تعتبر المشيمة عضو حيوي أثناء الحمل لأنه يقوم بدوره في إمداد الجنين بالأكسجين والمغذيات التي تساعده على النمو ، وبالتالي أن المشاكل التي تحدث بالمشيمة يتأثر بها الجنين لأنها تسبب قصور في وظائفها ، وهنا يتعرض للجنين لمضاعفات مثل تقييد النمو ، لذلك تقلق النساء الحوامل حين يخبرها أخصائي طب النساء بتعرضها لمشكلة تكلس المشيمة التي تنتمي إلى أحد أمراض المشيمة ، وهنا يتم أتخاذ الإجراء المناسب للحفاظ على صحة الأم والجنين ، حيث نوضح خيارات العلاج :
يشير الأطباء أن تكلس المشيمة هي مشكلة تحدث نتيجة لترسب الكالسيوم على أنسجة المشيمة ،وهو ما يظهر على شكل تجمعات صغيرة تشبه الحلقات عبر الفحص الطبي ، وهو ما يؤثر سلبياً على قدرة المشيمة للقيام بدورها على ما يرام.
حين يتم تشخيص تكلس المشيمة يتم التعامل مع تلك المشكلة بالطريقة المناسبة التي تضمن أقل ضرر لكل من الأم والجنين ، حيث تختلف طريقة العلاج وفقاً لعمر الجنين وحالته الصحية.
في الغالب تكون تحدث المشكلة في الشهر التاسع وهو ما يجعلها حالة طبية ليس خطيرة ، بعكس حدوثها في المراحل المبكرة من الحمل التي فيها يتعرض الجنين للعديد من المضاعفات.
أن طريقة التعامل مع تكلس المشيمة حين تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل ، فأن يتم اللجوء للعديد من الاختبارات الطبية بصورة منتظمة التي تهدف لمراقبة صحة الجنين ونبض قلبه ، إذ أثبت أن تلك المشكلة لا تؤثر بالسلب على نمو الجنين يتم الانتظار لاستكمال نمو الجنين ، مع التوصية بأدوية تعمل على الوقاية من سكر الحمل أو الضغط المرتفع التي يكون لها دور في تعزيز نمو الجنين بصورة سليمة.
بينما التعامل مع تكلس المشيمة بعد الأسبوع 37 وكانت نتائج الاختبارات الطبية تشير لعدم تأثير الجنين بتلك المشكلة حيث ينمو بصورة طبيعية يتم الانتظار لحين حدوث الانقباضات التي تحفز على الطلق للولادة الطبيعية ، ولكن في حالة أن يكون الجنين غير جيد يتم اللجوء لإبرة لتحفيز المخاض للولادة أو اللجوء للولادة القيصرية المبكرة ، وذلك وفقاً لنوع العملية الأكثر أمان للأم والجنين حسب الوضع الصحي لهما.
في حالة الخضوع للولادة المبكرة يوصى الطبيب بإعطاء حقنة للأم الحامل التي تساعد على تسريع نمو الرئتين للجنين .
يجب الإشارة أن في كلا الأحوال يجب تزويد المتابعة المنتظمة مع دكتور النساء لمراقبة حالة الجنين لحظة بلحظة ، حيث أن في حالة أن يكون الجنين غير جيد ، وكلما تأثر سلبياً بتلك المشكلة كانت الولادة المبكرة خيار ضروري.
هناك بعض النصائح الهامة التي ينصح الأطباء النساء الحوامل بأتباعها حين المعاناة من تكلس المشيمة ، والتي تساعد على تفادي مخاطر تأثر الجنين سلبياً بتلك المشكلة ، ومن أجل المساعدة على نموه بصورة طبيعية وتأخير الولادة المبكرة بقدر المستطاع.
الزيارة المنتظمة مع أخصائي طب النساء لإجراء الاختبارات الطبية التي تقيم صحة الجنين ومعدل نموه ، وذلك من أجل الاطمئنان عليه والتأكد من عدم تأثيره سلبياً مع مشكلة تكلس المشيمة.
تناول الأدوية الطبية الموصوفة من الطبيب التي تساعد على تعزيز نمو الجنين وتفادي المضاعفات التي تصيب الأم الحامل وتضر بالجنين مثل المكملات الغذائية أو أدوية للوقاية من سكر الحمل أو ارتفاع الضغط.
التغذية الجيدة التي تعتمد على المأكولات الغنية بالمعادن والفيتامينات التي تعزز نمو الجنين مع الابتعاد عن المأكولات الفقيرة القيمة الغذائية .
تجنب تناول أي نوع من العلاجات الطبية بدون استشارة الطبيب المختص والحصول على موافقته مع الالتزام بالجرعة دون إفراط.
الحرص على الراحة الجسدية من خلال تجنب الإجهاد أو حمل الأوزان الثقيلة أو شغل المنزل لأنها من الممارسات التي تشكل خطورة وتعرض وضع الحمل للخطر.
