يحتاج حديث الولادة خلال الشهور الأولى عناية فائقة من الوالدين ، وبشكل خاص من الأم لأنها تكون مقيمة معه طول اليوم ، في ذلك الإطار يقدم الخبراء بعض النصائح لتربية المواليد في الشهور الأولى وطرق رعايتهم.
يجب أن تتفرغ الأم إلى رعاية الطفل وتربيته لأنه يحتاج إلى الاهتمام والرعاية في كل وقت ، فلا ينصح بتركه وحده لفترة زمنية طويلة حتى لا يتعرض للسقوط أو إضرار نفسه.
يجب على الأم أن تحمل طفلها على ذراعيها لمساعدته على النوم والشعور بالأمان ، إلى جانب تقوية العلاقة بينها وبين طفلها.
الابتعاد عن حمل الطفل بشكل مفرط وطول الوقت لأنه مشكلة تسبب مضاعفات على المدى البعيد ، حيث يتعاد الطفل على ذلك ويرفض الانفصال عن أمه في الفترات القادمة.
تهيئة الجو المناسب لتربية الطفل بشكل سليم وسوي من خلال عدم الصراخ أو الحديث بصوت مرتفع لأي سبب من الأسباب ، لأن حاسة السمع تكون غير مكتملة النمو ، فما نسمعه بصوت معتدل يكون بالنسبة للطفل حديث الولادة مرتفع ، كما أن الضوضاء يمنحه شعوراً بالخوف.
الحرص على التواصل البصري مع الطفل ومداعبته والتحدث إليه وتكوين علاقة قوية معه ، حيث يساعد الطفل على التعرف على أمه ويميز صوتها من بين الأصوات مع مرور الوقت.
تغذية الطفل في الشهور الأولى من أهم تعليمات رعايته لأن من خلاله يتمكن من النمو الجسدي والتطور العقلي والذهني والحركي ، حيث أن قلة الأكل تضعف صحته بشكل عام وتسبب له العديد من المشاكل الصحية.
يحتاج الطفل في الشهور الأولى إلى الانتظام في إرضاعه بشكل متواصل من حليب الثدي، مع الوضع في الاعتبار أن الفترة الزمنية بين وجبة وأخرى تكون قصيرة كما أن نسبة امتصاصه للحليب تكون قليلة ، نظراً لأن حجم معدته الصغيرة ثم تكبر مع الوقت.
تعد الرضاعة الطبيعية من حليب الأم هي الوجبة الأساسية الوحيدة لتغذية الطفل منذ الولادة إلى عمر ستة أشهر .
خلال تلك الفترة لا يحصل على أطعمة صلبة أو لا يشرب مياه حتى لا تتضرر صحته ، حيث تحتوي حليب الثدي على جميع الاحتياجات الغذائية التي يحتاج إليها ، ولكن من المهم أتباع الأم المرضعة نظام غذائي صحي غني بالأطعمة الصحية لأن كل ما تتناوله يحصل الطفل عليه عبر الرضاعة من حليب الثدي.
منذ بلوغه الشهر السادس يتم الجمع بين الرضاعة الطبيعية و الأطعمة الصلبة ، حيث تقدم له الأطعمة المرتفعة المعادن والفيتامينات التي تدعم صحته وإبعاده عن الأطعمة المضرة مثل المشروبات الغازية أو المعلبات أو الآكلات السريعة.
ينصح أطباء التغذية بإدخال إلى النظام الغذائي للطفل بعض أصناف الأطعمة المفيدة للتسمين ودعم صحته مثل الفواكه أو الخضروات أو البطاطا الحلوة أو المكسرات أو الدجاج أو اللحوم الحمراء أو البيض أو منتجات الألبان .
كما تقدم له الأطعمة بشكل مهروس ليكون قادر على البلع وعدم إرجاعه ، خاصة أن يتزامن مرحلة تناول الأطعمة الصلبة مرحلة التسنين التي يعاني فيها من آلام باللثة والفم تعوق عملية البلع .
ينام الأطفال حديثي الولادة ساعات طويلة أكثر بكثير من ساعات الاستيقاظ ، حيث يكون النوم متقطع ، كما تلاحظ الأم نوم الطفل ثم استيقاظه بهدف الرضاعة واللعب ثم النوم مرة أخرى.
يجب أن تترك الأم الطفل حديث الولادة ينام مثلما يريد ولا تحاول استيقاظه ، لأن أثناء النوم يقوم الجسم بالعمليات الحيوية التي تساعد على زيادة الوزن والطول وتقوية العضلات ودعم صحة الدماغ مما يساهم في تنمية المهارات.
