يعتبر الاستفراغ أو القئ أحد المشكلات الشائعة لدي الأطفال بمختلف أعمارهم أي بداية من سن الرضاعة فيما فوق وهو يحدث نتيجة لعدة أسباب مرضية مثل التهابات المعدة والأمعاء، أو الحساسية من الطعام أو من الحليب هذا بالنسبة للرضع مما يؤدي إلى إصابة الطفل بارتجاع المرئ وفيما يلي تجربة أحد السيدات مع ترجيع طفلها:
في صباح أحد الأيام استيقظ طفلي من نومه وهو يستفرغ واستمر الحال كما هو عليه عندما يقوم بتناول أحد الأطعمة على مدار اليوم، وهو عمره 3 سنوات وتذكرت حينها أحد التجارب التي قد قرأتها لأحد الأمهات مع طفلتها لوقف الاستفراغ المستمر وكانت الوصفة عبارة إضافة 20 ورقة من النعناع إلى كوبين من الماء المغلي ونقع النعناع فيها لمدة لا تقل عن 20 دقيقة ومن ثم إضافة العسل والليمون إلى النعناع وكنت قد استشرت طبيب طفلي عن تلك الوصفة وقال بأنه لا مانع من ذلك لأن النعناع يمتلك خواصاً مهدئة لأية التهابات في المعدة كما قد نصحني الطبيب أيضاً بضرورة شرب كميات كبيرة من السوائل تدريجياً والبعد عن تناول الأطعمة الصلبة وبالفعل قد تحسنت حالة طفلي في غضون 24 ساعة.
يحدث الاستفراغ أو الترجيع عند الأطفال نتيجة لعدة أسباب تختلف عن بعضها البعض وهى تحتاج إلى استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب لها ومن بين أشهر تلك الأسباب ما يأتي:
التهاب المعدة والأمعاء من أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالقئ والاستفراغ عند الأطفال وهى تحدث نتيجة الإصابة بعدوي ما أو نزلة معوية بسبب الفيروسات والبكتيريا ويكون مصاحب لتلك العرض بعض الأعراض الأخري مثل الإسهال وأوجاع البطن وهو من الأسباب المزعجة ولكنها بالرغم من ذلك تتراوح مدتها الشفاء منها فيما بين 1-3 أيام.
الحساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة ففي حال إن كان لديه الطفل تحسساً من تناول بعض الأطعمة فسرعان ما تظهر عليه أعراض الاستفراغ والترجيع مع ظهور طفح جلدي أيضاً وهى أحد الأعراض التي لا يجب الاستهانة بها والذهاب إلى أقرب مستشفى بسبب الخطورة الشديدة التي تسببها الحساسية وقد تهدد حياة الطفل إذا رافقها ضيق في التنفس أو تقرحات حول الفم وهناك بعض الأكلات الشائعة التي تسبب حساسية أطعمة عند الطفل من بين أشهرها المأكولات البحرية والفول السوداني والأسماك والمكسرات.
التهابات الزائدة الدودية من ضمن الأسباب ويكون القئ مصحوباً بآلام شديدة في الجانب الأيمن من المعدة وستوجب علاجها استئصالها سريعاً.
التسمم الغذائي واحدة أيضاً من أسباب الاستفراغ عند الأطفال بسبب بعض أنواع البكتيريا في الأطعمة الفاسدة أو منتهية الصلاحية، هذا بالإضافة إلى ضرورة غسل اللحوم الخضروات جيداً لأنها في بعض الأحيان قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتسمم الغذائي إذا لم يتم غسلها جيداً وظلت البكتيريا عالقة فيها.
ابتلاع المواد الضارة أو بعض الأجسام الغريبة سرعان ما تلفظها المعدة، وهناك بعض الأطفال الذين قد يبتلعون بعض المواد السمة أو الحبوب بعيداً عن أعين الوالدين لذلك في حال عدم تأكد الوالدين من مصدر القئ المستمر لدي الطفل يجب نقله إلى المستشفى.
