يصاب عدد من المتزوجين بالعقم الثانوي الذي يعرف بمواجهة مشكلة في الإنجاب بعد تجربة حمل سابقة انتهت بإنجاب طفل ، ويمكن أن يكون السبب في ذلك المرأة أو الرجل ، حيث يتم تشخيص سبب العقم بواسطة إجراء بعض الاختبارات الطبية وبعدها يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة التي تساعد على تحقيق حلم الإنجاب ، حيث تختلف طريقة العلاج حسب السبب في مشكلة العقم وسوف نطلعكم على الطرق العلاجية للعقم الثانوي وفقاً لما يقوله الأطباء المتخصصون.
العلاجات الدوائية
اعتماداً على سبب العقم يمكن أن يوصى الطبيب بالأدوية التي تساعد على إدارة الحالة الصحية لزيادة فرصة الإنجاب .
فيما يتعلق بالمرأة ، تتضمن الأدوية الهرمونية المنظمة لهرمونات الجهاز التناسلي ، أو أدوية الخصوبة التي تعمل على تنشيط المبيض لتزويد إنتاج البويضات بجودة عالية لاسيما مع ضعف التبويض .
في حالات الإصابة بتكيس المبايض يوصى الطبيب بمجموعة من الأدوية الطبية التي تدير تلك الحالة مثل (موانع الحمل الفموية لرفع مستوى هرمونات الأنوثة ، أدوية تنظم نسبة هرمون الأنسولين ، أدوية تقلل من مستوى هرمون الذكورة) بجانب التوصية بتعديل نمط الحياة وأتباع نظام غذائي صحي يساعد على خسارة الوزن.
أما الأدوية الموصوفة لعلاج العقم عند الرجل ، فأنها تشتمل الأدوية التي تزيد من أعداد الحيوانات المنوية وحركتها ، ويمكن أن التوصية بأدوية لعلاج ضعف الانتصاب أو أدوية لرفع نسبة هرمون الذكورة (التستوستيرون) إذا كان منخفض.
التدخلات الجراحية
في بعض الحالات ، يوصى الطبيب المختص بالجراحة لعلاج المشكلة المسببة لصعوبة الإنجاب مع الحالات المزمنة أو فشل العلاج بالأدوية.
فيما يتعلق بالمرأة يمكن أن تخضع لعملية لإزالة الأورام الرحمية أو الالتصاقات الرحمية ، أو لإزالة الانتباذ البطاني الرحمي .
أما العقم الثانوي للرجل ، يمكن أن يخضع لعملية جراحية لاستئصال ورم بالجهاز التناسلي الذكري أو عملية لإزالة دوالي الخصية .
بعد علاج مشكلة العقم الثانوي يحرص المتزوجين على ممارسة الجماع لتخصيب الحيوان المنوي للبويضة لحدوث حمل ، ولكن بسؤال الأطباء المتخصصون حول طريقة الحمل بعد العلاج.
كان الرد ، أن بعض الحالات يمكن أن تحمل بشكل طبيعي بحيث يتم إعطاء المرأة أدوية الخصوبة لزيادة مخزون البويضات ورفع جودتها ، على أن يتم متابعة موعد نضج البويضة ونزولها من المبيض لتحديد موعد للعلاقة الجنسية ليحدث حمل.
ولكن في حالات أخرى ، يفشل الحمل الطبيعي اعتماداً على بعض العوامل منها عمر المرأة أو مخزون المبيض أو جودة البويضات أو صحة الحيوانات المنوية أو عمر المرأة أو سبب العقم الثانوي أو مدة العقم الثانوي ، بالإضافة إلى نمط الحياة للزوجين .
وهنا يكون يحتاج الإنجاب إلى اللجوء لأحد تقنيات الإنجاب المتقدمة مثل التلقيح داخل الرحم أو التلقيح خارج الرحم كالحقن المجهري أو أطفال الأنابيب ، في كلتا الطريقتان تتناول المرأة أدوية الخصوبة لرفع نسبة نجاح العملية للإنجاب.
في عملية التلقيح خارج الرحم يتم جمع الحيوانات المنوية للرجل من عينة السائل المنوي مع جمع البويضات للمرأة لإتمام عملية التخصيب داخل المعمل ، وبعدها يتم الانتظار عدة أيام لحين تتطور الجنين ليتم زرعه في رحم المرأة.
في عملية التلقيح داخل الرحم يتم فيها الحصول على عينة من السائل المنوي للزوج لاستخراج منها الحيوانات المنوية الأكثر صحة ليتم إدخالها مباشرة في رحم المرأة وفقاً لموعد الإباضة لديها ، مما يزيد من فرصة إنجاب طفل.
تحتاج المرأة لزيارة عيادة طبيب النساء لمعرفة سبب العقم الثانوي بواسطة الخضوع لفحص الموجات الفوق الصوتية التي يظهر الأعضاء التناسلية للكشف عن المشكلة ، كما يمكن أن يطلب الطبيب اختبارات أخرى كالمنظار أو تحليل دم لتقييم المشكلة بشكل دقيق ، حيث نوضح الأسباب المحتملة للعقم الثانوي عند المرأة .
انخفاض كمية البويضات
هو من المشاكل الأكثر شيوعاً للعقم عند النساء التي تحدث بفعل تقدم العمر فوق 35 عام ، ويجب الإشارة إلى هناك عوامل أخرى تؤثر على كمية البويضات أو جودتها مثل الإصابة بأحد أمراض ضعف المناعة الذاتية أو الإصابة بالأمراض الوراثية أو الخضوع للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي .
