في بعض الأحيان يكون من الصعب أن يكتشف مرض السكر لدى الأطفال وخاصة للأطفال في عمر السنتين وعمر الثلاث سنوات، وذلك نظراً إلى أن أعراض مرض السكر لدى الأطفال يصعب ملاحظتها إلى جانب أن تلك الأعراض تتطور بشكل طبيعياً للغاية وبسرعة فائقة تجعل الأهل غير قادرين على ملاحظتها، ومن أبرز تلك الأعراض ما يلي:
كثرة التبول
ففي حين إن شعرتِ بانكِ تقومين بتغير الخافضات الخاصة بطفلكِ بمعدل مرتفع أكثر من المعدل الذي أعتادتي عليه فهنا يجب أن تبدئي في أن تلاحظي في حال إن استمر هذا الوضع لبضعة أيام عليكِ أن تتوجهي بشكل فوري للطبيب من أجل توقيع الكشف على طفلكِ والتأكد من مدى صحة إصابته بمرض السكر من عدمها.
وفي حال غن كان طفلكِ قد اعتاد على استخدام المرحاض ولاحظتي بانه بدأ في أن يتبول لا إرادياً بمعدل مبالغ فيه فهذا أيضا يجب أن يجعلكِ تذهبين للطبيب المختص بشكل فوري حتى يقوم بفحصه جيداً.
ولجدير بالذكر إن العلاقة الكامنة بين زيادة الرغبة في التبول وداء السكر بوجه عام تكمن في أن عندما يكون الإنسان مصاب بمستوى عالي من السكر في الدم تبدأ الكلى في أن تحاول أن توازن ما بين نسبة إفراز السكر الزائد عن طريق البول مما يجعل هناك تأثيرا يحدث على مدرّا البول مما يجعل الجسم يبدأ في تمرير نسبة كبيرة من الماء وهذا ما يجعله بحاجة إلى أن يتبول بمعدل كثير.
الشعور بالجفاف وزيادة العطش
ينتشر هذا العرض بكثرة لدى الأطفال المصابون بداء السكري من النوع الأول الذين يكون لديهم رغبة مرتفعة في التبول بشكل متكرر بمعدل مرتفع كما ذكرنا في الفقرة السابقة.
حيث إن فقدان الماء الذي يحدث لهؤلاء الأطفال بسبب كثرة الرغبة في التبول يؤدي إلى إصابتهم بخلل في التوازن الخاص بكمية السوائل في الجسم مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالجفاف.
كما أن هؤلاء الأطفال تكون لديهم رغبة في شرب الماء بشكل غزير للغاية حتى أنهم يكونوا مصابون بالعطش الشديد الذي يصعب إخماده حتى في حال إن تم شرب كم كبير من الماء أو السوائل بصفة عامة أي كان نوعها.
ولكن مع التنويه بإن في حال غن كان طفلكِ يطلب منكِ المزيد من الماء بشكل مبالغ فيه فهذا قد يعود إلى عدة أسباب طبيعية أخرى بعيدة عن احتمالية إصابته بداء السكر، كارتفاع درجة حرارة الطقس مثلاً، او قيام طفلكِ بمجهود بدني شديد جعله يفقد عدة سوائل.
زيادة الشهية وفقدان الوزن من دون سبب
في حال غن كان طفلكِ يطلب منكِ المزيد من الطعام على غير المعتاد، وخصوصاً إذا استمر على هذا الحال لفترة زمنية معينة، ففي تلك الحالة من المفضل أن تلجئي للطبيب بشكل سريع حتى يوضح السبب الكامن وراء هذا الوضع.
أما في حالة ملاحظتكِ بإن طفلكِ يعاني من انخفاض شديد في الوزن على الرغم من أنه يأكل بمعدل فوق الطبيعي ولكنه على الرغم من ذلك ينخفض وزنه تدريجياً أو بشكل سريع، فهذا العرض بالتحديد يُعد من أكثر الأعراض الشائعة لمصابي السكر على وجه العموم.
وهذا يعود إلى أن عندما يكون الشخص مصاب بمستوى مرتفع من السكر في الدم يكون في هذه الحالة يعاني من عدة خلايا خالية تماماً من الطاقة مما يجعله معرضاً إلى انخفاض شديدة في كتلة جسمه أي انخفاض شديد في مستوى الدهون التي تستقر في عضلات الجسم.
