هل يحسب الجنين في زكاة الفطر

إسراء مجدي 7 نوفمبر، 2022
هل يحسب الجنين في زكاة الفطر

هل يحسب الجنين في زكاة الفطر

وجوب إخراج زكاة الفطر عن الجنين من أبرز الأسئلة التي ترد في أذهان العديد من الأسر المسلمة في شهر رمضان المبارك، حيث أن ترد العديد من التساؤلات حول هل يجوز الزكاة على الجنين وهو لا يزال في رحم أمه؟ وذلك ما جعل العديد من الشيوخ والفقهاء يجاوبون على هذا السؤال لذلك سوف نقوم بعرض الإجابة في التالي:

  • استناداً على فتوة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام الذي أكد في خلال استضافته في أحد البرامج التلفزيونية أنه لا يجب أن يقوم المسلم بإخراج زكاة الفطر عن الجنين وقال بالنص أنه:” هناك العديد من فقهاء الدين لا يوجبون زكاة الفطر على الأجنة”
  • وأضاف الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية أنه الحالة الوحيدة التي تستوجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين هي في حال إن تمت ولادته قبل غروب شمس أخر يوم من شهر رمضان المبارك، فهذه الحالة هي الوحيدة التي يستوجب فيها إخراج زكاة الفطر.
  • وهذا ما أكد عليه العديد من العلماء والفقهاء، حيث أنه هناك بعض من شيوخ الأزهر الشريف الذين قاموا بالتأكيد على فتوى مفتي الديار المصرية وأكدوا أن جميع المذاهب الأربعة سواء المذاهب الحنيفية أو المالكية أو الشافعية أو الحنابلة لم يوجبوا زكاة الفطر على الجنين في رحم أمه وذلك من ضوء حديث نبوي شريف عن ابن عمر رضي الله عنهما جميعاً أنه قال :”فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن شَعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذَّكَرِ والأنثى، والصَّغيرِ والكَبيرِ مِنَ المسلمين” (صحيح البخاري)
  • ومن خلال الحديث السابق وتفسيره الذي يدل على أن زكاة الفطر واجبة على الصغير والكبير والأنثى والذكر أي جميع الأشخاص الأحياء عموماً، فإنه لا يوجد أي دليل لغوي على أن كلمة الصغير المقصود بها الجنين في بطن أمه علماً بأن الجنين ليس له إي حق في أي من الأحكام الدنيوية سوى الإرث والوصية فقط ويكون الحق الخاص به في الإرث والوصية في حال خروجه حياً من رحم أمه.

حكم زكاة الفطر عن الأطفال

تعددت أراء الفقهاء والشيوخ حول الحكم الخاص بإخراج زكاة الفطر عن الأطفال، لهذا السبب سوف نقوم بعرض جميع ما ورد في المذاهب الأربعة حول هذه المسألة في الأتي:

  • مذاهب الحنيفية: يقوم الآباء الأحناف بإخراج الزكاة عن أنفسهم وذويهم بما فيهم أولادهم الصغار
  • مذاهب المالكية: زكاة الفطر في هذا المذهب واجبة على المسلم القادر وجميع الأشخاص المسؤولين منه فإذا كانوا من الذكور يظل المسلم مسؤول عن إخراج زكاتهم حتى يصلوا إلى سن البلوغ، أو عندما يكونوا قادرين على الكسب والربح، وإذا كان المسلم مسؤول عن إخراج زكاة أنثى فإنه سوف يظل مسؤول عنها إلى أن تنتقل إلى عصمة زوجها ويصبح حينها هو المسؤول عن إخراج زكاة الفطر الخاصة بها.
  • مذاهب الشافعية: ينص المذهب الشافعي على أن المسلم الذي وجبت عليه فطرته وجبت عليه أيضا فطرة جميع الأشخاص المسلمون الملزمون منه.
  • مذهب الحنابلة: ورد في مذهب الحنابلة بأنه يجب على الوالد أن يقوم بدفع زكاة الفطر عن العائلة بجميع أفرادها المؤنثين والمذكرين ما داموا مسؤولين منه ويعولهم.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً

