الطفل المبتسر أي الطفل الخداج أو الخديج كما يطلق عليه العديد من الأطباء هو الطفل الذي ولد قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، لذلك فإن الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال فترة الحمل يكونوا عرضة للإصابة بعدة مشاكل صحية عن غيرهم من باقي الأطفال، ومن أبرز تلك المشاكل الصحية هي أن هؤلاء الأطفال تتأخر معالم النمو من الظهور عليهم نظراً للولادة المبكرة التي تعرضوا إليها، لذا ففي حال إن كنت تزور أحد الأطفال المبتسرين حديثي الولادة فإنك سوف تلاحظ أن الطفل من الممكن أن يصل وزنه إلى حوالي 1000 جراماً في حال إن كان هذا الطفل مولوداً في الأسبوع السابع والعشريين، بينما في حال إن كان الطفل مولود في الأسبوع الثلاثين فإن وزنه قد يصل إلى حوالي 1450 جراماً، لذا فقد تختلف مراحل نمو الطفل المبتسر بعد الولادة عن غيره من الأطفال فيما يلي:
الدعم التنفسي: يحتاج الأطفال المبتسرين أي الخدج بعد الولادة إلى دعم تنفسي يساعدهم على التنفس على النحو المطلوب وذلك نظراً إلى أنهم أحيانا يكونوا مصابين بإن الرئة الخاصة بهم غير مكتملة مما يجعلهم غير قادرين على التنفس على النحو المطلوب، بجانب أن الطفل المبتسر يكون بحاجة إلى تهوية ميكانيكية دائمة طوال الوقت، لذا فإنه يتم وضعه في حضانات مجهزة خصيصاً لمثل هذه الحالات. علماً بانه قد يحتاج بعض من الأطفال الخذج إلى البقاء في مجرى الهواء بشكل مستمر وهذا ما يعرب باسم CPAP أو قنية الأنف.
الخطوط الوريدية: نظراً إلى أن الجهاز الهضمي لدى الأطفال المبتسرين غير مكتمل فيتم إطعام هؤلاء الأطفال عبر خطوط الوريد، ومع مرور الأيام وتحسن الحالة الصحية للطفل يبدأ الأطباء المختصون في جعله يتغدى بواسطة حليب الأم أو الحليب الصناعي ولكن هذا بعدما يكون هناك مؤشرات إيجابية حول تحسن حالة هذا المريض، علماً بإن تلك الخطوط الوريدية تأتي عبر الجذع الخاص بالحب السري أي القسطرة السرية التي يتم وضعها في فروة رأس الطفل المبتسر بطريقة ما تكون طرفية.
أنابيب الأوكسجين والنيتروجين: قبل بلوغ الجنين الثلاثة والثلاثين أسبوع يكون ليس له قدرة على الرضاعة والابتلاع والتنفس في الوقت ذاته، وهذا ما يجعل الطفل المولود قبل بلوغ الثلاثة والثلاثين أسبوعاً يتم تركيب له أنبوب يمتد من الأنف أو الفم إلى المعدة.
معدات الرقابة: في حين زيارتك لأي من الأطفال المبتسرين سوف تلاحظ أن هناك عدة ملصقات على صدورهم وعلى معصمهم أو على أقدامهم من أجل مراقبة المعدل الخاص بمعدلات القلب والتنفس ومستوى الأكسجين في الدم.
المضاعفات التي تصيب الأطفال المبتسرين ليس ضرورياً بإن تمتد فقط على المدى القصير ما بعد الولادة، لا بل إنها في الكثير من الأحيان تمتد لعدة سنوات، لذا سوف نقوم بعرض المضاعفات قصيرة الأمد وطويلة الأمد في الأسطر التالية:
مضاعفات قصيرة الأمد
تكمن المضاعفات القصيرة المدى التي قد تصيب الأطفال المبتسرين في أنهم يعانون من بعض الاضطرابات في الجهاز التنفسي نظراً إلى أنه غير مكتمل.
يعاني الطفل المبتسر أحياناً من عدة مشكلات في القلب تجعله في أغلب الأوقات مصاباً بانخفاض في ضغط الدم.
يتعرض الأطفال الخدج إلى احتمالية الإصابة بنزيف بالغاً في المخ علماً بإن هذا النزيف في بعض الأحيان يكون خفيفاً وفي أحيان أخرى يكون بالغ الانتشار وذلك يكون طبقاً لحالة الطفل، إذ أن هذا يعتمد على حالة كل طفل على حدا.
