يختلف مفهوم الرضاعة المستحدثة عن الرضاعة الطبيعية ، إذ ترتبط الرضاعة المستحدثة بتحدي كبير من قبل الأم من أجل إفراز حليب الثدي ، وذلك على عكس الرضاعة الطبيعية التي تحدث بشكل سهل بعد الولادة بمجرد محاولة إرضاع الطفل ، ومن هنا نوضح المزيد من المعلومات التفصيلية عبر موقع أنا مامي.
الرضاعة المستحدثة تعتبر من نوع من الرضاعة التحفيزية في إدرار حليب الثدي ، حيث تستعين بها المرأة لتغذية الطفل في حالة عدم تهدئة الجسم من تلقاء ذاته للرضاعة ، الأمر الذي يساعد على تلبية الاحتياجات الغذائية للطفل ، حيث تستعين بها المرأة في بعض الحالات مثل التبني.
ويفسر الأطباء ذلك بأن الرضاعة الطبيعية تعتمد على إفراز بعض الهرمونات الطبيعية في الجسم بفعل التغير الهرموني فترة الحمل وبعد الولادة ، حيث يحضر الجسم نفسه بنفسه حتى تصبح الأم جاهزة لإرضاع الطفل مباشرة بعد خروجه للعالم الخارجي.
وذلك على العكس ما يحدث في الرضاعة المستحدثة حيث أن جسم المرأة لا يمر بمرحلة الحمل ، وبالتالي لا تكون القنوات الحليبية جاهزة من أجل إنتاج حليب الثدي ، وعليه تحاول المرأة استعمال بعض الحيل التي تساعدها على تغذية الطفل طبيعياً لتعزيز التطور والنمو السليم له.
الرضاعة الطبيعية بدون حمل (الرضاعة المستحدثة) تعتبر تحدي حيث يحتاج من المرأة الصبر حتى تستطيع إفراز حليب الثدي ، وذلك لأن إدرار حليب الثدي يعتمد على تفاعلات هرمونية تحدث أثناء الحمل وبالأخص في الشهور الثلاثة الأخيرة ما بين هرمون البروجسترون وهرمون الاستروجين وهرمون الحمل.
حيث أن بعد الولادة ينخفض تلك الهرمونات مما يحفز الجسم لارتفاع هرمون البرولاكتين المسئول عن إدرار حليب الثدي ، ولهذا السبب تعتبر مسئولية تحفيز الثدي بدون حمل أمر صعب .
لنجاح الرضاعة المستحدثة من الضروري عمل تفاعل هرموني مماثل لما يحدث أثناء الحمل ، وهو ما يتطلب من المرأة التحضير لذلك قبل عدة أشهر من إرضاع الطفل ، وذلك يكون من خلال العلاجات الهرمونية المختلطة بين هرموني الاستروجين والبروجسترون التي من شأنها إحداث تغييرات متشابه لما يحدث في الحمل يرتب عليه إدرار حليب من الثدي.
من الطرق المساعدة على تحفيز الرضاعة المستحدثة اللجوء إلى مضخة الثدي الكهربائية التي تساعد على زيادة إفراز هرمون البرولاكتين ، وذلك لمدة 5 دقائق بمعدل 3 مرات يومياً ، بحيث يتم تزيد الفترة الزمنية بالتدريج إلى أن تحدث مرة كل ساعتين إلى ثلاثة ساعات ، ومع الوقت تزيد مستويات ذلك الهرمون مما يحفز على إنتاج حليب الثدي ، ومن الضروري خلال فترة الرضاعة المستحدثة أن يتم المتابعة مع الطبيب المختص.
التبني هو أشهر صور الرضاعة المستحدثة حيث تسعي فيه الأم إلى تلبية احتياجات الطفل من التغذية من خلال إحداث بعض التحفيزية للقنوات الحليبية من أجل إنتاج اللبن ، ومن هنا نوضح الطرق المساعدة على ذلك:
تحفيز حلمات الثدي
أن تحفيز حلمات الثدي بانتظام ولعدة أسابيع يساعد على تعزيز القنوات الحليبية لإنتاج الحليب ، وعلى الرغم من فعالية تلك الطريقة إلا أنها قد لا تنجح من بعض النساء .
محاولة إرضاع الطفل
أن محاولة إرضاع الطفل ووضع فمه على حلمة الثدي له دور في تحفيز الثدي على إفراز الحليب ، ولكن تعتبر تلك الطريقة تحدي كبير .
العلاج الهرموني
تعتبر هي الطريقة الأمثل والأكثر فعالية للمساعدة على تحفيز الثدي لإنتاج الحليب ، حيث يتم الحصول على الاستشارة الطبية لوصف العلاج الذي يعمل على إدرار الحليب لدعم الرضاعة.
في حالة فشل المحاولات السابق ذكرها وحتى مع العلاجات الطبية تحت الإشراف الطبي فأن يعد البديل الفعال لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للطفل الرضيع للنمو هو التفكير في الاستعانة بالرضاعة الصناعية ، ولكن يجب مراجعة الطبيب لوصف نوع حليب الأطفال الصناعي الأنسب لحالة الطفل وعمره ووزنه.
على الرغم من أن الرضاعة من حليب الثدي هو الغذاء الأكثر فائدة للأطفال الرضع إلا أن في حالة انخفاض في حليب الثدي أو عدم إفراز الثدي للحليب فأن من الضرورة الاستعانة بحليب الأطفال الصناعي ، حيث أنه يلبي احتياجات الطفل من المعادن والفيتامينات لمساعدته على التطور والنمو.
نسبة نجاح الرضاعة المستحدثة
نسبة نجاح الرضاعة المستحدثة 50% وذلك لأنها تمثل تحدي كبير بين الأمهات لإفراز حليب الثدي بدون حمل ، ولكن استعمال الأدوية الطبية الهرمونية لإفراز حليب الثدي يزيد من نسبة نجاح المقدرة على إرضاع الطفل.
في حالة فشل الرضاعة المستحدثة أو ضعف إدرار الحليب يمكن اللجوء للرضاعة الصناعية التي تساعد على تلبية احتياجات الطفل للنمو ، على أن يتم إدخال الأطعمة الصلبة جنب إلى جنب مع الرضاعة الصناعية بعد بلوغ الطفل من العمر 6 أشهر مع مراعاة أختيار الأطعمة الصحية لدعم صحة ونمو الطفل.
