يعرف الحمل الكيميائي Chemical Pregnancy بأنه فقدان الحمل المبكر يكون بعد أيام قليلة من تخصيب البويضة أو انغراسها في الرحم ، حيث أنه حمل ينتهي بسرعة الأمر الذي يجعل الكثيرات من النساء تسأل هل يظهر ذلك الحمل في التحليل الرقمي ، إليكم الإجابة حسب رأي الأطباء.
يشير الأطباء أن يساهم التحليل الرقمي في الكشف عن الحمل بصورة عامة حيث أن في حالة أن يكون الحمل كيميائي يعطى نتيجة إيجابية تشير إلى الحمل ، وقد يعطي أيضاً خط خفيف من اختبار الحمل الذي يشير لعدم ارتفاع هرمون الحمل بالقدر الكافي مما يستوجب إعادة الفحص مرة أخرى خلال بضعة أيام.
ولكن حين إجراء التحليل الرقمي تشير المستويات المنخفضة للغاية إلى الأرقام الغير طبيعية التي تشير للحمل الضعيف وزيادة احتمالية الإجهاض وفقدان الحمل ، ووفقاً لذا قد يعطي مؤشر للحمل الكيميائي.
ويجب الإشارة أن العلامة المميزة للحمل الكيميائي هي غياب الدورة الشهرية ولا ينصح بالاعتماد فيه على التحليل الرقمي لأنه ليس مضمون في الكشف عن نوع الحمل الكيميائي وأنما هو يكشف عن الحمل المبكر مع إعطاء بعض المؤشرات لوضع الحمل.
وينصح بعدم الاعتماد على تحليل الحمل الرقمي لأن في الكثير من الأحيان ينتهي الحمل قبل ارتفاع هرمون الحمل ، حيث أن من المحتمل عدم الحصول على نتيجة إيجابية من الاختبار.
نسبة هرمون الحمل في الحمل الكيميائي
اكتمالاً للحديث عن هل يظهر الحمل الكيميائي في التحليل الرقمي نتطرق إلى الحديث عن معدل هرمون الحمل في ذلك الحمل باعتباره الهرمون الذي يتم الكشف عنه في البول أو الدم لإعطاء نتائج إيجابية أو سلبية حول حدوث حمل.
عادة يظهر هرمون الحمل بعد أيام تخصيب البويضة ثم يزيد بصورة سريعة خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ، بحيث يبدأ في الانخفاض مع اكتمال نمو المشيمة واستلام وظائفها ، وذلك في حالات الحمل الطبيعية.
أما في حالة الحمل الكيميائي يختلف الأمر ، حيث يكون معدل هرمون الحمل منخفض في الأيام الأولى من الحمل مما يؤدي للحصول على نتيجة إيجابية أو خط خفيف ، وبعد ذلك يبدأ في الانخفاض بصورة تدريجية نتيجة عدم نضج البويضة المخصبة الأمر الذي يساهم في تحول النتيجة الإيجابية إلى نتيجة سلبية.
يشير الأطباء أن نسبة هرمون الحمل التي تتراوح ما بين 5 – 25 وحدة/مل تعتبر من علامات الحمل الكيميائي مما يتطلب إعادة الفحص مرة أخرى خلال أيام قليلة ، حيث أن في حالة انخفاض تلك النسبة يعتبر مؤشر للحمل الكيميائي نتيجة فقدان الحمل بعد أيام قليلة من تخصيب البويضة بينما حين تجاوز النسبة أكثر من 25 وحدة/مل تدل على سير مرحلة الحمل بصورة سليمة.
أسباب وعوامل خطر الحمل الكيميائي
عادة ينتهي الحمل الكيميائي ما بين أسبوع أو أسبوعين من تخصيب البويضة ، حيث توصلت الدراسات العلمية إلى بعض الأسباب والعوامل المرتبطة بذلك الحمل ، والتي نتطرق إلى الحديث عنها في النقاط التالية :
شذوذ الكروموسومات : يعد هو السبب الأول والأكثر شيوعاً للحمل الكيميائي حيث يشير لحدوث اضطرابات في كروموسومات البويضة المخصبة مما يوقف نموها ، ومن ثم ينتهي الحمل.
الخلل الهرموني : قد يكون السبب في الحمل الكيميائي هو إصابة المرأة بعدم التوازن الهرموني نتيجة ضعف هرمونات الحمل أو قصور في الغدة الدرقية مما يؤثر سلبياً على نضج البويضة.
تشوهات الرحم : تؤدي المشاكل في الرحم إلى عدم قدرة البويضة المخصبة على التعشيش في الرحم بالصورة السليمة ، الأمر الذي ينجم عنه إنهاء الحمل بسرعة بعد وقت قصير من الانغراس.
حالة طبية : هناك العديد من المشاكل الصحية التي تكون سبباً في الحمل الكيميائي مثل مشاكل الغدة الدرقية أو مرض السكري أو اضطراب تخثر الدم ، وذلك في حالة عدم السيطرة أو إدارة تلك الأمراض.
