قد لا تعي بعض الأمهات أن طفلها يعاني من بعض أعراض التوحد التي تتطلب التدخل المبكر لأن التأخر في تشخيصها أو وضع خطة للعلاج على أيدي المختصين يساهم في تفاقمها وازدياد حدة أعراضها وبالتالي المزيد من تأخر الطفل وتدهور مهاراته مما يؤثر ذلك على مهارات التواصل الاجتماعي لديه والتفاعل مع البيئة المحيطة وفيما يلي أبرز أعراض التوحد للأطفال في عمر الثلاث سنوات بحسب رأي الأطباء:
أعراض اجتماعية
في عمر الثلاث سنوات يكون الطفل متفاعلاً اجتماعياً مع أقرانه وأفراد أسرته المحيطة ولكن في حال إن كان الطفل مصاباً بطيف التوحد فإن هناك أعراض قصور اجتماعي تظهر لديه تتمثل في التالي:
صعوبات في التواصل البصري لدي الطفل مع من حوله فسرعان ما يحيد نظر الطفل ويصبح غير قادراً على النظر مباشرة في أعين من أمامه.
عزوف الطفل عن تكوين صداقات مع أقرانه ومن هم في مثل عمره، ففي الحالات الطبيعية يفضل الطفل أن يلعب مع أقرانه أو يسعى إلى تكوين صداقات معهم ولكن في حال إن كان الطفل مصاباً بالتوحد ستجده يفضل اللعب وحيداً بعيداً عنهم ويتجلى ذلك بشدة في حال مجموعة من الأطفال معهم في نفس عمره.
عدم استيعاب فكرة تبادل الأدوار في اللعب بسبب لعبه منفرداً وانعدام معني المشاركة لديه، كما أن لا يلتزم بدوره مثل باقي الأطفال.
صعوبات في فهم إيماءات الوجه وعدم قدرته عن التعبير على مشاعر الحب والغضب والانفعال.
عدم تفاعل الطفل أثناء نداءه باسمه وعدم استجابته على ذلك.
جمود تعابير الوجه لديه فكما لا يستطع استقبال مشاعر الآخرين عن طريق تعابير وجوههم فهو أيضاً يجد جموداُ في التعبير عن مشاعره من خلال إيماءات الوجه لديه.
تختلف الأعراض السلوكية للأطفال المتوحدين عن غيرهم من الأطفال ومن بين أبرز الأعراض السلوكية التي تظهر عليهم في عمر الثلاث سنوات وتستدعى التدخل المبكر من قبل الأخصائيين الاجتماعيين أو أخصائيون التربية الخاصة ما يلي:
يقوم الطفل بعمل حركات متكررة من الصعب التوقف عنها مثل تحريك الجسم أو الأيدي بصفة مستمرة وهزها من الأمام إلى الخلف.
القيام ببعض الحركات الغريبة أو القيام بردود أفعال مبالغ فيها إلى حد كبير.
إصابته بالغضب والميل إلى العدوانية في حال تغيير أحد أنشطة روتينه اليومي بسبب ميل الأطفال المتوحدين إلى خلق روتين يومي خاص بهم هذا بالإضافة إلى رغبتهم في ترتيب ألعابهم بصورة منظمة.
الإفراط أو القصور في المشاعر لديهم فهم في بعض المواقف قد يبدون أعراض خوف ورعب في مواقف لا تستدعي ذلك أو تحدث للأطفال من هم في مثل عمره كما أنهم في بعض الحالات الأخري لا يبدون شعوراً بالخوف في مواقف تستدعي ذلك.
يبدأ الطفل في النطق والكلام بداية من عمر السنتين والنصف أو الثلاث سنوات بحد أقصي إلا وأن الأطفال المصابون بالتوحد يواجهون مشكلات في الكلام واللغة بصفة عامة ومن بين أبرز سمات التأخر اللغوي ما يلي:
التأخر في النطق والكلام عن أقرانه من هم في نفس عمره.
تكرار الكلمات والجمل دون إدراكها.
عدم التفاعل مع الوالدين أو أحد المحيطين عند توجيه أحد الأسئلة لديه.
عدم استخدامه لحركات الأيدي أو الأصابع للإشارة إلى شيئ ما.
علاج التوحد عند الأطفال في عمر ثلاث سنوات
لابد من الإسراع في تشخيص التوحد لدي الطفل في حال ظهور الأعراض السابقة وطلب المساعدة من المختصين في علاج تلك الحالات ومن بين أبرز طرق علاج التوحد عند الأطفال في عمر الثلاث سنوات التي قد تم التوصل إليها حتى الآن ما يلي:
العلاج السلوكي
وهو أحد أشهر طرق العلاج التي يتم من خلالها تحسين سلوك الطفل وضبط الأعراض السلوكية لديه مثل منعه ع إيذاء ذاته وتمرينه على التحكم في نوبات الذعر ولغضب التي قد تتملكه من حين إلى آخر، هذا بالإضافة إلى تعليمه مهارات العناية الشخصية لديه فعلاج السلوكي في النهاية يهدف إلى تقويض حدة الأعراض السلوكية للمتوحدين.
العلاج الدوائي
وهو من الأسس العلاجية في علاج طيف التوحد ومن الجدير بالذكر هو أن العلاج الدوائي لا يغني عن العلاج السلوكي أو بعض أعراض العلاجات الأخري ويتم وصف علاجات دوائية لضبط أعراض الاكتئاب وفرط الحركة بما أنهم من الأعراض المصاحبة للتوحد.
العلاج التأهيلي
ويتم عن طريق وضع خطة تعليمية شاملة من قبل أخصائي التربية الخاصة يتناسب مع عمر الطفل الزمني والعقلي.
العلاج بالتدريب على المهارات الاجتماعية
وفيها يتم تعليم الطفل عدد من المهارات الاجتماعية مثل التفاعل مع أقرانه أثناء اللعب أو فهم معني الدور أثناء اللعب وضعه في مواقف عملية لتدريبه على كيفية التواصل في تلك المواقف الاجتماعية.
يتم التعرف على ذلك من خلال عرض الطفل على المختصين لإجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة بعد مراقبة نموه وظهور أحد الأعراض السابقة عليه.
ماذا يكره طفل التوحد؟
يكره الطفل المتوحد الأصوات الصاخبة أو التغيير في روتينهم اليومي أو لمس الأشياء الخاصة بهم، كما أن منهم يكره تقبيل والديه أو التفاعل معهم.
هل التلفاز يسبب التوحد عند الأطفال؟
أشارت بعض الدراسات إلى أن التلفاز من أكبر العوامل المؤثرة في إصابة الأطفال بالتوحد لذلك لا يجب أن يشاهد الأطفال من هم بعمر الـ12 شهر أو أصغر من ذلك التلفاز بكثرة.
