السب و الشتم من السلوكيات الخاطئة السلبية الموجودة لدى العديد من الأطفال الصغار خاصة في سن المدرسة ، فيجب على الأب و الأم مساعدة الطفل على الإقلاع و الابتعاد عنها ليكون إنسان مهذب ، مع عدم تجاهل هذه المشكلة الكبرى التي تستمر مع الطفل طول حياته إذا لم يتخلى عنها في سنه الصغير ، الأمر الذي يكون له انعكاس سلبي عليه في المستقبل ، لذلك نسعى اليوم عبر أنا مامي على التعرف من الخبراء على طرق التخلص من السب والشتم عند الاطفال ، فتابعونا.
يقول الخبراء ، أن السب و الشتيمة مشكلة منتشرة عند العديد من الأطفال الصغار ، للتخلص منها تكون المسئولية الأولى على عائق الأب و الأم اللذان يجب الاتفاق معاً على خطة تدريبية لابتعاد الطفل عنها ، مع الوضع في الاعتبار أن الأطفال من الصعب تجنبها على مرة واحدة ، لكن على مراحل فيحتاج الأمر إلى الصبر لإنشاء طفل سوي سلوكياً ينال احترام و تقدير المحيطين به و مجتمعه.
أول ما يجب فعله لإبعاد الطفل عن السب و الشتيمة تهيئة له الجو المناسب من خلال منعه من الجلوس مع أشخاص يتلفظون بالسب و الشتم ، سواء كانوا زملاء في المدرسة أو أقارب .
إذا كان الأب أو الأم يتلفظون بالسب أو الشتم يجب أولاً أن يقلعوا عنها لأنهما قدوة لطفلهم فكيف نقول للطفل أن السب و الشتم سلوكيات خاطئة و نحن نفعل ذلك ، هنا يكون الطفل قد اكتسبها من المنزل ، هذا أكبر مصادر السب و الشتم التي يكون من صعب منع الطفل عنها قبل إبعاد الأب أو الأم عنها ، أو على الأقل تجنب التلفظ بها أمام الطفل.
إبعاد الطفل عن مشاهدة الأفلام أو المسلسلات أو الأغاني التي تحمل ألفاظ قبيحة مع تعرضه لأعمال فنية تهدف لتهذيب الخلق مثل الأفلام القديمة بالأبيض و الأسود .
مساعدة الطفل على تحديد قدوة له تكون ناجحة و مهذبة تتسم بمعايير المثل الأعلى الجيد مما يكون دافع للطفل للاقتداء به .
ابني يشتم ما الحل
يقدم الخبراء مجموعة من النصائح الهامة للأم لمساعدتها على منع طفلها من الشتيمة و كيفية التعامل مع تلك المشكلة التي تهدد تربية الأطفال بشكل صحيح.
في البداية يجب أن تفهم الأم أن الطفل محاط بالعديد من العوامل الأخرى المحيطة به التي تؤثر عليه بما يتعارض مع تربية الأسرة مثل الأفلام ، الموسيقى ، الأحاديث التي تدور في أتوبيس المدرسة أو وسائل المواصلات ، الزملاء في المدرسة ، أطفال الجيران ، الأمر الذي يستوجب التحدث مع الطفل عن مخاطر هذه الصفة التي لا تتفق مع سلوكيات الطفل المهذب .
احترام الطفل و عدم التلفظ إليه بألفاظ غير لائقة حين يخطئ أو حين الشعور بالعصبية ، يجب على الأهل ضبط النفس أمام الطفل حتى لا يفعل ذلك ، مع عدم تجريحه بالكلمات السيئة التي تسبب رد فعل غير مرغوب فيه معاكس ، فأنه يؤثر سلبياً في تكوين شخصيته.
وضع قواعد لمنع الشتيمة أو غيرها من السلوكيات السلبية بهدف تربية طفل مهذب ، مثل خصم مصروف يوم أو عقاب أخر نتيجة الألفاظ السيئة التي ينطق بها مع أحد أفراد الأسرة أو خارجها .
يجب أن يكون الأب و الأم قدوة حسنة لا يتلفظون بألفاظ غير لائقة مما يمنع الطفل عنها ، كما أنه حين يسمعها من خارج المنزل يرفضها و ينفر منها.
تعليم الطفل بعض الكلمات الطيبة المهذبة مثل شكراً ، من فضلك ، لو سمحت ، لوضع أساسيات التربية السليمة للطفل ، الأمر الذي يجعله يعتاد عليها.
إبعاد الطفل على أصدقاء السوء مع مساعدته على اختيار أصدقاء مهذبون ، فالأصدقاء يؤثرون في بعضهم البعض.