عوامل الخطورة : أشارت الأبحاث المتناولة لحالة الحمل الكيميائي إلى بعض العوامل التي تزيد من فرصة ذلك النوع من الحمل مثل انخفاض مؤشر الجسم (النحافة) ، التدخين ، تجاوز عمر المرأة 35 ، الحمل مع متلازمة تكيس المبايض.
أعراض نزول الحمل الكيميائي
يشير الأطباء أن غياب الدورة الشهرية هي العلامة الأكيدة للحمل الكيميائي حيث أن من المحتمل أن لا تعلم المرأة أنها حامل في حالة أن لا تخضع لأحدى اختبارات الحمل ، ذلك وسوف نوضح كيف ينزل ذلك الحمل.
في بادي الأمر يتشابه الحمل الكيميائي مع الحمل الطبيعي في أعراض الحمل الشائعة مثل غياب الدورة وألم الثدي وكثرة التبول ونزيف التعشيش ، ولكن كثيراً ما لا تظهر تلك الأعراض نظراً لإنهاء الحمل في مرحلة مبكرة قبل أن تظهر تلك الأعراض وذلك نتيجة لانخفاض هرمون الحمل بسرعة بعد أن يرتفع كعلامة على نزول الحمل.
ومن أعراض نزول الحمل الكيميائي أن تلاحظ المرأة تسرب نزيف المهبل بعد حوالي أسبوعين من تلقيح البويضة حيث يصاحبه جلطات أو خيوط دموية ويستمر من الوقت عدة أيام ، كما يصاحبه تقلصات مؤلمة في الرحم تتشابه مع الدورة الشهرية التي تساعد على تنظيف الرحم من بقايا أنسجة الحمل.
ونظراً لأن علامات نزول الحمل الكيميائي تتشابه مع الدورة الشهرية ونظراً لأن العلامة المميزة له غياب الدورة ، فأن في حالة عدم الخضوع لتحليل الحمل تظن المرأة أن نزول ذلك الدم هي الحصول على الفترة الشهرية ولكن في توقيت متأخر ، ولذلك الأمر كثيراً ما تتعرض المتزوجات لذلك النوع من الحمل وتجهض الحمل دون أن يكون لديها علم بذلك.
طرق الوقاية من الحمل الكيميائي
أن خلل في الكروموسومات للبويضة أو الحيوان المنوي وهو السبب الشائع للحمل الكيميائي كما أنه أمر خارج عن الإرادة ، وبالتالي لا يوجد طريقة أكيدة لمنع ذلك السبب من أجل الوقاية من ذلك الحمل ، ولكن يضع الأطباء بعض النصائح التي من شأنها تعزيز البويضة المخصبة على النمو بصورة سليمة ووقايتها من التشوه مما يقلل من ذلك الخطر.
أتباع حمية غذائية صحية متوازنة العناصر الغذائية مثل منتجات الحليب والبروتين والأسماك والبيض والحبوب الكاملة والبقوليات ، مع مراعاة الابتعاد عن بعض المأكولات مثل المنتجات غير مبسترة والأسماك العالية الزئبق والأطعمة النيئة.
النساء المصابات بمرض ما عليها إدارة تلك الحالة الطبية مثل السكري أو مشاكل الغدة الدرقية أو مشاكل تخثر الدم الأمر الذي يساهم في تقليل مخاطر الحمل الكيميائي أو الإجهاض بصورة عامة.
مراعاة المحافظة على مؤشر كتلة الجسم بالمعدل الطبيعي والحصول على الوزن الصحي .
الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة .
تناول فيتامينات ما قبل الولادة قبل محاولة الحمل بثلاثة شهور مع التركيز على مكملات حمض الفوليك التي تساهم في الوقاية من التشوه الخلقي للبويضة المخصبة أو الجنين.
فرص الحمل بعد الحمل الكيميائي
تتخوف الأمهات اللواتي عانت من الحمل الكيميائي أن يسبب العقم أو يؤثر سلبياً على الخصوبة أو يكون سبباً في عدم اكتمال الحمل القادم ، ومن هنا نجيب عن فرص الحمل بعد انتهاء الحمل الكيميائي.
لا يؤثر الحمل الكيميائي على فرص الحمل حيث أن بإمكان النساء محاولة الحمل مجدداً وكثيراً ما يحدث الحمل بعد فترة قصيرة من انتهاء ذلك النوع من الحمل ، فهو لا يؤثر على الخصوبة ، ولكن ينصح بتأجيل الحمل لفترة لا تقل عن ثلاثة شهور مما يقلل من فرصة الحمل الكيميائي مرة أخرى .
ويفضل أيضاً قبل محاولة الحمل التوجه لعيادة طبيب النساء وإجراء بعض الاختبارات مثل الموجات الفوق الصوتية التي تساعد على معرفة صحة الجهاز التناسلي واستجابة الجسم للحمل مرة أخرى، وذلك لأن من المحتمل أن يري الطبيب سبب معين وراء ذلك الحمل ، وهنا يتم وضع الخطة العلاجية التي تساعد على الحمل السليم وتفادي مشكلة الحمل الكيميائي في حالة الحمل القادم.
