يُعد سرطان الغدد اللمفاوية واحد من الأورام السرطانية التي تحتل المرتبة الثالثة من بين الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال بصفة خاصة، ويعتبر هذا النوع من الأمراض السرطانية التي يكون سبب الإصابة بها غير معروف تماماً ولكنه قد يحدث في أي من أجهزة الجسم التي تحوي على غدد لمفاوية كالبطن والكبد والطحال وغيرهم، حيث في تلك الحالة تبدأ عدة أعراض في الظهور على الطفل أبرزها ما يلي:
انتفاخ وألم في البطن
قد يشعر الطفل الذي يعاني من سرطان في الغدد اللمفاوية بعدة الآلام في البطن وقد تنتج عن هذه الآلام مجموعة من التشنجات في مختلف أنحاء الجسم، علماً بإن هذا العرض يُعد من أول الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين بهذا الورم السرطاني.
حيث يعاني الطفل حينذاك من انتفاخ شديد في البطن وذلك نظراً إلى تراكم مجموعة من السوائل بداخل البطن لمدة طويلة، وذلك يشير إلى أن أجهزة الجسم المسؤولة عن إخراج تلك السوائل من منطقة البطن أصبحت غير قادرة على العمل بكفاءة.
ففي حال الضغط على بطن الطفل سوف يتم ملاحظة وجود كتلة كبيرة للغاية وهذا يكون ظاهراً بوضوح في الحالات المتقدمة من المرض.
ومن الممكن أن يصاحب لهذا الانتفاخ الذي يحدث في البطن انتفاخ أخر أيضا يكون مرتكزاَ في الطحال والذي يكون متخذ شكلاً شبيهاً بالكتلة التي تتمركز في الجزء الأيسر في المنطقة العلوية في البطن.
فقدان الشهية
يعاني الأطفال المصابون بسرطان الغدد اللمفاوية بفقدانهم للرغبة في الأكل تماماً وذلك بسبب أنهم يعانون من تضخم حاد في الطحال وهذا التضخم يُعد نتاجاً واضحاً عن وجود ورم ما أدى إلى ضغط على المعدة، وهذا يجعل الطفل يشعر بالشبع بشكل سريع فور تناوله أي نسبة قليلة من الطعام.
كما أن الأطفال المصابون بهذا المرض يكونوا يعانون من عدة مشكلات خاصة بحركات الأمعاء كالإمساك أو الإسهال على حسب ظروف كل حالة، علماً بإن في حال إن أصيب الطفل المريض بالإسهال فهذا يُعني أن هذا الإسهال قد يستمر لمدة تصل لحوالي سبع أيام متواصلة مما يجعله يتعرض لهبوط حاد للغاية نظراً لعدم رغبته في الأكل.
قلة التبول
هناك حوالي 20% من المصابون بمرض سرطان الغدد اللمفاوية من الأطفال الذين يعانون من هذا العرض الخطير الذي يكم في قلة إخراج البول وهذا يحدث عندما يكون هناك ورم ضاغط على الكليتين معاً في نفس الوقت.
لذلك يمنع البول من الخروج من الكليتين ومن الجسم بصفة خاصة ومن الممكن في بعض حالات الأطفال أن يتم ملاحظة وجود كميات من الدم في البول، ولكن يجب التنويه بإن هذا العرض بالتحديد في حال ظهوره يجب أن يتم التوجه فوراً للطبيب لإن هذا يشير إلى تطور المرض بشكل سلبياً للغاية.
قبل أن نشير إلى العلاج الفعال الخاص بسرطان الغدد اللمفاوية لدى الأطفال يجب أن نشير إلى أن هناك نوعين أساسين من سرطان الغدد اللمفاوية هم ليمفومة هودجكين والليمفوما اللاهودجكينية، علماً بإن الليمفوما اللاهودجكيني هي الأكثر شيوعاً لدى الأطفال والتي يمكن معالجتها عبر الأتي:
العلاج الأساسي
هناك عدة طرق أساسية يمكن عبرها أن يتم علاج سرطان الغدد اللمفاوية لدى الأطفال، وتتمثل تلك الطرق الأساسية في الأتي:
العلاجات الكيميائية: تُعد هذه الطريقة هي الاختيار الأول الذي يلجأ إليه العديد من الأطباء تجاه الأطفال الذي يعانون من هذا المرض وفي تلك الطريقة يتم استعمال مجموعة من الأدوية التي تضمن مواد كيميائية قوية تستطيع محاربة الخلايا السرطانية والقضاء عليها في حال إن تم المداومة على تناول تلك الأدوية لفترة زمنية طويلة.
