الرحم أحد الأعضاء المكونة للجهاز التناسلي للأنثى ويكون مسؤولاً عن العديد من العمليات الحيوية الهامة ، إذ أن شكل الرحم السليم يتشابه مع ثمرة الكمثرى بعرض 5سم وطول 7سم ومجوفا من الداخل، ويتركز بالقرب من المثانة مع انحناء بسيط للأمام، أما في حالة الرحم المقلوب بكون الرحم منحنياً بدرجة ليست بصغيرة إلى الخلف ناحية الظهر ، و هو من الحالات النادرة التي تصاب بها النساء بنسبة 25% ، حيث نوضح أهم مسببات وعوامل الخطورة المؤدية لانقلاب الرحم وفقاً لما يقوله الأطباء.
من أكثر الأسباب الشائعة أن يكون سبب جيني لوجود تاريخ وراثي بالعائلة، فتولد الطفلة برحم مقلوب كعيب خلقي.
تعرض المرأة إلى حادث قد يسبب حدوث انحناء بالرحم في بعض الأحيان.
قد يكون الرحم المقلوب أحد مضاعفات للإصابة ببعض الحالات الطبية من أمراض النساء مثل الانتباذ البطاني الرحمي، أو بطانة الرحم المهاجرة.
أن إصابة المرأة بورم ليفي رحمي يؤدي لتغيير مسار الرحم ومن ثم التعرض لمشكلة انقلاب الرحم ، وتعتبر من مضاعفات تلك الحالة مع ألأورام من الحجم الكبير.
الحمل لأكثر من مرة يسبب تمدد الرحم والذي يكون عامل قوياً قد يسبب انقلابه.
أعراض الرحم المقلوب
في أغلب الأوقات لا تظهر أي أعراض على المرأة المصابة ، فتختلف من حالة لأخرى وحسب درجة الإصابة، ولكن في حال ظهور أعراض تكون كالآتي:
الإحساس بألم أسفل الظهر وبالمهبل خلال ممارسة الجماع.
تواجه السيدة بعض المشكلات وصعوبة في استخدام السدادة القطنية.
يصاحب الدورة الشهرية آلام شديدة بالحوض.
احتمالية الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
ضغط الرحم الزائد على المثانة، يترتب عليه زيادة الحاجة للتبول وزيادة كمية البول.
سلس بول طفيف، يسبب تسرب بسيط أثناء العطس أو الكحة.
انتفاخ في الجزء السفلي من البطن.
هل الرحم المقلوب يمنع الحمل
تأثير الرحم المقلوب على الخصوبة وقدرة المرأة على الإنجاب أبرز الموضوعات التي تثير قلق المرأة المصابة بتلك الحالة الطبية وذلك لحرصها على التعرف على كيف يؤثر على قدرتها أن تصبح أم لطفل.
يتفق الأطباء أن الرحم المقلوب ليس حالة طبية تمنع الحمل فهو لا يؤثر سلبياً على صحة المبيض أو البويضات كما أنه لا يتعارض مع مرحلة التبويض في الدورة الشهرية ، وبالتالي يمكن للمرأة المصابة أن تحمل بصورة طبيعية.
ولكن المشكلة التي تجعل نساء أخريات تصاب بصعوبة الإنجاب أو العقم رغم أن انقلاب الرحم لا يمثل أي عائق في طريق المرأة للإنجاب أو مشكلات بالخصوبة هو أن تكون مصابة بحالات طبية أخرى تمنع الحمل مثل انتباذ بطانة الرحم أو الورم الليفي الرحمي ، وعادة يحدث انقلاب الرحم كأحد المضاعفات .
تأثير الرحم المقلوب بمرحلة الحمل
لا يمثل الرحم المقلوب أي تأثيراً سلبياً على مرحلة الحمل أو صحة الحامل والجنين، ولكن قد تتعرض الحامل ذات الرحم المقلوب لبعض الأعراض خلال الثلث الأول من الحمل، منها:
في العادة تعاني الحوامل من الحاجة الزائدة للتبول أكثر من غيرهن، وفي حالة الرحم المقلوب يزداد ذلك العرض بسبب ميلان الرحم وضغطه على المثانة بشكل أكبر.
تكون المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بسلس البول أو مواجهة صعوبة في التبول.
آلام شديدة في الجزء السفلي من الظهر.
يصعب على الطبيب رؤية الرحم بشكل واضح خلال الثلث الأول من الحمل أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية.
في الشهور الأخيرة ومع اقتراب الولادة تكون انقباضات الرحم أشد ألما عند المرأة التي تعاني من انقلاب الرحم أكثر من غيرها.
