التهاب البول أو التهاب المسالك البولية من أنواع العدوى التي تصيب مجرى البول حيث يتخوف الرجال المصابون من تلك الحالة الطبية أن يصابوا من العقم أو صعوبة الإنجاب ، والتي فيها تتأثر الحيوانات المنوية سلبياً بصورة تعوق تخصيب البويضة ، وسوف نوضح العلاقة بين التهاب البول عند الرجال وبين الصحة الإنجابية وكيف يمكن أن تؤثر على الخصوبة وفقاً لما يقوله الأطباء.
يؤكد الأطباء أن التهاب البول عند الرجال من الحالات الطبية التي تؤثر سلبياً على الخصوبة وتقلل من فرصة الإنجاب ، وذلك في حالة انتقال البكتريا في مجري البول إلى أعضاء أخري في الجهاز التناسلي مثل الخصية أو البروستاتا ، وذلك يؤثر سلبياً على صحة الحيوانات المنوية حيث يضعف حركتها ويقلل من كميتها.
ومن ثم ينصح بعلاج التهاب البول بسرعة قبل أن تنتقل البكتريا إلى الأعضاء التناسلية لاسيما أنها قريبة من مجري البول ، هذا يكون سبباً في تسريع وصولها مما يؤثر على الخصوبة والصحة الإنجابية.
كيف يؤثر التهاب البول على الخصوبة
يؤكد الأطباء أن التهاب المسالك البولية من أنواع العدوى التي تؤثر سلبياً على الخصوبة للجنسين معاً الرجال والنساء ، وذلك لاقتراب مجري البول من الأعضاء التناسلية فتكون العضو الأقرب للإصابة بالبكتريا في حالة انتقالها .
فيما يتعلق بتأثير التهاب البول على الخصوبة عند الرجال ، فأنها تزيد من إصابة الرجل ببعض المشاكل التي تسبب العقم والتي من بينهما:
ينصح الأطباء في حالة الإصابة بالتهاب البول الامتناع عن ممارسة العلاقة الجنسية لأن من الممكن أن تنتقل البكتريا المسببة لتلك العدوى أثناء الجماع من الرجل إلى المرأة عبر فتحة المهبل حيث تنتشر البكتريا لمجرى البول وتصاب الزوجة بالتهاب المسالك البولية ، ويمكن أن تنتقل البكتريا لأعضاء أخري في الجهاز التناسلي كالرحم أو عنق الرحم مما يسبب العقم عند المرأة.
كما أن الجماع يكون سبباً في زيادة التهيج والالتهاب في أنسجة مجرى البول مما يؤدي لتفاقم الأعراض.
ويمكن أن يكون التهاب البول من المضاعفات المحتملة للأمراض المنقولة عبر الجماع والتي يجب في حالة الإصابة بها الخضوع للعلاج بالمضادات الحيوية مع تجنب الجماع لعدم انتقال العدوى لشريك الجنس.
علاج التهاب المسالك البولية
يتم تشخيص التهاب البول عبر طريق الفحص السريري وإجراء مزرعة البول ، ويمكن اللجوء للموجات الفوق الصوتية أو التصوير المقطعي ، حيث تساعد نتائج الاختبارات على تشخيص المشكلة بصورة دقيقة لوصف العلاج الذي يساعد على إدارة الأعراض وإتمام الشفاء ، وسوف نوضح خيارات العلاج .
يوصى الطبيب بالأدوية المسكنة للألم التي تعمل على إدارة الأعراض والتخفيف من حدة الألم الموجود في أسفل منطقة البطن.
يتم تناول أدوية المضاد الحيوي التي تعمل على قتل البكتريا المسببة للعدوى في مجري البول ، حيث يختلف نوع الدواء وفقاً لنوع البكتريا التي تظهر عبر نتيجة تحليل مزرعة البول ، ومن أفضل أسماء المضادات الحيوية:
سلفاميثوكسازول
الفوسفوميسين
النيتروفورانتوين
السيفاليكسين
السيفترياكسون
الأموكسيسيلين
السيبروفلوكساسين
الليفوفلوكساسين
ويجب على المريض الالتزام بمدة العلاج والجرعة الموصى بها لتسريع الشفاء حيث أن عادة تستمر فترة العلاج حوالي ثلاثة أيام في الحالات البسيطة ، بينما في الحالات المتوسطة تستمر أسبوع أو عشرة أيام ، لكن في الحالات المزمنة تستمر أسبوعين أو أكثر .
