أشارت الأبحاث الطبية أن 1% -3% من الأطفال يعانوا من الوسواس القهري وغالباً يحدث عند الأطفال المصابون بمشاكل سلوكية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو اضطرابات الأكل أو اضطراب ثنائي القطب ، إذ أنه مرض ناتج عن اضطرابات القلق الغير مبررة والغير منطقية ، وسوف نوضح عبر موقع أنا مامي المزيد من المعلومات التفصيلية ، فتابعونا.
الوسواس القهري عند الأطفال أحد الأمراض النفسية الناتجة عن أفكار وهواجس غير مبررة تتولد في الذهن ، حيث تدفع إل تكرر أفعال وتصرفات مقابل تجنب أفعال وتصرفات أخرى بشكل غير منطقي ، كما أن ذلك يتم بطريقة خارجة عن الإرادة كما من الصعب التخلص منها.
يعد من الأمراض النادرة التي تصيب الأطفال حيث أشارت الإحصائيات أن في الغالب يبدأ عند المراهقين ويصيب البالغين ، ولكن في جميع الأحوال على الشخص المريض المتابعة مع طبيب نفسي للمساعدة على العلاج وفقاً لنوع وشدة الوسواس القهري.
لم تتوصل الأبحاث إلى سبب واضح وراء الوسواس القهري عند الأطفال الصغار ولكن قد يكون العامل الوارثي والتاريخ العائلي للمرض دوراً كبيراً في ذلك ومن عوامل الخطورة .
من الأهمية السيطرة على المرض حتى لا يصل لمراحل متقدمة يصاحبها تصرفات وأفعال تتعل بالتوتر والقلق والهواجس الدائمة بشكل يوثر سلبياً على الحياة اليومية والاجتماعية ، الأمر الذي يجعله حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب أو التفكير الانتحاري.
يمكن أن يظهر الوسواس القهري عند الأطفال في أي عمر وبالأخص من بداية عمر 3 سنوات ودخول الحضانة إلى سن البلوغ ، وحسب الأبحاث حول أعمار الأطفال المصابون وجد أنه مرض أكثر شيوعاً من عمر 8-12 سنة ، وبين أخر سنوات المراهقة إلى بداية سن البلوغ.
أعراض تدل على الوسواس القهري للطفل
هناك أنواع متعددة من الوسواس القهري ومن بينهم وسواس النظافة وسواس التأكد وسواس الترتيب وسواس الأفكار ، حيث تختلف الأعراض المرتبطة بالمرض حسب نوع المرض ، كذلك حسب شدة المرض ومدى تطور الوسواس.
تتعدد أعراض الوسواس القهري عند الطفل مثل الخوف من الإصابة بالمرض حيث يظهر ذلك من خلال تجنب مصافحة الأشخاص أو ملامسة الأسطح أو تناول الوجبات السريعة.
يتعلق وسواس الترتيب بالتوتر المفرط من تغيير مواضع وأماكن الأشياء ، حيث يميل الطفل المصاب إلى النظام والتناسق كما يظهر تصرفات غريبة غير منطقية في حالة قيام شخص ما بتغير مكان أي شيء.
يرتبط المرض بتكرار بعض الممارسات والتصرفات مثل الهواجس الفكرية بإيذاء آخرين ، أو العودة للتأكد من غلق الباب والأجهزة ، كذلك تكرار غسل اليدين وعادة يصل ذلك إلى تقشير الجلد ، إضافة إلى العد المتكرر وبنمط معين.
ينبغي على الأمهات والآباء ملاحظة سلوك الطفل بحيث يتم عرضه على طبيب نفسي في حالة ظهور تصرفات متكررة وغير منطقية وتشير إلى ذلك المرض ، إذا يتم تشخيص المرض من خلال خضوع الطفل لبعض الاختبارات حيث يظهر الطفل المصاب تصرفات غير منطقية بشكل وسواسي قهري وبطريقة تؤثر على الحياة اليومية الروتينية .
نسبة الشفاء من الوسواس القهري للطفل
تختلف نسبة الشفاء من الوسواس القهري بين طفل وأخر ، حيث تستهدف خطة العلاج في بادي الأمر المساعدة على إدارة الأعراض وتفادي أن تؤثر على الحياة اليومية والحياة الاجتماعية، حيث تختلف طرق الاستجابة للعلاج وأحياناً يتم الشفاء منه وأحياناً يستمر لفترة طويلة أو مدى الحياة.
ولكن في جميع الأحوال يكون هدف الطبيب النفسي مساعدة الطفل المريض على إدارة الأعراض والتعايش مع المرض دون أن يعوق الحياة اليومية أو علاقاته الاجتماعية.
