظهر نتيجة كاذبة ومضلة .
لذلك من الأفضل اللجوء لفحص الموجات الفوق الصوتية الذي لا يخطئ في الكشف عن الحمل وذلك لأنه في حالة حدوث حمل يظهر الجنين داخل كيس الحمل ، بالإضافة لدور الفحص في تقييم صحة الجنين ، وهو ما يساعد على تشخيص الحمل الكاذب ويقي من مضاعفات تطويل مدة التوهم بالحمل.
هل يظهر الحمل الكاذب في تحليل البول
تلجأ الكثيرات من النساء إلى اختبار الحمل المنزلي عبر عينة البول فهي التحليل الأسهل في الاستعمال والأقل في التكلفة المالية كما تظهر النتائج في غضون دقائق قليلة ، الأمر الذي يجعله أكثر شيوعاً مقارنة باختبار الحمل بالدم ، فهل يظهر تحليل البول الحمل الكاذب .
يشير الأطباء أن لا يوجد فرق بين تحليل الحمل بالدم وبين تحليل الحمل بالبول فيما يتعلق باكتشاف الحمل الكاذب ، حيث أن كلاهما يساعد على تحسس مستويات هرمون الحمل بالجسم.
عادة في حالة اللجوء لتحليل الحمل بالبول تظهر النتيجة سلبية بسبب عدم ارتفاع هرمون الحمل نتيجة عدم إفراز الجسم هرمونات الجسم ، وذلك بسبب عدم تخصيب البويضة وعدم حدوث حمل.
وأن كان هناك بعض النتائج المضلة التي تحدث لبعض الأسباب مثل تناول أدوية لهرمون الحمل أو الإصابة بمرض ما يحفز الجسم على إنتاج هرمونات الحمل .
لذا ينصح الأطباء في حالات الحصول على نتيجة إيجابية الإسراع لإجراء فحص الموجات الفوق الصوتية حيث يساعد على تأكيد أو نفي الحمل من خلال رؤية الجنين داخل كيس الحمل.
يشير الأطباء أن أعراض الحمل الكاذب متشابهة تماماً مع أعراض الحمل الحقيقي مثل غياب الدورة الشهرية وألم الثدي واضطرابات المعدة والتقلبات المزاجية وتغييرات الشهية وزيادة الوزن وغيرها من الأعراض ، الأمر الذي يطرح السؤال عن السبب في ظهور أعراض الحمل بدون حمل حقيقي الذي يساعد على التعرف على مسببات الحمل الكاذب
يشير الأطباء لمجموعة من الأسباب التي تؤدي لظهور الحمل الكاذب حيث أظهرت الدراسات العلمية أن السبب الشائع في ذلك العامل النفسي على سبيل المثال أن الإجهاض المتكرر أو العقم أو تقدم العمر أحد العوامل التي تسبب الرغبة الملحة في الحمل ، ومن ثم تظهر أعراض الحمل.
أن الحالة النفسية تؤثر على هرمونات الجسم مما يؤدي لاضطرابات الدورة الشهرية بل أن الخلل الهرموني الكبير يعقبه توقف الدورة الشهرية مع المزيد من الأعراض المصاحبة التي تتشابه مع أعراض الحمل.
يمكن أن يؤدي التوتر النفسي إلى تغير في عمل الغدة النخامية التي تتحكم في هرمونات الدورة الشهرية مما يؤدي لعدم انتظام الدورة أو توقف الدورة بشكل كامل ، بالإضافة لتطورات أخرى تتعلق بزيادة إفراز هرمون البرولاكتين الذي يؤدي لزيادة الوزن وإفراز حليب الثدي وغيرها من الأعراض المتشابهة مع أعراض الحمل.
يلعب العامل النفسي في تغير في مسارات الدماغ بطريقة تحفز الجسم على تصنيع المزيد من هرمون البرولاكتين وهرمون الاستروحين ، وهو سبب أخر لظهور أعراض الحمل بدون حمل.
يشير الأطباء أن يمكن أن يحدث الحمل الكاذب بسبب مشكلة عضوية مثل مشاكل المبيض وذلك لأنها ترتبط بقصور في وظيفة المبيض وقد يصل الأمر لوقف إنتاج البويضات وإيقاف الدورة الشهرية ، وذلك نتيجة للخلل الهرموني في الجسم الأمر الذي يبدأ بانقطاع الدورة الشهرية ثم ظهور أعراض مثل أعراض الحمل.
يؤكد أطباء النساء أن الحمل الكاذب لم يتطور إلى ولادة حقيقة بإنجاب طفل وذلك بسبب عدم وجود جنين أو كيس الحمل أو مشيمة داخل الرحم ، ولكن بعض النساء يتحول لديها ذلك الحمل إلى تقلصات متشابهة مع ألم المخاض ، وذلك في حالات معنية :
ينصح الأطباء بأهمية اللجوء لفحص الموجات الفوق الصوتية الذي يساعد على تأكيد أو نفي الحمل وذلك لأن في حالة الحمل الكاذب دون إجراء ذلك الفحص الذي ينفي الحمل بعدم العثور على جنين ، تكبر مشاعر الأمومة داخل المرأة مع استمرارية أعراض الحمل لأسابيع بل قد تستمر تسعة أشهر.
حيث أن مع مرور الشهور قد تشعر بأعراض متشابهه مع أعراض المخاض حيث يدفعها العامل النفسي إلى الشعور بتلك الأعراض .
ويجب الإشارة أن يمكن أن يصاب الزوج أيضاً بأعراض الحمل الكاذب نتيجة تأثره عاطفياً بمتاعب زوجته في الحمل ، وهنا يصاب بالميل للغثيان وألم الجسم .
أن الحمل الكاذب لا يتطور إلى جنين حيث أنه ينتهي بمجرد إجراء المرأة الفحص الطبي الذي يظهر عدم العثور على جنين أو كيس الحمل داخل الرحم ، الأمر الذي يترك العديد من الآثار النفسية على المرأة التي تزيد كلما كانت متعلقة بالأمومة وكلما زادت مدة توهمها بالحمل الكاذب ، لذلك يوضح الأطباء خيارات العلاج مع الحمل الكاذب.
تحتاج المرأة في حالات الحمل الكاذب إلى الدعم المعنوي و النفسي والعاطفي من الزوج في المقام الأول ، ومن الأسرة والعائلة والأشخاص المحيطين بها في المقام الثاني ، الأمر الذي يساعدها على تقبل الواقع أو التأقلم عليه بصورة تدريجية إلى أن تستوعب الموضوع.
في بعض الأحيان ونتيجة للصدمة النفسية للمرأة قد تحتاج للعلاج النفسي مع طبيب متخصص يساعد على العبور من تلك المرحلة الصعبة ، وقد يوصى لها بدواء لعلاج الاضطرابات النفسية التي يساعد أيضاً على الوقاية من الاكتئاب ومضاعفاته مثل الانتحار والإيذاء بالنفس ، وذلك وفقاً لحالة المريضة.
تحتاج المرأة أيضاً إلى العلاج الدوائي التي تساعد على تحقيق حلم الأمومة حيث يفتح لها باب للأمل بان الحمل القادم يكون حمل حقيقي ينتهي بالولادة ، وهو ما يتطلب الحصول على الاستشارة مع طبيب نساء متخصص في أمراض تأخر الحمل والعقم ، حيث تختلف خيارات العلاج ما بين الأدوية المنظمة للدورة الشهرية أو المنشطة للمبيض ، ويمكن التفكير في اللجوء للإخصاب خارج الرحم مثل الحقن المجهري وفقاً لسبب العقم.
