تربية الأطفال و الأبناء مسئولة كبيرة تقع على عائق الأب و الأم معاً ، فهم وديعة و أمانه من الله لهم فيجب أن يكونوا أمناء عليها ، حيث أن عقوبة من يفرق بين أبنائه في المعاملة عند الله كبيرة لأنهم عنده على نفس القدر من الحب ، التمييز بين الأبناء في المعاملة أو التفرقة في المعاملة بين الولد والبنت يكون محور حديث اليوم ، حيث نقدم لكم عبر أنا ماميكيفية تجنب حدوث التفرقة بين الأبناء في المعاملة، فتابعونا.
كيفية تجنب حدوث التفرقة بين الأبناء في المعاملة
يقدم الخبراء ثلاث طرق هامة يمكن وضعها كقاعدة للحماية من مخاطر التفرقة و التميز في المعاملة بين الأبناء ، هما عدم المقارنة ، المساواة ، التعامل بحكمة فنتعرف عليهم بالتفصيل في بعض النقاط:
عدم المقارنة
المقارنة بين الأبناء أنه فخ يقع فيه العديد من الآباء و الأمهات ، فيكون من أنماط التربية الخاطئة التي لها آثار سلبية على المدى القريب و المدى البعيد.
يجب تجنب المقارنة بين الأبناء سواء كانوا ذكور أو إناث ، فلا يجب مقارنة الأبناء بعضهم ببعض مهما كانت أوجه المقارنة.
تؤثر المقارنة سلبياً على نفسية الطفل مما يدفعه على إهمال المذاكرة ، التدخين ، العناد ، كما يؤثر على علاقة الأخوة بعضهم ببعض ، فيعمل حاجز بين الأبناء .
من أخطر المقارنات التي يقع فيها الكثير المقارنة بين درجات الامتحانات ، المقارنة بين ابن هادئ و ابن محب للحركة و اللعب .
المقارنة تجعل الطفل يشعر بأن هناك ابن مفضل عن الأخر و مدلل ، هذا الشعور خاطئ للغاية يكون له آثار وخيمة تظهر على المدى البعيد مثل كراهية أحد الأبناء للابن المدلع و المفضل ، هذا النموذج نراه كثيراً في المسلسلات و الأفلام التي يكون هدفها توعية الآباء و الأمهات بخطورة المشكلة.
المساواة
المساواة في المعاملة بين الأبناء هو أول الطرق الصحيحة لتربية أطفال أسوياء.
يجب المساواة بين الابن الأكبر و الابن الأوسط و الابن الأصغر .
أيضاً يجب المساواة بين الولد و البنت.
على سبيل المثال ، حين يتم شراء حلوى يتم شراء واحدة لكل ابن حتى لا يغار أحدهما من الأخر ، هكذا يحدث دائماً مع شراء الملابس ، الألعاب ، غيرها من الأمور.
التعامل بحكمة
مع تعدد الأبناء ، يجب أن تكون الحكمة هي الصفة التي تحكم العديد من الأمور للتعامل الصحيح على زمام الأمر ، خاصة أن الأطفال بطبعهم حساسون.
لتوضيح الأمر ، نقدم مثالاً المشاجرة بين الأبناء أكثر المشاكل التي تصرخ فيها الأم تواجهها يومياً فقد يصل الأمر بين الأطفال من علو الصوت إلى الضرب.
حين يتم التشاجر مع الأطفال لا يجب انتهاء المشكلة بعقاب أحد الأبناء ، لأن هذا الأمر يمنح للطفل المعاقب شعوراً بعدم المساواة .
فيجب الجلوس مع الأطفال وتوضيح لهم حقيقة الأمر أنهم أخوة يجب أن يحبوا بعضهم البعض ، يكونوا متسامحون ، يضحي كل منهما إلى الأخر ، فزرع الحب بينهم لا يجعل المشاجرة تتفاقم ، كما يؤدي حدوثها فيما بعد إلى حلها بينهما و بين بعض .
إذا تطلب الأمر التدخل يجب الحل الحكيم.
على سبيل المثال إذا ضرب الابن الأكبر الابن الأصغر ، لا يكون الحل بضرب و معاقبة الابن بل يتم التحدث معه بحب و حنان ، نقول له صحيح انك الأكبر لكن هذا يضعك في موقف مسئولة أنك الحماية للأخ الأصغر الصديق الأقرب له مصدر الحب و الحنان ، أنتم سنداً لبعض في المستقبل ، لا تجعل أخك ينام حزيناً منك فأنه الذي يمسح دموعك حين تحزن أو تبكي ، أسرع لصلحه و احتضانه .
