كيفية تربية الاطفال بعد الطلاق بطريقة صحيحة

سلفانا نعوم 3 نوفمبر، 2020
كيفية تربية الاطفال بعد الطلاق بطريقة صحيحة

نتناول في هذا المقال الطريقة الصحيحة في تربية الاطفال بعد الطلاق ، إذ يكون الطلاق بداية لدخول الطفل في صدمة نفسية تؤثر على طريقة تفاعله وتواصله مع الأسرة بشكل خاص ومع المجتمع بشكل عام، ولكي نحافظ على نفسية الطفل يجب أن يتفق كل من الأب والأم بعد الانفصال على ضرورة احترام وتقدير كل طرف للطرف الآخر خاصة أمام الطفل.

تمنح الحياة الأسرية للطفل الشعور بالأمان والاستقرار والاحتواء، فالطلاق يقضي على هذه المشاعر بداخله، حيث يشعر الطفل بالخوف والارتباك وفقدان الثقة بالنفس، إذ ينصح عند الطلاق ذهاب الأب والأم معاً إلى طبيب نفسي متخصص لكي يقدم لهم النصيحة التي تتعلق بإخبار الطفل بخبر الطلاق بطريقة تقلل من تأثيرها السلبي عليه، وسوف نوضح لكم من خلال موقع أنا مامي  طرق سليمة لتربية الأطفال بعد الطلاق .

تربية الاطفال بعد الطلاق

أن الطفل دائماً يكون متعلق بالأب والأم منذ الصغر، لذلك يجد الأطفال صعوبة  في تصور فكرة انفصال الأب والأم عن بعضهم البعض وحدوث الطلاق، إذ  ينتج عن الطلاق شعور الطفل بأنه عليه أن يختار بين حب الأب وحب الأم ، لذلك يجب أن يكون هناك أتفاق مسبق بين الزوج والزوجة قبل الانفصال على طريقة تريبة الأبناء التي تتمثل في إبعاد الأبناء عن المشاكل الزوجية، الأمر الذي يقلل من آثار الطلاق السلبية على الحالة النفسية للطفل.

وسوف نوضح لكم طرق تعامل الأب والأم مع الطفل بعد الطلاق، الأمر الذي يضمن لنا حياة نفسية هادئة وسعيدة للطفل ، خاصة وأن غالبية الأطفال الذين يعانون من حالات الاكتئاب والانطوائية تكون ناتجة عن التفكك الأسري الذي يعد الطلاق أحد صوره وأشكاله، حيث تتمثل طرق تعامل الأب والأم مع الطفل بعد الطلاق فيما يلي:

  • يجب أن يشارك الأب والأم معاً في تربية الطفل تربية سليمة، كما يجب أن يشعر الطفل أن الطلاق لم يؤثر على علاقته بأمه أو علاقته بوالده، وهذه الطريقة تشمل ضرورة احترام الزوجان بعضهم لبعض بعد الطلاق خاصة أمام الأطفال.
  • يجب إن نبعد الطفل عن المشاكل الزوجية، كما يحذر من طريقة خطيرة يتعامل بها الأزواج بعد الطلاق، وهي أن يستخدموا الطفل كوسيلة ضغط على الطرف الآخر، فهذا السلوك يؤثر سلبياً على نفسية الطفل، بالتأكيد يدخل الطفل في صدمة نفسية، الأمر الذي يستوجب فيه استشارة طبيب نفسي مختص لمساعدته في تخطي الصدمة النفسية.
  • تعد مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة لتواصل الأب والطفل أو الأم والطفل مع بعضهم البعض، إذ يمكن من خلال صفحات التواصل الاجتماعي سواء فيسبوك أو توتير أو انستجرام إرسال واستقبال رسائل متبادلة بين الطفل والأم، أو الطفل والأب،حيث يمكن أن تشمل هذه الرسائل خطة أسبوعية نصطحب فيها الطفل يوم العطلة الأسبوعية من أجل زيارة أماكن يحبها والتحدث معه، الأمر الذي يقلل من صدمة الطلاق التي تعرض لها، كما يكون هذا بداخل ذاكرة الطفل ذكريات جميلة.
  • عند رؤية الطفل في مكان عام ، يجب أن نلتقط معه بعض الصور بواسطة الكاميرا الرقمية أو كاميرا التليفون النقال الإلكتروني، إذ أن الصور هي ذكريات محفورة في القلب والعقل مهما مر العمر والزمن.

