يعتبر البكاء عند الأطفال الرضع أكثر شيوعاً من الأطفال الصغار وذلك لعدم اكتسابهم مهارات التحدث والتعبير عن مشاعرهم ، والكثيرات من الأمهات تعاني من بكاء الطفل بدون سبب ولكن يوضح الخبراء أن ذلك القول خطأ ، حيث يبكي الطفل لسبب ما ، وهو ما يتطلب على الأم معرفة كافة الأسباب والعوامل المؤدية لبكاء الطفل للتعامل معه ، ومن ثم يتوقف الطفل عن البكاء.
يؤكد الخبراء أن أسباب البكاء مختلفة ومتعددة وتختلف أيضاً حسب الفئة العمرية للطفل حيث أن الأسباب التي تتعلق بالأطفال الرضع تختلف عن الأسباب المتعلقة بالأطفال الصغار ، ولكن هناك أسباب مشتركة بينهما وهي كالآتي :
الرغبة في شيء ما
كثيراً ما يبكي الأطفال نتيجة رغبتهم في الحصول على شيء ما مثل قطعة حلوى ، حيث تكون وسيلة لإجبار الأب أو الأم على شراء ما يريد وتلبية احتياجاته ، ويجب على الأهل تحقيق التوازن بين القبول والرفض لمتطلبات الطفل ، حيث لا يحصل على كل ما يريد ، لأن ذلك له تأثيرات سلبية على شخصيته لأنه يعتاد أن كل احتياجاته يجب أن تلبي ، دون مراعاة ظروف الأسرة.
يجب أيضاً شرح للطفل سبب رفض طلبه لكي يستطيع أن يستوعب الأمر ، التي تعتبر من الأمور التي تساعد على تكوين شخصيته على نحو سليم ، وذلك في حالة أن يكون في عمر يسمح بمعرفة ذلك.
لفت الانتباه
كثيراً ما يبكي الأطفال الصغار رغبة منهم في لفت الانتباه وإثارة الاهتمام نحوهم ، ويجب التعامل مع تلك المشكلة بتجاهل بكاء الطفل وعدم إعطائه المزيد من الاهتمام حتى لا يعتاد على فعل ذلك الأمر ، فهو يلجأ لذلك بهدف الحصول على الاهتمام ، ويودي تجاهل البكاء إلى معرفة الطفل أن وسيلته لم تأتي بفائدة.
يبكي الطفل الرضيع كثيراً وهو ما يشكل صعوبة في التعرف على سبب البكاء وذلك لأنه يستعمل البكاء والصراخ لغة يعبر بها عن مشاعره ومتطلباته لأمه ، والتي يجب أن تتعرف على سمات لغة البكاء عند الرضيع لتستطيع القيام بمهامها تجاه المولود.
الشعور بالجوع
يعبر الطفل الرضيع عن احتياجه لشرب الحليب بالبكاء ، وذلك لأنه لا يستطيع تحمل مشاعر الجوع ولا يستطيع التعبير عن ذلك إلا بالبكاء.
ويجب على الأم أن تراعي أن الطفل حديثي الولادة يملك معدة صغيرة وهو ما يجعله يأكل كمية صغيرة ويجوع بسرعة ، مما يتطلب إرضاعه بصورة منتظمة كل ثلاثة ساعات حتى لا يشعر بالجوع الشديد الذي يدفعه للبكاء والصراخ.
كما أن بإمكان الأم استعمال مضخة الثدي لسحب الحليب لضمان تغذية الرضيع بواسطة أحد أفراد الأسرة في حالة أن تكون خارج المنزل أو نائمة في الفراش ، وهو ما يضمن إطعام الطفل والوقاية من مشاعر الجوع التي تؤدي لبكائه المفاجئ .
الشعور بالبلل
قد يكون بكاء الطفل نتيجة لشعور بالبلل وهو ما يتطلب تنظيف الطفل وتغيير الحفاضات ، بالإضافة لوضع كريم مضادة للالتهابات ، ويجب أيضاً أن تتابع الأم الحفاضات من حين لأخر لتغييرها بعد أن تصبح متسخة.
الرغبة بالنوم
كثيراً ما يبكي الطفل الرضيع ليعبر عن احتياجه لأمه التي تساعده على التنويم فهو بين أحضانها وبين ذراعيها يشعر بالأمان والدفء الذي يساعده على النوم العميق بسرعة.
ويجب أن تهيئ الأم مكان مريح لنوم الطفل يخلو من أصوات الضوضاء كما يتسم بالضوء الهادي حيث أن الضوء القوي يزعجه والظلام يسبب له مشاعر الخوف.
