أصبح تجميد السائل المنوي من الإجراءات التي لاحقت أقبال كبير من الرجال في الوقت الراهن في مصر والعالم بأكمله ، حيث أنه يساعد على حفظ الحيوانات المنوية على قيد الحياة بشكل لا يؤثر على خصوبة الرجل حيث يكون بالإمكان استعمالها في وقت لاحق عند الحاجة ، إذ يدور في الذهن العديد من الأسئلة حول ذلك الأمر مما يدفعنا للحديث عنه بصورة تفصيلية مع خبراء مراكز الخصوبة.
يشير الأطباء أن تجميد السائل المنوي تعتبر فكرة اختيارية للرجال الذين يخافون من أن يؤثر تقدم العمر على الخصوبة والقدرة على الإنجاب ، بينما تكون ضرورة للرجال الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو يعانوا من حالة طبية ما تؤثر على القدرة الإنجابية.
يتم تجميد السائل المنوي بهدف الحفاظ على الحيوانات المنوية لفترة زمنية قصيرة أو طويلة حسب رغبة الرجل ، حيث أن من مزايا التجميد عدم اقتصار الأمر على فترة زمنية محددة ، كما أنه يحفظ الحيوانات المنوية سليمة دون أن تتعرض للفساد أو التشوه.
وحين التفكير في الحمل يتم الاستعانة بالسائل المنوي حيث يتم حقنه مباشرة في رحم المرأة ، ومن ثم تخصب الحيوانات المنوية بداخل السائل البويضة مما يؤدي لحدوث حمل ، وهو ما يعرف بالإمناء الاصطناعي.
وفقاً للصحة الإنجابية للمرأة يمكن اللجوء للتخصيب خارج الرحم حيث أن يتم سحب البويضات من مبيض المرأة على أن يتم تخصيبها من الحيوانات المنوية بداخل ذلك السائل المنوي وفقاً تقنيات طبية في مركز الخصوبة ، وهو ما يؤدي للتخصيب ثم انتظار ثلاثة إلى خمسة أيام ليتم ترجيع الجنين إلى رحم المرأة.
جودة السائل المنوي بعد التجميد
أن جودة السائل المنوي بعد التجميد من الأمور التي تثير القلق حيث يتخوف الكثير من الرجال من أن بعد التجميد تتعرض الحيوانات المنوية للتضرر مثل التشوه أو الموت أو ضعف الحركة ، وهو ما يؤدي أن تكون غير صالحة لتخصيب البويضة بعد أن يتم الاستعانة بها في وقت لاحق ، حيث نوضح طريقة لتقييم جودة السائل المنوي بعد التجميد.
بالتأكيد أن جودة السائل المنوي بعد التجميد تختلف من رجل لأخر يخضع للتجميد وذلك وفقاً لعدد الحيوانات المنوية العالية الجودة داخل العينة المجمدة ، وهو الأمر الذي يتم التعرف عليه من خلال اختبارات ما قبل تجميد السائل المنوي حيث أن بعد تقييم الخبراء النتائج يتم تداولها مع المريض من أجل إعلامه بالأمر ومناقشته.
الهدف من الفحص المختبري الذي يتم إجرائه على عينة السائل المنوي للرجل الراغب في التجميد التعرف على تأثير عملية التجميد على ذلك السائل والحيوانات المنوية الموجودة فيه ومعرفة إلى أي مدى يمكن حدوث تضرر في الحيوانات المنوية خلال مدة التجميد.
وعلى الرغم من أن النتائج ليس موثوق فيها بنسبة أكيدة إلا أنها تعطي مؤشرات قريبة من الواقع ، وهو ما يساعد على حساب عدد عينات السائل المنوي التي يحتاج الرجل إلى تجميدها من أجل إتاحة أمكانية حصوله على أكبر عدد من الحيوانات المنوية السليمة والعالية الجودة على قيد الحياة بعد عملية التجميد.
هناك العديد من الطرق التي يتم فيها تقييم جودة السائل المنوي حيث أن أحد تلك الطرق تجميد عينة صغيرة من السائل المنوي ، وذلك لفترة زمنية قصيرة ، إذ يكون الهدف من ذلك تقييم حركة الحيوانات المنوية في عينة السائل المنوي وقدرتها على الحياة ، وهو ما يساعد على حساب نسبة الحيوانات المنوية التي تستطيع أن تكون على قيد الحياة وبجودة عالية بعد إتمام عملية التجميد.
طريقة تجميد السائل المنوي
هناك بعض الطرق المستخدمة من أجل تجميد السائل المنوي والتي خضعت لعدد من الدراسات العلمية التي استهدفت التعرف على تأثير التجميد على الحيوانات المنوية ، ولكن توصلت الأبحاث أن طريقة الحفظ بالنتروجين هي الطريقة الأفضل لتجميد السائل المنوي مع كفاءة الحيوانات المنوية .
يشير الخبراء أن طريقة تجميد السائل المنوي بواسطة الحفظ بالنتروجين هي من أفضل الطرق المستخدمة في مجال التجميد ، حيث تتم من خلال حفظ السائل المنوي تحت درجة حرارة أقل من -130 سيليسيوس.
