تهتم النساء الحوامل بالتعرف على أفضل وضعية نوم أثناء الحمل لا تلحق الضرر بالجنين ، حيث تميل الكثيرات فترة الحمل للنوم على الظهر لأنها تمنح لها شعوراً بالارتياح كما لا تحمل على منطقة البطن أو الجنين ، ومن نوضح نسبة أمان النوم على منطقة الظهر للحامل وهل تعتبر من الأوضاع الآمنة أم الممنوعة ، إليكم الرد وفقاً لما يقوله الأطباء ونتائج الدراسات العلمية.
يؤكد الأطباء أن وضعية النوم على الظهر من الأوضاع الممنوعة فترة الحمل لاسيما في المرحلة الثانية والثالثة من الحمل ، حيث أن كلما زاد الجنين في الوزن كلما زادت مخاطر تلك الوضعية ، لأنها تعرض الجنين لخطر الاختناق ثم الموت بسبب تأثيرها على مقدار تدفق الأكسجين والدم للجنين ، بالإضافة لأنها تسبب للأم الحامل ألم الظهر وزيادة مخاطر مضاعفات الحمل.
أشارت بعض الدراسات التي تم إجراءها حول وضعية النوم المناسبة للحامل والتي نشرتها مجلة The Journal Of Physiology العلمية، أن النوم على الظهر وخاصة بالشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل من الممكن أن يزيد من احتمالية موت الجنين.
فتحدث القائمون على البحث حول حالة محددة تحدث للجنين ويكون إحدى عواملها هي النوم على الظهر بشكل مبالغ فيه لفترات طويلة، وهي الوفاة خلال الأسبوع العشرين من الحمل وتعرف بـ Stillbirth، وما زالت الدراسات قائمة لتحديد السبب الرئيسي في حدوث تلك الحالة حيث يعد النوم على الظهر ليس بعامل مؤكد لتلك الحالة أو السبب الأساسي لها.
وقالت رابطة الحمل الأمريكية American Pregnancy Association بشأن النوم على الظهر للسيدات الحوامل أنه يسبب اضطراب الدورة الدموية بالجسم ويسبب عدم وصول كميات كافية من الدم بشكل كافي وليس للجنين وحسب بل للأم أيضا، لذا فهو يعد خطرا على حياة الأم والجنين.
تأثير وضعية النوم على الجنين
لقد تناولت دراسة علمية تأثير وضعية النوم على الجنين للتعرف إذا كان من الممكن أن تلحق وضعية معينة لنوم الأم على الجنين ، وتم إجراء تجربة خاضتها 29 سيدة حامل بالشهور بالثلاثة الأخيرة من الحمل، وطلب منهم الاستلقاء بوضعيات مختلفة للنوم لمدة نصف ساعة، وتم فحص حالة كلا من الحامل والجنين في كل وضعية من الوضعيات.
وكانت نتيجة التجربة أن العلماء القائمين عليها اكتشفوا أن وضعية النوم لها تأثير كبير على صحة الحامل والجنين، حيث اكتشفوا العلاقة القوية بين كميات الدم والأكسجين الواصلة للجنين بوضعية النوم، ففي حالة النوم على الظهر ينخفض معدل الأكسجين الواصل للجنين بشكل كبير.
وأشار الباحثون إلى أن السبب الرئيسي لتلك الحالة أن النوم على الظهر يسبب ضغط على الشريان الرئيسي بجسم الأم والذي يعمل على تدفق الدم إلى القلب من ثم توصيله للرحم والجنين.
بالإضافة إلى ذلك تم ملاحظة أن هناك بعض السيدات الحوامل اللواتي لا يتأثرن بوضعية النوم وتكون الدورة الدموية لديهم نشيطة خلال أي وضعية.
النوم على الظهر ورفع الأرجل للحامل
تعد وضعية النوم مع الأرجل المرفوعة من الأوضاع الخطرة أثناء فترة الحمل، حيث تتسبب بالعديد من المشاكل في حال الاستمرار بالنوم بهذه الوضعية باستمرار، من المشكلات:
تخنثر الدم.
التعرض للإصابة بمرض السكر.
التوتر والقلق.
الاكتئاب.
انخفاض وزن الجنين.
تعرض الجنين لبعض المشكلات الصحية.
ومن هنا ينصح الأطباء بعدم الاستلقاء على الظهر فترة الحمل لتفادي المخاطر المحتملة التي يمكن أن تصل لاختناق الجنين ثم موت الجنين ، بالإضافة إلى تعديل وضعيتها للوضعية الصحيحة في حالة تقلبها فترة الحمل على الظهر أو البطن ، وذلك لأن يتفق الأطباء إلى أن الوضعية المناسبة لكل من النساء الحوامل والأجنة هي النوم على الجانب الأيسر.
