قد تتعرض الأم الحامل إلى خطر فقدان التوازن مما يسبب الوقوع فجأة على الأرض ، الأمر الذي يثير لديها القلق والخوف على الجنين وهل يمكن التعرض لخطر الإجهاض وما تأثير السقوط عليه .
بالرجوع إلى أطباء النساء أكدوا على أن مخاطر وقوع الأم الحامل تختلف من سيدة حامل لأخرى اعتماداً على بعض العوامل أهمها عمر الحمل وشدة موقف الوقوع ومكانه بالضبط .
بشكل عام ، ينصح بمراجعة طبيب النساء عند تعرض الأم الحامل للوقوع لإجراء الاختبارات الطبية اللازمة للاطمئنان على سلامة الجنين.
تأثير وقوع الحامل على الجنين
استكمالاً للحديث عن تأثير وقوع الأم الحامل على الجنين يقول الأطباء أن مرحلة الحمل هي العامل الأول والرئيسي المؤثر على خطورة الوقوع أثناء الحمل.
الثلث الأول أثناء الحمل
بشكل عام ، لا يشكل وقوع الأم الحامل مخاطر في الثلاثة شهور الأولى لأن الجنين يكون صغير في الحجم ولديه حماية قوية تجعله في بيئة عازلة عن الأم لحمايته من الصدمات ، فهو محاط بنسبة كبيرة من السوائل وبداخل كيس الأمينوسي ، بالإضافة إلى عضلات الرحم والحوض التي تحميه من تأثير الصدمة.
على الرغم من ذلك يمكن أن تتعرض المرأة الحامل لمخاطر وفاة الطفل أو الإجهاض إذا كانت الصدمة قوية ترتكز على منطقة البطن لاسيما مع حالات الحمل العالي الخطورة.
الثلث الثاني والثالث أثناء الحمل
في المرحلة الثانية والثالثة يزيد خطورة الوقوع على الجنين كما يزيد الخطر كلما كان تقدمت شهور الحمل واقترب موعد الولادة ، يعود السبب إلى كبر وزن الجنين واقترابه من تجويف البطن مما يقلل من عوامل الحماية من الصدمة.
بشكل عام ، هناك قلق من مضاعفات تحدث لكل من الأم الحامل أو الجنين حين التعرض للوقوع لاسيما حين تكون الصدمة قوية أو مرتكزة مكان الجنين في البطن أو الرحم.
يؤكد الأطباء أن مستوى الوقوع من العوامل المتحكمة على أضراره للجنين ، حيث ترتبط الأضرار مع الصدمات القوية الموجهة بشكل مباشر على البطن ، والتي تختلف حسب الحالة الصحية للجنين وعمر الحمل ، ومن المخاطر المحتملة
الإجهاض أو فقدان الحمل.
انفصال المشيمة.
تمزق كيس الحمل .
انخفاض السائل الأمينوسي.
النزيف المهبلي.
التقلصات القوية.
خطر الولادة المبكرة.
ومن المخاطر المحتملة أيضاً حالة طبية تعرف باسم (النزف الجنيني الأمومي) وهو مرور كرات الدم للجنين في الدورة الدموية للمرأة الحامل.
بجميع الأحوال يجب مراجعة أخصائي طب النساء للاطمئنان على سلامة الجنين بإجراء الاختبارات الطبية مثل الموجات الفوق الصوتية لتقييم تأثير الوقوع على معدل نموه ونبض قلبه وركلاته مما يساعد على التشخيص المبكر لأي مشكلة للتعامل معها لتفادي المخاطر بقدر المستطاع.
يجب الإشارة إلى في بعض الأحيان يمكن أن يمنع الوقوع الولادة الطبيعية وأن يوصى الطبيب بالولادة القيصرية إذا كانت لها تأثير في إعاقة نزول الجنين لوضعية الولادة من المهبل بأن تكون رأسه أسفل ، أو أدت لمضاعفات أثناء الحمل مثل انفصال المشيمة.
عوامل تتحكم في تأثير الوقوع للحامل
يؤكد الأطباء على مجموعة من العوامل التي تتحكم في تاثير الوقوع للحامل على الجنين التي يساعد على تقييم مضاعفاتها أو خطورتها على الطفل النامي.
موقف الوقوع : يزيد خطر الوقوع على الجنين حين يكون مرتكز على منطقة البطن ، بينما الوقوع على الجانب أو الظهر يكون أقل خطورة ، علماً بانه يسبب الألم للأم الحامل.
شدة الوقوع : أن الوقوع الخفيف لا يشكل خطورة على الجنين في أغلب الأحيان ويكون أمان ، بينما هناك مخاطر للوقوع القوي الشديد.
مكان الوقوع : يزيد خطر الوقوع عندما يكون على سطح صلب بينما يكون أقل خطورة وأكثر أمان حين يكون على سطح ناعم أو مرن.