وضعية النوم من الأمور الهامة التي يجب أن تحرص الأم عليها ، فلا ينصح بنوم الطفل على منطقة البطن خلال الشهور الأولى من حياته لأنه يكون معرض لانقطاع التنفس المفاجئ ، وهي حالة خطيرة مهددة لحياته تعرضه لخطر الوفاة.
يجب تهيئة الجو المناسب لمساعدة الطفل على النوم من خلال توفير له الهدوء والإضاءة الخفيفة مع تأمين مكان النوم حتى لا يتعرض للسقوط .
لا ينام الطفل في الشهور الأولى على الظلام لأنه يسبب له الخوف والزعر ، كما لا ينام على الضوء القوي لأنه يسبب له الانزعاج مما يمنعه على الاسترخاء بعمق.
يحتاج الطفل حديث الولادة خلال الشهور الأولى من حياته إلى عناية طبية فائقة من خلال المتابعة المنتظمة الدورية مع طبيب الأطفال لضمان تمتعه بصحة جيدة ، حيث يكون خلال تلك الفترة أكثر عرضة لمشاكل صحية مثل الحمي أو مرض الصفراء أو نزلات البرد أو مشاكل الجهاز التنفسي أو المغص.
يحتاج الطفل إلى متابعة دورية مع طبيب أطفال لفحصه خلال الشهور الأولي من الميلاد لإجراء بعض الاختبارات الطبية التي تؤكد سلامته صحته مثل كشف النظر والأذن .
التحدث مع طبيب الأطفال عن التطعيمات اللازمة للطفل لوقايته من المشاكل الصحية مع أوقات اللقاحات والحرص على إعطائها للطفل في الوقت المضبوط.
أسئلة شائعة
كيف أتعامل مع الرضيع في الشهر الأول؟
ينصح في الشهر الأول أن ينام الطفل بجوار أمه ليس في غرفة منفصلة مما يساعدها على رعايته وتلبية احتياجاته بسرعة ، حيث تستيقظ كثيراً أثناء نوم الأم ويبكي أو يصرخ لتأتي إليه لإرضاعه حتى يتمكن من النوم مرة أخرى. يجب مراقبة الحفاضات لدى الطفل لتغييرها عند التبلل ، إلى جانب استعمال الكريمات المضادة للالتهابات والتهيج لوضعها على الجلد مكان الحفاضة عند تنظيف الطفل لتغير الحفاضة المبللة بأخرى جديدة. تغير ملابس الطفل قبل النوم ومراعاة أن تكون مريحة ومصنوعة من القطن تتناسب مع درجة حرارة الغرفة ، مع تغيير مفروشات النوم حتى لا يشم المولود رائحة البكتريا ، ومن ثم تسبب له التهابات بالجهاز التنفسي وحساسية أو نزلة برد.
هل يعرف الطفل امه في الشهر الاول؟
لا يعرف الطفل أمه بعد الولادة مباشرة بل يحتاج من الوقت ليتعرف عليها ، وهذا يحدث خلال الأسابيع الأولى من ولادته وتحديداً في نهاية الشهر الأول. كما يزيد تعرف الطفل على أمه في الشهر الثاني والشهر الثالث عندما يتطور لديه حاسة البصر ويكون قادر على رؤيتها والتعرف على ملامحها بشكل دقيق. حيث يوجد العديد من الطرق التي تساعد الطفل على تميز أمه باعتبارها مقدم الرعاية الأول له المسئولة عن إرضاعه ورعايته وتنظيفه ، حيث يتعرف عليها من صوتها ورائحتها وصوت دقات قلبها أثناء الرضاعة ، كما يربط بين ذلك وبين صوت الأم ودقات قلبها التي كان يسمعها أثناء الحمل داخل الرحم. في الحقيقة أن الطفل عند الولادة لا يتعرف على أمه لأول مرة لأن العلاقة بينهما بدأت أثناء الحمل خلال وجوده داخل الرحم ، وهذا يسرع من تعرفه عليها.
ماذا يرى الطفل الرضيع في الشهر الاول؟
تكون حاسة البصر غير واضحة للطفل في الشهر الأول ، حيث لا يستطيع التميز بين الألوان المتشابهة ، لكن يرى الألوان الزاهية القوية كاللون الأحمر. تتحسن الرؤية مع مرور الوقت خاصة في الشهر الثالث للطفل. ينصح أطباء العيون بإجراء وقائي لحديثي الولادة بواسطة كشف طبي لسلامة حاسة البصر وعدسة العين والتأكد من عدم الولادة بمشاكل بحاسة البصر أو عيوب خلقية ، للتعامل معها بسرعة إذا وجدت حتى لا يعاني الطفل من ضعف الرؤية أو العمي .
