الحمل بأطفال الأنابيب أحد التقنيات الحديثة للتلقيح خارج الرحم لمساعدة المتزوجين على الإنجاب بحالات العقم لأسباب طبية أو لأسباب غير معروفة ، ولكن قبل اللجوء إليها يبدأ التفكير في كيفية الاستعداد للعملية من أجل ضمان معدلات مرتفعة من النجاح.
يقول أطباء الخصوبة أن جودة الجنين ترتبط بجودة الحيوانات المنوية والبويضات ، بالتالي للاستعداد للعملية مسئولة تقع على عائق الزوجين معاً ، وليس المرأة فقط ، ومن هنا يجب أتباع بعض السلوكيات الصحيحة قبل أطفال الأنابيب ، ويفضل أن تكون تلك الاستعدادات قبل العملية بثلاثة شهور إلى ستة شهور على الأقل.
التغذية السليمة
يجب أن يتبع الزوجين نظام غذائي صحي غني بالمعادن والفيتامينات مثل منتجات الألبان والبيض والحبوب الكاملة والبقوليات والدجاج واللحوم الحمراء والكبد والبطاطا الحلوة ، مع تناول الدهون الصحية كزيت الزيتون أو المسكرات ، إلى جانب الفواكه والخضروات.
أشارت الدراسات العلمية أن سوء التغذية يرتبط بنقص المعادن والفيتامينات بالجسم ، مما يؤثر على وظائف الجسم بشكل عام لاسيما وظائف الجهاز التناسلي للرجل والمرأة ، مما يرتبط بسوء جودة الحيوانات المنوية والبويضات.
المكملات الغذائية
المكملات الغذائية من أهم التعليمات المهمة قبل الحمل واللجوء لأطفال الأنابيب لأنها تمد الجسم بالمغذيات التي تحسن من جودة السائل المنوي للرجل والبويضات للمرأة ، مما يرتبط بمساعدة الجنين على الثبوت بعد النقل ووقايته من التشوهات الخلقية.
ومن أفضل الفيتامينات المهمة فيتامين ب 9 المعروف بحمض الفوليك ويتم تناوله قبل أطفال الأنابيب بفترة زمنية لا تقل عن 3 شهور بجرعة يومية 400 ميكروجرام.
حيث يتفق الأطباء على أنه أفضل مكمل غذائي للحمل للمتزوجين يحسن من وظائف الجهاز التناسلي ، وتكون أهميته أكبر للمرأة لأنه ينشط المبيض ويحسن جودة البويضات ويهيئ الرحم للحمل كما يمنع التشوهات الخلقية للجنين خاصة عيوب الأنبوب العصبي.
تعديل نمط الحياة
ينصح المتزوجين بتعديل نمط الحياة قبل محاولة الإنجاب مما يتطلب الإقلاع على التدخين أو الكحوليات أو المواد المخدرة ، وذلك قبل أطفال الأنابيب بستة شهور على الأقل ، لأن تلك المواد ضارة وتعد من أسباب التشوهات الخلقية للجنين مع مخاطر الإجهاض ، كما تضعف من فرصة نجاح أطفال الأنابيب.
ولنفس السبب ، من الأهمية الابتعاد عن التعرض للمواد الكيميائية أو المشعة لأن تضر بالصحة الإنجابية للرجل والمرأة .
هناك بعض الإرشادات الأخرى التي يوصى بها أطباء الخصوبة لدورها في نجاح عملية التخصيب ونقل الأجنة ونموهم داخل الرحم بشكل طبيعي.
ينصح المرأة بأهمية الحصول على وزن مثالي ومتناسق قبل عملية أطفال الأنابيب بأن يكون مؤشر كتلة الجسم في المعدل الطبيعي ، فلقد أشارت الدراسات العليمة إلى انخفاض معدلات نجاح العملية مع زيادة الوزن أو السمنة ، إلى جانب أنها تجعل المرأة من الفئات الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات أثناء الحمل ، في المقابل ترتفع معدلات العملية مع الوزن المتناسق.
ينصح الزوجين بممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تحسين الصحة النفسية والعقلية مع تنشيط الدورة الدموية بالجسم بما في ذلك الجهاز التناسلي مما يدعم جودة السائل المنوي للرجل والبويضات للمرأة ، علاوة على دورها في خسارة الوزن الزائد والحصول على وزن مثالي ومتناسق.
