البواسير من المشاكل الأكثر شيوعاً في الحمل حيث تعود إلى التغييرات الهرمونية وضغط الجنين والرحم المتنامي كما أن الإمساك من عوامل الخطورة ، وحسب الإحصائيات أن 30-40% من الأمهات الحوامل تعاني من تلك المشكلة في الثلث الأخير من الحمل ، الأمر الذي يطرح السؤال عن تأثيراتها السلبية على الولادة الطبيعية فإليكم التفاصيل عبر موقع أنا مامي.
نعم أن البواسير تؤثر على الولادة الطبيعية بحيث أن الألم الناتج عن تلك المشكلة يزيد مع دفع الجنين من قناة المهبل ، الأمر الذي يجعل عملية الولادة أكثر صعوبة على الأم الحامل ، كما أن خلال مرحلة المخاض وتحت تأثير الانقباضات الرحمية لتسهيل الولادة يتفاقم ألم البواسير.
يفسر الأطباء ذلك أن التغييرات الطارئة في جسم المرأة في الأسابيع الأخيرة من الحمل وبالأخص بداية من لحظة الطلق والمخاض يزيد من الضغط على أوردة المستقيم الأمر الذي يجعل الألم متفاقم ويسبب للمرأة الحامل الشعور بالانزعاج وعدم الارتياح.
هل البواسير تمنع الولادة الطبيعية
لا أن البواسير لا تمنع الولادة الطبيعية حيث أنها ليس من العوامل التقييمية لنوع الولادة ، وذلك على الرغم من أن ألم البواسير يجعل الولادة أكثر صعوبة بفعل ما تشعر به الأم الحامل من زيادة الألم أثناء دفع الجنين من القناة المهبلية إلا أنه ليس من دواعي اللجوء للولاة القيصرية.
وينصح الأم الحامل في الأسابيع الأخيرة بزيادة عيادة طب النساء لمتابعة الحمل وصحة الجنين بحيث يتم مناقشة دكتور النساء عن نوع الولادة الأمثل الذي يتناسب مع وضع الحمل وصحة الجنين.
يشير الأطباء أن هناك بعض العوامل التي تقلل من فرصة الولادة الطبيعية بحيث يقرر فيها الطبيب أهمية اللجوء للقيصرية حفاظاً على صحة الأم والطفل مثل الولادة القيصرية السابقة ، أو الجنين المقعدي ، أو الحمل متعدد الأجنة ، أو تدلي الحبل السري ، أو المخاض المطول ، أو ضيق الجنين ، أو العيوب الخلقية للجنين.
كما تلعب الحالة الصحية للأم دوراً في ذلك حيث أن في حالات الإصابة بحالة طبية مزمنة يقرر الولادة القيصرية مثل مرض القلب ، أو داء السكري، أو ارتفاع الضغط ، كذلك العدوى كفيروس المناعة البشرية لمنع انتقاله إلى الطفل أثناء الولادة المهبلية.
في حالة أن يقرر الطبيب الولادة الطبيعية يجب على الأمهات الحوامل العمل على التقليل والتخفيف من أعراض البواسير الممثل في الألم والتورم والالتهاب والتهيج في المستقيم وفتحة الشرج ، الأمر الذي يساعد على تسهيل الولادة الطبيعية والتقليل من ألم البواسير أثناء دفع الطفل.
النوم على الجانب الأيسر
أن النوم على الجانب الأيسر تعتبر أفضل أوضاع النوم للمرأة الحامل حسب الدراسات الطبية ، كما أنها الأفضل مع ألم البواسير بحيث لا تسبب ضغطاً على المنطقة المتلهبة ، وعلى الرغم أن النوم على البطن لا يضغط على ألم البواسير إلا أنه من الممنوعات لأنه يضر بالجنين وبالأخص في نهاية الحمل.
حمام المقعدة
يساهم حمام المقعدة في التخفيف من ألم البواسير والعمل على التقليل من التورم في الأوردة الموجودة في المستقيم وفتحة الشرج ، وهذا يتطلب النقع في حمام المقعدة لمدة ربع ساعة بحيث يكون الماء دافئ ، ويحذر من الماء الساخن لتفادي أضرار للجنين أو التهابات جلدية تؤدي لنتائج عكسية.
تعديل أسلوب الحياة
هناك بعض التعديلات في أسلوب الحياة التي تساعد علاج ألم البواسير مثل تجنب بعض الممارسات مثل الإجهاد البدني ، وحمل الأوزان الثقيلة ، والتمارين الشاقة ، والجلوس لفترات طويلة.
