في الشهر التاسع يبدأ العد التنازلي لمدة الحمل حيث يكون الجنين مكتمل النمو وعلى استعداداً للخروج للعالم الخارجي وعادة تحدث الولادة ما بين الأسبوع 38 إلى الأسبوع 40 ، ومن بداية الشهر يبدأ الجنين في اتخاذ الوضعية المثالية التي تساعد على الولادة الطبيعية وذلك بمساعدة توسيع عنق الرحم بمقدار 10 سم للسماح له بالنزول.
يشير أطباء النساء أن وضعية الجنين في الشهر التاسع تكون فيها رأس الجنين أسفل قناة المهبل وهي الوضعية المثالية التي تساعد على الولادة الطبيعية بدون ألم ، حيث يتم مراقبة وضعية الجنين في الشهر التاسع عبر الفحص الطبي بعيادة طب النساء لأنها من الأمور الهامة التي تساعد على تحديد نوع الولادة.
من شروط الولادة الطبيعية أن تكون رأس الجنين أسفل حيث أن في حالة الوضعية المخالفة لذلك يوصى طبيب النساء باللجوء للولادة القيصرية المخطط له لأنها تصبح ولادة متعثرة يمكن أن تعاني الأم أو الطفل من مضاعفات.
يجب أن تكون رأس الجنين أسفل لأن أثناء الولادة يقوم الطبيب بسحب رأس الجنين ثم بقية أعضائه ، وذلك لأن الرأس هو العضو الصلب في جسم الطفل بينما أعضائه الأخرى تكون مرنة مما يجعل الولادة سهلة وآمنة.
في حين أن لا تكون رأس الجنين أسفل يحدث مضاعفات نتيجة لصعوبة خروج رأسه أثناء الولادة مثل تمزقات شديدة في منطقة العجان للأم أو كسور في عظام الجنين.
ومن ثم يجب على السيدة الحامل من بداية الشهر التاسع الخضوع للاختبارات الطبية التي تقيم وضعية الجنين لتقدير نوع الولادة ، كما أن في حالة الوضعية الغير صحيحة يمكنها بعد مناقشة الطبيب المختص ممارسة بعض التمارين الرياضية أو التدخلات الطبية التي تهدف لتغيير وضعية الجنين لتنزل رأسه أسفل للمساعدة على إتمام الولادة الطبيعية.
كما أوضحانا في الفقرة السابقة أن الوضعية المثالية للولادة الطبيعية يكون فيها رأس الجنين أسفل قناة المهبل مما يسهل الولادة بدون ألم ، وفي المقابل يشير الأطباء لبعض الأوضاع الخاطئة والغير مثالية التي ترتبط بمضاعفات أثناء الولادة ، ومن ثم يرشح الطبيب الولادة بالقيصرية لأنها تكون أكثر أمان للأم والجنين.
الوضعية المقعدية الصريحة
وفيها تكون أرداف الجنين في جهة قناة الولادة حيث يقوم الجنين بضم الركبتين والرجلين في اتجاه البطن للأم ، وتلك الوضعية ينصح بها الأطباء بالولادة القيصرية لأنها تشكل خطورة على الجنين ، وقد تعرض الطفل أثناء الولادة للإصابة لأن الحبل السري يسبق رأس الجنين حين ينزل باتجاه قناة عنق الرحم.
الوضعية المقعدية الكاملة
في تلك الوضعية يكون موضع مؤخرة الجنين في اتجاه قناة الولادة كما يقوم الجنين بثني الأرداف والوركين في الاتجاه السفلي ، وهذا يعني أن أثناء الولادة يسبق نزول الحبل السري نزول رأس الجنين ، ومن ثم يتعرض الجنين لخطر الإصابة بكسور أو جروح ، حيث تصبح عملية صعبة ومعقدة.
الوضعية الخلفية الرأسية
في تلك الوضعية تكون رأس الجنين أسفل ولكن في نفس الوقت تكون باتجاه منطقة البطن للأم ، وهذا من شأنه يسبب الكثير من الألم والوجع للأم أثناء الولادة خلال دفع الطفل مع تطويل مدة الولادة.
وضعية المجيء القدمي
في تلك الوضعية يصبح قدم واحدة أو قدمي الجنين في اتجاه قناة عنق الرحم مما يشكل خطورة على الجنين ومضاعفات أثناء الولادة ، لأن هذا يعني انزلاق الحبل السري في الاتجاه السفلي ، ومن ثم ينقطع الإمدادات الدموية للجنين.
الوضعية العرضية
في تلك الوضعية يكون الجنين مستقلي داخل الرحم بطريقة عرضية كما يدخل كتف الجنين إلى منطقة الحوض للأم ، حيث تصنف على أنها من أخطر الأوضاع التي ترتبط بمخاطر للأم والجنين ويجب فيها الخضوع للولادة القيصرية.
