هناك فرق جوهري بين إجهاض السيدة الحامل خارج إرادتها من خلال شعورها بأعراض الإجهاض كالتقلصات و إفرازات المهبل التي تنتهي بفقدان الحمل ، و بين تفكير السيدة الحامل في إسقاط جنينها بإرادتها بصرف النظر عن السبب إذا كانت حمل مفاجئ مع تحديد بتحديد النسل أو حمل مع خلافات زوجية فترغب في تجنب الحمل منه مرة أخرى أو الأسقاط بسبب حالة طبية تجعل الإنجاب خطراً على الأم ، في جميع الأحوال قبل إسقاط الجنين يجب معرفة رأي الدين الإسلامي في ذلك للتعرف متى يجوز الإجهاض أو متى يحرم و يصبح جريمة يعاقب الله سبحانه و تعالى عنها ، كل هذا الأمر نتحدث عنها باستفاضة عبر أنا مامي ، لكن أولاً نتعرف على حكم إجهاض الجنين قبل الأربعين ، فتابعونا.
قبل التطرق إلى حكم الجنين قبل الأربعين ، يجب التحديث عن أن المذاهب الإسلامية أو دار الإفتاء حين تتحدث عن موضوع الإسقاط لمنح تصريح بالموافقة أو التحريم ، تدرس الموضوع بناءً على نفخ الروح بمعنى نزول الروح على الجنين أثناء وجوده في الرحم.
تختلف تصريحات السماح أو التحريم وفقاً إذا كان الجنين نزل عليه الروح أو لم ينزل عليه الروح ، لأن بنزول الروح عليه أصبح كائن حي يتكون من جسد وروح معاً.
الجنين قبل الأربعين ، لم ينزل عليه الروح ، هل يجوز إسقاط الجنين قبل ٤٠ يوم اختلفت الآراء في المذاهب ، فبعض المذاهب تقول أن يجوز إسقاط الجنين قبل الأربعين لعدم نزول الروح عليه.
بينما مذاهب أخرى تقول لا يجوز إسقاط الجنين قبل الأربعين رغم عدم نفخ الروح فيه لأن الجنين منذ لحظة التخصيب و التقاء الحيوان المنوي بالبويضة أصبح كائن حي في طور النمو يستحق الحياة و البقاء ، و بالتالي يصبح إسقاطه جريمة ، كما برهنوا تحريم الإجهاض قبل الأربعين بقوله الله تعالى في سورة الإسراء (وإننا كرمنا بني آدم).
أما في حالة عذر قوي يكون السبب في تفكير الإجهاض مقل مرض وراثي ، تشوهات خلقية ، خطورة الحمل على حياة الأم ، يجوز الإجهاض قبل الأربعين ، فهذا ما يتم توضيحه لنا الله سبحانه تعالي في سورة البقرة آية 173 ، حين قال (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) صدق الله العظيم.
حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين لابن باز
ابن باز شيخ جليل تطرق إلى التحدث عن حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين ، بعد الأربعين.
يقول أن يجوز الإجهاض قبل الأربعين الأولى للحمل أو الأربعين الثانية للحمل .
أو إسقاط الجنين بعد الأربعين الثالثة ببلوغ الجنين 120 يوم فلا يجوز الإسقاط لأن الجنين نزل عليه الروح ، بهذا أصبح من جسد وروح .
وضع حالات لإجهاض الجنين بعد نفخ الروح ، يجب عذر طبي من طبيان متخصصان ذو ثقة يشيران إلى أن استمرار الحمل يعرضها للموت أو الوفاة ، بالتالي يجوز الإسقاط لأن حياتهم أهم.
أيضاً إذا أصيب الجنين بعيوب أو تشوهات يمكن أن تضررها أو تلحق الأذى بها ، فيجوز إسقاط الجنين بشرط تأكيد خطورة أستمرار الحمل من خلال عذر طبي بواسطة طبيبان متخصصان أو أكثر.