علاج الإمساك
ينصح الأمهات الحوامل قرب الولادة أن تحرص على العلاج والوقاية من الإمساك من خلال شرب الكثير من المياه والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مع تناول الحصص اليومية من الفواكه والخضروات.
المراهم الموضعية
تساعد المراهم الموضعية على علاج ألم البواسير قبل الولادة الطبيعية بحيث أنها تساعد على التقليل من التورم ، ولكن في حالة اللجوء إليها يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب المختص من أجل وصف المرهم الآمن في الحمل لا يضر بصحة أو نمو الجنين ، وللمزيد نرشح قراءة مقال أفضل مرهم لعلاج البواسير للحامل
بالتأكيد أن ألم البواسير يزداد عند طلق الولادة بفعل الانقباضات الرحمية والدفع المتكرر من الطفل الناتج عن استعداداه للخروج للعالم الخارجي ، الأمر الذي يتطلب اللجوء لتدخلات طبية للمساعدة على التخفيف من ألم البواسير وألم الولادة مما يجعل العملية سهلة وبدون ألم.
ينصح بمناقشة أخصائي طب النساء عن الحالة الطبية قبل الولادة لكي يكون قادر على تحديد الطريقة الأمثل لتخفيف البواسير لحظة طلق الولادة وحتي خروج الطفل.
وذلك يكون عن طريق التخدير الموضعي حيث يعمل على تحذير الألم في المنطقة السفلية من الجسم مما يمنح الشعور بالارتياح ، وبمجرد الحصول عليه تبدأ الفعالية في غضون دقائق قليلة.
البواسير وحركة الجنين في الشهر التاسع
أغلب مشاكل البواسير أثناء الحمل تظهر في الثلث الأخير بحيث يتفاقم في الشهر التاسع وبالتحديد بفعل الانقباضات ودفع الجنين كما أوضحانا سابقاً ، ولكن تعتبر حركة الجنين من العوامل تجعل الألم في المستقيم وفتحة الشرج أكثر صعوبة .
يفسر الأطباء ذلك أن الجنين قبل الولادة ينزل من الرحم إلى الحوض حيث يكون بالقرب من قناة المهبل ، كما أنه يكون مكتمل النمو مما يعني قوة عظامه وعضلاته ، وهذا يجعل ركلات الجنين أقوى وأكثر عنف ، ونظراً بفعل قربه من منطقة ألم البواسير فأن مع الركلات من المحتمل أن تشعر الأم الحامل بسوء الأعراض.
ومن ناحية أخرى ، يجب مراقبة حركة الجنين قرب الولادة التي تصبح أقل في عدد الركلات وأكثر قوة وذلك بفعل تطو الجنين وضيق المساحة المحاطة به نتيجة لنزوله لأسفل وزيادة حجمه.
نعم أن البواسير تختفي بعد الولادة بدون أي علاج حيث أن ذلك يستغرق من الوقت عدة أسابيع ، حيث يرجع السبب في ذلك إلى استعادة التوازن الهرموني في الجسم مع اختفاء الضغط على المستقيم وفتحة الشرج ، الأمر الذي يجعل الأم تشعر بالارتياح بالتدريجي.
ومن ناحية أخرى عليها مراجعة الطبيب المختص من أجل المساعدة على وصف بعض مسكنات الألم ومضادات الالتهاب والمراهم الموضعية التي تساعد على تسريع العلاج خلال وقت أقصر ، الأمر الذي يضمن العلاج دون أن يتعارض الدواء مع الرضاعة الطبيعية.
استئصال البواسير بعد الولادة
في الحالات المزمنة يقترح الطبيب المختص علاج البواسير بعد الولادة بالجراحة التي تعتمد على إزالة البواسير ، وذلك يكون بعد مرور ستة أسابيع على الولادة كحد أدني ، ويجب الإشارة أن اللجوء للجراحة حالة نادرة حيث أن غالباً تختفي البواسير من تلقاء ذاتها بعد الولادة.
ويجب الانتظار قبل العملية لفترة لا تقل عن ستة أسابيع لضمان التعافي من جرح الولادة كما أن الجسم يحتاج إلى الوقت من أجل استعادة الانسجة العضلية في المستقيم وفتحة الشرج إلى طبيعيتها الأمر الذي يقيم إذا كانت الجراحة ضرورة أم لا ، وخلال تلك المدة يكون الطبيب المختص قادر على تقييم مدة انتشار البواسير.