أن تكيس المبايض أحدى المشاكل الأكثر شيوعاً للعقم بين النساء في سنوات الإنجاب ومع ذلك ترتفع فرصة الحمل في حالة أتباع الخطة العلاجية مع الطبيب المختص والتي تعتمد على استعمال أدوية تحفيز المبيض لتطوير وإنتاج بويضات صالحة للتخصيب ، وسوف نوضح عبر موقع أنا مامي المخاطر المحتملة المرتبطة بالحمل مع التكيس ، فتابعونا.
وفقاً للدراسات العلمية أن الأمهات الحوامل المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لبعض المشاكل أثناء الحمل بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهن ، ومع ذلك بإمكان النساء الحوامل المصابات بتلك الحالة الطبية أن تتمتع بحمل صحي بدون مضاعفات ، وسوف نوضح المخاطر المحتملة.
الإجهاض في الثلث الأول
أظهرت بعض الدراسات العلمية لوجود علاقة بين متلازمة تكيس المبايض وبين الإجهاض في الثلث الأول من الحمل ، حيث وجد أن 3% من إجمالي حالات الإجهاض كانت بفعل الإصابة بتلك الحالة الطبية .
يشير الأطباء لبعض العوامل التي تزيد من مخاطر الإجهاض مع التكيس والتي تتمثل في ارتفاع مستويات الهرمون الذكري (الأندروجين) وضعف بطانة الرحم المرتبطة بتلك الحالة الطبية ، وهو ما يؤثر على عملية تعشيش الجنين في جدار الرحم ، ومن ثم يحدث فقدان مبكر للجنين.
من جهة أخرى ، ترتبط متلازمة تكيس المبايض بمقاومة الأنسولين مما يؤدي لعدم انتظام مستويات السكر في الدم ، ومع حدوث حمل تزيد هرمونات الحمل من مشاكل الأنسولين ومستويات السكر ، مما يرتبط بزيادة خطر الإجهاض.
أظهرت دراسة علمية أن بالنسبة للأمهات الحوامل أثناء التكيس يزيد معدل الإجهاض بفعل تلف البويضة المخصبة ، وذلك لأن من أعراض تلك الحالة الطبية تأخر في مرحلة الإباضة ، وهو ما يرتبط بتعرض البويضة لنسبة أكبر من الهرمونات الأمر الذي يؤثر سلبياً على تطورات نموها عند التلقيح.
سكري الحمل
بشكل عام أن متلازمة تكيس المبايض ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ، ولكن بالنسبة للمرأة الحامل السليمة لديها خطر أن تعاني من داء سكر الحمل المرتبط بفترة الحمل ، ويعود السبب في ذلك إلى مقاومة الأنسولين ، حيث لا يكون الأنسولين قادر على التحكم في مستويات سكر الدم.
وحسب الدراسات العلمية أن سكر الحمل من المضاعفات الأكثر شيوعاً بين النساء الحوامل المصابات بتكيس المبايض حيث تقدر بنسبة 13%.
يعتبر سكر الحمل من المخاطر التي تواجه الأمهات الحوامل ويبدأ ذلك الخطر بالتحديد ما بين الأسبوع 24 إلى الأسبوع 28 ، ولكن بالنسبة للحوامل المصابات بالتكيس عليها إجراء اختبارات سابقة لذلك الموعد للتشخيص المبكر لسكر الحمل.
ويجب الإشارة أن تلك المشكلة تؤثر سلبياً على الحمل وصحة الجنين حيث تزيد من مخاطر الولادة القيصرية والولادة المبكرة وعملاقة وزن الجنين ، إضافة لخطورة إصابة الطفل بداء السكري من النوع الثاني في المستقبل سواء على المدى القريب أو المدى البعيد من الولادة.
ارتفاع ضغط الدم
أظهرت الدراسات العلمية حول الإحصائيات الخاصة بمعدلات الضغط المرتفع عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض إن تلك المشكلة تحدث بنسبة لا تقل 17% ، حيث تبدأ تلك المشكلة من الأسبوع 20 في الحمل وعادة ينتظم الضغط بعد الولادة.
وينصح بتنظيم مستويات ضغط الدم من خلال الابتعاد عن الموالح والتوابل والأطعمة الحارة ومنتجات الكافيين وبالأخص القهوة ، ويمكن اللجوء للأدوية الطبية إذا لزم الأمر ولكن تحت إشراف الطبيب.
