يحتوي حليب الرضاعة الطبيعية على العديد من المعادن والفيتامينات والأجسام المضادة التي تساهم في دعم صحة الطفل ، كما أن الدسم (الدهون) أحد المكونات الضرورية والصحية في حليب الأم وذلك بالرغم من أنه يشكل نسبة منخفضة من عناصر الحليب ، وسوف نوضح عبر موقع أنا مامي فوائد دسم ودهون حليب الأم على المواليد الرضع، فتابعونا.
أن حليب الأم دسم يعتبر من سمات الحليب الناضخ وله دور في تعزيز صحة الطفل ، حيث أن سماكة الحليب تتغير مع إرضاع الطفل وتصبح أكثر كثافة ودسماً مع نهاية الوجبة ، وذلك لأن تركيبة الدهون في الحليب تزيد بالتدريج مع الرضاعة بفعل آليات الحليب المتحركة عبر الثدي.
ولهذا من الضروري أن يحصل الطفل على كمية الحليب الكاملة في ثدي واحد قبل أن يتغذى من الثدي الثاني لضمان حصوله على الطبقة الدسمة في الحليب مما يساهم في تعزيز صحة المولود ، وذلك لأن محتوى الدهون في الحليب يزيد كلما استمر الطفل من الرضاعة من نفس الثدي.
تظهر فوائد الدهون في حليب الرضاعة الطبيعية على الطفل ، وذلك لأن لاحتوائه على حوالي 3-5% من الدهون الصحية التي توافر مصدر غني بالأحماض الدهنية الأساسية لنمو وتطور الطفل ، كما تلعب دوراًَ هاماً في شعور الطفل بالشبع والامتلاء لفترة أطول كما تعمل على زيادة وزن الرضيع.
يحتوي حليب الثدي على 11 جرام من الدهون لكل كوب من الحليب ، والتي تشكل حوالي 3-5 % من جميع العناصر الغذائية الموجودة في الحليب ، وذلك من شأنه تعزيز تطور الطفل جسدياً وعقلياً وذهنياً وحواسياً.
ولهذا الأمر يوصى الأمهات المرضعات بالحرص على حصة الدهون في الحليب مما يصب في صالح صحة الطفل وضمان التغذية السليمة له.
تغير تركيبة دسم حليب الثدي
تتغير تركيبة دسم حليب الثدي باستمرار تبعاً لألية كمية الحليب في الثدي ، حيث تتغير الدهون الموجودة في الحليب على مدار اليوم باستمرار ، ولقد أوضحت الدراسات أن مستويات الدهون في الحليب تكون أعلى خلال أول ستة أشهر من ولادة الطفل على وجه التحديد.
وذلك لأن مع تقدم عمر الطفل يقل محتوي الدهون في حليب الثدي تبعاً لكمية الحليب في الثدي وتفريغه ، حيث كلما كانت كمية الحليب أكبر كلما زادت الدهون في الحليب ، والعكس صحيح.
ونظراً لأن بعد الولادة يحتاج الطفل في الأسابيع الأولى إلى الرضاعة كل ساعة لذلك ترتفع مستويات الدهون في الحليب مقارنة بالمراحل المتقدمة من عمر الطفل المرتبطة بقلة كمية الحليب تبعاً للاحتياجات الغذائية للطفل أو دخوله في مرحلة الأطعمة الصلبة.
هناك تخوف من قلة مستويات الدهون في حليب الرضاعة الطبيعية الأمر الذي يؤثر بالسلب على تغذية الطفل والتطور السليم له ، ولهذا نوضح العلامات الدالة على ذلك:
لا يكسب الطفل الوزن
تلعب الدهون في حليب الثدي دوراً هاماً في زيادة وزن الطفل الرضيع وتعزيز التطور السليم له ، حيث أن في حالة انخفاض مستويات الدهون لا يكتسب الوزن حسب المعدل المتوقع ، وذلك يمكن التحقق منه مع وضع الطفل على الميزان لمراقبة عدد الكيلو جرامات المتكسبة ومقارنة وزن الطفل بعمره.
من الطبيعي أن يفقد المواليد الوزن في الأسبوع الأول بعد الولادة بحيث مع الرضاعة المنتظمة يبدأ في اكتساب الوزن ، ولكن في حالة أن لا يكتسب الوزن علامة على انخفاض مستويات الدهون في الحليب وعدم حصوله على التغذية السليمة له مما يتطلب الحصول على الاستشارة الطبية.