تحسين جودة النوم للزوجين من التعليمات المهمة لأن الدراسات العليمة أشارت أن قلة النوم أو أرق النوم يسبب اختلالات في التوازن الهرموني مما يؤثر سلبياً على نظام الغدد الصماء وهرموناتها التي تفرزها للتحكم في الجهاز التناسلي مما يؤثر على فرص الإنجاب.
الاكل المناسب بعد عملية أطفال الأنابيب
مثلما تكون التغذية السليمة مهمة أثناء التحضير لأطفال الأنابيب فأنها أهم النصائح بعد العملية وأثناء فترة الحمل لأنها تمد جسم المرأة بالعديد من المغذيات التي يحصل عليها الجنين من أمه لدعم نموه وتطوره بشكل طبيعي .
فلقد أشارت الدراسات العلمية لمخاطر قلة الأكل لأنها من أسباب السقوط المبكر أو قصور في نمو الجنين ، إلى جانب الاضطرابات الدماغية والعصبية والولادة المبكرة والولادة بوزن أقل من الوزن الطبيعي.
ومن هنا ينصح المرأة بعد عملية أطفال الأنابيب أن تتبع نظام غذائي صحي غني بأهم المعادن والفيتامينات مثل منتجات الألبان والبروتين الحيواني مع البيض والحبوب الكاملة والمكسرات والدهون الصحية ، إضافة إلى أهمية تناول حصص يومية من الفواكه والخضروات .
في المقابل يجب الابتعاد عن الدهون أو السكريات أو الأطعمة الجاهزة أو المصطنعة أو المعلبة أو التي تحتوي على مواد حافظة ومكسبات طعم ولون .
ينصح بالابتعاد عن مادة الكافيين التي توصلت الدراسات العلمية أنها من أسباب الاضطرابات العصبية للأجنة أو إصابتهم بعد الولادة بفرط الحركة والنشاط.
الإكثار من شرب المياه يومياً بما لا يقل عن 12كوب من الأمور الهامة التي لا ينصح بتجاهلها ، لأن نقص السوائل يؤثر على عملية أطفال الأنابيب ويسبب مضاعفات أثناء الحمل.
أشارت الدراسات العلمية إلى ارتفاع معدلات نجاح أطفال الأنابيب من المرة الأولى بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 80 % ، ولكن المعدل الحقيقي يختلف من حالة لأخرى اعتماداً على بعض العوامل المهمة مثل العمر والوزن وسبب العقم والمدة الزمنية لصعوبة الإنجاب ، إلى جانب نمط الحياة المتبع .
أما فيما يتعلق بأرض الواقع ، فأن تجارب النساء مع أطفال الأنابيب مختلفة ، فتسرد بعض القصص أن العملية تنجح من المرة الأولى ، بينما نساء أخريات لجأت لها مرتين أو مرات متعددة ، في المقابل أن بعض النساء لجأت بعد فشل أطفال الأنابيب إلى الحقن المجهري وكانت العملية ناجحة من المرة الأولى.
تجارب النساء مع نجاح أطفال الأنابيب كانت أكثر حالات الحمل من المرة الأولى في سن قبل 34 عام ، بينما من سن 35 أو 40 كانت بحاجة إلى تكرار العملية التي فشلت بسبب نقص مخزون المبيض وانخفاض الخصوبة الذي يحدث مع تقدم العمر.
تستغرق عملية أطفال الأنابيب في المتوسط حوالي ثلاثة أسابيع ، وخلال تلك المدة يمر الزوجين بمراحل سحب البويضات وسحب عينة السائل المنوي مع التلقيح في المعمل انتهاءً بنقل الجنين وزرعه في الرحم .
لكن قبل أطفال الأنابيب هناك فترة زمنية تستغرق للتحضر للعملية لضمان نجاحها لتحقيق حلم الإنجاب ما بين الاختبارات الطبية لتقييم نوع العقم وسببه إلى جانب نصائح تعديل نمط الحياة ، وغيرها من الأمور التي يتحدث فيها أخصائي الخصوبة مع الزوجين لرفع نسبة نجاح العملية.
متى يثبت حمل أطفال الأنابيب
يثبت حمل أطفال الأنابيب خلال 12 إلى 14 يوم من نقل الجنين للرحم ، وخلال تلك الفترة يتم تحديد موعد مع طبيب الخصوبة لمتابعة العملية وإجراء فحص الموجات الفوق الصوتية الذي يظهر غرس والتصاق الجنين بالرحم مما يدل على الحمل المبكر.
كما يمكن إجراء تحليل الحمل المنزلي أو المعملي بعد أسبوعين من نقل الجنين للرحم للحصول على نتيجة دقيقة تشير للحمل أو عدم الحمل