العلاجات الموجه: وهذه الطريقة العلاجية هي التي يتم فيها استخدام بعض من الأدوية التي توجه إلى مهاجمة الخلايا ذات الورم السرطاني فقط من دون أن توجه إلى أي من الخلايا الأخرى السليمة الموجودة في جسم الإنسان، وهذا يحمي تلك الخلايا من أن تُصاب بأي من الأضرار، علماً بإن تلك العلاجات تُسمى من قبل العديد من الأطباء بأدوية أضداد وحيدة النسيلة.
العلاج الإشعاعي: يتم هذا العلاج عبر توجيه مجموعة من الإشاعات السينية التي تكون مليئة بعدة موجات فوق صوتية عالية الطاقة للطفل المصاب بالورم السرطاني، وذلك من أجل أن يتم كبح الخلايا السرطانية ومنع نموها أو انتشارها في باقي أنحاء الجسم المختلفة، وتُعد تلك الطريقة العلاجية هي أكثر تلك الطرق فاعلية.
هذه الطريقة العلاجية تُعطى للأطفال الذين لم يستجيبوا نهائياً للعلاج الأساسي بشكل فعال، أي أن تلك الطريقة العلاجية كما يتضح من اسمها تعطى بشكل رئيسي لمن هاجمهم هذا المرض مرة آخري، ولمن لم يتعافوا من هذا المرض بالأساس.
تكمن تلك الطريقة في إعطاء هؤلاء الأطفال الذين لم يتعافوا أو الذين انتكسوا مرة آخري جرعة عالية للغاية من العلاجات الكيميائية المذكورة أعلاه.
وهناك بعض الحالات التي يمكن فيها أن يتم إجراء عدة عمليات جراحية لهؤلاء الأطفال الذين تكررت إصابتهم بهذا المرض وتكمن تلك العمليات في مجموعة من الجراحات المختلفة التي تستهدف زراعة الخلايا الجذعية الجديدة بدلا من الخلايا السرطانية الموجودة في الجسم.
علماً بإن في معظم حالات الأطفال الذين يتعرضون لمثل تلك العمليات قد يحتاجون بنسبة 20% من التعرض للعلاج الإشعاعي لعدة جلسات يحددها الطبيب المختص حسب حالة كل طفل، ولكنه في الغالب قد يحتاج الطفل أن يستمر على تلك العلاجات الإشاعية لمدة تتراوح من بين شهر إلى ثلاث أشهر طبقاً لكل حالة من الحالات.
أسئلة شائعة
هل تضخم الغدد اللمفاوية في البطن يعني سرطان؟
لا فمن الممكن أن يشير تضخم الغدد اللمفاوية في البطن إلى إصابة الشخص بعدة أمراض أخرى كأمراض التهاب الأمعاء أو مرض الكرون الشهير، وكذلك من الممكن أن يكون تضخم الغدد اللمفاوية يكون نتيجة إلى إصابة المريض بأي من العدوى البكتيرية، ولكن كل ما سبق لا ينفي نهائياً بإن يكون المريض مصاب بالسرطان وخاصةً سرطان الغدد اللمفاوية أو سرطان الجهاز الهضمي فهذا يتوقف على حالة كل مريض على حدا.
أين تقع الغدد اللمفاوية في البطن؟
الغدد اللمفاوية موجودة في كافة أنحاء الجسم وليس في البطن فقط، فهي موجودة في الرأس والعنق وكذلك في منطقتي الإبط والفخذ، وذلك نظراً إلى أن الغدد اللمفاوية تتكون من حوالي 600 عُقدة لمفاوية تتكون من عدد كبير من الأعضاء والأوعية التي تلعب دور هام وحيوي في جسم الإنسان تجعله قادراً على محاربة الفيروسات والبكتيريا.
متى يزول انتفاخ الغدد اللمفاوية عند الأطفال؟
عندما يتناول الطفل الأدوية التي قام الطبيب بوصفها له سوف تقوم تلك الغدد اللمفاوية المتضخمة في أن تتقلص حتى تعود إلى حجمها الطبيعي في مدة تتراوح من بين أسبوعين وحتى أربع أسابيع كحد أقصى، وهذه الفترة تنطبق على الأطفال المصابة بانتفاخ الغدد اللمفاوية نظراً لأي من العدوى البكتيرية، ويتم في ذاك الحين قيام الطبيب بوصف مضادات حيوية تساعد على الحد من هذا التورم فتعود الغدد إلى حجمها الطبيعي.