الشعور بالمغص
يعتبر المغص من المشاكل الأكثر شيوعاً بين الأطفال الرضع حيث يحدث لعدة أسباب أبرزها ابتلاع الهواء أثناء شرب الحليب ، وهو ما يتطلب مساعدة الطفل على التجشؤ عدة مرات أثناء الرضاعة لمنع تلك المشكلة.
يصاحب المغص الغازات والانتفاخ وهو ما يسبب ألم للرضيع ومشاعر الانزعاج ، وهذا يدفعه للبكاء كطريقة لمناداة الأم باعتبارها مقدم الرعاية الأول له .
في حالة أن يبكي الطفل لهذا السبب يجب على الأم علاج المغص بعدة طرق مثل مساعدة الطفل على التجشؤ أو إعطائه حمام دافئ مع تدليك البطن مما يساعد على طرد الغازات ، وهو ما يعالج المغص ، ويمكن أيضاً استعمال دواء معالج للمغص.
الشعور بالمرض
قد يكون البكاء ناتج عن إصابة الطفل بالمرض فهو ما يتطلب فحص الطفل ثم التوجه للطبيب المختص في حالة الاشتباه في وجود مشكلة صحية عند الطفل ، ويجب الوضع في الاعتبار أن الجهاز المناعي للطفل ضعيف مما يجعله أكثر عرضة للعدوى وبصورة متكررة.
يجب عدم تجاهل الأمر حتى لا تتفاقم الحالة الصحية وقد تؤدي لوفاه الطفل ، ومن أعراض المرض عند الرضيع والتي تتطلب مراجعة الطبيب المختص( ارتفاع درجة الحرارة ، قشعريرة بالجسم ، عدم انتظام عملية التنفس ، عدم انتظام نبض القلب ، الإسهال ، التقيؤ ، شحوب الوجه ، اصفرار العين والبشرة ).
أسباب أخرى
قد يكون سبب بكاء الطفل الرضيع شعور بالحرارة أو البرودة ، فهو ما يتطلب أن يرتدي ملابس تناسب درجة حرارة الجسم.
كثيراً ما يبكي الطفل الرضيع في أوقات الفراغ ، حيث يشعر بالملل ويحتاج للأم لكي تقوم بمداعبته واللعب منه وتسلية وقته ، وهو يشعر معها أجمل اللحظات.
يمكن أن يكون سبب بكاء الطفل شعوره بالخوف وهو ما يحتاج أن تقوم الأم باحتضانه ووضعه بين ثدييها لكي يشعر بالأمان .
قد يرجع سبب البكاء إلى شعور الطفل بالألم الشديد الناجم عن دخوله في مرحلة التسنين وظهور الأسنان ، وعادة يبدأ في تلك المرحلة حين يبلغ الشهر السادس.
يمكن أن يكون بكاء الطفل أثناء النوم بسبب رؤيته لكابوس وهو ما يتطلب التواجد مع الطفل لكي يشعر بالاطمئنان ، وذلك بعد التأكد أن ذلك السبب من البكاء بعد استبعاد الأسباب الأخري كالجوع والمرض والتبلل.
يستطيع الأطفال الصغار التعبير عن مشاعرهم بالكلام ، وعل الرغم من ذلك قد يكون بكاء الطفل له أسباب غامضة ، حيث أشار الخبراء لبعض الأسباب التي تكون وراء بكاء الطفل :
الضغط : كثيراً ما يبكي الأطفال الصغار نتيجة لشعور بالضغط النفسي الناتج عن دورس الروضة أو المدرسة ، بالإضافة لتمرينات السباحة أو غير ذلك ، وهو ما يتطلب من الأم تنظيم جدول للطفل لمساعده على إدارة وقته بشكل صحيح.
الجوع : على الرغم من أن الجوع من الأسباب الأقل شيوعاً لبكاء الأطفال الصغار إلا أنه يؤدي عند بعض الأطفال للبكاء ، لذا يجب تقديم للطفل وجبة غذائية في حالة أن تكون مر على أخر وجبة طعام حوالي أربعة ساعات أو أكثر.
الإرهاق : أن شعور الطفل بالإرهاق يؤدي به في بعض الأحيان إلى البكاء ، وقد يبكي بسبب الإرهاق بعد اللعب المتواصل أو بسبب شعوره بالنعاس .
التوتر : كثيراً ما يكون بكاء الطفل ناتج عن التوتر النفسي الناجم عن مشاكل الأسرة كخلافات بين الأب والأم تصل للطفل وتؤثر عليه بطريقة سلبية ، وقد يكون لسبب أخر مثل التعرض للتنمر ، وهو ما يتطلب تهدئة المناخ المناسب للطفل بالإضافة لإفصاح المزيد من الوقت للتعرف على سبب البكاء ، فهو في عمر يسمح أن يعبر عن مشاعره وأفكاره.
