يعتبر الحمل العنقودي من أنواع الحمل الأكثر خطورة على صحة الأم ، ولهذا السبب يتم إنهاء الحمل سريعاً بمجرد أن يتم التشخيص عبر الفحص بالموجات الفوق الصوتية ، ولكن تعتقد بعض النساء أن الحمل العنقودي يتحول إلى سرطان ، وهو ما نجيب عنه وفقاً لما يقوله الأطباء.
يشير الأطباء أن في حالات نادرة يمكن أن يتكون الحمل العنقودي إلى سرطان خاصة مع الحمل العنقودي من النوع الكامل ، لهذا الأمر من الأهمية إنهاء الحمل بعد تشخيص ذلك النوع من الحمل.
وباختصار يعرف الحمل العنقودي بأنه عبارة عن أكياس غير سرطانية تتشكل بدلاً من المشيمة ، حيث يمتلئ الرحم بحويصلات تشبه في الشكل عنقود العنب ، إذ يتم سرعاً تشخيص الحمل عبر الفحص الروتيني للسونار.
فهناك نوعان من الحمل العنقودي الأول جزئي والأخر كامل ، وفي بعض الأحيان تظل الحويصلات داخل الرحم أو تخترق حتى تدخل جدار الرحم ، وفي حالة حدوث ذلك تتحول إلى ورم سرطاني.
لهذا الأمر من الأهمية التشخيص المبكر للحمل العنقودي لأن في تلك الحالة يتم التعامل الطبي السريع معه مما يؤدي لإنهاء الحمل دون أن يتحول لورم ، كما يمكن الحصول على خزعة للتعرف إذا كان الورم حميد أو سرطاني.
أنواع الحمل العنقودي والسرطان
يعرف الحمل العنقودي بأنه ورم حميد داخل الرحم يتكون من تكاثر الخلايا المسئولة عن تكوين مشيمة ، حيث أنه يحدث نتيجة لحدوث خلل ما في الانقسامات الخلوية للبويضة المخصبة فأنها لا تؤدي لتكوين مشيمة سليمة ، حيث يوجد نوعان من الحمل العنقودي ويشير الأطباء أن النوع الثاني يزيد فيه خطر أن يتحول إلى السرطان ، وهو ما نتحدث عنه :
هناك نوعان من الحمل العنقودي الأول الجزئي والثاني الكامل حيث أن بصورة عامة يحدث ذلك النوع من الحمل نتيجة لحدوث خلل في صبغة الكروموسومات التي يحملها الجنين من الأبوين ، وهو ما يؤدي لخلل في عملية الانقسامات الخلوية تؤثر على تكوين الجنين وتكوين المشيمة بالصورة السليمة.
يحدث الحمل العنقودي الجزئي نتيجة تلقيح بويضة واحدة من حيوانين منويين وهما ما يعني أن يحمل الجنين 69 كروموسوم الأمر الذي يؤدي لخلل في تكوين الجنين والمشيمة حيث يكون كل منهما مشوه .
يحدث الحمل العنقودي الكامل نتيجة لتلقيح حيوانين منويين لبويضة تخلو من أي كروموسومات ، وهو ما يعني أن يحمل الجنين 46 كروموسوم من الأب فقط دون أن يحصل على أي كروموسومات من الأم ، الأمر الذي يؤدي أثناء الانقسامات الخلوية لعدم تكوين الجنين ولكن تتشكل مشيمة ليس في الصورة السليمة.
في الحمل الطبيعي يحمل الجنين 46 كروموسوم بالتساوي 23 من الأب و23 من الأم ، ونظراً لأن ذلك لا يحدث مع الحمل العنقودي لا يتشكل الجنين أو المشيمة بالصورة السليمة بل يحمل كليهما تشوه .
ويشير الأطباء أن ذلك الخلل يؤدي لنمو ورم حميد داخل الرحم حيث يكون مستوى الخلل أكبر في الحمل العنقودي الكامل نظراً لخلو البويضة من الكروموسومات ، وهو ما يجعل الحمل أكثر خطورة ويزيد من مخاطر تحوم ورم المشيمة من النوع الحميد إلى النوع السرطاني ، وذلك في حالة عدم التعامل السريع معه.
هناك علاقة بين الحمل العنقودي والسرطان ولهذا السبب على النساء الحوامل إجراء الاختبارات الروتينية في بداية الحمل مثل الموجات الفوق الصوتية لحين التأكد من أن الحمل سليم وطبيعي حيث أن عادة يظهر ذلك الحمل في الأسابيع الأولى ، حيث نوضح كيف يمكن أن يتحول الحمل العنقودي إلى سرطان.