وضعية النوم المناسبة مع تكلس المشيمة
يتفق الأطباء على أهمية أن تنام الأم الحامل المصابة بتكلس المشيمة على الجانب الأيسر ، ويمكن دعم الساقين بوسادة للمساعدة على الاسترخاء ، فهي تكون من الأوضاع التي تساعد على تعزيز وظيفة المشيمة لكي تحسن من القيام بدورها في إمداد الجنين بالتغذية أو الأكسجين.
في المقابل يحذر من النوم على البطن أو الظهر التي تعتبر من الأوضاع الخاطئة التي تشكل خطورة على الأم الحامل والجنين بصورة عامة ، وأثناء مشكلة تكلس المشيمة بصورة خاصة.
هناك بعض النصائح التي تساعد النساء الحوامل على الوقاية من مشكلة تكلس المشيمة أثناء الحمل ، والتي نوضحها فيما يلي:
الالتزام بمواعيد متابعة الحمل مع دكتور النساء مع أهمية الخضوع للاختبارات الطبية التي تساعد على تقييم وضع الحمل وصحة الجنين.
عدم تناول أدوية طبية بدون الحصول على موافقة من الطبيب المختص.
أتباع نظام غذائي صحي يعزز نمو الجنين حيث ينصح بالإكثار من منتجات الألبان والبيض والحبوب الكاملة والأسماك والدواجن والفواكه والخضروات.
إدارة الحالة النفسية وهذا يتطلب الابتعاد عن مسببات الضغط والتوتر والقلق.
الحرص على النوم على الجانب الأيسر مع تحسين جودة النوم.
كيف يمكن تشخيص تكلس المشيمة
عادة لا تظهر أعراض جسدية تشعر بها الأم الحامل تخبرها بتكلس المشيمة ، وإن كان قلة حركة الجنين أو النزيف المهبلي أو تقلصات أسفل البطن من المؤشرات ولكن ليس علامة أكيدة فهي أعراض مشتركة بين أسباب متعددة.
أن الطريقة الأكيدة لتشخيص تكلس المشيمة هو الخضوع للفحص الطبي عند دكتور النساء مثل الموجات الفوق الصوتية ، الذي يساعد على الكشف عن تلك الحالة وتتبع صحة الجنين وكيف تأثر بها ، مما يساعد على تحديد طريقة العلاج المناسبة التي تساعد على اكتمال مدة الحمل أو تأخير الولادة بقدر المستطاع.
يجب الإشارة أن أغلبية النساء الحوامل تكتشف تلك المشكلة بالصدفة حين الفحص الروتيني لمتابعة الحمل ، حين يظهر تكلس المشيمة عن طريق الصدفة ، وذلك لأنها في الغالب تحدث بدون أعراض.
أن الإفراط في تناول حبوب الكالسيوم يؤدي لفرط لذلك المعدن في الجسم وهو ما يكون سبباً لحدوث مشكلة تكلس المشيمة وأحد عوامل الخطورة.
ولكن هذا لا يعني تجنب استعمال ذلك المكمل الغذائي الهام أثناء الحمل لأن انخفاض الكالسيوم يسبب العديد من المخاطر للأم والجنين ، لذا ينصح بالالتزام بتعليمات الطبيب حول الجرعة اليومية من تناول الكالسيوم مع التوقف عنه في حالة أن يطلب الطبيب ذلك.
هل تكلس المشيمة يضر الجنين
بصورة عامة ، يؤكد الأطباء أن تكلس المشيمة لا تعتبر مشكلة تضر الجنين إلا في حالة أن تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل ، وهنا يجب متابعة منتظمة للجنين للتدخل السريع بالولادة المبكرة حين تؤثر تلك المشكلة سلبياً على نمو الجنين وحصوله على القدر الكافي له من الغذاء والأكسجين.
أن تكلس المشيمة في الشهر التاسع غالباً يكون غير خطير حيث يكتمل نمو الجنين ، كما أن الولادة في أي وقت ليس غير على الطفل.
بينما حين تحدث تلك المشكلة في وقت مبكر يتعرض الجنين للعديد من المضاعفات والمخاطر المحتملة مما يتطلب مراقبة وضع الجنين لاتخاذ الإجراء المناسب .
ومن المشاكل التي يمكن أن تحدث ضائقة جنينية ، الولادة المبكرة ، انخفاض الوزن عند الولادة ، انفصال مبكر للمشيمة ، ولادة طفل ميت ، نزيف ما بعد الولادة.
أسئلة شائعة
متى يكون تكلس المشيمة خطر؟
يشير الأطباء أن تكلس المشيمة تعتبر مشكلة خطيرة حين تحدث قبل الأسبوع 37 ، أو حين تؤثر بالسلب على صحة الجنين ومعدل نموه ، وهنا ترتبط بزيادة مخاطر الولادة المبكرة.
ما هو سبب تكلس المشيمة؟
لم تشير الدراسات العلمية لسبب معين وراء مشكلة تكلس المشيمة ، ولكن أظهرت بعض عوامل الخطورة مثل (ارتفاع ضغط الدم ، انفصال المشيمة ، تناول بعض الأدوية الطبية ، فرط الكالسيوم ، التدخين).