لقد قامت عدة دراسات علمية على طريقة تجميد السائل المنوي بتلك الطريقة وتحت تلك درجة الحرارة ، حيث توصلت النتائج أنها من أفضل الطرق التي تضمن الحفاظ على صحة وحركة الحيوانات المنوية لأطول وقت .
استهدفت الدراسة من أجل تقييم جودة وسلامة وكفاءة الحيوانات المنوية إجراء مقارنة بين حركة الحيوانات المنوية قبل التجميد وبعده ، حيث أظهرت النتيجة أن يجب أن تحافظ الحيوانات المنوية على صحتها بنسبة قريبة من 50% حتى تكون قادرة على تلقيح البويضات حين يتم حقنها في رحم المرأة خلال الإمناء الاصطناعي ، وتلك النسبة هي ما تستطيع الحصول عليه في حالة استعمال الحفظ بالنتروجين.
أسباب تجميد السائل المنوي
يعتبر تجميد السائل المنوي ضرورة حين يعاني الرجال من بعض الأمراض بالجهاز التناسلي يؤثر بالسلب على السائل المنوي والحيوانات المنوية مع مرور الوقت ، وهو ما يجب فيه اللجوء لتخرينها للحفاظ عليها من أجل الاستعمال بالمستقبل في وقت لاحق ، وهي طريقة تضمن القدرة الإنجابية في حالة الرغبة في ذلك ، حيث نوضح الحالات الذكورية المرشحة لتجميد السائل المنوي.
ينصح بتجميد السائل المنوي قبل الخضوع للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي وذلك لأن تلك الطرق العلاجية تؤثر على كفاءة الحيوانات المنوية وتقلل من الخصوبة وتعتبر من مسببات العقم.
ينصح بتجميد السائل المنوي قبل عملية قطع القناة المنوية وقبل اللجوء لحدث ما أو إجراء جراحي ما يؤثر بالسلب على الأعضاء التناسلية ، ومن ثم القدرة على الحمل.
يشير الأطباء أن تلك الحالات من الفئات التي من الضروري فيها تجميد السائل المنوي من أجل القدرة على الحمل في الوقت المناسب حين الرغبة في ذلك ، وذلك لأن الحيوانات المنوية للرجال الأصحاء لديها القابلة على تحمل تقنيات التجميد بعكس الحيوانات المنوية للرجال المصابون بمشكلة ما مثل سرطان الخصية.
ومن المهم قبل الشروع في إجراء علاجي يقلل من الخصوبة إجراء تجميد السائل المنوي قبل العلاج ، بالإضافة لإجراء فحص جودة السائل المنوي بعد التجميد للتعرف على التوقعات التي تحدث بعد التجميد ، ووفقاً للنتائج يتم تحديد عدد عينات السائل المنوي اللازمة للتجميد.
نسبة نجاح تجميد السائل المنوي
يشير خبراء الخصوبة أن نسبة نجاح تجميد السائل المنوي مرتفعة للغاية بل تكون الوسيلة الأخيرة عند بعض الرجال للقدرة على الإنجاب في المستقبل ، ولكن هناك بعض العوامل التي تتحكم في نجاح التجميد .
أحد أهم العوامل المتحكمة في نجاح تحميد السائل المنوي سلامة الغشاء المحاط بالحيوانات المنوية والأساليب المستخدمة في التجميد والذوبان ، إضافة لجودة الحيوانات المنوية قبل التجميد.
أن العوامل الوراثية من العوامل الأكثر تأثيراً في تجميد السائل المنوي وذلك لأنها لها قدرة كبيرة على التحكم في طبيعة الحيوانات المنوية.
ووفقاً لتلك العوامل تختلف نسبة نجاح تجميد السائل المنوي من رجل لأخر ولكن من الأهمية عدم تجاهل اللجوء لفحص جودة السائل المنوي ، وذلك قبل التجميد.
حكم تجميد السائل المنوي
مع تفكير الرجال في تجميد السائل المنوي هناك تخوف يعود إلى الناحية الدينية يتعلق بمعرفة حكم تجميد السائل المنوي والحيوانات المنوية وهل يجوز الخضوع لها أم تعتبر إجراء محرم ، وهو ما نقوم بتوضيحه .
يشير فقهاء الدين الإسلامي أن يجوز تجميد السائل المنوي ولكن الأمر يتعلق ببعض الشروط والضوابط لعدم الوقوع في الأمور المحرمة ، حيث ينبغي أن يحدث للضرورة القصوى .
وفي حالة الاستعانة بالسائل المنوي بعد التجميد يجب أن يحقن في رحم المرأة زوجة الرجل صاحب السائل المنوي المجمد ، كذلك يتم تلقيح بويضات الزوجة بذلك السائل في حالة الخضوع للتلقيح خارج الرحم مثل الحقن المجهري.
لا يجوز التبرع بالسائل المنوي المجمد مع مراعاة عدم خلطه أثناء التجميد مع سائل منوي لرجل أخر ، وذلك لعدم الوقوف في اختلاط الأنساب والأمور المحرمة.