يعتبر الضغط المرتفع من أخطر المشاكل الكبرى في الحمل لأنه يرتبط بمضاعفات مثل تسمم الحمل المرتبط بارتفاع في مستويات بروتين البول ، ويحتاج للرعاية الطبية الفورية لكونه يعتبر حالة طبية مهددة لصحة الأم والجنين في حالة عدم التعامل السريع مع ذلك المرض ، ويجب الإشارة أنه يؤدي لتأثير سلبي على وظائف الكبد والكلى ويسبب النوبات التشنج.
أمراض القلب
أظهرت الدراسات العلمية أن النساء الحوامل المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة أثناء الحمل لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية ، وذلك يكون بفعل الإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يرفع من مخاطر حدوث تلك المشاكل الصحية.
يشير الأطباء لوجود علاقة بين تكيس المبايض وبين ارتفاع مستويات الكولسترول الضار الغير صحي ، الذي يعتبر سبب أخر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.
تعتبر الولادة المبكرة من المضاعفات المحتملة بالنسبة للأمهات الحوامل المصابات بتكيس المبايض ، حيث توصلت الدراسات أن نسبة حدوث ذلك لا تقل عن 10% ، وسوف نوضح الأسباب المؤدية لذلك.
أظهرت دراسة علمية لوجود علاقة مباشرة بين متلازمة تكيس المبايض والولادة المبكرة التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل ، ويعود السبب في ذلك الخطر نتيجة للمضاعفات التي تحدث أثناء الحمل مثل سكر الحمل أو ارتفاع الضغط أو عملاقة وزن الجنين.
ترتبط الولادة المبكرة بتأثيرات سلبية على الطفل ويشير الأطباء أن مخاطر ذلك ترتفع كلما كان موعد الولادة قبل الأسبوع 37 ، وذلك نتيجة لعدم اكتمال نمو الجنين ، وعادة يتم نقل الطفل بعد الولادة إلى غرفة العناية بحديثي الولادة في المستشفي لحين قدرته على التنفس بشكل سليم ومنتظم.
ويجب الإشارة أن لنفس الأسباب المؤدية للولادة المبكرة ترتفع معدلات الولادة القيصرية وتنخفض معدلات الولادة الطبيعية ، وذلك نتيجة لعملاقة الجنين وحدوث مشاكل في الحمل مثل السكر أو الضغط المرتفع ، ويتم مناقشة الطبيب عن نوع الولادة حسب تقديره لوضع الحمل .
يشير الأطباء أن متلازمة تكيس المبايض من الحالات الطبية التي يكون لها آثار سلبية على الجنين وذلك لأنه يزيد من مخاطر عملاقة الجنين أو قصور في نمو الجنين أو داء السكري للطفل في أي وقت من عمره ، وسوف نوضح أهم نصائح الأطباء للحفاظ على صحة الجنين والحصول على حمل صحي.
ينصح قبل محاولة الحمل بتعديل نمط الحياة الذي يساعد على تحسين جودة البويضة التي يتم تخصيبها وتعزيز الحمل السليم ، وهذا بجانب المتابعة المنتظمة مع أخصائي طب النساء من بداية الحمل وحتى إتمام الولادة ، حيث تساعد الاختبارات الطبية على التشخيص المبكر لأي مشكلة مما يساعد على الحمل السليم.
الحرص على التحكم في مستويات زيادة الوزن أثناء الحمل حيث يتم اكتساب الوزن في المعدل الطبيعي حسب عمر الحمل ، وهذا يتطلب أتباع حمية غذائية صحية معتدلة السعرات الحرارية منخفضة الدهون والسكريات ، وينصح الأمهات الحوامل بتناول مشتقات الحليب والحبوب الكاملة والبقوليات والبيض والدواجن واللحوم والأسماك والخضروات الورقية الخضراء والفواكه.
تناول مكملات حمض الفوليك وبالأخص في الثلث الأول من الحمل لدوره في وقاية الجنين من التشوه الخلقي ، كما يساهم في تعزيز التطور السليم للجنين وتقوية الجهاز العصبي وتنشيط وظائف الدماغ.
الحرص على مراقبة وتنظيم مستويات السكر والضغط في الدم ، وذلك من الحمية الغذائية من خلال الابتعاد عن السكريات والدهون والتوابل والموالح ومنتجات الكافيين ، ويتم استشارة الطبيب المعالج عن الأدوية المنظمة للسكر أو الضغط في حالة الاحتياج لذلك.