نصائح خاصة بتربية الأطفال بعد الطلاق

نقدم لكم بعض النصائح والإرشادات الهامة التي تساعد الزوجين بعد الطلاق على تربية سليمة للطفل، وهذه النصائح هي كالآتي:

  • بعد انفصال الزوجين، تكون الزوجة هي الحضانة للأطفال بتأييد القانون، إذ يجب في هذه الحالة أن لا تستغل الأم هذا الأمر وتمنع أطفالها من رؤية الأب، إذ يجب أن تحافظ على نفسية الأبناء من خلال احترام أب الأولاد بعد الطلاق، كما يجب أن تتفق معه على مواعيد لرؤية الطفل ، الأمر الذي يشعر الطفل بأنه غير محروم من الأب.
  • عندما يطلب الطفل رؤية الأب، يجب أن تسمح الأم للطفل برؤيته والاتصال به في أي وقت، حيث أن بعض الأمهات ترفض المكالمات الهاتفية ببن الطفل والأب كمحاولة لاستفزازه وشعوره بالاحتياج لها من أجل الأبناء.
  • يمكن للأب بعد الطلاق أن يشتري بيتاً قريباً من أولاده، الأمر الذي يسهل عليه التنقل لرؤية الأطفال في أي وقت يحتاجون إليه، كما أن شعور الطفل بأن هناك مسافة صغيرة وقصيرة بينه وبين والده يعطيه شعور بالأمان والاستقرار، والاحتواء.
  • يجب مشاركة الأب والأم في الأنشطة التي يحبها ويمارسها الطفل، على سبيل المثال إذا كان لدى الطفل تدريب في النادي يمكن أن يحضر الأب والأم التدريب بعد الطلاق من أجل السؤال عن مستوى الطفل رياضياً، فهذا يعطي شعور للطفل بأهميته في نظر الأب والأم، الأمر الذي يمنحه شعور بالثقة بالنفس الناتج عن شعوره باهتمام ورعاية مشتركة له من قبل الأم والأب.
  • يجب أن يتابع الأب والأم مستوى الطالب في المدرسة، وهذا يعطى للطفل دافع من أجل النجاح والتمييز في الدراسة، إذ بعد الطلاق تقل نسبة تركيز الطالب في التحصيل الدراسي بسبب تفكيره الدائم في انفصال الأب عن الأم، فهذا يتطلب منا اهتمام بالطفل بعد الطلاق.

الحالة النفسية للأطفال بعد الطلاق

يعتبر الطلاق من أسوء المواقف التي يمر بها الطفل خلال مراحل عمره، فهي لحظة حزينة لا ينساها الطفل حتى بعد أن يصبح شاباً أو أباً، وسوف نوضح تأثير الطلاق على الحالة النفسية الطفل، إذ تتمثل فيما يلي:

