عندما يجوع الجنين تشعر الأم الحامل بالرغبة في تناول الطعام ، لأن المخ يرسل إليها إشارات تجعلها تشعر بالجوع والاشتهاء إلى الأكل.
لذلك ، يجب أن تلبي الأم الحامل احتياجاتها عند الشعور بالجوع بأن تتناول الأطعمة الصحية التي توازن بين الشعور بالشبع لدعم الجنين مع عدم حدوث سمنة.
رصدت دراسة علمية أنماط حركة الأجنة عند شعورهم بالجوع بواسطة عينة من الأمهات الحوامل تم ملاحظة عبر فحص الموجات الفوق الصوتية زيادة في حركة الجنين عند شعوره بالجوع ، كما أن في نفس الوقت تشعر الأم الحامل بالرغبة في تناول الأطعمة .
بينما بحالة عدم تلبية احتياجات الجنين من الجوع باللجوء إلى الامتناع عن الأكل ، يحدث نتائج عكسية تدفع الجنين إلى التوقف عن الحركة ، بهدف أن يحتفظ بكمية الطاقة لديه.
ومع استمرارية عدم تلبية احتياجات الجنين من الغذاء يحدث مضاعفات خطيرة مثل الإجهاض أو الولادة المبكرة أو فقدان الوزن عند الولادة ، إضافة إلى قصور في وظائف الكبد للأم الحامل بسب حرق الدهون المختزنة بالكبد من قبل الجنين كرد فعل على احتياجه للطعام.
توصل الباحثين لوجود علاقة بين حركة الجنين بعدة عوامل مثل مستويات السكر ومستويات الطاقة ، إلى جانب مخزون الفيتامينات والمعادن التي يحصل عليها من الأم .
تأثير مشاعر الجوع على الجنين
يجوع الجنين داخل رحم الأم ويحصل على جميع المغذيات منها ، وهو السبب الرئيسي في شعور الأم الحامل بالجوع الشديد المستمر خاصة في الثلث الثاني للحمل إلى موعد الولادة.
حين يشعر الجنين بالجوع داخل رحم الأم يرسل المخ لها إشارات تخبرها بالجوع ، وفي نفس الوقت تتولي المشيمة توصيل له الغذاء الذي يلبي احتياجاته من الطعام من المخزون بجسم الأم ، لذلك يكون من الأهمية أن تلبي الأم الحامل احتياجاتها من الغذاء حين تشعر بالجوع.
أن شعور الجنين بالجوع يؤثر على صحة الأم الحامل أكثر من تأثيره عليه ، لأنه يمتص المغذيات من جسمها لتعويض احتياجاته ، بالتالي سوء التغذية للأم الحامل يعرضها للأنيميا أو فقر الدم أو هشاشة العظام أو غيرها من المشاكل الصحية.
فيجب أن تحرص على تناول المغذيات التي تكفي لشخصين لها والجنين مع مراعاة أن احتياجات الجنين من الأكل تزيد من الثلث الثاني إلى موعد الولادة ، وتكون قليلة في الثلاثة أشهر الأوائل من الحمل.
تشعر النساء الحوامل بزيادة في حركة الجنين عند تناول السكريات أو الحلويات ، حيث تؤكد الدراسات العلمية أن السبب في ذلك أن ارتفاع مستويات السكريات التي من شأنها أن ترفع مستويات الطاقة ، مما يدفعه إلى الحركة والركلات والرفرفة.
نظراً لوجود علاقة بين نشاط الجنين وارتفاع معدل السكريات ، ينصح خبراء طب النساء الأمهات الحوامل التي تشعر بانخفاض مفاجئ في حركة الجنين بتناول وجبة بسيطة من الحلويات ، ثم تراقب حركة الجنين بحيث يكون نشاطه دليل على تمتعه بصحة جيدة بينما توقف الحركة يدل على وجود مشكلة ما تستدعي مراجعة أخصائي طب النساء.
ومن ناحية أخرى ، تشتهي الكثيرات من النساء الحوامل إلى تناول السكريات لكن ينصح أن تكون بمستويات متوازنة ومعتدلة لأنها تحتوي على سعرات حرارية مرتقعة تؤدي إلى الإصابة السمنة ، كما أن الإفراط في تناول الحلويات يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر بالدم ، بالتالي تتعرض الأم الحامل لخطر الإصابة بسكري الحمل مع إنجاب طفل بوزن سمين.
