يعتبر المغص من المشاكل الأكثر شيوعاً بين الأطفال الرضع والأطفال الصغار حيث تنشغل الأمهات بالتعرف على أسرع طريقة للتخلص من المغص وأسباب حدوثه ، وهو ما يدفعها للإطلاع على تجارب غيرها من الأمهات مع المغص عند الطفل.
أشارت أحدى الأمهات أن طفلها الرضيع يعاني كثيراً من المغص المصاحب بنوبات من البكاء والصراخ المتكررة التي تظهر بشكل خاص بعد وقت قصير من تناوله الحليب ، حيث عالجت المشكلة بإعطائه نقاط لعلاج المغص مع مساعدته على التجشؤ لطرد الغازات من البطن ، وذلك وفقاً لما أرشدها إليه الطبيب الذي أوضح لها أن الطفل سليم حيث يرجع المغص إلى تراكم الهواء في البطن الذي يتم ابتلاعه أثناء امتصاص الحليب.
سردت أحدى الأمهات أن طفلها البالغ ستة سنوات يعاني من المغص المتكرر بدون معرفة السبب حيث أعطت له دواء يعالج المغص ولكنه يختفي ويعود مرة أخرى ، حتى ظهر بأعراض أخرى مثل التقيؤ ، وهنا قامت بعرضه على أخصائي الباطنة وبعد الفحص وإجراء الاختبار اتضح إصابته بعدوى بكترية في البطن كانت السبب ، حيث وصف له علاج مضاد حيوي لمدة ثلاثة أسابيع ثم شفى.
أشارت أحد الأمهات أن المغص عند الأطفال شائع وذلك نتيجة خبرتها في مشاكل الأطفال حيث لديها ثلاثة أطفال في مراحل عمرية مختلفة ، مشيرة أن السبب الرئيسي وراء ذلك التغذية الغير سليمة وميل الأطفال لتناول وجبة جاهزة والكثير من الحلويات مع النفور من أكل المنزل ، وكثيراً ما يتم تناول الأكل بأيدي غير نظيفة ، وهو ما يساعد على نقل العدوى للمعدة ، ويجب العناية بتغذية الطفل وعرضه على الطبيب المختص في حالة الاشتباه بمشكلة وراء المغص.
يشير الأطباء أن المغص وألم البطن حالة شائعة بين الأطفال الرضع والأطفال الصغار حيث تعود لمجموعة من الأسباب وعوامل الخطورة حيث نوضحها فيما يلي:
يعتبر المغص حالة شائعة بين الأطفال الرضع لاسيما في الشهور الأولى حيث يعود لابتلاع الطفل الهواء أثناء الرضاعة ، وهو ما يتطلب مساعدته على التجشؤ لإخراج الهواء عدة مرات أثناء الرضاعة مما يساعد على الوقاية من المغص والشعور بالرغبة في الارتجاع.
تسبب أنواع الحساسية مثل حساسية عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب أو غيرها من أنواع الحساسية الغذائية التي يصيب بها الأطفال بعض الأعراض مثل المغص ، وهو ما يتطلب فهم الأمر والتعامل معه.
غالباً يكون أسباب المغص عند الأطفال تتعلق بنمط التغذية نتيجة تناول الطفل أطعمة غير صحية غنية بالدهون والمقليات والسكريات ، بالإضافة للوجبات السريعة والأطعمة المصطنعة والمنتجات الغير مبسترة والطعام النيء .
قد يكون المغص ناتج عن الإصابة باضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال أو الانتفاخ أو الغازات أو الحموضة المعوية.
قد يكون المغص ناتج عن إصابة الطفل بحالة طبية مثل العدوى الفيروسية أو البكترية في المعدة ، التهاب المعدة والأمعاء ، ارتداد الحمض المريئي ، متلازمة القولون العصبي ، مرض كرون ، التهاب الإثني عشر.
هناك حالات طبية أخرى تسبب المغص مثل المشاكل التي تتعلق بالكلى أو المرارة كالالتهاب أو الحصوات ، كذلك العدوى التي تصيب الكلى ، ويمكن أن يكون السبب اضطراب في وظائف الكبد .
يشير الأطباء أن سرطان المعدة أحد أسباب المغص عند الأطفال لكنه أقل شيوعاً .