يعاني هؤلاء الأطفال من نقص في نسبة الدهون الموجودة في الجيم أي أنه في الغالب لا يكون هناك وجود نهائياً لأي دهون في الجسم مما يجعلهم معرضون أكثر من غيرهم من الأطفال بانخفاض في درجة حرارة الجسم.
بالإضافة إلى عدة أمراض يكونوا معرضين هؤلاء الأطفال بالإصابة بها فور ولادتهم مثل الضعف الكامن في خلايا جدار المعدة والأمعاء بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي الخاص بهم، بالإضافة إلى معاناتهم من فقر الدم بسبب عدم وجود نسبة كافية من كرات الدم الحمراء.
والجدير بالذكر انهم يكونوا يعانون من اصفرار البشرة أي اليرقان الذي يكون نتيجة إلى زيادة إفراز نسبة البيليرويين في الدم، علماً بإن هؤلاء الأطفال يجب أن يبتعدوا تماماً عن كافة الأشخاص البالغين نظراً لاحتمالية إصابتهم بأي نوع من العدوى بسبب عدم نضوج جهازهم المناعي مما يجعل الجهاز المناعي الخاص بهم غير قادراً على مواجهة الفيروسات والبكتريا والجراثيم
قد يكونوا هؤلاء الأطفال أكثر عرضة من غيرهم في الإصابة بالشلل الدماغي في أي سنة من السنوات.
يعاني هؤلاء الأطفال من عدة تأخرات في التعلم والتعليم تجعلهم غير قادرين على ملاحقة باقي الأطفال الذي يبلغون نفس عمرهم.
قد يتعرض هؤلاء الأطفال إلى الإصابة بمجموعة من المضاعفات التي تضر بحاسة البصر الخاصة بهو وتضعفها إلى جانب أنه من الممكن أن يعاني الطفل المبتسر في بعض الأحيان من ضعف حاسة السمع أو فقدانها تماماً،
بالإضافة إلى الضعف الكامل في العظام الذي يمتد لسنوات عدة مما قد يعرض هذا الطفل في أن يصاب بهشاشة العظام، علماً بإن هذا الضعف لا يكون فقط في العظام ولطنه يمتد حتى يصل إلى الأسنان، فتصبح أسنان هذا الطفل معرضة بشكل دوري للتكسير بسبب ضعفها وهشاشتها.
وكما ذكرنا في المقال بإن الأطفال المبتسرين يكونوا معرضين للإصابة بعدة أمراض مزمنة كالأمراض القلبية المختلفة أو الأمراض التي تسبب اضطرابات في مستويات السكر والضغط في الدم.
ومن ابرز المضاعفات الطويلة الأمد التي تظهر على الأطفال المبتسرين هي أنهم يعانون من مشكلات سلوكية عدة تنتج عن إصابتهم بعدة اضطرابات نفسية.
أسئلة شائعة
هل الأطفال الخدج يتأخرون في الكلام؟
أشارت دراسة علمية حديثة أقيمت في أمريكا بإن الأطفال الخدع الذين يولدوا في الأيام الأولى من الشهر السابع يكونوا معرضون أكثر من غيرهم من الأطفال بالإصابة بتأخر ما في النمو وخاصة في نمو القشرة السمعية التي تشمل منطقة الدماغ الأساسية المسؤولة عن كافة إشارات السمع وهذا ما يجعل هؤلاء الأطفال يعانون من ضعف الكلام وتأخر الكلام عن غيرهم من الأطفال.
متى يرى الطفل المبتسر؟
يُولد غالبية الأطفال حديثي الولادة بأعين مكتملة النمو تقريباً ولكنهم لا يستطيعون الرؤية بوضوح إلا مع بلوغهم السنة الثانية، ولكن في حالة الأطفال الخدج أي الأطفال المبتسرين يستغرق الموضوع هنا وقتناً أطول بعض الشيء وذلك نظراً إلى أن رؤس هؤلاء الأطفال منذ ولادتهم تكون محدودة للغاية منذ بداية الولادة وذلك نظراً إلى أن الشبكية لا تكون مكتملة النمو بعد.
هل يبكي الطفل الخديج؟
بالفعل الطفل الخديج يبكي أكثر من باقي الأطفال وذلك نظراً إلى أنه هؤلاء الأطفال الخدج يشعرون بالألم أكثر من باقي الأطفال الآخرين الذين يولدون بشكل طبيعي، وأشارت الطبيبة الشهيرة إيفا تشينياكو بإن تكرار البكاء لدى الأطفال المبتسرين مؤشر جيداً للغاية ولكن يجب أن تتأكد الأم من أن طفلها يبكي بسبب الألم ليس بسبب شعوره بالجوع أو عدم الارتياح.