ومن ناحية أخرى ، يجب مكافأة الطفل حين يمتنع عن السب أو الشتيمة أو الألفاظ غير اللائقة مما يدعمه و يشجعه على الاستمرار في ذلك.
خطوات هامة لمنع الطفل عن السب و الشتم
التحدث مع الطفل عن الدوافع التي تجعله يسب بألفاظ قبيحة غير مهذبة مع مناقشته حول المصادر التي تعلم منها مما يساعد على إبعاد المصادر و تعديل الدوافع لمنع الطفل عن السب و الشتم.
التحدث مع الطفل عن مخاطر السب على المدى القريب أو المدى البعيد ، فأنها تجعل من يحيط به لا يحترمه ، فيصنف على أنه غير مهذب .
التحدث مع الطفل على أنه مرآة لدينه أولاً و أسرته ثانياً فيجب تعديل سلوكه لكي يكون مرآة تعكس صورة و انطباع جيد.
يجب توصيل للطفل حين يتم سماع تلك الألفاظ منه مشاعر النفور و الاستياء مع عدم الرضا ، فيحذر من تعبيرات الاسترضاء و التشجيع مثل الضحك أو الابتسامة.
محاولة تقريب الطفل من الله عز وجل من خلال المواظبة على الصلاة و الصوم و قضاء الفروض في مواعيدها ، مما يساعد على تربية الطفل تربية دينية ، فالله عز وجل قادر بكلماته الشريفة العظيمة التي تتضمنها القرآن الكريم على تغير قلب الطفل لتحول لإنسان أخر يعكس صورة دينه.
تعويد الطفل على قراءة بعض الصور الدينية حين يشعر بالرغبة في السب أو الشتم ، فكلمات الله يطرد أفكار الشيطان التي تدفعه للكلمات القبيحة الغير محبوب فيها.
عقاب السبب و الشتيمة للأطفال الصغار
لا ينصح الخبراء باستخدام أسلوب العقاب كخطوة أولى لمنع الطفل من السب و الشتيمة.
فيجب أن يكون الحل و الخيار الأخير مع فشل المحاولات لمنعه.
يحذر من أساليب العقاب المبنية على الضرب لأنه أسلوب يمنح نتيجة عكسية ، كما أن ضرب الطفل بشكل مستمر يجعل الطفل يعتاد على أسلوب الضرب ، أيضاً أنه يبني أنسان غير سوي من الناحية النفسية.
أما عن أسلوب العقاب المناسب مخاصمة الطفل و مقاطعته ، أو عدم التحدث معه بعض الأيام حتى يشعر بالخطأ الذي أرتكبه حين سب و تلفظ بألفاظ قبيحة.
أو حرمان الطفل من مشاهدة التلفاز ، أو التمرير على الهاتف ، أو حرمانه من لعبة يحبها.
أيضاً يمكنه حرمانه من النزهة في العطلة الأسبوعية مقابل تزويد عدد ساعات المذاكرة.
يقترح الخبراء طريقة عقاب أخرى تتضمن دفع الطفل غرامة من خلال خصم جزء من مصروفه بشكل يومي توازي أحد مستلزمات المنزل ليقوم بشرائها من المصروف الذي يتم خضمه ، لكن هذا الخيار يكون الأخير مع فشل جميع المحاولات و كافة طرق العقاب الأخرى لأن هذه العقاب شديد على الطفل.
أسباب لجوء الطفل إلى السب و الشتيمة
يقول الخبراء أن الطفل يلجأ للألفاظ القبيحة و السب و الشتيمة بهدف التعبير عن مشاعر داخلية لديه .
كالتعبير عن العصبية و الغضب ، التعبير عن الضيق.
البعض يستخدم السب و الشتيمة للتعبير عن حالة المرح أو كنوع من الفكاهة بهدف تركيز انتباه الآخرين له.
البعض يرى أن السب قوة و نعمة ، مما يجعلهم يشعرون بارتياح نفسي مع التلفظ بها.
البعض يرى أن السب و الشتيمة أمر طبيعي ، فيكون السبب تعلمه لهذه الألفاظ من الأب أو الأم أو شخص عزيز أو قدوة، هذه تكون أخطر مسببات السب و الشتيمة.
بصرف النظر عن السبب ، فأن في جميع الأحوال يكون السب و الشتيمة سلوك خاطئ لا يكون له عذرا و يستوجب تعديله لدى الطفل.
بعد توضيح طرق التخلص من السب والشتم عند الاطفال، نؤكد على الأم و الأب أن تربية الطفل مسئولة مشتركة بينكما ، بهذا يكون قد انتهى مقال اليوم ، لكننا تفتح مجال للنقاش عبر التعليقات بعد الرجوع إلى الخبراء لمساعدة الأهل على تهذيب الأطفال الذكور و الإناث ، وشكراً للمتابعة.