عمر الحمل : المقصود به مرحلة الحمل حيث يقل خطورة الوقوع في الثلث الأول من الحمل ويرتفع في المرحلة الثانية والثالثة ، كما تزيد المخاطر كلما اقترب موعد الولادة .
عمر الأم : هو أحد العوامل المتحكمة في تأثير الوقوع حيث تزيد مخاطر الوقوع للأم الحامل التي لديها من العمر 35 أو أكثر ، وتحتاج للمزيد من الاختبارات الطبية لتقييم وضع الحمل وصحة الجنين.
بشكل عام ، يجب مراجعة أخصائي طب النساء بحالة التعرض للوقوع في أي مرحلة من الحمل سواء كان طفيف أو متوسط أو قوي للاطمئنان على الجنين .
ولكن هناك أعراض تشير لحدوث بعض الأضرار أو المضاعفات التي تشكل خطورة على وضع الحمل أو صحة الأم والجنين ، يجب فيها مراجعة طبيب النساء فوراً للتعامل مع المشكلة لتفادي الأضرار .
المرأة الحامل من الفئات الأكثر عرضة للوقوع بفعل التغييرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل ، وبالتالي يكون عليها توخي الحذر بالابتعاد عن الأنشطة التي تزيد من خطر الوقوع، علماً بأن يزيد خطر الوقوع مع تقدم شهور الحمل بفعل زيادة التغييرات في جسم الأم الحامل.
ومن مسببات الوقوع أثناء الحمل ، فقدان القدرة على التوزان بفعل ثقل البطن نتيجة كبر الجنين ، أو بفعل تغيير الانحناء الطبيعي لشكل العمود الفقري.
الشعور بالدوخة أو الدوار نتيجة انخفاض سكر الدم أو انخفاض ضغط الدم من مسببات الوقوع أثناء الحمل لأن ينجم عنها فقدان التوزان ، التي تكون من الأعراض التي تحتاج للراحة الجسدية وعدم الحركة لحين انتظامهما لمنع السقوط ، وهذا يحدث بتناول وجبة غذائية مثل الفواكه لتنظيم سكر الدم ، أو البسكويت المالح لتنظيم ضغط الدم .
ارتخاء المفاصل والأربطة من عوامل الخطورة للسقوط فهو من علامات التغير الهرموني الذي يحدث أثناء الحمل ، بفعل ارتفاع هرمون الريلاكسين.
يمكن أن تتعرض الأم الحامل للسقوط بفعل لأسباب طبيعية خارجة عن إرداتها مثل العثرة المفاجئة على شيء ما موجود على الأرضية أثناء المشي.
نصائح للوقاية من الوقوع للحامل
حين تتعرض المرأة الحامل لخطر الوقوع يمكن أن يحدث لها أو للجنين بعض الأضرار ، ومن هنا عليها إتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الوقوع.
يفضل الابتعاد عن صعود وهبوط الدرج (السلم) ، وعند استعماله يجب أن يكون بخطوات بطيئة مع الإمساك بسياج السلم.
ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تساعد على شد وتقوية العضلات مما يساهم في الحفاظ على توازن الجسم لمنع خطر الوقوع ، وذلك بعد الحصول على موافقة الطبيب المختص بشأن التمارين الآمنة.
الانتباه الجيد أثناء المشي مع الابتعاد عن حمل الأوزان الثقيلة لأنها تسبب فقدان التوازن.
تجنب المشي في الأماكن المظلمة مع إضاءة المنزل لرؤية الأشياء حتي لا تحدث عثرة بإحدى الأثاث ، ومن ثم الوقوع على الأرض بشكل مفاجئ.
الحرص على ارتداء أحذية مريحة بنعل مستوي مع تجنب الأحذية بكعب عالي.
الحرص على المشي على أسطح مستوية غير مائلة لعدم حدوث الانزلاق.
عدم الإجهاد البدني أو عدم الحركة عند الشعور بالتعب أو الدوخة أو الدوار.
أسئلة شائعة
ماذا يحدث اذا تعرضت الحامل لضربة على بطنها؟
يمكن أن لا تشكل الضربة خطراً على الجنين لاسيما في الشهور الثلاثة الأولى بفعل حمايته بواسطة كيس الحمل والسائل الأمينوسي وعضلات الرحم والحوض ، بينما الضربة القوية يمكن أن تشكل خطورة على الجنين مثل (وفاة الجنين ، الإجهاض ، انفصال المشيمة ، الولادة المبكرة).
متى يكون سقوط الحامل خطير؟
يكون سقوط الحامل خطير إذا كان في المرحلة الثانية والثالثة من الحمل ، أو مع الصدمات القوية المرتكزة على البطن أو الرحم ، كما يصبح خطير حين التعرض لأعراض بعد السقوط تتطلب مراجعة الطبيب المختص مثل (التقلصات القوية ، النزيف المهبلي ، تسرب ماء الجنين ، ضعف حركة الجنين).