في أغلب الأحيان يعد الحمل أحد علاجات انقلاب الرحم حيث مع انتهاء الشهر الثالث يزداد حجم الجنين مما يعمل على تمدد الرحم وإعادته لوضعه الطبيعي.
يجب الإشارة أن بعض النساء تملك حمل سليم ولكن تعاني من انقلاب الرحم أثناء فترة الحمل ويعود السبب فإلى أن الأربطة التي تعمل ثبوت مكان الرحم تكون مشدودة بفعل زيادة وزن الجنين ، مما يغير مسار الرحم ويصبح مقلوب ، وترتبط تلك المشكلة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل ، كذلك مع الحمل المتكرر.
خطورة الرحم المقلوب
يؤكد الأطباء أن الرحم المقلوب ليس حالة خطيرة تستدعي القلق من المرأة المصابة بها لاسيما أنها لا يؤثر سلبياً على الخصوبة أو فترة الحمل .
ولكن في بعض الأحيان تواجه النساء بعض المضاعفات مثل ألم وعدم ارتياح أثناء ممارسة العلاقة الجنسية ، كذلك قوة تقلصات الدورة الشهرية وكثرة التبول والميل المتكرر لإفراغ المثانة.
وينصح بعلاج الرحم المقلوب في المرحلة الأولى مما يساعد على الوقاية من تلك الأضرار ، كما تساهم بعض التمارين الرياضية في اعتدال الرحم وتقوية عضلات الرحم والبطن والحوض والمثانة لتقليل من الأعراض المصاحبة لها مثل علاج سلس البول وكثرة البول والمساعدة على الجماع بدون ألم مثل تمارين كيجل.
ولهذا السبب ينصح الأطباء النساء المصابات بانقلاب الرحم بضرورة علاجه وعدم تركه أو إهماله لتفادي حدوث أضرار للأعضاء التناسلية بسبب ضغط الرحم ، كذلك أضرار الصحة العامة أو صعوبة ممارسة العلاقة الحميمية بشكل يؤثر على الحياة الزوجية مع شريك الحياة.
علاج الرحم المقلوب
تتوافر العديد من الأساليب لعلاج انقلاب الرحم مثل التحاميل المهبلية أو أجهزة دعم الرحم (Pessary Device) أو الإجراءات الجراحية والتي تستخدم جميعها في الحالات الشديدة والتي تظهر عليها أعراض انقلاب الرحم بشكل واضح.
أما في حالة كان انحناءا بسيطا ولا يستدعي استخدام إحدى تلك الطرق، فالحل الأمثل يكون ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي، من تلك التمارين:
تمرين ثني الركبة عند الصدر: يتمثل هذا التمرين في أن تقومي بالاستلقاء على ظهرك ثم تقومي بثني ركبتك ورفعها عند منطقة الصدر، ويكون ذلك باستخدام قدم واحدة ثم تكرري نقس العملية باستخدام القدم الأخرى.
تمرين الحوض: هو تمرين تقومين به بالعمل على تقوية عضلات الحوض لديك عن طريق الاستلقاء على الظهر على سطح مستوي، ثبتي ذراعيك بجانبيك، تنفسي نفسا عميق، قومي برفع منطقة الأرداف وحدها من الأرض ثم قومي بتنزيلها وتكررين تلك العملية من 10 إلى 15 مرة يوميا.
أسئلة شائعة
هل يمكن الحمل اذا كان الرحم مقلوب؟
يؤكد الأطباء أن الرحم المقلوب لا يمنع الحمل ولا يكون سبباً في العقم ، ولكن تواجه بعض النساء مشاكل الحمل إذا كانت مصابة مع الرحم المقلوب بمشاكل تعوق الإنجاب مثل الأورام الرحمية أو بطانة الرحم المهاجرة.
كيف اعرف ان عندي انقلاب في الرحم؟
يظهر انقلاب الرحم بواسطة الخضوع للاختبارات الطبية التي تؤكد الإصابة لأن ليس كل النساء تواجه الأعراض المصاحبة له والتي في حالة ظهورها يجب التوجه لطبيب النساء مثل (ألم أثناء العلاقة الجنسية ، قوة تقلصات الدورة الشهرية ، سلس البول ، كثرة التبول ، ألم أسفل الظهر ، انتفاخ البطن ، ألم المهبل).
كيف يتم علاج انقلاب الرحم؟
يتم علاج انقلاب الرحم في الحالات البسيطة بالتمارين الرياضية التي تساعد على اعتداله ، ولكن في الحالات المتوسطة والشديدة يعالج بالتدخلات الطيبة مثل استعمال الفرزجة وهي أداة طبية تعمل على استعادة الرحم لموضعها الطبيعي ، كذلك يمكن الخضوع للجراحة.