اختلف العلماء كثيراً حول حجم إخراج زكاة الفطر نقداً وهذا الاختلاف في الرأي تضمن الآراء الأتية:

  • الرأي الأول: ذهب العديد من العلماء من المذاهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى الفتوة بأنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر علي هيئة أموال نقدية وذلك استنادا على ما تم ذكره في الحديث النبوي لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه يجب أن تُخرج زكاة الفطر على هيئة طعام.
  • الرأي الثاني: قال معظم الفقهاء التابعون لمذهب الحنيفة مثل الإمام سفيان الثوري والإمام عمر بن عبد العزيز والإمام الحسن البصري والإمام إسحاق بن راهوبه، جميع الأئمة السابق ذكرهم أجمعوا على أنه يجوز إخراج زكاة الفطر على هيئة نقود وذلك في ضور أنه الفقراء قد يكونوا في حاجه للأموال أكثر من الطعام، كما أنهم استندوا في هذه الفتوى على أن المقصد الأساسي من الصدقات والزكاة عموماً هو إغناء الفقراء والمساكين وسد حاجتهم، مما يجعل المال عموماً يقوم على سد تلك الاحتياجات أكثر من الطعام.
  • الرأي الثالث: حيث قال الشيخ الجليل ابن تيمية رحمة الله عليه أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً عند الحاجة والمصلحة، والحاجة هنا تأتي بمعنى أنه في حال إن كان هناك صعوبة أو مشقة على الشخص في إخراج زكاة الفطر طعاماً فأنه يجوز له أن يخرجها نقداً، ولكن الشيخ ابن تيمية رحمة الله عليه أكد على أنه الأصل في زكاة الفطر هو إخراج الطعام ولا يجب أن يتحول المسلم الحق عن الأصل إلا إذا كان صعوبة أو عذر قوي لذلك.

ما هو الوقت الذي يجب فيه إخراج زكاة الفطر

اختلف الفقهاء على الوقت المؤكد الذي يجب أن يتم فيه إخراج زكاة الفطر على وقتان هما:

  • الشافعية والحنابلة: الوقت الواجب فيه خروج زكاة الفطر لدى الشافعية والحنابلة هو غروب الشمس في أخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك واستندوا على الحديث الخاص بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي أوجب فيه زكاة الفطر عند الفطر من الصيام وقالوا أن هذا الفطر يحدث ويتحقق بغروب شمس أخر يوم من أيام شهر رمضان.
  • المالكية والحنيفة: تجب عندهم إخراج زكاة الفطر عند طلوع فجر يوم العيد، حيث أنهم يرون بإن الفطر يبدأ في هذا اليوم كما أنهم استندوا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما جميعاً أنه قال:” أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بزكاةِ الفِطرِ أن تؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ” ( صحيح النسائي)

مقدار زكاة الفطر

  • تُقدر زكاة الفطر لدى المسلمين بمقدار صاعاً من طعام البلد الذي يأكله أهله، ومن الممكن أن يكون هذا الصاع صاعاً من التمر أو من الشعير أو غيرهم.
  • والصاع يقدر بأربعة أمداد، والمدّ هو ما يملى كفي الإنسان المعتدل، كما أن الصاع يُقدر بحوالي ثلاث كيلو جرامات تقريباً.

الحكمة من زكاة الفطر

  • شرع الله عز وجل زكاة الفطر لما فيها من تطهير للمسلم الصائم من بعض الذنوب التي قد يقوم بها في حياته، سواء كانت هذه الذنوب عبارة عن تصرفات أو عن بعض الأقوال الغير مستحبة أو مجموعة من زلل اللسان الغير مقبولة في الإسلام.
  • كما أن زكاة الفطر تساهم في الحفاظ على التوازن في المجتمع الإسلامي بين الغني والفقير فهي تلزم القادرون من المسلمون على تقديم المساعدة لغير القادرون، فزكاة الفطر تعتبر من أهم الوسائل التي تعمل على إطعام الفقراء والمساكين والمحتاجين فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:”فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ” ( صحيح أبي داود).