الجنين في الشهر الرابع هل يدفن، يعتبر هذا السؤال واحد من الأسئلة الشائعة لدى العديد من الأشخاص وبالتحديد الأمهات والآباء الذين يتعرضون لمثل هذه الحالة، لهذا السبب ففي موقع أنا مامي، سوف نتناول الإجابة عن هذا التساؤل بالإضافة إلى العديد من التفاصيل التي تتعلق بالأمر ذاته.
لقد أجاب العديد من العلماء والفقهاء على هذا التساؤل وهذه الإجابة سوف تضح لنا عبر الأسطر التالية بشكل أكثر تفصيلاً:
حيث ذكر العديد من الفقهاء إلى أن في حال إن مات الجنين بعدما قد بلغ الأربع أشهر ومن ثم توفي، فإنه بهذا الحال يجب أن يُسمى، وكذلك لابد بإن يُغسل ويُكفن وكذلك يستوجب بإن يُدفن ويُصلى عليه.
وهذا الأمر يعود إلى كونه من بعد إتمام المرأة الشهر الرابع من الحمل ففي هذا الحين نجد ب|إن في الغالب ما تنفخ الروح في هذا الجنين، فبعد إتمام الشهر الرابع لا يصبح الجنين وهو يبدو كقطعة من اللحم، ولكنه في هذا الحين يصبح روح، ويصبح له تلك الأحكام التي تتعلق بالموت مثله كمثل أي إنسان.
هذا بجانب أن هنالك العديد من العلماء الذين رجحوا أنه يجوز بأن يعق عن ذاك الجنين، ولكن هناك العديد من العلماء الآخرين الذين رجحون بإن هذا الأمر ليس له لزوم مطلقاً.
وقد استند هؤلاء العلماء على هذا الرأي على بيان أن تلك العقيقة في الغالب ما يجب بإن تكون فيما بعدما يبلغ الجنين اليوم السابع من ولادته، وهذا طبقاً لما ورد على لسان ابن عثيمين، الذي قال في حال إن كانت الوفاة حدثت بعد إتمامه الأربع أشهر، فهذا معناه أنه قد نفخت فيه الروح أي أنه أصبح إنسان، ففي حال سقوطه أي وفاته فيتم غسله، وكذلك فهو يكفن وأيضاً يصلى عليه ويتم تسميته ويعق عنه أيضاً، ولكن نشير إلى أن عقيقته تعتبر غير تلك العقيقة الخاصة بالجنين الذي يولد حياً.
وعلينا بإن نذكر في تلك الحالة أن هناك دم سوف يخرج من قبل المرأة عندما يتوفى الجنين في الشهر الرابع، فتجدر الإشارة إلى أن هذا الدم هو الذي يعتبر دم نفاس، وعلى المرأة في هذه الحالة بإن تتوقف تماماً عن الصلاة وكذلك تتوقف عن القيام بالصيام، هذا فضلاً عن ضرورة التوقف عن الجماع مع زوجها.
حكم الصلاة على الطفل الذي مات بعد الولادة
هناك العديد من التساؤلات التي تدور في أذهان مختلف الأشخاص حول الحكم الخاص بالصلاة على الطفل الذي توفاه الله ولكن بعدما تمت ولادته، فسوف نقوم بإيضاح هذا الحكم في الأسطر التالية:
حيث تجدر الإشارة إلى أن قد قال العديد من الفقهاء والعلماء أن الصلاة على هذا الطفل الذي يموت دون أن يتم أو يصل إلى سن البلوغ، حتى وإن كان قد مات فوراً فيما بعد الولادة على النحو المباشر، فقيل عن تلك الحالة بإن إذا حدث وقام الجنين بالاستهلال أو الصراخ فإنه بهذا التصرف يجب بغن يتم التعامل معه حال وفاته كما يتم التعامل مع الإنسان البالغ، أي أنه يأخذ كافة الأحكام الخاصة بالشخص الحي.