يؤدي القلق والتوتر النفسي الذي قد يصاب به الطفل نتيجة مروره ببعض الظروف إلى كثرة الترجيع والاستفراغ لديه.
يعتبر الإفراط في تناول الحلوي بشراهة من العوامل التي تؤدي إلى الاستفراغ وخاصة الحلوي التي تحتوي على مواد دهنية.
دوار الحركة الذي يصاب به الأطفال عادة أما بسبب الوراثة الجينية أو بعد الذهاب إلى الملاهي وتجربة الألعاب التي تسبب الدوار.
هناك بعض الوصفات المنزلية والأعشاب التي من شأنها تخفيف حدة الترجيع عند الأطفال، ويجب التنويه إلى أنه في حالة عدم وقف التقيؤ بعد تناول تلك الأعشاب ينبغي استشارة الطبيب لوصف بعض الأدوية المضادة للاستفراغ، وتتضمن ما يلي:
النعناع: من بين أشهر الأعشاب المستخدمة لعلاج الاستفراغ عند كلا من الأطفال والبالغين بسبب احتوائه على بعض الخواص التي تقوم بتهدئة المعدة وطرد أية التهابات منها كما أنه يهدئ من التقلصات، ويتم تحضيره من خلال إضافة أوراق النعناع إلى كوب من الماء المغلي ونقع الأوراق فيها لمدة 20 دقيقة فقط ومن ثم شربه دافئاً.
القرنفل: من المشروبات التي تساعد على تهدئة المعدة وطرد البكتيريا بفضل الخواص التي تحتويها، ويتم شرب كوبان منها يومياً إلى أن يقف الاستفراغ تماماً.
بذور الكمون: من أبرز الأعشاب التي يتم استخدامها لوقف الاستفراغ لدي الرضع ويتم تحضيرها من خلال طحنها جيداً إلى أن تصبح ناعمة للغاية ومن ثم إضافتها إلى كوب من الماء الساخن وتغطية الخليط جيداً ومن بعد ذلك أعطاءه إلى الطفل لوقف الترجيع.
الهيل: من الأعشاب الفعلة للغاية ضد أعراض القئ، كما أنها تعمل كمهدئ طبيعي للمعدة من خلال طحن ملعقة صغيرة من حبوب الهيل وإضافتها إلى كوب من الماء المغلي، كما يمكن إضافة السكر أو العسل الأبيض إلى الخليط
علاج الترجيع عند الأطفال بالطرق الطبيعية
هناك بعض الطرق الطبيعية التي لطالما كانت ومازالت تلجأ إليها الأمهات كعلاج طبيعي لوقف الاستفراغ الذي تتعرض له الأطفال بمختلف الأعمار، ومن بين أشهر تلك الطلاب ما يلي:
زيت اللافندر أحد الطرق الطبيعية التي تساعد على وقف الغثيان وذلك بعد شرب كوب من النعناع أو أحد الأعشاب المهدئة ومن ثم رش أحد قطرات الزيت على الوسادة التي ينام عليها الطفل فهو يساعد عل استرخاء كافة العضلات بما فيها عضلات المعدة أيضاً.
يساعد خل التفاح أيضاً على طرد الفيروسات أو البكتيريا المعوية المسببة للغثيان ويتم تحقيق أقصي استفادة منه من خلال إضافة بضع قطرات منه إلى كوب من الماء الدافئ ووضع ملعقة من العسل الأبيض وتناوله على مدار اليوم.
تساعد ماء الأرز على تخفيف حدة الالتهابات المعوية المسببة للغثيان، ويتم تحضير المشروب عن طريق إضافة مقدار كوب من الأرز الأبيض إلى كوبين من الماء حتى يتم يمتص الأرز الماء جيداً ومن ثم تصفية الماء تماماً من الأرز وإعطاؤه إلى الطفل على مدار اليوم.