الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة

سلفانا نعوم 20 مارس، 2023
الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة

الحمل بعد علاج البطانة المهاجرة

بطانة الرحم المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي) تعتبر من الحالات النسائية التي تؤثر بالسلب على الخصوبة حيث يشير الأطباء أن وفقاً لبعض العوامل مثل العمر وشدة الحالة والصحة العامة يمكن أن يحدث حمل أثناء المرض ، وبالرغم من ذلك تعاني الكثيرات من العقم وصعوبات الإنجاب خاصة في المرحلة الثالثة والرابعة ، الأمر الذي يدفع النساء إلى العلاج من أجل تعزيز الإنجاب مما يطرح سؤال حول نسبة الحمل بعد العلاج ، وهو ما نتطرق إليه حسب رأي أطباء النساء.

  • يشير أطباء النساء أن فرصة الحمل بعد علاج بطانة الرحم تصبح مرتفعة بالإضافة إلى زيادة فرص الحصول على حمل صحي وسليم مقارنة بالحمل أثناء المرض.
  • يعتمد طريقة الحمل بعد العلاج على تأثير الانتباذ البطاني الرحمي على الأعضاء المحيطة حيث أن في بعض الأحيان يمكن أن تصل الأنسجة النامية خارج الرحم حتى تصل للمبيض وتسبب تكيسات المبيض مما يؤثر بالسلب على وظيفة المبيض وجودة البويضات ، الأمر الذي يجعل الحمل أكثر صعوبة.
  • تحتاج المريضة بعد عملية بطانة الرحم المهاجرة إلى فترة تتراوح ما بين أربعة أسابيع إلى ستة أسابيع من أجل التعافي من جرح العملية ، وبعد ذلك يمكنها أن تبدأ في المتابعة مع دكتور النساء للبدء في الخطة العلاجية التي تساعد على تسريع الحمل ، وذلك وفقاً للحالة الصحية بالإضافة لعوامل أخرى مثل صحة الحيوانات المنوية .
  • حيث تتراوح طريقة الحمل بعد علاج بطانة الرحم المهاجرة ما بين أدوية الخصوبة التي تنشيط المبيض وجودة البويضات ، ويمكن اللجوء لحقن الحيوانات المنوية داخل الرحم مباشرة ، أو اللجوء لتقنيات التلقيح خارج الرحم مثل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب التي فيها يحدث الإخصاب في المعمل.
  • ويجب الإشارة أن في الغالب يتطلب العلاج الخضوع لعملية جراحية التي تساهم في إزالة الأنسجة النامية خارج الرحم مما يرفع من فرصة الحمل ، ولكن في نفس الوقت يجب مناقشة الطبيب في الرغبة بالحمل بعد العلاج أو في المستقبل لكي يضع في اعتباره الجراحة التحفظية دون أن يتم استئصال الرحم التي يعد إجراء يستعين به الأطباء في الحالات المزمنة كخيار نهائي.

تابعي أيضاً : مضاعفات عملية بطانة الرحم المهاجرة

البطانة المهاجرة وتأثيرها على الحمل

بطانة الرحم المهاجرة هي حالة شائعة بين النساء ينمو فيها الأنسجة المبطنة للرحم في أماكن غير طبيعية تكون خارج الرحم في البطن أو الحوض أو المبيضين أو قناني فالوب أو المثانة أو الأمعاء أو المهبل ، الأمر الذي يؤثر سلبياً على الصحة الإنجابية ويقلل من معدلات الخصوبة ، وسوف نوضح تأثير ذلك المرض على الحمل.

  • تكيسات المبيض : يمكن أن تنتشر الأنسجة النامية خارج الرحم إلى المبيضان مما يؤدي لتكوين أكياس التي تنتمي إلى أورام بطانة الرحم المسببة للعقم عند النساء .
  • جودة البويضات : أشارت الدراسات العلمية المتناولة لتأثير بطانة الرحم المهاجرة على الصحة الإنجابية حيث يؤثر بالسلب على جودة البويضات في المبيض كما يؤثر على كفاءة المبيض ، وهو ما يعد سبباً للعقم بين النساء.
  • ألم الجماع : تؤدي بطانة الرحم المهاجرة إلى الشعور بألم أثناء الجماع فهو من أكثر أعراض المرض شيوعاً بين النساء مما يؤدي لصعوبة في القدرة على العلاقة الجنسية مما يرتبط بمواجهة صعوبة الإنجاب.
  • الالتصاقات : أن فرط نمو الأنسجة المبطنة للرحم خارج الرحم تؤدي لتكوين التصاقات أو ما يعرف بنمو أنسجة ندبية داخل الجسم ، وهو ما يمنع الحمل وذلك لأن تلك الالتصاقات تعوق الحيوانات المنوية عن الوصول للبويضة أو تمنع البويضة عن المرور إلى قناة فالوب ثم الرحم ، الأمر الذي يمنع الالتقاء بين الحيوانات المنوية والبويضات مما يؤدي لعدم التخصيب .

تابعي أيضاً : حالات تعاني من بطانة الرحم المهاجرة وحملت

الحمل مع بطانة الرحم المهاجرة

يشير أطباء النساء إلى وجود أربعة مراحل من المرض حيث أن كلما توغلت الأنسجة المبطنة للرحم خارج الرحم كلما كانت فرصة الحمل أكثر صعوبة ، عادة تستطيع النساء في المرحلة الأولى والثانية الحمل بينما يكون من الصعب الإنجاب في المرحلة الثالثة والرابعة من المرض ، على الرغم من أمكانية حدوث حمل مع بطانة الرحم المهاجرة مع بعض النساء إلا أن لا ينصح بالتفكير في ذلك وأنما الانتظار لحين العلاج وإزالة الأنسجة النامية خارج الرحم ، ويعود السبب إلى ارتفاع مخاطر حدوث العديد من المضاعفات أثناء الحمل .