وهذا الرأي ورد طبقاً لما جاء في الحديث الذي رواه مغيرة بن شعبة رضي الله عنه، حيث أنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال :”الراكب خلف الجنازة، والماشي حيث شاء منها، والطفل يصلى عليه” ” حسن صحيح”
وطبقا لما قاله مالك عن يحيى بن سعيد أنه قد قال أنه سمع سعيد بن المسيب وهو يقول: “صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط”، وبناء على ما سبق فإن في حال إن توفي الطفل بعد الولادة على النحو المباشر ففي تلك الحالة فإنه يصلى عليه.
وفي حال إن دفن هذا الطفل فيما قبل الصلاة، ففي تلك الحالة لقد أجمع العديد من العلماء والفقهاء على أن تكون الصلاة عليه في قبره، وفي حال إن حدث وتعذر ذلك فيتم الصلاة عليه صلاة غائب.
أما في حال إن حدث ونزل الطفل وكان بالأساس هو ميتاً ولكنه لم يصرخ نهائياً، ففي تلك الحالة لا يكون من المستوجب بإن يُصلى عليه ولا يدفن.
حيث في هذه الحالة يتم القيام بلفه بواسطة قطعة من القماش ومن ثم يتم القيام بوضعه في الأرض، وهذا نظراً لكون العديد من العلماء قد اشترطوا ذاك الأمر فيما يتعلق بتلك الأحكام التي تتعلق بالجنين والقيام بدفنه وغيرها من الأمور التي تتعلق بهذا الأمر، هذا فضلاً عن قول سيدنا محمد رسول الله حيث أنه قد قال: “إذا استهل السقط صلِّي عليه وورث“
يتبين الحكم الخاص بالصلاة على الجنين السقط فيما يلي:
تجدر الإشارة إلى أن قد أجمعت الآراء الخاصة بمجمع البحوث الإسلامية، في كون أن الشريعة الإسلامية قد تمكنت من القيام بالفصل في هذه المسألة، حيث يتم القيام بدفن الجنين المتوفى ومن ثم يتم أداء صلاة الجنازة عليه، في ضوء أي من الحالتين المتعلقتان بالصلاة على هذا الجنين المتوفى.
وأضافت الجهات المسؤولة عن مجمع البحوث الإسلامية في تلك الفتوى أن الجنين الذي تم سقوطه فيما بعدما قد أتم تسع أشهر، ومن ثم توفى ففي تلك الحالة في هذه الظروف يتم التفرقة فيما بين تلك الحالتين، كما يتضح عبر ما يلي:
في حال إن نزل الجنين حياً، أي إذا كان الجنين قد تمكن قبل وفاته من أن يستهل، من خلال قيامه بالصراخ، ففي تلك الحالة تكون قد وجبت الصلاة عليه ووجب دفنه وتكفينه وما إلى ذلك.
بينما في حال إن نزل الجنين وهو ميت ففي هذه الحالة لا تكون واجبة الصلاة عليه، وهذا نظراً لما ورد عن أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ، حيث أنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قَالَ «إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ وُرِّثَ»، وفي رواية أخرى، قيل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد قال: “إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ صُلِّيَ عَلَيْهِ وَوُرِّثَ”.
هذا فضلاً عن أن في حال إن كان هذا الجنين المتوفى بالفعل قد تم دفنه بعدما نزل حيًا ولكن من دون أن يتم الصلاة عليه، ففي تلك الحالة يكون من الممكن بإن تتم عليه الصلاة عند قبره الذي دُفن فيه.
بالطبع هناك حكمة ربانية من قيامنا بصلاة الجنازة على الجنين السقط، تتضح تلك الحكمة في الأسطر والنقاط التالية على النحو الأكثر تفصيلاً:
حيث تم إيضاح الحكمة الخاصة بصلاة الجنازة على الجنين السقط، على الرغم من كون هذا الجنين لم يقوم بارتكاب أي من الذنوب مطلقاً، إلا أن لقد أوضح العديد من العلماء أن في تلك الحالة تكون الصلاة على هذا الجنين فقط من أجل الدعاء لوالديه، حتى يرحمهم الله عز وجل ويغفر لهم، ويصبرهم ويخلفهم خيراً بإذن الله بطفل آخر.
وهذا بناءً على قول سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : “وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ“
