هل الحمل يؤثر على المرارة ومتي يكون خطراً وأهم الاحتياطات
المرارة تقع مباشرة تحت الكبد على شكل كيس صغير يشبه حبة الكمثرى ، حيث أنها من الأعضاء الحيوية التي تعد جزءاً من الجهاز الهضمي ، وتعمل على تصنيع وتخزين ونقل العصارة الصفراوية لهضم الدهون ، وسوف نوضح عبر موقع أنا مامي التأثيرات السلبية التي يتركها الحمل على المرارة ، فتابعونا.
هل الحمل يؤثر على المرارة
- نعم أن الحمل يؤثر على المرارة لذلك يجب على المرأة الحامل المصابة بمشكلة في المرارة أن تستمر في المتابعة مع الطبيب المختص للسيطرة على المشكلة من أجل الحمل السليم وتفادي أضرار على الجنين.
- هناك نوع من أمراض المرارة المرتبط بالحمل ، وذلك يرجع إلى التغييرات الهرمونية الطارئة التي ترفع من مخاطر مشاكل في المرارة بشكل عام ، وحصوات المرارة بشكل خاص ، كما تظهر مشاكل المرارة بعد الحمل بفعل التغييرات الهرمونية أو الحمية القاسية لخسارة الوزن .
- تتطور حصوات المرارة بفعل عدم التوازن في مكونات العصارة الصفراوية ، وهذا يجعل الحمل عامل الخطورة لمشاكل في المرارة حيث أن زيادة هرموني الاستروجين والبروجسترون أثناء الحمل مع فقدان الوزن السريع بعد الولادة من العوامل المغيرة في مكونات العصارة الصفراوية ، مما يسبب للمرأة أمراض المرارة أثناء الحمل أو بعد الحمل.
- أشارت الدراسات الطبية إلى أن حصوات المرارة أكثر شيوعاً أثناء الحمل لأن التقلب الهرموني يؤدي إلى استرخاء الأنسجة العضلية في الجسم مع تباطؤ أفراز العصارة الصفراوية ، وهذا من شانه تحفيز الجسم على تكوين حصوات في المرارة وزيادة الرواسب الصلبة على المرارة من العصارة الصفراوية .
تابعي أيضاً : عملية المرارة بعد الولادة معلومات تفصيلية
العلاقة بين الحمل وحصوات المرارة
- حصوات المرارة هي المشكلة الأكثر شيوعاً في الحمل وذلك بفعل إفراز الجسم مستويات عالية من هرمون الاستروجين ، ويفسر الأطباء حدوث ذلك بأن المرارة تعمل على تخزين العصارة الصفراوية في الجسم بحيث تنطلق في الأمعاء الدقيقة بعد تناول الطعام للمساعدة على الهضم.
- تعود حصوات المرارة إلى اختلال في مكونات العصارة الصفراوية التي تعتبر سائل يحتوي على مزيج من الكوليسترول والأملاح الصفراوية ومادة البيليروبين ، وإذا اختلت تلك المكونات تظهر الحصوات على المرارة.
- ومن هنا تأتي العلاقة بين الحمل وبين حصوات المرارة حيث أن ارتفاع هرمون الاستروجين في الحمل يؤثر على تلك المكونات الخاصة بالعصارة الصفراوية كما أن ارتفاع هرمون البروجسترون يؤثر على وظيفة المرارة بشكل يجعلها لا تعمل بالشكل السليم .
المرارة للحامل وبعد الولادة
- أرجعت الدراسات الطبية ارتفاع معدلات حصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة بفعل التغييرات الهرمونية وتغييرات الوزن التي تمر بها المرأة خلال تلك المرحلة.
- بشكل خاص ، هناك بعض العوامل الخطورة التي تجعل المرأة أكثر عرضة لحصوات المرارة في الحمل وبعد الولادة التي يجب فيها توخي الحذر حيث تشتمل على التاريخ العائلي والوراثي لحصوات المرارة ، أو التهاب مزمن في الجهاز الهضمي ، أو متلازمة القولون العصبي ، أو الركود الصفراوي ، أو تجاوز العمر 40 ، أو زيادة الوزن ، أو السمنة ، أو سرعة فقدان الوزن.
- ترتبط حصوات الكلى ببعض الحالات الطبية التي تعتبر من عوامل الخطورة مثل تليف الكبد أو مرض كرون ، كذلك بعض أدوية المضاد الحيوي مثل روسفين .
- تظهر مشاكل المرارة في أي وقت أثناء الحمل وبالأخص خلال الثلث الثاني والثلث الثالث ، ويجب السيطرة على تلك المشكلة مع الطبيب المختص لعدم وجود مضاعفات في الحمل لكل من الأم والجنين.
تابعي أيضاً : أعراض اعتلال الكبد أثناء الحمل وعلاجه
خطورة المرارة للحامل والجنين
- خطورة المرارة للأم الحامل والجنين تتمثل في زيادة خطر الولادة المبكرة ، أو ولادة طفل ميت ، أو خروج العقي قبل الولادة مما يؤثر على قدرة الطفل على التنفس.
- أشارت دراسة طبية عام 2017 أن حصوات المرارة للحامل تزيد من خطر الولادة المبكرة المخطط له ، ومشاكل صحية للطفل بعد الولادة ، ومن المحتمل أن تحتاج الأم للجلوس بعد الوقت في المستشفى لتكون تحت الرعاية الطبية بفعل تعرضها لمضاعفات.
- حسب إحصائية أن 8 % من الأمهات الحوامل تعاني من حصوات جديدة في المرارة في الثلث الأخير من الحمل الأمر الذي يزيد من المخاطر ، لذلك على الأم الحامل مراقبة الحالة الصحية للسيطرة عليها في حالة حدوث مضاعفات.