ومن المحتمل أن يحتاج المريض لدخول المستشفى بعض الوقت في حالة أن تسبب العدوى التقيؤ أو الحمي أو القشعريرة ، كذلك حين تنتقل البكتريا إلى الكلى.
قد يحدث التهاب البول مرة أخرى بعد الشفاء سواء تم الخضوع للعلاج المناسب أو بسبب وقف قرص العلاج قبل استكمال التعافي بصورة كاملة ، حيث يشير الأطباء أن العدوى السابقة في مجري البول من عوامل الخطورة لالتهاب المسالك البولية ولكن أظهرت الأبحاث العلمية أن ذلك أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال.
في حالة تكرار الإصابة بالتهاب البول يجب المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص ويتم العلاج بأدوية المضاد الحيوي وقد تصل فترة العلاج لحوالي أسبوعين ، ومن المهم عدم التوقف عن العلاج قبل التأكد من التعافي الكامل بواسطة الفحص الطبي مثل مزرعة البول.
هناك بعض النصائح المقدمة من الأطباء التي تساعد على الوقاية من التهاب البول كما في حالة الإصابة لها دور في تسريع العلاج.
ومن أبرز تلك التعليمات الحرص على التبول كلما تم الشعور بالرغبة في إفراغ المثانة وعدم ملء المثانة بالبول ، وذلك لأن البكتريا يتم طردها خارج الجسم مع البول.
أظهرت الدراسات العلمية أن عصير التوت البري وتناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك التي تعرف بأنها نوع من البكتريا النافعة وتوجد في الزبادي من الطرق التي تعزز الوقاية من التهاب المسالك البولية.
التبول بعد ممارسة الجماع مباشرة يساعد على طرد البكتريا خارج الجسم والتي يمكن أن تنتقل بين ملامسة الأعضاء أثناء العلاقة.
الحرص على استعمال الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية حيث يساعد على الوقاية من انتقال العدوى ، لاسيما أن التهاب البول من مضاعفات العدوى التي تنتقل عبر الجنس.
لا ينصح في حالة الإصابة بالتهاب البول التوقف عن الدواء بدون الحصول على موافقة الطبيب المختص لأن الكثير من الأشخاص يوقف العلاج بمجرد الشعور بتحسن في الأعراض ، وهذا من السلوكيات الخاطئة التي تكون سبباً في تكرار الإصابة وبصورة أكثر سوءاً.
الطريقة الوحيدة التي تكشف عن الشفاء من التهاب البول أن يتم إجراء بعض الاختبارات الطبية بعد انتهاء قرص العلاج التي تقيم استجابة الجسم للعلاج ، حيث تظهر النتيجة إذا كان تم الشفاء أو لا ، مثل اختبار مزرعة البول.
ومن ناحية أخرى ، هناك بعض الأعراض التي تدل على الإصابة بالتهاب البول مثل (كثرة التبول والميل المتكرر لإفراغ المثانة ، التبول المؤلم أو حرقة البول ، ألم أسفل البطن ، التبول الدموي ، صعوبة التبول) وفي نفس الوقت أن اختفاء تلك الأعراض تماماً من علامات الشفاء .
أسئلة شائعة
هل التهاب المجاري البولية للرجل يمنع الحمل؟
حين تنتقل البكتريا من مجري البول إلى الأعضاء التناسلية تؤثر على صحة الحيوانات المنوية كما تقل أعدادها ، وهو ما يسبب العقم لذا ينصح بالعلاج وعدم تجاهل تلك المشكلة.
هل تنتقل الالتهابات البولية من الزوجة إلى الزوج؟
على الرغم من أن التهاب البول ليس من أنواع العدوى الجنسية إلا أن من الممكن أن تنتقل البكتريا أثناء الجماع عبر ملامسة الأعضاء التناسلية وصولاً لمجرى البول ، وينصح بتجنب الجماع لحين الشفاء أو استعمال الواقي الذكري.
هل التهاب البول يؤثر على الانجاب؟
التهاب البول يؤثر على القدرة الإنجابية في حالة وصول البكتريا إلى الأعضاء التناسلية مما يواجه الزوجين صعوبة الحمل ، كما أنها تكون أكثر خطورة إذا أصيبت بها الأم الحامل حيث تزيد مخاطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