أضرار النوم على الظهر للحامل
يؤكد الأطباء أن النوم على الظهر من الأوضاع الخطيرة للحامل وينصح بعدم اللجوء إليها طول فترة الحمل ، حيث تلاحظ الأم في الكثير من الأحيان كثرة ركلات الجنين حين تنام على الظهر ، ويعود السبب إلى محاولة من الجنين للاستغاثة بالأم لتغير تلك الوضعية التي تقلل من تدفق الدم إليه وتعرضه لخطر الاختناق ، وسوف نوضح الأضرار المحتملة للنوم على الظهر التي يمكن أن تحدث للأم الحامل أو الجنين ، والتي من بينها.
يؤدي النوم على الظهر للضغط على الوريد الرئيسي الذي يقوم بدوره في استعادة الدم من أوردة الجزء السفلي من الجسم للقلب ، ومن ثم تتعرض الأم الحامل للكثير من الأضرار الصحية.
أشارت الدراسات العلمية أن النوم على الظهر يسبب ضعف في تدفق الدم للأم الحامل مما يكون سبباً في تعرضها لانخفاض مفاجئ في ضغط الدم ، ومن ثم الدوار والدوخة.
يعتبر من عوامل الخطورة لإصابة النساء الحوامل بألم الظهر وألم العمود الفقري وألم عام بالعضلات .
يمكن أن تصاب الأم الحامل بألم البواسير بسبب الضغط أثناء النوم على الظهر على الأوردة في فتحة الشرج أو المستقيم.
فيما يتعلق بالجنين ، أن النوم على الظهر يؤثر سلبياً على وظيفة المشيمة التي تقوم بنقل المغذيات والدم المحمل بالأكسجين للجنين ، مما يؤثر على صحة الجنين ومراحل نموه ، كما يقل تدفق الأكسجين إليها مما يؤدي لاختناقه ثم موت الجنين داخل الرحم والتعرض للإجهاض.
أشارت الأبحاث العلمية أن النوم على الظهر تزيد من فرصة الإصابة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ، والتي تعتبر من مضاعفات الحمل التي تلحق بالضرر على الأم والجنين ، كما تكون من الأوضاع الأكثر خطورة للنساء المصابات بالفعل بتلك الحالات الطبية.
الوضعية الصحيحة للنوم أثناء الحمل
يتفق الأطباء أن الوضعية الصحيحة للنوم أثناء الحمل هي الجانب الأيسر لأنها تعزز من عملية تدفق الدم للأم والجنين كما تحسن من وظيفة المشيمة ولا تسبب للأم الحامل ألم بعضلات الصدر أو ألم الظهر والعمود الفقري ، وسوف نفسر أيضاً الوضعيات المسموح بها للحامل في مراحل الحمل الثلاثة فيما يلي:
في الشهور الأولى من الحمل: يقول الأطباء أن يمكن للمرأة النوم على أي وضعية لأن الجنين يكون محمي داخل الكيس الأمينوسي ومحاط بالكيس الأمينوسي وعضلة الرحم ، كما أن حجم الجنين يكون صغير مما يسهل على الأم النوم على البطن دون أن يلحق ضرر للجنين ، ومع ذلك يتفق الأطباء على أهمية التعود على النوم على الجانب الأيسر من بداية الحمل مما يسهل من الاستمرارية عليها طول فترة الحمل للحصول على حمل سليم وصحي.
الثلث الثاني والثالث من الحمل: ينصح مع بداية الثلث الثاني من الحمل بالنوم على الجانب الأيسر مع إمكانية ثني الركبة، حيث هذه الوضعية تجنب ضغط الجنين على الشريان الأساسي أو القلب ولا يواجه الجسم مشكلة في تدفق الدم ، ولقد أشارت الدراسات العلمية أن غالبية النساء الحوامل التي تنام على الجانب الأيسر لها حمل سليم وصحي.
أسئلة شائعة
ما هي الطريقة الصحيحة للنوم اثناء الحمل؟
ينصح الأطباء بالتنويم أثناء الحمل على الجانب الأيسر كما يمكن ثني الركبتين ودعمها بواسطة وسادة مما يمنح للأم الحامل الراحة ومساعدتها على الاسترخاء فترة الحمل ، وتلك هي الوضعية الصحيحة والمثالية للنوم للحامل.
هل التقلب اثناء النوم يؤثر على الجنين؟
يشير الأطباء أن التقلب لا يلحق الضرر بالجنين ولكن هناك تخوف من تقلب النساء الحوامل على الظهر لأنها تضعف من تدفق الدم والأكسجين للجنين وتؤثر سلبياً على وظيفة المشيمة مما يعرض الجنين للخطر .
ما هي الحركات الخطيرة على الحامل؟
ينصح النساء الحوامل بالراحة الجسدية حيث هناك حركات خطيرة تضر بصحة الحمل مثل الإجهاد البدني كشغل المنزل أو حمل الأوزان الثقيلة ، كذلك استعمال الدرج أو ركوب الخيل أو ممارسة التمارين الرياضية العنيفة أو كثرة انحناء والتواء الجسم ، بالإضافة للضغط المتكرر على منطقة البطن.