تختلف طريقة علاج المغص بين الأطفال وفقاً لعمر الطفل وحالته الصحية ، وينصح بعرض الطفل على الطبيب المختص في حالة معاناته من المغص المتكرر بدون سبب معروف أو مصاحب بأعراض أخرى كالتقيؤ ، وسوف نوضح للأمهات أسرع طريقة لعلاج المغص عند الأطفال.
يحتاج علاج المغص عند الأطفال الرضع إلى مساعدتهم على التجشؤ عدة مرات أثناء الرضاعة لإخراج الهواء من المعدة ، مع الحرص على إرضاع الطفل في وضعية صحيحة وغلق فمه على الحلمة وهو ما يساعد على التقليل من ابتلاعه للهواء المسبب دخوله البطن المغص.
يمكن إعطاء الطفل دواء معالج للمغص بحيث أن يكون بوصفة من الطبيب المختص لترشيح الدواء الأفضل حسب عمره .
إبعاد الطفل عن المأكولات التي تسبب المغص مثل الدهون والمقليات والسكريات والوجبات الجاهزة.
عدم ملء معدة الطفل بالطعام حيث أن تناوله لكميات كبيرة من الطعام مرة واحدة يساهم في إصابته بألم البطن والمغص.
تشجيع الطفل على تقسيم الوجبات اليومية إلى 6 وجبات من أجل تقليل كمية الطعام في كل وجبة وهو ما يساعد على تسهيل عملية الهضم لعلاج المغص.
إعطاء الطفل شاي أعشاب مثل الكراوية أو البابونج أو النعناع يساهم في علاج المغص وذلك لأن تلك الأعشاب تعمل كمسكن ألم طبيعي.
أدوية لعلاج مغص الأطفال
عادة لا يحتاج المغص إلى علاج طبي طالما كان الطفل سليم ولا يعاني من مشكلة صحية ، حيث يمكن التخلص منه بإجراء تعديلات في أسلوب التغذية عند الطفل ، بينما في أحيان أخرى يحتاج الطفل إلى العلاج للشفاء ، وسوف نوضح أهم الأدوية المعالجة للمغص.
تختلف طريقة علاج المغص حسب المشكلة المسببة لذلك وهو ما يتطلب عرض الطفل على الطبيب المختص لفحصه وإجراء الاختبارات الطبية اللازمة لمعرفة سبب المغص تم وصف العلاج المناسب وفقاً للحالة الصحية للطفل.
في حالة أن يكون المغص ناتج عن إصابة الطفل بعدوى بكترية يحتاج لتناول دواء ينتمي إلى المضاد الحيوي حيث يساهم في إبادة البكتريا وعادة تستمر فترة العلاج من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع .
في حالة أن يكون المغص ناتج عن إصابة الطفل بعدوى فيروسية يحتاج لتناول دواء مضاد للفيروسات.
في حالة أن يكون المغص ناتج عن الإمساك المزمن يحتاج لدواء ملين مع تعديل في النظام الغذائي للعلاج والوقاية من الإمساك مثل الفواكه والخضروات والمأكولات الغنية بالألياف وشرب المياه.
في حالة أن يكون المغص ناتج عن أنماط التغذية الغير سليمة عند الطفل فهو يحتاج لتناول الأطعمة الصحية المعدة في المنزل والغنية بالقيم الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
حين يعاني الطفل من المغص تشعر الأمهات بالقلق والخوف على صحة الطفل وتسأل هل يعتبر أمر خطير ويشير لمشكلة صحية ، وهو ما نقوم بتوضيحه.
يشير الأطباء أن بشكل عام لا يعتبر المغص حالة خطيرة تصيب الأطفال الرضع أو الأطفال الصغار ، حيث أن في الغالب يعود السبب لابتلاع الرضيع الهواء أثناء الرضاعة أو نتيجة لعادات خاطئة في تغذية الأطفال ، وهو ما يمكن علاجه بدون أدوية.
ولكن يعد المغص حالة خطيرة حين يكون علامة على إصابة الطفل بمرض ما حيث أن تجاهل تشخيص المشكلة يجعل الحالة أكثر سوءاً ، وهو ما يتطلب على الأمهات التعرف على المغص الناتج عن مشكلة صحية لعرض الطفل على الطبيب.
هناك بعض الأعراض التي في حالة أن تكون مع المغص تدل على مشكلة صحية تستوجب الرجوع لأخصائي طب الأطفال مثل المغص المتكرر بدون سبب معروف ، المغص مع أعراض الحمي كالحرارة المرتفعة أو القشعريرة ، المغص مع التقيؤ أو الإسهال .