كيف يتغذى الجنين داخل الرحم
أن النمو الطبيعي للجنين يرتبط بحصوله على الفيتامينات والمعادن الصحية التي تصل إليه من الأم بواسطة المشيمة والحبل السري ، بالتالي يجب على الأم الحامل العناية الجيدة بنظامها الغذائي واختيار الأصناف التي تعود بالنفع عليها وعلى صحة الجنين .
أن سوء التغذية أو قلة الأكل للحامل مرتبط بتدني حالتها الصحية وقصور في نمو الجنين ، كما يمكن أن يعرضها في الثلث الأول إلى الإجهاض أو الثلث الأخير للولادة المبكرة.
يقول أطباء التغذية أن الأم الحامل عليها الابتعاد أو التقليل من تناول الأطعمة الحارة أو الغنية بالتوابل أو المالحة لأنها تستغرق وقت طويل في عملية الهضم ، بحيث أظهرت الدراسات العلمية أن تلك الآكلات تسبب للجنين داخل الرحم مشاعر عدم الارتياح والمغص لحين اكتمال عملية الهضم ، فمثلما تشعر الأم الحامل بعد تلك الوجبة الغذائية بالحموضة أو المغص يتألم الجنين أيضاً.
حين يحدث الجوع يتم صدور أصوات قرقعة من البطن ، حيث أظهرت الدراسات العلمية أن تلك الأصوات تؤثر سلبياً على الجنين ، لأنها تحدث موجات بالسائل المحيط بالجنين ، مما يسبب للطفل النامي مشاعر الانزعاج وعدم الارتياح ، بالتالي ينصح النساء الحوامل بتناول الأكل قبل الدخول في مشاعر الجوع منعاً من حدوث تلك المشكلة.
أظهرت دراسة عملية أن كثرة كمية الطعام في الوجبة الغذائية الواحدة تؤثر سلبياً على الجنين وحركته لأنها تؤدي إلى تقليل المساحة المحيطة به ، لذلك ينصح الأمهات الحوامل بتناول وجبة غذائية خفيفة وسهلة الهضم ويفضل تقسيم الوجبات الغذائية اليومية إلى 6 أو 7 وجبات صغيرة الكمية.
تقسيم الوجبات الغذائية إلى 6 وجبات صغيرة الكمية بدلاً من 3 وجبات كبيرة الكمية ، على أن يتم توزيع الوجبة الواحدة إلى وجبتين لتسهيل عملية الهضم وتجنب المغص أو الحموضة المعوية.
اختيار الأصناف الغذائية الصحية للجنين التي تحتوي على المعادن والفيتامينات مقابل الابتعاد عن الفقيرة القيمة الغذائية كالدهون أو السكريات.
عدم نسيان وجبة الفطور والعناية بأن تحتوي على الأكلات الصحية التي تمد الجسم بالطاقة والنشاط لمنح القدرة على أداء المهام اليومية.
التقليل من تناول الحلويات والسكريات لأنها ترتفع نسبة السكر بالدم ، بالتالي تزيد من عامل الخطورة للإصابة بسكري الحمل.
التقليل من تناول الموالح أو التوابل لأنها من عوامل الخطورة للتعرض لمرض الضغط المرتفع أثناء الحمل.
مراعاة عدد السعرات الحرارية في الأطعمة لضمان أن يكون في المعدل اليومي لاحتياج الأم الحامل والجنين ، لأن الإفراط في كمية السعرات الحرارية يؤدي إلى السمنة.
الإكثار من شرب المياه والسوائل لترطيب الجسم وللوقاية من الجفاف الذي يشكل خطورة على الأم الحامل والجنين.
تجنب تناول الوجبة الغذائية قبل النوم مباشرة لمنع تراكم الأحماض بالمعدة ، ومن ثم الإصابة بالحموضة المعوية وعدم الارتياح بحركة الأمعاء.
التقليل بقدر المستطاع من مادة الكافيين لأضرار الإفراط منها على صحة الجنين التي توجد في القهوة والمشروبات الغازية والشيكولاته ، حيث أظهرت الدراسات العلمية آثارها الجانبية لأنها تؤثر على الجهاز العصبي للجنين.
تناول الدهون الصحية كالمسكرات أو الحليب أو زيت الزيتون مقابل الابتعاد عن الدهون الضارة كالمقليات أو الزيوت أو الزبدة.