هل الانفعال يؤثر على الحمل بما أن هناك عدد من الأمهات التي يشعرن بالانفعال والتوتر جراء التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تمر بها لحين انتظار قدوم مولودها سالم معاف من أية أمراض ولا تقتصر مسئولية الأم على تقديم الغذاء فقط بالجنين بل يجب الاهتمام بالصحة النفسية أيضاً لما قد يكون لها من انعكاسات على صحته، وسوف نتعرف إلى ذلك بصورة عن كثب من خلال سطور فقراتنا عبر أنا مامي.
بحسب رأي الأطباء هو أن الجنين مثلما يتأثر بالطعام والشراب التي تتناوله الأم فهو أيضاً يتأثر بصحتها النفسية، إذ أن الانفعال والتوتر التي تشعر به الأم ينعكس على جنينها في الرحم أيضاً وتكون هناك احتمالية كبيرة لولادة طفل يعاني من العصبية والبكاء الكثير هذا مقارنة بجنين الأم التي تتمتع بثبات انفعالي.
يؤدي الانفعال أثناء الحمل إلى ارتفاع ضغط الدم مما يعمل ذلك على حدوت انخفاض في الأوعية الدموية التي تقلل من حجم الأكسجين الذي يصل إلى الجنين وبالتالي ترتفع مخاطر ولادة طفل غير مكتمل النمو أو بوزن منخفض، أو يعاني من فرط نشاط أيضاً.هناك بعض الحالات التي تكون عرضة للولادة المبكرة جراء الانفعال والعصبية وخاصة في الشهور الأولي من الحمل بسبب تأثر السائل الأمنيوسي سلباً، كما أنه قد يؤدي إلى إصابة الجنين ببعض المشكلات الصحية مثل الإصابة بأمراض الرئة، كما أنه يؤدي أيضاً إلى ارتفاع مخاطر الإجهاض بسبب الانقباضات القوية التي تحدث في الرحم.
يؤثر الانفعال على الأم بعد الولادة إلى عدم إفراز الثدي للغدد اللبنية مما تواجه الأم مشكلات في الرضاعة نتيجة الاضطرابات الفسيولوجية التي أُصيبت بها خلال فترة الحمل جراء التوتر والانفعال، ولقد أثبتت بعض الدراسات أيضاً إلى أن الأمهات اللواتي تعانين من العصبية والانفعال خلال فترة الحمل لديهم تكون ولادتهم متعسرة بصورة أو بأخري بسبب صلابة عنق الرحم ومواجهة الجنين صعوبة في الخروج منه.
يؤدي الانفعال إلى حدوث اضطرابات في الجهاز العصبي من شأنها إطلاق إنذارات تعمل على حدوث اضطرابات أيضاً في الرحم بسبب ارتفاع هرمون الادرينالين في تلك الحالة ولعل هذا ما يفسر هو المزاج السئ الذي قد يصاب به المولودين حديثاً وكثرة بكائهم مقارنة ببعض بمولودين آخرين.
يؤدي ارتفاع هرمون الأدرينالين بسبب التوتر والانفعال إلى التأثير في السائل الأمنيوسي الموجود حول الجنين وقد تستشعرين حركة الجنين في الشهور الأخيرة عند حدوث صخب بسبب تأثره بما يحدث حول الأم في تلك الفترة؛ لذلك يجب أن يتم توفير بيئة نفسية هادئة للأم لأنه وبحسب الدراسات في حال إن كانت الأم تعيش في بيئة مستقرة وهادئة فإن جسمها يفرز في إطلاق مواد مهدئة تساعد على استرخاء الجنين داخل الرحم مقارنة بالأمهات التي يعشن في بيئات اجتماعية متوترة يلدن أطفال تصاب ببكاء هستيري بعد الولادة ويكون من الصعب تهدئتهم.
استطاعت الدراسات أن ترصد التغيرات النفسية التي تحدث للأم ويتأثر بها الجنين ففي حال بكاء أو حزن الأم يتأثر الجنين سلبياً بذلك بسبب ارتفاع هرمون الكورتيزون في الدم والتأثير على معدلات السكر الناتجة عن ذلك، وهناك بعض لحالات التي قد ينتج عنها تشوهات في الأجنة نتيجة لذلك وبالرغم من نها صعبة الحدوث إلا وأنها ليست مستحيلة بسبب الانخفاض التام الذي يحدث في الأكسجين الواصل للجنين نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
يكون الأطفال الذين كانت أمهاتهم كثيرة الانفعال والتوتر أثناء الحمل عرضة لإصابة بأمراض القلق والاكتئاب في فترة المراهقة والشباب لديهم، كما عرضة أيضاً للإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه.
مما لا شك فيه هو أنه يجب وضع صحتك النفسية أمام نصب أعينك، فبعد أن تطرقنا إلى أن الجنين يتأثر بالحالة النفسية للأم بسبب الإفرازات التي يطلقها الجسم ويتأثر به الجنين بدوره مثلما يتأثر بحالتها الصحية فإن هناك بعض النصائح التي من شأنها تقليل الانفعال الذي من الممكن أن يصيبك جراء الضغوط الحياتية ومن بينها ما يلي:
تساعد ممارسة تمارين وأنشطة الاسترخاء على تقليل الانفعال بوجه عام كما يمكن أن يساهم ممارسة تمرين تفضلينه أو محبب لديك مرة أو مرتين أسبوعين.
يمكنك تجربة المشي يومياً لمدة نصف ساعة على الأقل فلقد أثبتت الدراسات فوائده في تقليل الانفعال والتوتر ولكن بعد استشارة الطبيب للتأكد من أنه لا يوجد عائق في ذلك.
اتباع نظام غذاء ضحي متوازن، إذ إن هناك بعض الأطعمة التي يمكنها أن تساعد على تقليل الانفعال والتوتر مثل منتجات الألبان قليلة الدسم، كما أن تقليل السكريات أو مشروبات الكافيين تؤدي إلى ازدياد التوتر والانفعال الذي يمكن أن تصاب به الأم كما أن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والبروتين الحيواني تساعد على التخلص من التوتر.
الاستماع إلى الموسيقي الهادئة أو القراءة من شأنه تحسين الحالة المزاجية السيئة للأم وبالتالي للجنين.
الخروج إلى المتنزهات أو الحدائق العامة واستنشاق نسمات الهواء النظيفة يساعد في تحسين الحالة النفسية وتقليل الانفعال.
الاهتمام بشرب كميات من السوائل يومياً بمقدار لا يقل عن 8 أكواب يومياً.
الحفاظ على النوم لفترات كافية يساعد على استرخاء الأعصاب.
ممارسة أية أنشطة من شأنها تفريع الشحنة السلبية لديك كأنشطة التلوين أو الرسم.
البعد عن الجلوس بمفردك عند الشعور بأعراض حزن أو انفعال لأنه من الممكن أن يفاقم الأمر بل يجب في تلك اللحظة مشاركة القيام ببعض المهام مع أحدهم لتشتيت الذهن عن مصدر الانفعال أو القلق.
تدوين الملاحظات المزعجة أو المشاعر السلبية بالكتابة لما لها من تأثير مذهل على الصحة النفسية.
تذكري بأن الحالة النفسية السيئة سوف يتأثر بها جنينك ليس فقط أثناء الحمل بل أنها تمتد معه إلى ما بعد الولادة؛ لأنه يؤدي إلى إصابة الطفل بفرط النشاط الذي يؤثر على كلا من السلوك والنمو لديه