كثيراً ما يظهر الجنين في جهة اليمين حين الخضوع لفحص الموجات الفوق الصوتية الأمر الذي يثير التساؤل عن السبب ، وهل له علاقة بجنس الجنين خاصة بعد انتشار بعض الأقوال أن تمركز الجنين في جهة اليمين من علامات الحمل بذكر بينما تمركز الجنين في جهة اليسار من علامات الحمل بأنثى ، حيث نتعرف على حقيقة الأمر .
يشير أطباء النساء أن وضع الجنين على جهة اليمين من الأوضاع الطبيعية وذلك لأن لا يوجد وضعية معينة للجنين داخل الرحم ، وذلك يعود لحركة الجنين بصورة متكررة داخل بطن الأم ، الأمر الذي يدفعه لتغير موضعه من حين لأخرى.
بل أن تغير وضعية الجنين من المؤشرات الإيجابية في الحمل التي تشير لصحة الجنين وتطوره بالشكل الطبيعي ، حيث أنه يتحرك داخل الرحم بحركات مختلفة من حين لأخر من حيث القوة ، ومن ثم تتغير وضعيته داخل الرحم .
فيما يتعلق بوضع الجنين على جهة اليمين وعلاقته بجنسه ، لم تتوصل الدراسات العلمية لوجود أي علاقة بين جهة الجنين في بطن الأم ونوعه سواء كان ذكر أو فتاة ، وهو ما يؤكده أيضاً الأطباء بل أشاروا أن يمكن فقط الاعتماد على وضعية الجنين في الأسابيع الأخيرة من الحمل التي تساعد على تحديد نوع الولادة.
على سبيل المثال أن نزول رأس الجنين أسفل علامة على إتمام الولادة الطبيعية بينما الوضعية المقعدية للجنين تزيد من فرصة الخضوع للولادة القيصرية.
ولكن جنس الجنين يتم التحقق منه فقط عبر الاختبارات الطبية التي تمنح نتائج عالية الدقة مثل الموجات الفوق الصوتية ، فهو يعمل على رؤية العضو التناسلي للجنين في الشهر الرابع ، إذ يشير القضيب إلى الحمل بذكر بينما يدل البظر والشفرتين على الحمل بفتاة.
يشير الأطباء أن الجنين يكون موضعه داخل الرحم ويمكن رويته عبر فحص الموجات الفوق الصوتية ، حيث يكون داخل كيس الحمل ومحاط بكمية من السوائل تعرف باسم السائل الأمينوسي ، حيث نوضح في أي جهة من الرحم يتكون الجنين.
أن بعد تخصيب البويضة من الحيوان المنوي يحدث الاندماج بينهما الذي يثمر عن جنين بعد إتمام مجموعة من الانقسامات الخلوية ، ويستقر الجنين في الرحم داخل كيس الحمل .
من بداية الأسبوع الخامس يمكن رؤية الجنين داخل كيس الحمل الأمر الذي يساعد على تأكيد الحمل بعد النتيجة الإيجابية من تحليل الحمل ، كما يساعد على تقييم وضع الحمل.
ويكون الجنين في البداية عبارة عن مجموعة خلايا مثل حبة الأرز التي تتحول لأنسجة ثم أعضاء إلى أن يكتمل النمو وتحدث الولادة في الشهر التاسع.
خلال فترة الحمل ونتيجة لتطور أعضاء الجنين ينمو ويكون قادر على الحركة وإصدار الركلات من اليدين والقدمين وأطراف الأصابع والرأس ، كذلك يبدأ في مص إصبع الإبهام ، وهذا يؤدي لتغير حركاته من حين لأخر داخل الرحم.
ومن ثم لا يوجد جهة معينة من الرحم يكون فيها الجنين خلال فترة الحمل حيث أن وضعية الجنين تتغير من حين لأخر ، ويؤكد الأطباء أن مكان الجنين ليس أمر يثير القلق ولكن الأهم هو حالته الصحية .
يشير الأطباء أن حركة الجنين تبدأ ما بين الأسبوع السابع إلى الأسبوع التاسع في الحمل ومع ذلك من المستحيل على السيدة الحامل الشعور بها نظراً لأنها حركات خفيفة ، حيث نوضح في أي أسبوع يبدأ الشعور بحركات الجنين.
عادة تظهر ركلات الجنين ما بين الأسبوع 14 إلى الأسبوع 18 ، وهذا يعني أن تبدأ الأمهات الحوامل في الشعور بحركة الجنين لأول مرة من بداية المرحلة الثانية في الحمل وتحديداً في الشهر الرابع .