يوضح الأطباء أن تشخيص الوسواس القهري في المراحل المبكرة هو الأفضل لأن نسبة الشفاء أعلى والاستجابة العلاجية تكون بصورة أسرع ، وذلك بالمقارنة بتقدم مرحلة الوسواس وظهور المضاعفات المرتبطة به مثل الاكتئاب.
يمكن أن يتحول الوسواس القهري إلى مرض خطير إذا ترك بدون علاج ، وذلك لأن فرط التصرفات والأفكار الغير منطقية وبشكل متكرر يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وبالأخص بين الأطفال بحيث يرفضون الرغبة في الذهاب للمدرسة.
كما أن مع تطور المرض يعوق الحياة اليومية والحياة الاجتماعية ، وأيضاً يدفع إلى الاكتئاب والانتحار وإيذاء النفس وإدمان الكحوليات.
علاج الوسواس القهري عند الأطفال
يتم وضع الخطة العلاجية للوسواس القهري مع الطبيب النفسي بهدف إدارة الأعراض والقدرة على التعايش مع المرض وعودة السلوكيات إلى الإطار الطبيعي ، وسوف نوضح ذلك:
العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي هو أول وأفضل طرق علاج الوسواس القهري حيث يستهدف إلى إجراء تعديلات وتغييرات في طريقة تفكير وسلوكيات ومشاعر الطفل المريض ، ولقد أظهرت الأبحاث دور ذلك العلاج في القضاء على الأفكار القهرية.
يعتمد في العلاج على مساعدة الطفل المصاب على التخلي عن السلوكيات القهرية التي يقوم بها ، على سبيل المثال إذا كان يعاني من وسواس يجعله يتأكد عدة مرات من غلق باب الشقة ، فأن العلاج السلوكي المعرفي يساعده على مغادرة الشقة بدون يتأكد من غلق الباب.
أدوية الوسواس القهري
هناك بعض العلاجات الدوائية مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ، إذ أنها تلعب دوراً هاماً في المساعدة على علاج الوسواس القهري وإدارة الأعراض وتفادي المضاعفات بالأخص الاكتئاب والانتحار ، ويتم تحدد الجرعة ومدة قرص العلاج من قبل الطبيب المختص.
هناك بعض النصائح والإرشادات التي تساعد الطفل المصاب بالوسواس القهري على التعايش مع المرض والتحكم في الأعراض وتسريع العلاج ، وسوف نوضح ذلك:
المتابعة مع طبيب نفسي
ينصح المتابعة بانتظام مع دكتور نفسي حيث أنه يساعد على وصف طريقة العلاج المناسبة حسب نوع الوسواس وشدة الوسواس ، وهو ما يساهم في التحكم في المرض والتعايش منه دون أن يؤثر على الحياة الاجتماعية.
الدعم المعنوي الأسري
يحتاج الطفل المصاب بالوسواس القهري إلى الدعم المعنوي الأسري الأمر الذي يساعده على التقليل من مستويات التوتر والتعايش مع المرض ، وذلك يرتبط بأهمية خلق حوار مع الطفل ومحاولة فهم أسبابه ودوافعه لذلك ، ومن ثم مساعدته على التخلص من الفكر القهري الوسواسي الذي يتم بشكل مفرط خارج عن الإرادة.
تعديل أسلوب التغذية
أظهرت الأبحاث الطبية أن الحمية الغذائية تساهم في علاج الوسواس القهري وذلك يستهدف الحد من استهلاك المأكولات المحفزة لمستويات القلق والتوتر والتقلبات المزاجية مثل منتجات الكافيين ، ولهذا يوصى أن يتبع الطفل المصاب نظام غذائي صحي يحسن الحالة النفسية ويتحكم في مشاعر القلق مثل منتجات الحليب والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبيض والبروتين الحيواني والأسماك ، وذلك بالتوازي مع إعطائه شاي أعشاب.
ممارسة التمارين الرياضية
تساهم التمارين الرياضية في تحسين الحالة النفسية والتحكم في مشاعر القلق والتوتر ، وهو ما يساعد على الحد من المواقف المتكررة المتعلقة بالطقس القهري ، حيث أظهرت الأبحاث أن تمارين الاسترخاء والتنفس والتأمل هي أفضل التمرينات المعالجة.
التواصل مع المجتمع
ينصح بمساعدة الطفل على التواصل مع المجتمع وبناء علاقات صداقة مع الزملاء وأطفال العائلة ، وذلك بجانب توطيد علاقته مع المعلمين في المدرسة ، وذلك بهدف عدم جعل الفكر القهري يتعارض مع الحياة الاجتماعية ويؤدي للعزلة والاكتئاب.