يشير الأطباء لبعض الأسباب وعوامل الخطورة التي تؤدي لعدم نزول رأس الجنين أسفل في الوضعية التي تسمح بالولادة الطبيعية ، علماً بأن هناك حالات لم يتوصل فيها لسبب طبي ، ومن تلك المسببات.
مشاكل في الرحم مثل إصابة الأم بالأورام الليفية أو التشوهات الخلقية بالرحم مما يعوق نزول الجنين في الوضعية المثالية للولادة من المهبل.
الحمل في توأم من عوامل الخطورة حيث أشارت الأبحاث أن معدلات عدم نزول رأس الجنين أسفل في الوضعية المثالية كانت أكثر في الحمل متعدد الأجنة مقارنة بنسبة حدوثه في الحمل بجنين واحد.
يمكن أن يكون السبب زيادة أو نقص في السائل الأمينوسي المحيط بالجنين حيث أن من وظائفه الأساسية مرونة حركة الجنين مما يسهل مساعدة الجنين على اتخاذ الوضعية الصحيحة في الشهر التاسع للولادة الطبيعية ، لأن النسبة الغير طبيعية ترتبط بمعوقات في حركة الجنين.
حين يظهر الفحص الطبي أن الجنين في وضعية غير مثالية للولادة الطبيعية يمكن للأم الحامل للجوء لبعض الطرق التي تساعد على تعديل وضعية الجنين للسماح للولادة من المهبل ، علماً بأن في حالة استمرارية الوضعية وعدم استجابة الجنين لتلك الطرق يوصى الطبيب بالولادة القيصرية التي تعد الأكثر أمان لكل من الأم والجنين.
التمارين الرياضية
هناك بعض التمارين الرياضية التي تساعد على تعديل وضعية الجنين ويمكن مناقشة الطبيب فيها للمساعدة على الاستعانة بالتمرين الأفضل وفقاً لوضعية الجنين مع ممارستها بواسطة متدرب خبير .
ومن تلك التمارين السهلة والأكثر فعالية الاستلقاء على منطقة الظهر ثم رفع القدمين وتحريكهم للاتجاه العلوي مع مراعاة ثني الركبتين وتسطح القدمين .
كما يمكن للسيدة الحامل أن تقوم بالجلوس على اليدين والركبتين وتقوم بالدحرجة إياباً وذهاباً ، حيث تحفز الجنين على الحركة لتعديل وضعيته لوضعية تسمح بالولادة الطبيعية تكون فيها رأسه أسفل.
يجب الإشارة ، أن في الشهر التاسع يحدث تطور في نمو حواس الجنين ، ومن ثم يستجيب حين سماع الموسيقي بصوت عالي أو تسليط إليه ضوء خافت مما يحفزه على الركلات والحركة لتغير وضعيته ، ومن المحفزات الأخرى للجنين وضع كمادات بادرة على الجزء العلوي من منطقة البطن.
التدخلات الطبية
في عيادة طب النساء يمكن أن يلجأ الطبيب لبعض التدخلات الطبية التي من شأنها تغيير وضعية الجنين وتحفيزه على نزول رأسه أسفل لإتمام الولادة الطبيعية ، ومن بينها أن يقوم الطبيب بالضغط بطريقة معينة على منطقة البطن للأم الحامل ، وغالباً تكون ناجحة.
هناك طريقة أخرى يفضل الأطباء اللجوء إليها في الأسبوع 36 إلى الأسبوع 38 من الحمل كمحاولة أخرى لتعديل وضعية الجنين للولادة الطبيعية ، وفيها يتم رفع إرداف الجنين بطريقة تصاعدية ، وهذا يحدث من خلال ضغط الجنين على الرحم من جدار الرحم ، وهذا يقلب رأس الجنين أسفل باتجاه قناة الولادة.
أسئلة شائعة
كيف اعرف اذا كان راس الجنين تحت او فوق؟
نزول الجنين يمنح للمرأة الحامل شعور بتحسن في التنفس ولكن لكي يتم التعرف على موضع رأس الجنين بالضبط ينبغي الخضوع للفحص الطبي عند طبيب النساء فهي من الأمور الهامة التي تساعد على تقدير نوع الولادة ، حيث من شروط الولادة المهبلية أن تكون رأس الجنين تحت.
كيف أعرف أن الجنين مقعدي في الشهر التاسع؟
في الوضعية المقعدية تكون مؤخرة أو أرداف الجنين في اتجاه قناة الولادة ويتم تشخيص تلك الوضعية من الفحص الطبي ، إلى جانب الفحص البدني من قبل طبيب النساء حين يقوم بتحسس مناطق معينة في بطن الأم لتميز الأعضاء المختلفة في جسم الجنين لمعرفة وضعيته.
متى يصبح رأس الجنين الى اسفل؟
يشير الأطباء أن توقيت نزول رأس الجنين يختلف من سيدة حامل لأخرى ولكنها تحدث خلال الفترة الزمنية ما بين الأسبوع 32 إلى الأسبوع 36 من الحمل ، وبحدوثها يكون دليل على استعداد الجنين للولادة.