متلازمة تكيس المبايض
تعرف بأنها أكثر الأمراض النسائية التي تسبب العقم فهي اضطرابات هرمونية في جسم المرأة تتمثل في انخفاض في هرموني البروجسترون والاستروجين مع ارتفاع في هرمون التستوستيرون وارتفاع في هرمون الأنسولين ، إذ تسبب مشاكل في الدورة الشهرية وتؤثر على كفاءة المبيض لإنتاج بويضات مما يجعله من أسباب صعوبات الإنجاب.
مشاكل قنوات فالوب
تعرف بأنها القناة التي تنتقل خلالها البويضات من المبيض للرحم للالتقاء بالحيوانات المنوية لحدوث حمل ، تشتمل تلك المشاكل انسداد في قنوات فالوب وهي مشكلة لها العديد من الأسباب أبرزها أحد مضاعفات الإصابة بعدوى منقولة عبر الجنس مثل داء السيلان.
الانتباذ البطاني الرحمي
يطلق عليه أيضاً اسم (بطانة الرحم المهاجرة) فهي حالة تنتج عن فرط نمو أنسجة الرحم في مكان غير طبيعي يكون خارج الرحم ، ويمكن أن ينمو بالمبيض أو الأمعاء ، حيث تواجه المرأة مشكلة عند محاولة الإنجاب.
مشاكل الرحم
هناك العديد من الحالات الطبية المتعلقة بالرحم تسبب العقم وصعوبات الإنجاب مثل الندبات الرحمية التي تحدث كأحد الآثار الجانبية للعمليات الجراحية في منطقة البطن ، بالإضافة إلى الأورام الرحمية الليفية أو سرطان الرحم أو لحمية الرحم .
فيما يتعلق بأسباب العقم عند الرجل فأنها تشتمل على مجموعة من الحالات الطبية التي تعوق قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة للمرأة مما يرتبط بصعوبة الإنجاب .
انخفاض هرمون التستوستيرون
يعرف بأنه أكثر أسباب العقم عند الرجال شيوعاً حيث يؤثر على صحة وكفاءة الحيوانات المنوية باعتباره الهرمون المسئول عن إنتاج الحيوانات المنوية ، وحين يكون منخفض يعاني الرجل من انخفاض في أعداد الحيوانات المنوية وضعف حركتها .
ينخفض هذا الهرمون بفعل عدد من الأسباب مثل تقدم السن أو الإصابة بمشكلة بالجهاز التناسلي الذكري أو الخضوع لجراحة في الجهاز التناسلي ، أو نتيجة لإصابة بداء السكري أو قصور الغدة الدرقية.
ضعف جودة السائل المنوي
يشير جودة السائل المنوي إلى جودة الحيوانات المنوية فهو سائل يحمل بداخله الحيوانات المنوية التي تلقح البويضة ، وحين يقل جودته يحدث انخفاض في عدد الحيوانات المنوية مع ضعف حركتها ، بالإضافة إلى تشوه الحيوانات المنوية ، ويتم تقييم تلك المشكلة بتحليل السائل المنوي .
قصور الغدد التناسلية
يترتب على قصو الغدد التناسلية الذكورية انخفاض في هرمون التستوستيرون مما يؤدي لانخفاض في أعداد الحيوانات المنوية وضعف حركتها ، ومن هنا تظهر مشكلة العقم عند الرجل.
تضخم البروستاتا
تعرف بأنها حالة طبية ينجم عنها انخفاض في عدد الحيوانات المنوية كما تعوق إفراز السائل المنوي الذي يحمل الحيوانات المنوية مما يمنع خروجه أثناء القذف وممارسة الجماع ، ويترتب عليه عدم قدرة الحيوانات المنوية على تلقيح البويضة فتظهر مشكلة العقم.
استئصال البروستاتا
يوصى الطبيب بعملية جراحية لاستئصال البروستاتا نتيجة الإصابة بمشكلة صحية فيها مثل السرطان ، ولكن في بعض الأحيان تسبب مضاعفات ترتبط بالعقم كتدفق السائل المنوي من الاتجاه الخلفي.
دوالي الخصية
تحدث عند الرجل حين تتضخم الأوردة في كيس الصفن الذي يغلف الخصيتين كما أنها من الأسباب الشائعة للعقم وينتج عنها انخفاض في أعداد الحيوانات المنوية للرجل ، حيث أشارت دراسة علمية أن 30% من حالات الإصابة بالعقم عند الرجل كانت بسبب دوالي الخصية.
أسئلة شائعة
ما الفرق بين العقم الأولي والثانوي؟
يعرف العقم الأولى بمواجهة مشكلة في الإنجاب بعد الزواج حيث تفشل محاولات العلاقة الجنسية للحمل ، بينما العقم الثانوي يعني ظهور مشكلة في الإنجاب مع تجربة حمل سابقة تمت بشكل طبيعي دون أسباب تمنع الحمل ، وفي كلتا الحالتين يمكن أن يكون سبب العقم من الرجل أو المرأة.
هل يمكن الحمل بعد العقم الثانوي؟
يمكن الحمل بعد العقم الثانوي بالأدوية أو العمليات الجراحية التي تستهدف علاج المشكلة المسببة للعقم عند الرجل أو المرأة ، علماً بأن في حالات أخرى يوصى الطبيب بتقنيات المختبر كالحقن المجهري كوسيلة للإنجاب .