شعور الطفل بالبرودة
أن الشعور بالبرودة هو علامة على انخفاض حرارة الجسم ، حيث أن في حالة شعور الطفل بالبرودة بسهولة رغم تناسب الملابس مع الجو فأن ذلك علامة على انخفاض مستويات الدهون في الحليب التي تعتبر مشكلة تؤدي إلى فقدان الحرارة من الجسم بسرعة . ولذلك لأن مستويات الدهون في حليب الأم له دور في تنظيم درجة حرارة الطفل .
تلعب الحمية الغذائية للأمهات المرضعات دوراً في التحكم في مستويات القيمة الغذائية في الحليب ، ولهذا نوضح بعض الطرق السهلة لزيادة مستويات الدسم في الحليب لدعم صحة الطفل.
الإكثار من تناول البروتين
البروتين من المصادر الصحية للأم المرضعة كما يشكل جزءاً من مكونات حليب الثدي وله دور في زيادة إنتاجية لبن الرضاعة الطبيعية لتلبية احتياجات الطفل ، فضلاً عن دوره الأساسي في تزويد مستويات الدسم في حليب الثدي ولهذا ينصح بالتوازن بين منتجات البروتين النباتي والحيواني كالبيض والأسماك والمكسرات ومنتجات الألبان ، كذلك الدجاج واللحوم خالية الدهون.
لقد وجدت الأبحاث الطبية بالمقارنة بين تغذية الأمهات المرضعات أن استهلاك المزيد من البروتين يزيد من كمية الدهون في الحليب مقارنة بانخفاض البروتين في الحمية الغذائية.
تناول الدهون الصحية
ينصح بإدخال الدهون الصحية في النظام الغذائي فترة الرضاعة الطبيعية مثل المكسرات والسلمون والبذور والبيض ومنتجات الألبان ، مع مراعاة التركيز على زيادة الدهون الغير مشبعة مقابل الحد من الدهون المشبعة والدهون المتحولة ، وذلك يساهم في رفع مستويات الدهون في الحليب.
على الرغم من توافر محتويات الدهون في الحليب إلا أن يمكن أن يحصل الطفل على الرضعة بدون أن يحصل على الحصة الكافية له من مستويات الدسم في حليب الثدي ، ولهذا نوضح نصائح في الرضاعة الطبيعية لضمان إمداد الطفل بالدسم الموجودة في الحليب:
تصفية الثدي من الحليب
يفرز حليب الثدي من داخل الحويصلات الهوائية حيث أنها مجموعة من الخلايا الموجودة داخل الثدي كما أن بمجرد إنتاج الحليب يتم عصره وتصفيته من تلك الحويصلات في قنوات الحليب.
ومن أجل حصول الطفل الرضيع على الدهون الموجودة في الحليب ينبغي تصريف وتصفية الطفل الحليب الموجود في الثدي الواحد أثناء كل رضعة ، وذلك لأن في بادي الأمر ينزل الحليب الأمامي الرقيق المائي ويصاحب ذلك في نهاية الوجبة الحليب الخلفي الدسم والأكثر كثافة ، حيث يقوم بدوره في نمو الطفل بالشكل السليم.
ولهذا ينصح بالانتظار إلى انتهاء الطفل من تفريغ محتويات أحد الثديين للحصول على مستويات الدهون في الحليب ، وإذا كان يشعر بالجوع يتم الانتقال إلى الرضاعة من الثدي الأخر.
استعمال مضخة الثدي
تساعد استعمال مضخة الثدي على سحب الحليب من الثدي لإرضاع به الطفل في الزجاجة كما يمكن تخزينه في الثلاجة أو المجمد بحيث يتم الاستعانة به عند الحاجة وحسب احتياجات الطفل.
حيث يوصى الأطباء بالاستعانة بها في حالة تصريف ثدي واحد دون إرضاع الطفل من الثدي الثاني وذلك يساعد في ضمان استمرارية إدرار حليب الثدي والوقاية من انسداد قنوات الحليب .
كما أن ذلك الحليب يحتوي على جرعة كافية من الدهون المهمة لتغذية الطفل وذلك لأن يرتبط الثدي الفارغ من الحليب بتصنيع كمية من الحليب الأكثر دسماً ودهناً.
إرضاع الطفل بانتظام
أشارت دراسة طبية أن الرضاعة المنتظمة للطفل كل ساعة إلى ثلاثة ساعات من حليب الثدي تساعد على زيادة محتويات الدهون في الحليب ، وذلك لأن كلما كانت الوجبات متكررة ومنتظمة كلما زادت نسبة الدهون والعكس صحيح ، ولهذا الأمر دخول الطفل مرحلة الأطعمة الصلبة يقلل من مستويات الدهون في الحليب بفعل قلة جرعة الرضاعة الطبيعية اليومية مما يتطلب تزويد منتجات الدهون الصحية في تغذية الطفل.