ومن ناحية أخرى ، يجب التحدث مع الابن الصغير بأنه يجب أن يعرف أن أخوه الأكبر يحبه مع محاولة زرع الحب لأخوه و التئام الجرح النفسي من ضرب أخوه له.
قاعدة عامة في تربية الأبناء لا تدع أحد الأبناء ينام على خصام من أحد أخواته.
أسباب التفرقة في معاملة الأبناء
بالتحدث مع الخبراء عن الأسباب التي تدفع الآباء و الأمهات للتفريق في المعاملة بين طفل و أخر ، قالوا أن المسببات تقتصر على مجموعة من العوامل التي يجب معرفتها مع ضرورة عدم الوقوع في فخ التمييز.
جنس الأطفال : يميل الآباء أو الأمهات إلى تميز الولد عن البنت خاصة في المجتمعات العربية.
عمر الأطفال : يميل الآباء أو الأمهات إلى تميز الابن الأول عن الآخرين باعتباره الفرحة الأولى خاصة إذا جاء بعد سنوات من الزواج.
هناك عوامل أخرى تحدث تجعل القلب يميل لطفل عن أخر ، فتظهر مشكلة التميز.
يميل الآباء و الأمهات إلى تفضيل الابن المطيع البار ، أو الابن الذكي المتفوق في الدراسة ، أو الابن الهادي الغير مشاغب .
فتظهر المزايا في المعاملة و الهدايا المقدمة لطفل دون الأخر ، غيرها من الأمور التي تجعل الأبناء يشعرون بأن الأب و الأم يحبان و يفضلان أحدهما ، يفهم الأطفال الأمر بسرعة بحكم طبيعتهم الحساسة الرقيقة.
خطورة التمييز بين الأبناء في المعاملة
حين يميز الآباء و الأمهات في معاملة الأبناء فأنهم لا يعرفون مخاطر و عواقب ما يفعلونه على المدى القريب و المدى البعيد ، لمعرفة المخاطر قومنا بالتحدث مع خبراء تربية الأطفال .
يقول الخبراء ، أن خطورة التمييز بين الأبناء تؤثر على تربية الطفلان معاً فتظهر النتائج أثناء الصغر ، مع تقدم عمرهم تتفاقم المخاطر و المشاكل.
الطفل المميز يشعر بأنه الأفضل الطفل المدلع و المفضل الذي يحبه الأب و الأم ، الأمر الذي يدفعه للغرور و التعالي ، الفشل ، كما يشعر بأنه أفضل و أحسن من أخوه ومن الآخرين أيضاً.
الطفل الغير مميز يشعر بالنقص و قلة الحيلة لأنه ليس لديه ذنب في التفرقة و المعاملة و لا يعرف الأسباب وراء ذلك ، يميل إلى الغيرة من أخوه ، العزلة و الاكتئاب و الأمراض النفسية ، يكون منعزل اجتماعياً ، لا يثق في الآخرين فكيف يحب المجتمع و أسرته لا تحبه ، الفشل و الابتعاد عن المذاكرة لأنه يقول داخل نفسه ماذا يحدث إذا تفوقت فأن أبي و أمي لم يغيران معاملتهما لي ، فيظل أخي هو المدلل.
في النهاية تكبر هذه المشاعر لديهم ، فيصبحان عندما يكون كل منهما شاب أخوات بالاسم فقط ، لا يكونوا أصدقاء لا يسألان على بعضهما البعض ، قد يصل الأمر إلى الكراهية و الحقد .
هذه تكون المخاطر التي ينتظرها من يفرق في تربية أبناءه ، أنها تكون ثمرة التميز و التفرقة في التربية و المعاملة.
بعد معرفة كيفية تجنب حدوث التفرقة بين الأبناء في المعاملة يجب على الأب و الأم المساواة في التعامل مع الأبناء البنين و البنات لكي يكونوا شخصيات سوية ناجحة لا تحمل نفسيتهم مشاعر الكراهية أو الحقد أو الغيرة أو غيرها من المشاعر التي لا نرغب في أن تكون داخل أطفالنا ، بهذا يكون انتهى مقال اليوم في انتظار تعليقاتكم على مقال اليوم التي نجيب عليها بعد الرجوع إلى الخبراء لتقديم إجابات و نصائح صحيحة تساعدكم على التربية السليمة للأبناء و البنات ، نشكركم على المتابعة.