  • يؤثر الطلاق على الحالة النفسية والمزاجية للطفل، إذ يشعر الطفل بالقلق والتوتر وصعوبة النوم بسبب التفكير في حرمانه من العيش مع الأب والأم معاً، كما يعرض هذا الطفل للدخول في حالات اكتئاب شديدة، الأمر الذي يترتب عليه رفضه لتكوين علاقات صداقة مع زملاءه في المدرسة، فيصبح طفلاً أنطوائياً.
  • ينتج عن الطلاق سلوكيات خاطئة للطفل كالغضب السريع، والعصبية المبالغ فيها، بالإضافة إلى الانفعال السريع، وهذه السلوكيات تنتج عن شعور الطفل بالتفكك الأسري.
  • يشعر الطفل بأنه أقل من زملاءه بالمدرسة، الأمر الذي يؤثر على مستواه الدراسي والتعليمي، على سبيل المثال إذا رأى الطفل أن زميل له في المدرسة جاء والده وأمه لأخذه من المدرسة بعد أنتهاء اليوم الدراسي مع تقبيله واحتضانه، فإن هذا الموقف يؤثر على نفسية الطفل سلبياً، إذ يقول لنفسه لماذا أبي وأمي لم يفعلان معي كذلك، أو لماذا لا أعيش مع أبي وأمي في منزل واحد مثل زميلي هذا، الأمر الذي يقلل من ثقته بنفسه.
  • يكون الطلاق وسيلة لانحراف الطفل وتعرفه على أصدقاء السوء ، وذلك بسبب غياب الرقابة عليه من قبل الأم أو الأب، ومن مظاهر الانحراف تعاطي المخدرات.
  • يصبح الطفل بعد الطلاق أكثر عنفاً وعدوانية، خاصة عند عدم شعوره بالاحتواء والحب من قبل الأب والأم، حيث تظهر مظاهر العنف في تعديه على زميله بالضرب داخل ساحة المدرسة أو الفصل الدراسي.
  • يشعر الطفل بعد الطلاق بالخوف، الأمر الذي يؤثر على مستواه الدراسي وعلى ثقته بنفسه، هذا الشعور ناتج عن شعوره بالحرمان من رؤية الأب والأم معاً.

كيفية إخبار الأطفال بالطلاق

يتأثر الطفل بطريقة إخباره بخبر الطلاق، وسوف نقدم لكم أفضل طرق إخبار الطفل بخبر الطلاق، وهذه الطرق تشمل ما يلي:

  • يجب أن تكون مستعد للإجابة على تساؤلات الطفل، ومن أهمها كيف حدث ذلك، ولماذا حدث، وللحفاظ على نفسية الطفل يجب أن تضم الإجابة كلمات تعبر عن احترام الأم للأب، واحترام الأب للأم، فالطفل ليس جزء أو شريكاً في الخلافات الزوجية، كما يجب أن تتذكر دائماً أن الطفل هو حلقة الوصل بينكم بعد الانفصال وإعلان الطلاق.
  • لا تخبر طفلك بالطلاق فجأة، إذ ينصح بالتمهيد له لكي تحميه من الصدمات النفسية .
  • أستشير طبيب نفسي متخصص لكي يساعدك على توصيل خبر الانفصال والطلاق إلى الأطفال بطريقة تقلل من تأثير سماع الخبر عليهم.
  • يجب احتواء الطفل أثناء سماعه خبر الانفصال، إذ نقوم باحتضانه عند البكاء.
  • أعطي لطفلك أسباب للطلاق تمنحه شعور بأنه الطلاق هو الحل الأمثل دون التحدث بطريقة سلبية عن الطرف الآخر.
  • أسمع طفلك جيداً، وأهتم بمشاعره التي تقودك إلى الطريقة المثلى للتعامل معه بعد الطلاق، بمعنى أخر إذا لاحظت شعوره بالبكاء الشديد والانعزال فإن هذا مؤشر إلى تأثير الطلاق عليه الذي يظهر في صورة الانطواء والانعزال عن المجتمع، وإذا ظهر عليه ملامح الخوف، فإن ذلك يرجع إلى فقدان الأمان، فالأب والأم هم مصدر أمان الطفل، وغياب أحدهما عنه يشعره بالخوف وعدم الاستقرار.

بجب على الزوجين بعد الطلاق وضع تربية الطفل في أول أولوياتهم، لذا قدمانا لكم مقال عن تربية الأطفال بعد الطلاق لكي تتعرفوا على تأثير الطلاق على الحالة النفسية للطفل، وعلى طرق التربية الصحيحة السوية للأطفال بعد الطلاق.