حكم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح
حكم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح لا يجوز و يكون أمر محرم بإجماع من المذاهب الإسلامية و دار الإفتاء ، لأن بنزول الروح عليه أصبح كائن حي يملك جسد وروح.
إسقاط الجنين بعد نفج الروج يكون جريمة لقتل نفس حية من روح وحسد ، خاصة أن الروح أسمى من الجسد.
يذكر أن نفخ الروح يحدث في الشهر الرابع للحمل و تحديداً بعد 120 يوم ، حيث قال الله تعالي في كتابه القرآن الكريم ذلك في سورة المؤمنون آية 14 ، (إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ، ويُقالُ له : اكتبْ عملَه، ورزقَه، وأجلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ؛ ثم يُنفخُ فيه الروحَ) صدق الله العظيم.
يوضح الله تعالي في كتابه الشريف تحريمه لقتل الجنين بعد نفخ الروح في قوله تعالى وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا) ، كما يقول (وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ) صدق الله العظيم.
في حديث شريف ورد عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن مسعود قاله الرسول عليه الصلاة و السلام يبرهن أن نزول الروح بعد 120 يوم ( ( إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ، ويُقالُ له : اكتبْ عملَه، ورزقَه، وأجلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ؛ ثم يُنفخُ فيه الروحَ).
حكم إجهاض الجنين من الزنا
الزنا من الكبائر المحرمة ديناً يستوجب التوبة إلى الله من قلب.
إذا نتج عن الزنا حمل ، تفكر المرأة في الإسقاط للتخلص من الجنين.
وعن حكم إجهاض الجنين من الزنا ، شرعاً يكون حكمه مثل حكم إسقاط الجنين من الزواج الرسمي المعلن.
فلا يجوز إسقاطه أو إجهاضه بعد 120 يوم أو بعد نفخ الروح الذي يكون في الشهر الرابع للحمل.
أما حكم إجهاض الجنين من الزنا قبل الأربعين أو قبل نفخ الروح ، تختلف الآراء المذاهب الدينية ما قبل يجوز أسقاطه أو تحريم إجهاضه .
في تلك الأحوال ، يوجد استثناءات للإجهاض منها عذر طبي يفيد أن الأم الحامل يؤدي استمرار الحمل معها إلى خطورة على حياتها ، أو في حالة إصابة الجنين بمرض وراثي أو تشوهات .
خاتماً الإجهاض أو الإسقاط جريمة يعاقب عليها الله تعالى خاصة إذا تمت بعد نفخ الروح ، فمسألة إيجاز أو تحريم الإسقاط يختلف باختلاف العديد من العوامل منها عمر الحمل إذا نزل الروح على الجنين أو لم ينزل عليه ، طريقة الحمل إذا كان جنين شرعي أو جنين من حالة زنا ، سبب الإسقاط فتحليل الإجهاض له شروط وضوابط تتضمن إثبات خطورة استمرار الحمل على حياة الأم ، الأمراض الوراثية و العيوب الخلقية التي يؤدي استمرارها إلى خطورة على حياة الأم أو إعاقة عقلية للجنين ، في جميع الأحوال حين يتم التفكير في الإجهاض يجب أولاً استشارة شيخ جليل في دار الإفتاء لمعرفة رأيه بعد التحدث معه عن الأسباب التي أدت إلى التفكير في الإسقاط و عدم استمرار الحمل لأن الأسباب تختلف من حالة حمل لأخرى ، بالتالي تختلف الفتوى بالإيجاز أو التحريم ، فاستشارة دار الإفتاء أمر لا غني عنه لمنع الوقوع في جريمة قتل النفس .
بعد التعرف على حكم إجهاض الجنين قبل الأربعين ، مع حكم الإسقاط قبل وبعد نفخ الروح ، بهذا يكون قد انتهى مقال اليوم ، لكننا نفتح مجال للنقاش التي نجيب عليها بعد الرجوع إلى فقهاء الدين الإسلامي و شيوخ دار الإفتاء لتقديم إجابة صحيحة تتعلق بحكم الإسقاط مع حالة الحمل التي تترك تعليقها ، وشكراً للمتابعة.