- من جهة أخرى في الحالات البسيطة لا تسبب حصوات المرارة أي أعراض حيث تعتبر غير ضارة أثناء الحمل ، ومع ذلك تحتاج للمراقبة لأن في حالة ظهور أعراض مفاجئة يكون ذلك علامة خطيرة على مضاعفات.
- يصنف الأطباء مخاطر حصوات المرارة بناء على الأعراض حيث أن الشعور بألم مفاجئ في البطن ، أو ألم على الجانب ، أو ألم الكتف ، أو كثرة التعرق ، أو الغثيان مع التقيؤ تعتبر مرض غير معقد.
- بينما تصبح الحالة معقدة وأكثر خطورة في حالة ارتفاع الحرارة ، أو فقدان الشهية ، أو الإسهال ، ألم قوي مستمر ، أو تسارع نبض القلب ، أو القشعريرة ، اليرقان (اصفرار الجلد مع بياض العين) ، وهنا يجب الخضوع تحت الرعاية الطبية الفورية.
تابعي أيضاً : ما سبب ارتفاع أنزيمات الكبد للحامل
علاج حصوة المرارة للحامل
- تختلف طريقة علاج حصوات المرارة أثناء الحمل حسب الحالة الصحية والأعراض المصاحبة وعليه تقيم الطبيب المختص الطريقة العلاجية الأمثل .
- إذا كانت حصوات المرارة بدون أعراض ليس تتطلب أي علاج فترة الحمل ، ولكن من الأهمية المراقبة والمتابعة لحصوات المرارة وإخبار الطبيب المختص في حالة ظهور أعراض مفاجئة لاتخاذ الإجراء الطبي اللازم.
- في حالة ظهور مضاعفات يكون العلاج أمر ضروري حيث أن هناك عوامل ترتبط بزيادة احتمالية حدوث مضاعفات مثل التلف الكبدي ، أو داء السكري ، أو ارتفاع مستويات الكالسيوم في المرارة ، أو ارتفاع ضغط الدم.
- تعتمد طريقة العلاج على مستويات الألم وعدد الحصوات وحجم الحصوات ، إذ أنها تعتبر العوامل التي بناءً عليها يحدد الطبيب طريقة العلاج .
- تساعد الأدوية المسكنة للألم على التقليل من الألم المرتبط بحصوات المرارة بحيث يرشح الطبيب النوع الآمن في الحمل لا يضر بنمو الجنين ، كما تساعد تعديل أسلوب الحياة والنظام الغذائي على المساعدة على العلاج والتقليل من الأعراض.
- يساعد أدوية حمض أورسوديوكسيكوليك على العلاج وذلك مع الحصوات الصغيرة في المرارة ولا تحتوي على الكالسيوم ، ويجب الإشارة أن ذلك العلاج ليس فعال دائماً ، ولكن يوصى به بعد الولادة في حالة اختيار الرضاعة الصناعية ، فهو غير آمن أثناء الحمل وأثناء الرضاعة الطبيعية.
- في الحالات المزمنة يعد الجراحة ضرورة لاستئصال المرارة بالمنظار حيث أنها من الإجراءات الجراحية القليلة التوغل يتم الاستعانة بها في الثلث الثاني من الحمل وأوائل الثلث الثالث ، ولكن لا ينصح بها في الأسابيع السابقة للولادة ، ويمكن تأجيل العملية بعد الولادة .
تابعي أيضاً : ارتفاع الضغط للحامل وأسبابه وعلاجه
نصائح لعلاج المرارة في الحمل
يلعب النظام الغذائي في الحمل وتعديل أسلوب الحياة دوراً في المساعدة على إدارة أعراض المرارة والتقليل من المخاطر المحتملة ، الأمر الذي يساعد على الحمل السليم وتفادي مضاعفات للأم والطفل ، وسوف نوضح ذلك:
أتباع نظام غذائي صحي
- أن أتباع نظام غذائي صحي يلعب دوراً هاماً في العلاج والتقليل من مضاعفات المرارة حيث يتطلب تناول الحبوب الكاملة والبقوليات والبيض المسلوق ومشتقات الحليب قليل الدسم والأسماك ، وذلك بالتوازي مع الابتعاد عن السكريات والدهون المتحولة واللحوم المصطنعة والوجبات السريعة والمعلبات والمواد الحافظة.
الحد من تناول الدهون
- أن تناول الأطعمة الدهنية يزيد من مخاطر تفاقم حصوات المرارة ، وذلك لأن العصارة الصفراوية لا تستطيع أن تقوم بدورها على ما يرام في هضم الدهون ، حيث ينصح بالابتعاد عن تناول الدهون للمساعدة على التقليل من الأعراض وتفادي المضاعفات الناتجة عن تفاقم الحالة ، وهذا يتطلب تناول اللحوم والدواجن بدون جلد مع استهلاك مشتقات الحليب الخالية الدسم وتجنب المقليات.
الإكثار من الألياف
- تساعد الأطعمة الغنية بالألياف على تسهيل عملية الهضم مما يساعد على إدارة الأعراض ، لذلك يجب تناول حصص يومية من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
الإكثار من شرب المياه
- أن تناول الكثير من المياه أثناء الحمل بما لا يقل عن لترين يساعد على الحفاظ على رطوبة الجسم والتخلص من السموم وتحسن عملية الهضم ، الأمر الذي يساعد على علاج مشاكل المرارة وتحسن قدرتها على القيام بمهامها على نحو سليم .