وفي بعض من الحالات النادرة يكون الطفل المصاب بداء السكر لا يعاني من شهية مرتفعة بل بالعكس تماماً قد يكون يعاني من فقدان تام للشهية وهذا ما يجعله يفقد وزنه بشكل سريع.
يجب أن ننوه بإن في حال إن لم يتم خضوع الطفل المصاب بمرض السكر إلى العلاج من أجل السيطرة على حالته فهذا يؤدي إلى تعرض هذا الطفل للإصابة بعدة مشكلات صحية خطيرة قد تهدد صحته، تتمثل تلك المشكلات فيما يلي:
من الممكن أن يتعرض الطفل المصاب بداء ارتفاع السكر في الدم لعدد من الأعراض الخطيرة كحدوث تلف في خلايا المخ مما ينتج عن هذا التلف فشل تام للمخ بمعنى أصح أن يتوقف المخ عن العمل تماماً.
كما انه من الممكن أن يتعرض الطفل المصاب بمرض السكر إلى الإصابة بتلف الكلى كما أنه قد يتطور الأمر ليصبح الطفل يعاني من الفشل الكلوي الحاد.
إلى جانب أن أجسام الأطفال بوجه عام تُعد من الأجسام الهشه الضعيفة الخالية من أي عناصر قوة لذلك في حين إن أصيب احد الأطفال بمرض السكر فهذا قد يجعل عظامه تتأثر بشكل مبالغ فيه وتصبح ضعيفة للغاية.
في عدة حالات نادرة من الممكن أن يصاب الطفل الذي يعاني من ارتفا
ع مبالغ فيه في مستوى السكر في الدم بانعدام الرؤية، ولكن هذا لا يحدث إلا في الحالات النادرة فقط أي بنسبة لا تتعدى نسبة 1%.
كما أشارنا في النقاط السابقة على مدى خطورة تعرض الطفل لارتفاع في مستوى السكر في الدم، لذلك يجب أن نشير أيضا إلى الخطورة التي تكمن عندما يتعرض الطفل لانخفاض في مستوى السكر في الدم، وهذا ما سوف نتناوله في الأتي:
في حال إن كان الطفل يعاني من هبوط أو انخفاض في مستوى السكر في الدم فهنا يظهر عليه زيادة في معدل الضربات القلبية عن المعدل الطبيعي.
إلى جانب أنه قد يظهر عليه رعشة قوية في مختلف أنحاء جسمه وبالأخص الشفتين، بالإضافة إلى أنه قد يبدو شاحب الوجه بشكل ملحوظ.
وقد يزداد إفراز جسمه للعرق من كافة أنحاء الجسم وهذا المعدل الزائد من العرق يجعله يشعر بالوهن وعدم القدرة على الحركة.
وعندما يستمر نقص مستوى السكر في الدم يصبح الطفل في ذلك الحين ذا جسم ثقيل للغاية مما يجعله يتحرك بشكل صعب في أضيق الحدود، إلى جانبه أنه من الممكن في بعض الأحيان أن يصاب بفقدان للوعي.
أسئلة شائعة
كيف اعرف ان بنتي فيها سكر؟
عندما تلاحظ الأم بإن بنتها أو أبنها يعطشون بكثرة فهذا يدل على أن هناك احتمالية قوية تجعلهم مصابون بمرض السكر، لذلك يجب في تلك الحالة أن تتوجه الأم بشكل فوري إلى الطبيب المختص، وعلاوة على العطش ففي حين إن كانت الطفلة أو الطفل يشعرون بالجوع الشديد بشكل مفاجئ أو في حال إن كانوا يعانون من فقدان مفاجئ في الوزن على الرغم من تناولهم لكميات كبيرة من الطعام فهذا يشير إلى أنهم مصابون بمرض السكر، ولكن العرض الشائع الذي يجعلكِ تظنين بإن طفلتكِ مصابة بمرض السكر في حين إن كان هناك أي من الروائح الكريهة التي تنبعث من فمها.
هل تخويف الطفل يسبب مرض السكر؟
بالطبع لا فحتى الآن لا يوجد أي دراسة ورد فيها بإن تخويف الطفل يؤدي إلى إصابته بداء السكري، لذلك فأي من الأقوال التي تشير إلى أن الطفل الذي يتعرض لأي صدمة يصاب بمرض السكر تعتبر مجرد شائعات ليس أكثر، ولكنه من المفضل ألا يتم اللجوء لتخويف الطفل نهائياً نظراً لما في ذلك من أضرار أخرى قد تضر بصحته النفسية.