يشير الأطباء أن الحمل العنقودي هو نوع من الورم الحميد غير سرطاني حيث يكون عبارة عن أكياس صغيرة ممتلئة بالماء تتشابه في الشكل مع عنقود العنب ، إذ أن ذلك النوع من الحمل لا يدعم الجنين ومن المستحيل أن تستمر الحمل لأن الجنين غير قادر على التطور بصورة سليمة وأن يكون على قيد الحياة كما أن يشكل خطورة على الأم.
ينتمي ذلك الحمل إلى نوع من مرض ورم الأرومة الغاذية الحملي (GTD) التي تكون عبارة عن نمو أورام في الرحم عادة تكون من النوع الحميد ، ولكن قد تخترق وتتكاثر الخلايا حتى تتحول إلى مرض سرطاني.
يتم التخلص من الحمل العنقودي بمجرد أن يتم تشخيصه وذلك لأن استمرارية الحمل تؤدي للكثير من المضاعفات على صحة الأم والتي قد تكون مهددة لحياتها.
ينتشر بعض الأقوال أن الحمل العنقودي يزيد من مخاطر العقم عند النساء وهو ما يثير القلق بين النساء اللواتي عانت من ذلك النوع من الحمل وهل تفقد قدرتها على الإنجاب.
بصورة عامة ، يشير الأطباء أن الحمل العنقودي لا يسبب العقم حيث يمكن للمرأة أن تحمل ولكن عليها الانتظار لفترة من الوقت تتراوح ما بين ثلاثة شهور إلى ستة شهور قبل محاولة الحمل مرة أخرى ، وذلك بالتناقش مع الطبيب المختص لتحديد الوقت الأفضل للحمل.
وينصح بعدم الحمل قبل عودة هرمون الحمل للمعدل الطبيعي واستعادة تعافي الرحم وإجراء كافة الاختبارات الطبية التي تؤكد استعداد الرحم لاستقبال جنين آخر ، وهو ما يساعد على تفادي الحمل العنقودي في الحمل القادم وتعزيز فرصة الحصول على حمل سليم وصحي.
ويجب الإشارة أن في حالات أخرى تفقد المرأة قدرتها على الحمل وذلك يرتبط باستئصال الرحم أثناء التخلص من الحمل العنقودي ، وهذا يحدث في حالات نادرة للغاية حين يكون ضرورة للحفاظ على صحة الأم.
يشير أطباء النساء أن الحمل العنقودي من المستحيل أن يكتمل ويستمر حيث عادة يتم تشخيصه عبر خضوع المرأة الحامل لعدد من الاختبارات الطبية مثل الموجات الفوق الصوتية الذي يتم التعرف على الحمل من رؤية شكل المشيمة خلال الفحص ، كذلك يتم إجراء بعض الفحوصات التي تقيم صحة الحامل قبل البدء في العلاج مثل فحص تخثر الدم ووظائف الكلى والكبد ، والآن نوضح طريقة العلاج المتبعة مع ذلك الحمل.
يجب التخلص من الحمل في أسرع وقت بعد تشخيص الحمل العنقودي حيث أن تأخر تلك الخطورة يكون سبباً في حدوث العديد من المضاعفات الصحية للأم .
ويتم إنهاء الحمل من خلال التدخل الجراحي بواسطة عملية التوسيع والكشط وذلك من أجل استئصال الأنسجة الغير طبيعية التي تشكلت في الرحم نتيجة الحمل العنقودي.
خلال العملية يتم أعطاء المرأة نوع من التخدير العام أو الموضعي حسب حالتها الصحية وهو ما يسهل العملية بدون الشعور بألم نتيجة الجراحة.
في حالات نادرة يوصى الطبيب باستئصال الرحم مع إزالة الحمل العنقودي لاسيما مع قابلة التحول إلى سرطان ، كما يكون ذلك الإجراء مناسب للنساء المتقدمة في العمر وليس لديها رغبة في الإنجاب ومحاولة الحمل من جديد.
وقد يكون استئصال الرحم إجراء طبي ضروري في حالات أخرى مثل النزيف الشديد مع صعوبة السيطرة عليه ، حيث يتم إزالة الرحم للحفاظ على حياة الأم.
يتم مراقبة مستويات هرمون الحمل HCG بعد إزالة الحمل حيث أن من الطبيعي أن تنخفض وتعود للمستوى الطبيعي خلال أسابيع قليلة ، ولكن تشير عدم عودة الهرمون للمعدل الطبيعي إلى تعرض الأم للمزيد من المخاطر الصحية التي تتطلب التعامل الطبي الفوري معها حفاظاً على صحتها.