  • الحمل خارج الرحم : يؤدي الحمل أثناء الأنسجة النامية خارج الرحم إلى الحمل البوقي (الحمل خارج الرحم) حيث فيه يتم انغراس الجنين في قناة فالوب بدلاً من الرحم ، وهو حمل غير قابل للحياة حيث يتم الإجهاض بمجرد تشخيص ذلك النوع من الحمل الذي ينتمي إلى حالات الحمل الحرجة.
  • الإجهاض : أشارت الدراسات العلمية أن النساء الحوامل المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي لديهن خطر للإجهاض بنسبة 60% بالمقارنة بغيرهن ، وذلك يعود إلى أن الأنسجة النامية خارج الرحم تعوق الجنين عن الانغراس في الرحم ، وعادة يحدث ذلك في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.
  • سكري الحمل : ترتفع معدلات إصابة النساء الحوامل في حالات بطانة الرحم المهاجرة بسكري الحمل بنسبة 40% بالمقارنة بغيرهن ، الأمر الذي يؤدي لخطر عملاقة الجنين.
  • ارتفاع الضغط : أشارت الدراسات العلمية أن الانتباذ البطاني الرحمي يؤدي لزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته مثل تسمم الحمل بنسبة 45% مقارنة بالنساء الحوامل الأخريات ، الأمر الذي يؤدي لمشاكل صحية أخرى تصل إلى الخطيرة مثل مشاكل الكلى ونوبات الصرع ، وهو ما يتطلب الرعاية الطبية الفورية.
  • الولادة المبكرة : أظهرت الدراسات العلمية أن هناك خطر للولادة المبكرة قبل الأسبوع 37 من الحمل بنسبة تتجاوز 48% في حالات الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي ، وهو ما يرتبط ببعض المشاكل الأخرى المتعلقة بالطفل مثل انخفاض الوزن عند الولادة ، صعوبة التنفس ، اليرقان ، صعوبة تنظيم درجة حرارة الجسم.

تابعي أيضاً : تجربتي مع تنشيط التبويض من أجل الحمل

خيارات علاج بطانة الرحم المهاجرة

بعد التعرف على مخاطر الحمل مع بطانة الرحم المهاجرة وتأثير المرض على الخصوبة يكون السبيل الوحيد للمرأة المصابة بتلك الحالة الطبية الخضوع للعلاج ، وهو ما يساعد على إزالة الأنسجة النامية خارج الرحم من أجل زيادة فرصة الحمل الناجح مع الحصول على حمل سليم ، وسوف نوضح خيارات العلاج فيما يلي:

العلاج بالأدوية

  • يشير الأطباء أن يتم تشخيص بطانة الرحم المهاجرة عبر الخضوع لبعض الاختبارات التي تساعد على تقييم شدة المرض ومرحلة المرض وتأثيره على الأعضاء المحيطة وفرص الحمل ، وذلك من خلال الفحص السريري وأشعة السونار وأشعة الرنين المغناطيسي ، ويمكن اللجوء إلى منظار البطن.
  • بروتوكول علاج بطانة الرحم يشتمل على الأدوية المسكنة للألم التي تساعد على تخفيف الأعراض المرافقة للمرض مثل ألم أسفل البطن وعسر الطمث وألم الجماع .
  • تحتاج المريضة إلى الأدوية الهرمونية التي تعمل على تنظيم هرمونات الجسم بصورة تساعد على التقليل من الألم والوقاية من مخاطر تفاقم الحالة الطبية .
  • يمكن اللجوء لأدوية تحديد النسل مثل موانع الحمل الفموية التي تساعد على تفادي تقدم مرحلة الانتباذ البطاني الرحمي ، حيث تعمل على إيقاف نمو الأنسجة النامية خارج الرحم كل شهر ، وهو ما يمنع أن تسوء الحالة الطبية ، ويجب مناقشة الطبيب في حالة التفكير في الإنجاب ، حيث يتم استبعاد ذلك الأدوية لأنها في المقام الأول تقوم بدورها في منع الحمل.

العلاج بالجراحة

  • يتم مراقبة الحالة الصحية للمريضة حيث أن كثيراً ما يتم الاستجابة للعلاج الدوائي لاسيما في المراحل البسطية ، بينما في حالات أخرى يتم اللجوء للتدخل الراجي مثل المنظار بهدف إزالة الأنسجة النامية خارج الرحم دون أن يحدث تضرر للأعضاء التناسلية ، وهو ما يعرف باسم الجراحة التحفيظية ، إذ أنها لا تؤثر على قدرة المرأة على الحمل.
  • ينصح الأطباء بتشخيص وعلاج المرض بسرعة لأن مع الحالات المزمنة يتم اللجوء لعملية استئصال الرحم مما يعني فقدان القدرة على الحمل ، وعادة يكون ذلك خيار نهائي يلجأ إليه الأطباء ، ويجب قبل ذلك مناقشة الطبيب في حالة الرغبة في الحمل في المستقبل لأن بعد العملية تصبح المرأة عقيمة.