في أحيان كثيرة يمكن أن تتأخر ركلات الجنين إلى الأسبوع 20 وحتي الأسبوع 24 خاصة مع الحمل الأول للطفل البكر ، وذلك بسبب عدم خبرة المرأة الحامل في التمييز بين حركة الجنين وقرقرة البطن.
يشير الأطباء إلى اختلاف في توقيت الشعور بركلات الجنين بين النساء الحوامل حيث أن من الشائع الشعور بها في وقت مبكر في الحمل المتكرر بينما يتأخر في تجربة الحمل الأولى.
في كلا الأحوال يجب متابعة الحمل مع طبيب النساء للتأكد من صحة الجنين وتطوره بصورة طبيعية وقياس نبض قلبه ، وذلك لتفادي مخاطر موت الجنين داخل الرحم .
ومع ظهور ركلات الجنين يجب مراقبة تلك الحركات مع مراجعة الطبيب في حالة توقف الحركة فجأة أو تأخر ظهورها حتى الأسبوع 25 ، فأنها من علامات الخطورة لموت الجنين أو مشكلة ما في الحمل.
المعدل الطبيعي لحركة الجنين من الأمور التي تشغل بال الأمهات الحوامل من أجل مراقبة الركلات اليومية للطفل النامي مما يساعد على تقيم وضعه بأنه سليم ، وسوف نوضح رأي الأطباء في ذلك الصدد.
يشير الأطباء أن من الصعب تحدد رقم معين للمعدل الطبيعي لحركة الجنين داخل الرحم وذلك لأنها تختلف وفقاً لمرحلة الحمل ، حيث أنها تصبح كثيرة في المرحلة الثانية للحمل نتيجة كبر المساحة المحيطة للجنين بينما تقل في المرحلة الثالثة للحمل بسبب كبر وزن الجنين مما يؤدي لضيق المساحة المحيطة به .
ولكن بصورة عامة تتراوح ركلات الجنين ما بين 7 إلى 15 ركلة كل ساعة، والتي يجب على النساء الحوامل مراقبة تلك الركلات وحين تنخفض عن ذلك ينصح بالرجوع إلى طبيب النساء وإخباره بالأمر.
مع مرور الوقت يكون من السهل على الأم مراقبة حركة الجنين والتعرف على روتين حركاته داخل الرحم الممثلة في أوقات الخمول وأوقات النشاط ، الأمر الذي يحتاج منها المزيد من التركيز.
لقد أظهرت الدراسات العلمية بعض الأوقات التي تزيد من حركة الجنين داخل بطن الأم والتي تكون بمثابة أفضل وقت لمراقبة الركلات للاطمئنان عليه داخل الرحم ، مثل بعد تناول الوجبة الغذائية خاصة إذا كانت تحتوي على نسبة من السكريات ، أو بعد الاستلقاء على الفراش .
توصلت دراسة أخرى أن أكثر أوقات نشاط للجنين تكون خلال الساعتين الأوليين من انتهاء الوجبة الغذائية للأم ، حيث يعود السبب إلى ارتفاع مستويات الطاقة لديه التي تحفزه على الحركة وإصدار الركلات.
أن العلامة المميزة لثبوت الجنين في الرحم هو مراقبة المرأة الحامل لحركات الجنين مع الأخذ في الاعتبار أن الجنين ينام أكثر من 90% من يومه والتي تمثل أوقات الكسل ، أما باقي الوقت يكون أكثر نشاط ، ولتفادي الحمل الضعيف نوضح أهم علامات ثبوت الجنين في الرحم حسب رأي الأطباء.
يشير الأطباء أن علامات الحمل مثل آلام الثدي وكثرة التبول والميل للغثيان مع اضطرابات المعدة مثل الانتفاخ أو الغازات أحد مؤشرات ارتفاع هرمونات الحمل المدعمة لنمو الجنين ، الأمر الذي يمنح علامة بثبوت الجنين داخل الرحم.
وبالرغم من ذلك لا ينصح باعتبار ذلك علامة أكيدة على ثبوت الجنين في الرحم بينما تعتبر العلامة الصادقة هو نتائج اختبار الموجات الفوق الصوتية الذي يتم بصورة منتظمة من أجل متابعة وتقييم صحة ونمو الجنين ، حيث يساعد على تتبع مراحل نموه ورؤية حركاته داخل الرحم وسماع نبض قلبه كما يساعد على التشخيص المبكر للتشوهات الخلقية للجنين في حالة الإصابة بها ، كذلك يفحص المشيمة وقدرتها على تغذية الجنين وإمداده بالأكسجين.
حيث أن كل تلك العوامل تساهم في بناء صورة واضحة وكاملة عن وضع الحمل بصورة عامة ، وصحة الجنين بصورة خاصة مما يمنع موت الجنين داخل الرحم أو حدوث أي مضاعفات أثناء الحمل.
